أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أين غاب الْخَطَّاب؟!
*****************
كان الأديب الشاعر محمد مستقيم البعقيلي يتواصل مع صديقه الأديب الشاعر محمد بن عمر الخطَّاب الحاحي ثم الهواري عبر الرسائل النصية الهاتفية المصطلح عليها باسم (SMS)، وفي بعض الأيام أرسل له عدة رسائل، بعضها يحمل في طيه أسئلة مهمة، في موضوعات علمية مختلفة، فانتظر أياما ولم يجبه الخطاب، فأنشأ أبياتا تساءل فيها عن أسباب غيابه، وعدم جوابه، فكانت الأبيات افتتاحا لسجال شعري شبه هزلي، انخرط فيه أيضا الأدباء الشعراء:
امحند إيهوم التناني، وإبراهيم نجاح الأكماري البعقيلي، ومحمد بن عمر الخطاب طبعا، وفيما يلي النص الكامل لهذا السجال الشعري:
…………………………………………� �………………
* محمد مستقيم:
أَيْنَ غَابَ الْخَطَّابُ أَيْنَ تَوَارَى؟ * لَـمْ يُـجِبْنِي فَهَلْ أَبَانَ هُوَارَا؟
أَمْ بَدَا رَقْمُ هَاتِفِي فَمَحَاهُ * خَطَأً؟ أَمْ تُرَاهُ مَلَّ الْـحِوَارَا؟
أمْ أَضَلَّ (الْـجَوَّالَ)؟ أَمْ سَرَقُوهُ * مِنْهُ ظُلْمـاً وَلَـمْ يُرَاعُوا الْـجِوَارَا؟
أَمْ نَفَادُ الرَّصِيدِ بَتَّ لَهُ الْـحَبْـ * ـلَ فَأَلْغَى وَصْلَ الرِّفَاقِ اضْطِرَارَا؟
أَمْ عَرَاهُ كَرْبُ الْـخَرِيفِ فَآذَا * هُ وَعَانَى مِـمَّـا عَرَاهُ الدُّوَارَا؟
أَمْ غَدَا لِلْحَمْرَاءِ أَمْ لِرِبَاطِ الْـ * ـفَتْحِ أَمْ لِلْعُيُونِ يَطْوِي الْقِفَارَا؟
أَمْ إِلَى أَرْضِ حَاحَةٍ مَسْقِطِ الرَّأْ * سِ غَدَا كَيْ يَزُورَ تِلْكَ الدِّيَارَا؟
أَمْ إلَى الْـمَسْجِدِ الْـحَرَامِ حَدَا الْعِيـ * ـسَ مُهِلاًّ يَنْوِي هُنَاكَ اعْتِمَـارَا؟
أَمْ إلَى مَسْجِدِ الْـمَدِينَةِ شَدَّ الـ * ـرَّحْلَ شَوْقاً وَمَا اسْتَشَطَّ الْـمَزَارَا؟
أَمْ سَلاَ عَنْ صَدِيقِهِ بِسِوَاهُ * فَنَأى عَنْهُ جَانِباً يَتَوَارَى؟
أَمْ شَجَاهُ (بَيْتُ الْعَنَاكِبِ) فَانْحَا * زَ إِلَيْهِ وَأَبْعَدَ الأَسْفَارَا؟
رَاكِباً مَتْنَهُ يَـخُوضُ بُحُورَ الْـ * ـعِلْمِ يَـجْنِي وُرُودَهُ وَالثِّمَـارَا
بَعْدَ مَا ذَمَّهُ وَعَابَ ذَوِيهِ * بِقَصِيدٍ يَقُولُ فِيهِ جِهَارَا:
زُمْرَةَ الْعَنْكَبُوتِ عَمَّنْ رَوَيْتُمْ؟ * عِلْمُكُمْ يُشْبِهُ السَّرَابَ نَهَارَا!
