أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


<b>
بسم الله الرحمن الرحيم.

أما بعد؛

فهذا تخريج لحديث عائشة رضي الله عنها في سنن ابن ماجه د والذي فيه تلقيب النبي صصص لها بـ"الحميراء"؛ ثم أتبعته بالأحاديث الأخرى التي جاء فيها ذكر هذا اللقب.

وهذا الحديث هو أحد أحاديث رسالتي الماجستير والتي بعنوان [ الأحاديث الواردة في الأسماء والكنى والألقاب ] وقد نقلته هنا بدون تعديلٍ عليه؛ وسيكون عليه الطابع الأكاديمي، والله الموفق.




93- (8) قال الإمام ابن ماجه في سننه في كتاب الرُهون، باب المسلمون شركاء في ثلاث 3/529ح(2472):

حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الشَّيْءُ الَّذِي لاَ يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: (الْمَاءُ ، وَالْمِلْحُ ، وَالنَّارُ)، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْمَاءُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا بَالُ الْمِلْحِ وَالنَّارِ؟ قَالَ: (يَا حُمَيْرَاءُ، مَنْ أَعْطَى نَارًا؛ فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَا أَنْضَجَتْ تِلْكَ النَّارُ، وَمَنْ أَعْطَى مِلْحًا؛ فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَا طَيَّبَتْ تِلْكَ الْمِلْحُ، وَمَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ حَيْثُ يُوجَدُ الْمَاءُ؛ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً، وَمَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ حَيْثُ لاَ يُوجَدُ الْمَاءُ؛ فَكَأَنَّمَا أَحْيَاهُ).

غريب الحديث:

حميراء: تصغير الحمراء، وهي بخطاب أهل الحجاز: البيضاء بشقرة، وهذا نادر فيهم([1]).

رواة الإسناد:

1- عمار بن خالد الواسطي: هو ابن يزيد بن دينار التمار، أبو الفضل أو أبو إسماعيل، روى عن علي بن غراب، ويحيى القطان، وابن عيينة، وعنه: ابن ماجه، والنسائي، وابن جرير الطبري، ثقة، مات سنة 260هـ.
الجرح والتعديل 6/395، تهذيب الكمال 21/187، تهذيب التهذيب 3/201، التقريب ت(4820).

2- علي بن غراب: الفزاري مولاهم، الكوفي، القاضي، قال الفلكي: غراب لقب وهو عبدالعزيز سماه مروان بن معاوية، روى عن زهير بن مرزوق، والأعمش، والثوري، وعنه: عمار بن خالد، وأحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب الطوسي، اختلف فيه:
فقال الإمام أحمد: ليس لي به خبرة سمعت منه مجلساً واحداً ،كان يدلس ما أراه كان إلا صدوقا، وقال-مرة-: كان حديثه حديث أهل الصدق، وقال ابن معين: ثقة، وقال-مرة-: صدوق، وقال-مرة-: لم يكن به بأس ولكنه كان يتشيع، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس وكان يدلس.
وقال أبو داود: ضعيف وأنا لا أكتب حديثه، وقال ابن نمير: يعرفونه بالسماع وله أحاديث منكرة، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال ابن حبان: حدث بالأشياء الموضوعة؛ فبطل الاحتجاج به، وكان غاليا في التشيع، وقال ابن عدي: له غرائب وأفراد وهو ممن يكتب حديثه.
ولخص حاله ابن حجر فقال: صدوق، وكان يدلس ويتشيع، وأفرط ابن حبان في تضعيفه. وقد ذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين الذين لم يحتج الأئمة إلا بما صرحوا فيه بالسماع، مات سنة 184هـ.
الجرح والتعديل 6/200، تهذيب الكمال 21/90، تهذيب التهذيب 3/186، التقريب ت(4783)، تعريف أهل التقديس ت(89).

