السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



نظرا لكثرة الاحاديث المصاحبة لحال الفريق الاول بالنادي الاهلي السعودي في هذي الفترة , أود ان اضع مشاركتي و تحليلي الشخصي (من ناحية ادارية) في محاولة تحديد الاركان و العوامل الرئيسية لكل ما يحدث في النادي.
والتي (ربما) يعلمها (الكثير) من جماهير الفريق و يجهلها (البعض) منهم , ولكن (بالتأكيد) يجهلها (الكثير) من اعلاميين عصر (الانفتاح و الديموقراطية و حرية الرأي) و يعلمها (البعض) منهم.





اولا: الحالة


المرحلة الاولى (التخطيط):

كما هو متعارف أن (التخطيط الاستراتيجي) بات ضروريا لأي منظمة متى ما أرادت ان تواكب (تطور العصر الحديث) وفق فنون تطبيق علم (الادارة الحديثة) لما يحدثه ذلك التخطيط من مميزات تتلخص كالتالي:

• يزود المنظمة بمرشد حول ما الذي تسعى لتحقيقه.
• يزود المسئولين بأسلوب وملامح التفكير في المبادرة ككل.
• يساعد المنظمة على توقع التغيرات في البيئة المحيطة بها وكيفية التأقلم معها.
• يساعد المنظمة على تخصيص الموارد المتاحة.
• يزيد وعي وحساسية الاعضاء لرياح التغيير والتهديدات والفرص المحيطة.
• يقدم المنطق السليم في تقييم الموازنات.
• ينظم التسلسل في الجهود التخطيطية عبر المستويات الإدارية.
• يجعل المدير خلاقاً ومبتكراً ويبادر بصنع الأحداث وليس متلقياً لها.
• يوضح صورة المنظمة أمام كافة جماعات أصحاب المصالح.

فالاستراتيجية تجعل كل العاملين يعلمون ما هي اهداف تلك المنظمة وبالتالي يتم التركيز على تلبية متطلبات تحقيق هذه الاهداف. كذلك فإن الاستراتيجية تحدد لنا أسلوبنا في المنافسة من تقليل التكلفة أو التميز أو الابداع أو النجاح.

و هذا بالتحديد ما تم وضعة من قبل ادارة النادي (الادارة العليا و التنفيذية) بعد حصول الفريق على (وصافة اسيا) من أمام فريق (أولسان الكوري). استدركوا حينها أنه بالرغم من وجود (لاعبين على قدر عالي) في الفريق و لكنه لم يكن مؤهل تماما لمجارات فرق (الدول الاسيوية) التي بدأت في تطبيق اساليب الادارة الحديثة (اليابان – كوريا الشمالية و الجنوبية – الصين (حديثا)) تيمنا بالأساليب المتطورة التي استخدمت في دول القارة الاوروبية, كما هو الحال ينطبق على (جميع الفرق و المنتخبات السعودية) على جميع مستوياتها و فئاتها.

الاستراتيجية في المنظمات بشكل عام على صعيد (جميع المنظمات) لها مستويات مختلفة (مستوى الادارة العليا – مستوى الادارة التنفيذية – مستوى وحدة الانشطة و المشاريع) , و لكن بشكل خاص في (المنظمات الاقطاعية الجزئية) كما هو الحال في المنظمات الرياضية بوجه التحديد في (فئة كرة القدم) يتم دمج مهام (الادارة العليا و التنفيذية) في مستوى واحد فتشكل على مستويين (مستوى الادارة العليا و التنفيذية – مستوى وحدة الانشطة و المشاريع).

فالإدارة العليا و التنفيذية في المنظمات الرياضية تتكون من (رئيس النادي - رئيس الادارة التنفيذية - اعضاء المجلس التنفيذي + المستشارين).اما وحدة الانشطة و المشاريع فهي تتكون من (مدراء الادارة الوسطى) من اداريين و فنيين و ماليين.



ومن هذا المنطلق تم وضع الاستراتيجية (الجديدة) ومن ثم بدأ العمل بها وفق المنهجية التي تم الاتفاق عليها و التي أراها من (وجهة نظري الخاصة) بأن كانت على محاور متعددة و منها:

• اعادة الهيكل الاداري لكي يصبح مناسب لتلك الاستراتيجية عن طريق (احلال) بعض الكوادر الموجودة بكوادر جديدة.
• البحث عند مدرب لديه الالمام بمهارات (الادارة الحديثة).
• توحيد خطط و تنظيم فرق كرة القدم على مستوى جميع (الفئات).
• خلق ادارات وسطى جديدة ( ادارة جودة – ادارة تقييم – ادارة متابعة) بحيث تكون موازية للإدارات الوسطى (الحالية) و معاونة و مساعدة للإدارات (العليا و التنفيذية).
• خلق بيئة عمل جديدة.
• خلق فرص استفادة من لاعبين الفئات السنية (الاكاديمية) وفق مبدأ (20/80), أي 20% من هؤلاء اللاعبين يحققون نسبة نجاح 80% و العكس كذلك.
• خلق فرص استثمارية جديدة تساعد على زيادة حجم الايرادات.
• تحقيق الاهم وهو تعديل (ميزان النقد) بحث لا يكون اجمالي (المصروفات) أعلى من (الايرادات) في ظل شح مدخولات الاندية السعودية و قلة الموارد و المصادر المالية بسبب عدم بدأ (التخصيص) و ارتفاع معدلات اسعار اللاعبين و الكوادر الفنية بشكل ملحوظ , وذلك لتجنب حدوث كوارث مالية في المستقبل القريب كما هو الحال في أغلب الاندية السعودية و (أن لم تكن ظاهرة للعيان بشكل كلي بالوقت الحالي ولكنه حتما سوف تظهر في المستقبل القريب).




المرحلة الثانية (التنفيذ):

• تم وضع تبديلات ادارية لمدير الفريق و المركز الاعلامي و غيرها.
• تم جلب مدرب لديه سيرة اكاديمية و تدريبية تعتبر ممتازة على (مستوى المملكة العربية السعودية).
• تم جلب طاقم فني و اداري موحد (برتغالي) لجميع الفئات.
• تم جلب فريق عمل (كامل) مع المدرب يعمل على جميع الفئات.
• تم وضع برنامج (تأمين) للاعبين .
• تم جلب كادر طبي (جديد).
• تم (استقطاب) بعض لاعبين فئات (الاولمبي و الشباب).
• تم انشاء متجر خاص بمنتجات النادي.
• تم اعادة النظر في عقود اللاعبين وفق برنامج موحد من قبل ادارات (المالية والجودة و التقييم) يوضح فيه (ما تم/ يتم صرفه على اللاعبين مقابل ما تم/ يتم الاستفادة منهم للفريق) للحصول على مؤشرات علمية (فعلية) لما يسمى (العائد من رأس المال) سواء كان (ربح أو خسارة) المرتبطة بوحدتي قياس (الفاعلية و الكفاءة).
• تم (تقليل) عدد اللاعبين (الغير مستفاد منهم) ما نتج عنه (ارتفاع في القدرة المالية).
• تم استقطاب لاعبين (اجانب) بمبالغ أقل من المبالغ السابقة.



المرحلة الثالثة (الختامية):

• تحقيق هدف الحصول على (فريق كرة قدم) يمتلك مقومات المنافسة و الحصول على البطولات (بإذن الله عز وجل).







ثانيا: التشخيص

فوائد (مميزات) تطبيق استراتيجية النادي الجديدة:

• البدء بعمل المنظومة (الاحترافية) الحديثة.
• السيطرة و التحكم المالي الذي يجعلها مؤهله لعملية (الاستمرار) المستقبلي من خلال تحويل الوضع المالي من (عجز) جزئي أو كلي الى (فائض) كلي.
• خلق فرص (مالية) جديدة تستخدم لكلا الحالتين (استقطاب لاعبين جدد – تحفيز اللاعبين الحاليين).
• زيادة الاستقرار و الامان الوظيفي للاعبين.
• تفريغ الفريق من كل عنصر (لاعب) عائده (خسارة) وفق المؤشرات العلمية الفعلية.



اما (عيوب) تطبيق الاستراتيجية فهي كالتالي:

• سوء الاختيار في (بعض) الكوادر الادارية.
• عدم فاعلية (بعض) الادارات الوسطى في العمل على ربط استراتيجية الادارة (العليا و التنفيذية) مع اساليب تحقيق الاهداف المخطط لها مسبقا.
• عدم فاعلية الادارة (الوسطى) في البدء باستقطاب لاعبين (محليين).
• ضعف الرابط القيادي المكون من (مدير الفريق و قائد الفريق).
• عدم وضوح الالية لدى لاعبين الفريق من ما أدى الى وجود (فجوة) كبيرة ما بين اللاعبين و الجهاز الفني, وبالتالي تدني نتائج الفريق و اصبح من الصعب تطبيق مبدأ الثواب و العقاب بشكل صحيح.