لَيْتَنِي أَعْرِفُ الْحَقِيقَةَ لَيْتِي * أَلْتَقِي مَنْ يُزِيلُ عَنْهَا الْغُبَارَا
فَأَجِبْ يَا إِهُومُ عَنْهُ أَجِبْنِي * إنْ تَكُنْ سَامِعاً وَلاَ تَتَوَارَا
وَأثِرْ – بَعْدَ أنْ تُـجِيبَ – نَـجَاحاً * لِيَصُوغَ الْقَرِيضَ فِيمَنْ تَوَارَى
*امحند إيهوم:
أَنا لَسْتُ أَرَاهُ عَمْداً تَوَارَى * فَهْوَ حَبْرٌ يـُحِبُّ هَذَا الْحـِوَارَا
بَلْ سَلاَ بِـخِزَانَةِ الْعِلْمِ عَنَّا * يَدْرُسُ الْفِقهَ يَسْرُدُ الأَسْفَارَا
أوْ يُربِّـي طُلاَّبَهُ أَوْ يُصـَلِّـي * فَرْضَـهُ أَوْ يُـرَدِّدُ الأذْكَـارَا
أَوْ يُقِيمُ بِـمجْلسٍ يَتَغـَنَّـى * بِالْـمُبِينِ وَيَقْــرَأُ (الأسْوَارَا)
أَوْ تَرَاهُ بِمَكْتَبٍ يَكْتُبُ النَّثْـ * ـرَ بَلِيغاً وَيَقْــرِضُ الأشْعَارَا
أَوْ نَـحَا مَكْتَبَ الْعُدُولِ بِعَقْـدٍ * لِيُزَوِّجَ خَوْلَـةً وَنِزَارَا
بَيْدَ أَنـِّي أَقُولُ قَوْلَةَ صِـدْقٍ * لاَ عَلَيْهَا إذَا بَـحثْتَ غُبَــارَا:
لاَ أُرَاهُ (بَيْتَ الْعَنَاكِبِ) يَنْحُوبَعْدَ مَا ذَمَّهُ بِشِعْرٍ جِـهَارَا
ورَأَى مَنْ يَزُورُهُ قَصْدَ عِلْمٍ * دُونَ جَدْوَى كمَـَنْ يَجُوبُ الْقِفَارَا
قَدْ يَكُونُ بِبِيْتهِ يَشْرَبُ الشَّـ * ـايَ مُحَلّـىً وَيَسْمعُ الأخْبَارَا
أَوْ تَرَاهُ بِأَرْضِ حَاحَةَ يَمْشِي * وَيَشُمُّ الريْـحَانَ وَالأزْهَارَا
جَرِّب الاتِّصَالَ مَرَّةً أُخْرَى * عَلَّهُ يَسْتَجِيبُ، لَنْ يَتَوارَى
فَإِذَا رَنَّ هَاتفٌ دُونَ رَدٍّ * فَأَعِدْ وَاتَّصِلْ مِرَاراً مِرَارَا
وإذَا لَـمْ يكُ الَّذِي قُلتُ حَقّاً * فَهْوَ في الْـمَسْجدِ الْحَرَامِ اعْتِمَـارَا
أَوْ بِطَيْبَةَ زَائِراً خَيْرَ مَنْ أرْ * سَلَهُ اللَّهُ أَحْـمَدَ الْـمُخْتَارَا
ذَاكَ يَا مُسْتَقِيمُ رَأْيِي وَإلاَّ * فنَجَاحٌ يُـجِيبُ أيْنَ تَوَارَى
*إبراهيم نجاح:
قَـرَّ عَيْناً وأنْشِدْ الأشْعَـــارَا * يَا ابْنَ سُوسٍ وَرَتِّـلْ الأذْكَـارَا
إنْ تُرِدْ يَا (إهُومُ) مِنِّي حِـوَاراً * عَنْ قَريبٍ فَهَاكَ هَذَا الْـحِوَارَا
أنَا مَا عِشْتُ لَنْ أغِيبَ – وإنْ طَا * لَ الْـمَدَى – عَنْكمُ وَلَنْ أتَوَارَى
إنْ تَوَارَى(الخَطَّابُ) يَوْماً فَلاَ لَوْ * مَ لَعَلَّ الفَتَى تَوَارَى اضْطِرارَا
كُلُّ خِــلِّ وَإن بَدَتْ لَكَ مِنهُ * زَلَّــةٌ فَالْتَمِسْ لَـهُ الأعْذَارَا
واعْفُ عَنْ ذَنْبِهِ وجَــدِّدْ لَهُ النُّصْـ * ـحَ بِرِفْقٍ وإنْ نأَى وَتَوَارَى
أوَ لَيْسَ(الخطَّابُ) شَيْخاً جَلِيلاً * يَسْتَحِقُّ التَّبْجِيلَ والإكْبَارَا؟
إنْ جَفَا(بَيْتَ عَنْكَبُوتٍ) فَلاَ تَعْــ * ـذِلْ، وَرَأيُ اللَّبِيبِ يُولَـى اعْتِبارَا
هُوَ شَيْخٌ في العِلْمِ أظْهَرَ رَأياً * قَدْ رَآه مُصَـوَّباً مُـخْتَـارَا
هَكَذَا رأيُ خِدْنِكِمْ فَلْيَعِ (الْـخَـ * ـطَّابُ) رأيِي وَلْيَنْظِم الأشْعَــارَا
*محمد بن عمر الخطاب:
لَمْ أَغِبْ عَنْكُمُ وَلَمْ أَتوَارَا * فَخُذُوا حِذْرَكُمْ وَكُفُّوا الشِّجَارَا
مُشْكِلِي مُشْكِلُ الرَّصِيدِ فَعُذْراً * فَلَقَدْ خَانَنِي الرَّصِيدُ مِرَارَا
كُلُّ حَرْفٍ بِدِرْهَمٍ فَتَكَلَّمْ * وَأطِلْ أوْ أَشِرْ وَفِرَّ فِرَارَا
*محمد مستقيم:
بَعْدَ مَا غِبْتَ جَئْتَنَا بِثَلاَثٍ * فِي ثَلاَثٍ بِهَا طَوَيْتَ الْـحِوَارَا
*محمد بن عمر الخطاب:
هِيَ فِي عَدِّهَا كَمِثْلِ الأَثَافِي * ضُمِّنَتْ فِي الْـجَوَابِ نُوراً وَنَارَا
*محمد مستقيم:
نُورَكُمْ نَبْتَغِي وَلاَ نَبْتَغِي نَا * راً فَلاَ تُطْلِقُوا عَلَيْنَا النَّارَا
*محمد بن عمر الخطاب:
هِيَ نَارٌ مِن الْـمَحَبَّةِ وَالشَّوْ * قِ فَلاَ تَـحْسبُوهُ مِنِّيَ عَارَا
جرى نظمها ما بين 1 و12 صفر 1435هـ 5 و16 دجنبر 2013م

منقولة