الصوره رقم 48
للاعب العراقي
حسين سعيد .. نجم القرن العشرين
اذا كان تاريخ كرة القدم العراقية قد خصص الكثير للكلام عن نجوم أمثال قدوري عثمان وجميل عباس وعمو بابا فأن هذا التاريخ سيكون غير منصف اذا لم يخصص لحسين سعيد ما يليق بمكانته كواحد من أفضل من لعب كرة القدم ليس في العراق وحسب بل على أمتداد القارة الآسيوية والكثير من الأماكن في العالم .
ولد حسين سعيد في نفس العام 1958 الذي شهد واحدة من اكبر الأنعطافات في تاريخ العراق السياسي عندما حدثت ثورة الرابع عشر من تموز والتي أشرت نهاية الحكم الملكي في العراق .
ولد حسين سعيد في عائلة بغدادية محافظة يقوم على رعايتها والده السيد سعيد محمد الذي كان يعمل في تجارة الأقمشة وهب حياته لعائلته التي ضمت أكثر من فرد وجهوا كل قدراتهم لكي يتحسس الوالد جهده في رؤية أبنائه وقد نجحوا في أكمال دراساتهم بعيداً عن كل مل يلهيهم عن ذلك ومنها كرة القدم التي أستقطبت حسين سعيد لكنها لم تنجح في أبعاده عن الكتاب ومسيرة النجاح التي انتهت بنيله شهادة الماجستير في الزراعة ليكون أول لاعب عراقي يحقق الأنجازين الكبيرين الا وهما كونه لاعب القرن العشرين وصاحب شهادة كاديمية عليا .
البداية ..
ما كان يقلق عائلة حسين سعيد ( كرة القدم ) من أن تخطف حسين سعيد من مقاعد الدراسة كانت هي بوابة المجد والشهرة التي أضافت للعائلة الكثير لتكون صاحبة الأنجاز الكبير في تقديم لاعب
أسهم ذكاء قدميه في فوز العراق بالكثير من الأنجازات. فالمنتخب العراقي المدرسي كان النافذة التي أطل منها حسين سعيد على ملاعب الشهرة حيث تمكن بفضل أهدافه وأسلوبه الذي كان يجعل منه ( دبابة بشرية ) تمكن من قيادة المنتخب المدرسي العراقي الى الفوز بالوسام الذهبي للدورة المدرسية العربية في مصر عام 1975 .
ألتحق حسين سعيد
بقريق نادي الطلبة حيث لعب ضد قريق نادي الشرطة لآول مرة وهي مباراة أنتهت بفوز الطلبة 3-0 .
الا أن المناسبة الكبيرة الأخرى كانت المباراة الثانية أمام نادي القوة الجوية حيث تمكن حسين سعيد من ترك بصماته على المباراة بتسجيله هدف الفوز .
كانت فترة منتصف السبعينات حافلة بالنجوم الكبار فيما كان هناك طابور طويل من اللاعبين الواعدين ومنهم حسين سعيد يصطفون في صف المنافسة للاعبين أمثال حازم جسام وثامر يوسف وغيرهم ممن شارفت شمس مسيرتهم مع المنتخب على الغروب وكان عمو بابا يبحث عن نجم واعد يستطيع ملء الثغرة التي سيتركها رحيل الكبار فجاءه المدد من صفوف نادي الطلبة
حيث برز أسم حسين سعيد كأفضل خلف لخير سلف .
في عام 1976 تم أستدعاء حسين سعيد لأول مرة لصفوف المنتخب الوطني بد أن تألق في نيل لقب هداف بطولة آسيا للشباب في بانكوك برصيد سبعة أهداف رغم ضياع اللقب من المنتخب العراقي الذي كان قد أحرزه مناصفة مع أيران قبل عام .
لعب حسين سعيد مباراته الأولى أمام المنتخب السعودي في الرياض وسجل هدف العراق في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكل من الفريقين ليؤسس حسين سعيد مكانة لم ينازعه فيها احد وتبدأ مسيرة الفوز بلقب لاعب القرن العشرين وليثلج صدر عمو بابا بأختياره الناجح وعثوره على كنز لا يفنى .