ثالثا: العلاج (الحلول) عوامل النجاح المساعدة


ما يحتاجه الفريق من (الادارة):

• اعادة النظر في (بعض) مدراء الادارة الوسطى من خلال عمل تقارير كاملة عن المهام الموكلة لهم و على ما تم تنفيذه منها.
• البدء في عملية اصلاح تلك (الفجوة) و ذلك من خلال اقامة محاضرات ادارية بحته للاعبين من قبل مدراء (الادارة الوسطى) يوضح فيها اهداف المنظمة و الية التخصيص و الية التوزيع و فرص النجاح المستقبلية للمنظمة بشكل عام و للاعبين بشكل خاص و للتقليل من اثار عملية (مقاومة التغيير).
• التنسيق مع اخصائيين (نفسيه و تنمية قدرات) لعمل جلسات خاصة لكل لاعب و ذلك للمساعدة في ترسيخ ما تم نقله لهم من خلال تلك المحاضرات للوصول الى ما هو مأمول منها وهو (تحفيز اللاعبين و نزع المخاوف التغيير و المشاركة ذات الكفاءة و الفعالية) لتحقيق اهداف الاستراتيجية.
• تكثيف جهود عمل ادارات (الجودة و التقييم و المتابعة) على أن يتم اصدار تقارير (اداء اللاعبين) بشكل اسبوعي , ثم يتم تقديم لكل لاعب التقرير الخاص به.
• تطبيق مبدأ العقاب و الثواب و ذلك بعد الانتهاء من تنفيذ الخطوات الثلاث السابقة (اعلاه).
• تشكيل لجنة رباعية دائمة (اسبوعية) مكونه من (رئيس النادي و مدرب الفريق و مدير الفريق و قائد الفريق) على ان تكون مبنية على اسس (المشاركة والتوجيه و التنسيق).
• فتح باب المشاركة بالنسبة للاعبين عن طريق (قائد الفريق).
• بدء عملية (استقطاب) اللاعبين المحليين.
• البدء في عمل محاضرات خاصة في (اعلاميين النادي الاهلي فقط) من قبل مركز النادي الاعلامي وذلك لتقريب وجهات النظر و الخروج بالفائدة القصوى لما يمثله الاعلام من عنصر داعم و فعال.
• الاستعانة بمستشارين تنفيذ خارجيين للعمل مع افراد الادارة الوسطى.




ما يحتاجه الفريق من (الاعلام) :

• العمل على فهم أسس و مبادئ (الادارة العامة) قبل أن يكتب حرف في مقال وليس الاعتماد على شهادة تخصص (الاعلام) فقط (ان وجدت) أو على حسن صياغة جمله و ابداعاته الانشائية.
• اعلم ان (مقاومة التغيير) لن تجعل النادي الاهلي فقط بعيدا عن المنافسات (القارية و العالمية) بالإضافة الى (المحلية), بل هيا تجعل جميع الفرق و المنتخبات السعودية بعيدا كل البعد عن ذلك.
• عليك التحلي بأخلاقيات ديننا الاسلامي الحنيف و أن يجعل خير الانبياء علية الصلاة و السلام القدوة الحسنة له , فلا يكذب ولا يغتاب ولا يجلب الفتن التي تسبب الحقد و الكراهية و البغضاء و التفرقة ما بين المسلمين ولا يكثر خصومه.
• كن منصفا للحق و مزهقا للباطل.
• كن على يقين بأنها (كرة قدم) و ليست حرب (أهلية او اقليمية او عالمية).



ما يحتاجه الفريق من (الجمهور):

• مساندة الفريق و الوقوف معه في الضراء قبل السراء.
• قبل أن تنتقد: افهم ثم فكر ثم فكر ثم فكر ثم اكتب.
• عليهم التذكر بأن (أغلب) النقاد الاعلاميين الذي اصبحوا يستهدفون النادي الاهلي هم (نفس) الاعلاميين الذين لا تهمهم مصلحة النادي و بالتالي مصلحة المنتخب السعودي (العامة) بقدر ما تهمهم الشهرة و الربح و انديتهم (الخاصة), فمن يهتم بالمصلحة الخاصة لا يهتم بالمصلحة العامة. بالإضافة الى انهم بعيدين كل البعد عن (مبادئ الادارة العامة الحديثة) ولا يمتلكون ايضا المهارات الفنية التدريبية التي تجعلهم مؤهلين لذلك.
• اعلم أن (التحليل) يقع في زاوية مواجهة (للتدريب) وليست متوازية , تماما كما هو الحال ما بين (المحلل المالي و المحاسب).
• اعلم تماما بأن نظرية 1+1=2 لا تنتمي الى نظريات (كرة القدم الحديثة) اطلاقا , والا لوجدت (دول افريقيا) متربعة على عرش بطولات (كأس العالم) لما تصدره تلك القارة من لاعبين (كبار) على مر التاريخ.
• كن للنادي خير عونا وعنصر نجاح و ليس معوقا له و سلاحا يستخدم ضده.






وفي الختام قبل أن تنتقد فقط اقرأ موضوعي السابق بعنوان:
http://www.alrage.net/vb/t370876.html