أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم



بعض الأوامر لايحسن تعليم الناس إياها مطلقة دون بيان وتفصيل ومعرفة بحال المأمور ومآل تطبيقه تلك الأوامر، بل لابد من أن يكون لدى طالب العلم شيء من استشراف مآلات أمر غيره بمثل تلك الأوامر= ليأتي بما يناسب المخاطب من تفصيل وبيان.


- فمن ذلك أنه قد يحث غيره على مناظرة النصارى-مثلا- مع أن المخاطب ليس عنده من العلم ما يمكنه من إقامة الحجة على غيره؛ فيفسد في دعوته أكثر مما يصلح، فتكون دعوته بجهل=


أ- فتنة لنفسه.
[لأن هذه المواقف كثيرا مايستدرج فيها الجاهل قليل الورع إلى القول على الله دون علم، وإلى رد الشبهة بشبهة مثلها]


ب- وفتنة للذين كفروا.
[وذلك لعدم إقامة الحجة الرسالية كما ينبغي، وعدم رد الشبهات بالبراهين فيزداد بذلك الشاك شكا والمعاند عنادا]




* وأضرب هنا مثالين لدقة فقه إمام أهل السنة أحمد بن حنبل في هذا الباب:-



1/ قال له عباس الوراق[وهو وإن كان ثقة،فإنه ليس من المشهورين بالرسوخ]:

أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري، فيتكلم مبتدع فيه أرد عليه ؟

فقال له أحمد:
(لاتنصب نفسك لهذا، أخبره بالسنة، ولاتخاصم).

"طبقات الحنابلة"لابن أبي يعلى2/156




2/وسأله الأثرم: يجزيء في الوضوء مد ؟

فقال أحمد: (كذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم)، ("إذا أحسن" أن يتوضأ به فهو يجزيه)، ("لايمسح" مسحا إنما هو الغسل). "سنن الأثرم"257

[وثبت مثله عن الإمام الفقيه القاسم بن محمد بن أبي بكر، رواه ابن أبي شيبة في مصنفه(84) وغيره، بسند صحيح رجاله رجال الصحيح]






والله أعلم و الحمدلله