وفي عام 1977 تمكن حسين سعيد من أعطاء العراق أثمن الألقاب عندما أسكت أكثر من مئة ألف متفرج أيراني يتقدمهم نجل شاه أيران السابق عندما كسر طوق التعادل مسجلاً الهدف الرابع في مرمى الفريق الأيراني ليعيد كاس آسيا للشباب الى خزينة أتحاد كرة القدم وليغدو بطلاً وطنياً بكل أستحقاق .
شهد عام 1978 العديد من المباريات الدولية الودية في أطار الأستعداد لدورة الألعاب الآسيوية في تايلند حيث شهد ملعب الشعب شروق عبقرية حسين سعيد في تسجيل الأهداف التي كانت خيوط أنوارها الأولى قد بدأت في الظهور قبل عامين حيث تمكن حسين سعدي من تسجيل الأهداف الثلاثة التي فاز بها العراق على الجزائر وهي أول حالة هاتريك لحسين سعيد دولياً ليطمئن قلب عمو بابا من أن الثغرة التي تركها ثامر يوسف وعلي كاظم وحازم جسام قد تم ردمها .
نقطة التحول ..
كان عام 1979 عاماً متميزاً سواء في مسيرة حسين سعيد أو المنتخب الوطني العراقي حيث أستضافت بغداد دورة الخليج العربي الخامسة وحشد عمو بابا ما يمكن أن يقال عنه واحداً من افضل المنتخبات الوطنية العراقية حيث شكل حسين سعيد ثنائياً مرعباً مع فلاح حسن ومن خلفهما نجم خط الوسط على مر الأيام هادي أحمد فكانت أهداف حسين سعيد العشرة كافية لنيل العراق الكأس لأول مرة وديباجة سجل الأهداف الأربع والعشرين التي مازالت تشكل رقماً قياسياً لهدافي البطولة لم يستطع أحد تخطيه.
وعلى صعيد كأس العالم تجلت مهارة حسين سعيد في تسجيل الأهداف لتنتقل بالعراق من مرحلة الى أخرى حتى جاء يوم الحسم في الطائف حيث تمكن حسين سعيد من وضع العراق في المقدمة ليقود المنتخب العراقي الى المكسيك.
و بعد مباراة الحسم في تصفيات كأس العالم أمام سوريا في الطائف في تشرين الثاني من عام 1985 أعد اتحاد كرة القدم في العراق برنامجاً على مستوى عال لأعداد المنتخب العراقي تضمن العديد من المباريات التجريبية مع منتخبات أوربية متقدمة مثل الدنمارك ورومانيا وكذلك فرق أندية مثل شالكه الالماني و جلسي الانكليزي وفريق يمثل مجموعة أندية من جمهورية أيرلندا ونادي فلامنكو البرازيلي اضافة الى معسكر تدريبي في البرازيل .
كانت الأنظار مسلطة على حسين سعيد كونه المهاجم الأبرز لاسيما بعد أن تلقى عرضاً للاختبار من نادي ريال مدريد كما كتبت عنه وكالة رويترز تصفه صاحب الاقدام الذكية مما جعله موضع اهتمام الفرق التي لاعبت العراق في الادوار النهائية لكأس العالم التي لم تشهد من حسين سعيد الكثير.
وبعد كأس العالم شارك حسين سعيد مع المنتخب العراقي في دورة الالعاب الاسيوية في سيؤل وسجل ثلاثة أهداف في مباراتين فقط شارك فيهما أمام عمان - هدف واحد - و - هدفين في مرمى الامارات - .وعاد حسين سعيد ليقود خط هجوم منتخب العراق الى جانب أحمد راضي في تصفيات دورة سيؤل الاولمبية حيث لعب خمس مريات سجل فيها ثلاثة أهدافيا .
لكن الاصابة منعت حسين سعيد من المشاركة مع منتخب العراق في دورة الخليج التاسعة في السعودية 1988 قبل أن يعود الى صفوف المنتخب في الادوار النهائية لدورة سيؤل الاولمبية .