3- زهير بن مرزوق: روى عن علي بن زيد بن جدعان، وعنه: علي بن غراب، قال ابن معين: لا أعرفه، وقال البخاري: منكر الحديث مجهول، وقال الذهبي: واهٍ، وقال ابن حجر: مجهول.
الجرح والتعديل 3/591، تهذيب الكمال 9/419، الكاشف1/408، تهذيب التهذيب 1/640، التقريب ت(2050).

4- علي بن زيد بن جدعان: هو ابن بن عبدالله بن زهير بن عبدالله بن جدعان التيمي، البصري، أصله حجازي، وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان، ينسب أبوه إلى جد جده، روى عن سعيد بن المسيب، والحسن البصري، ومحمد بن المنكدر، وعنه: زهير بن مرزوق، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ضعيف، مات سنة 131ه، وقيل: قبلها.
الجرح والتعديل 6/186، تهذيب الكمال 20/434، تهذيب التهذيب 3/160، التقريب ت(4734).

5- سعيد بن المسيب: تقدمت ترجمته في الحديث رقم(29)، وأنه أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار.

6- عائشة رضي الله عنها: تقدمت ترجمتها في الحديث رقم(4).

تخريجه([2]):

* أخرجه المزي في تهذيب الكمال 9/419 من طريق عمار بن خالد به، بنحوه.
* وأخرجه الطبراني في الأوسط 6/349ح(6592) من طريق علي بن غراب به، بنحوه.
* وأخرجه ابن عدي في الكامل 3/138-ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات 2/170- من طريق الفضل بن قرة،
والثعلبي في الكشف والبيان 10/306 من طريق عثمان بن مطر،
كلاهما(الفضل، وعثمان) عن الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد به، بنحوه، إلا أن الفضل لم يذكر"يا حميراء".

دراسة الحديث والحكم عليه:

إسناد الإمام ابن ماجه ضعيف جداً([3])؛ وفيه ثلاث علل:
الأولى: ضعف علي بن زيد بن جدعان.
الثانية: جهالة زهير بن مرزوق.
الثالثة: تفرد علي بن غراب، قال الطبراني: لم يسند زهير بن مرزوق غير هذا، تفرد به علي بن غراب([4]).
*وأما متابعة الحسن بن أبي جعفر لزهير بن مرزوق فلا تفيد شيئاً، فالحسن قال عنه ابن حجر: ضعيف الحديث([5]).
وقد حكم ابن الجوزي على هذا الحديث بعد تبويبه له بـ"باب ثواب سقي الماء" بالوضع وأورد طريق سعيد بن المسيب-فيما رواه ابن جدعان فيما رواه عنه الحسن بن أبي جعفر-، وطريق عروة بن الزبير([6])، ولم يورد طريق زهير بن مرزوق عن علي بن زيد، وهو ضعيف كما تقدم.

وقد جاءت أحاديث أخرى فيها تلقيب النبي صصص لعائشة رضي الله عنها بالحميراء منها:

الأول: ما أخرجه نعيم بن حماد في الفتن 1/84ح(189) عن عبدالرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه أن رسول أن رسول الله صصص قال لنسائه: (أيتكن التي تنبحها كلاب ماء كذا وكذا، إياك يا حميراء) يعني: عائشة
وهذا إسناد مرسلٌ –وعلاوة على إرساله- تفرد به نعيم بن حماد، قال النسائي عنه: كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به، وقال مسلمة بن القاسم: له أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها، وقال الذهبي: لا يجوز لأحد أن يحتج به، وقد صنف كتاب "الفتن"، فأتى فيه بعجائب ومناكير، ولخص حاله ابن حجر فقال: صدوق يخطىء كثيرا([7]).