وفي عام 1989 قاد حسين سعيد خط الهجوم العراقي في تصفيات كأس العالم حيث شارك في خمس مباريات لم يسجل سوى هدف واحد في الكابوس أمام قطر في المباراة التي تعادل فيها المنتخبان 2 - 2 في بغداد وأدت الى خروج المنتخب العراقي من تصفيات كأس العالم كما أنه لم يشارك بسبب الاصابة مع منتخب بلاده في دورة الصداقة والسلام في الكويت 1989 .
و ثم عاد حسين سعيد الى صفوف المنتخب العراقي في دورة الخليج العاشرة في الكويت 1990 والتي كانت أخر مناسبة له ليودع الكرة دون اعتزال لتبدأ مسيرته الادارية التي تبوء خلالها العديد من المناصب في اتحاد كرة القدم واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية .
لعب حسين سعيد 131 مباراة للمنتخب الوطني العراقي سجل خلالها 84 هدف ليكون واحداً من أصحاب الارقام القياسية في هذا المجال الذي لم يذكر في عالم الارقام القياسية بسبب كون معظم تلك المباريات لم تدرج في سجلات الاتحاد الدولي لكرة القدم لأن من شروط المباريات الدولية أن تجري تحت سلطة الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يعين حكماً محايداً وتخصص له نسبة من وارد المباراة
وتضمن سجل حسين سعيد خوض ست مباريات مع المنتخب العسكري العراقي سجل خلالها خمسة أهداف وخاض مباراة على الصعيد الاولمبي سجل خلالها ستة أهداف وشارك في نهائيات ثلاث دورات أولمبية 1980 و 1984 و 1988 .
أحرز حسين سعيد لقب الهداف في المناسبات التالية :
1- هداف دورة الخليج العربي 3 مرات 1979 و 1982 و 1984 برصيد 24 هدف.
2- هداف بطولة شباب اسيا مرتين 1976 و 1977 برصيد 17 هدف.
3- هداف دوري الدرجة الاولى العراقي خمس مرات برصيد 57 هدف كما أحرز المركز الثالث في هذه القائمة عام 1980 برصيد عشرة أهداف.
4- صاحب أسرع هدف في الدوري العراقي سجله في مرمى نادي الميناء موسم 1980 - 1981 خلال ثلاثين ثانية.
5- الوسام الذبي لبطولة شباب أسيا مرتين 1975 و 1977 .
6- الوسام الذهبي لدورة الخليج العربي 1979 و 1984 .
7- الوسام الذهبي لدورة مرليون في سنغافورة 1984 .
8- وسام هداف الدوري خمس مرات .
9- وسام بطولة الدوري مرتين مع نادي الطلبة .
10- وسام اتحاد كرة القدم لخدماته الجليلة لكرة القدم العراقية.
11- أحسن لاعب عامي 1984 و 1985 .
12- لاعب القرن مناصفة مع أحمد راضي.
أقترن أسمه بتسع حالات - هاتريك - مجموع أهدافها 28 هدف أي بنسبة أكثر من ثلاثة أهداف في كل مباراة .
من الملاعب الى المكاتب ..
بعد العودة من الكويت حيث شارك سعيد مع منتخب العراق في كاس الخليج العاشرة التي شهدت أنسحاب العراق من البطولة تحول حسين سعيد الى العمل الأداري رغماً عنه ودون سابق أنذار أو مباراة أعتزال ليبدأ مسيرة أخرى ناجحة تضاهي مسيرته كلاعب من الطراز الأول حيث شغل العديد من المناصب مثل مدير مكتب العلاقات الخارجية في اللجنة الأولمبية العراقية ونائباً لرئيس الأتحاد العراقي لكرة القدم وأميناً للسر ونائباً لرئيس اللجنة الأولمبية العراقية وأمينها العام ومن قبل عضواً في لجنة اللعب النظيف في الأتحاد الآسيوي لكرة القدم ثم عضواً في المكتب التنفيذي للأتحادين الآسيوي والعربي وعضواً في اللجنة الأعلامية للأتحاد الدولي لكرة القدم .
رد مع اقتباس