والثاني: ما أخرجه ابن سعد في الطبقات 10/78 عن محمد بن عمر، عن فاطمة بنت مسلم، عن فاطمة الخزاعية، قالت: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول يوما: دخل علي يوما رسول الله صصص فقلت: أين كنت منذ اليوم؟ قال: (يا حميراء، كنت عند أم سلمة)، فقلت: ما تشبع من أم سلمة؟ قالت: فتبسم، فقلت: يا رسول الله، ألا تخبرني عنك، لو أنك نزلت بعدوتين، إحداهما لم تُرْعَ، والأخرى قد رُعِيَتَ، أيهما كنت ترعى؟ قال: (التي لم تُرْعَ) قلت: فأنا لست كأحد من نسائك، كل امرأة من نسائك قد كانت عند رجل، غيري، قالت: فتبسم رسول الله صصص.
وهذا إسنادٌ ضعيف جداً، ففيه محمد بن عمر الواقدي، قال عنه ابن حجر: متروك مع سعة علمه([8]). وفيه فاطمة بنت مسلم لم أقف لها على ترجمة.

والثالث: ما أخرجه إسحاق بن راهويه 2/172ح(673)-ومن طريقه البيهقي في الخلافيات 2/189ح(465)- من طريق عبد الملك بن محمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صصص قبلها وهو صائم، وقال: (إن القبلة لا تنقض الوضوء، ولا تفطر الصائم)، وقال: (يا حميراء، إن في ديننا لسعة).
وهذا إسنادٌ ضعيف، ففيه عبدالمك بن محمد، قال عنه الدارقطني: شيخٌ لبقية مجهول، وقال-مرة-: ضعيف([9]).
وقال إسحاق بن راهويه: أخشى أن يكون غَلِطَ، قال أبو محمد-النيسابوري راوي المسند عن المؤلف- : في المرة الأولى غَلَطٌ([10]).

والرابع: ما أخرجه البخاري-كما في ميزان الاعتدال 2/679-، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 5/391ح(3010)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق ص389ح(872)، والطيوري في الطيوريات 2/470ح(408) من طريق عبدالوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صصص قال لها: (ويحك)، فجزعت منها، فقال لها رسول الله صصص :(يا حميراء، إن ويسك([11]) وويحك رحمة([12])).
وهذا الحديث ضعيفٌ جداً؛ ففيه عبدالوهاب بن الضحاك، قال عنه ابن حجر: متروكٌ، كذبه أبو حاتم([13]). وفيه إسماعيل بن عياش، وهو مخلطٌ في راويته عن غير أهل بلده، وشيخه هنا هو هشام بن عروة من أهل الحجاز([14]).
وقد بوب البخاري في صحيحه في كتاب الأدب: باب ما جاء في قول الرجل ويلك([15])، وأورد فيه قول النبي r لمن لم يركب بدنته: " اركبها ويلك([16])"، وقوله r لأنجشة: " ويحك يا أنجشة رويدك بالقوارير([17])" وغيرها.
قال ابن حجر: لعله رمز إلى تضعيف الحديث الوارد...وذكر الحديث ثم قال: أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق بسند واهٍ، وهو آخر حديث فيه([18]).

والخامس: ما أخرجه أبو بكر الدينوري في المجالسة 6/252ح(2615) و7/39ح(2889)، والعقيلي في الضعفاء 1/156، وابن حبان في المجروحين 1/199، والطبراني في الأوسط 5/163ح(4951) ([19])، وابن عدي في الكامل 2/241، والجورقاني في الأباطيل والمناكير 2/7ح(380) من طريق أبي الخليل بزيع بن حسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صصص كان يصلي في موضع بول الحسن والحسين، فقالت له عائشة: ألا نحوط لك جانبا من الحجرة؛ فهو أنظف لك من هذا؟ فقال: (يا حميراء، أما علمت أن العبد إذا سجد لله سجدة طهر الله موضع سجوده؟!).
وهذا حديثٌ موضوع؛ وآفته أبو الخليل بزيع بن حسان، قال عنه ابن معين: لا أعرفه، وقال ابن الجنيد: حدثنا عبدالرحمن بنالمبارك عنه، عن هشام بن عروة بمناكير، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال ابن أبي حاتم: روى عن هشام بن عروة حديث شبه الموضوع، وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يأتي عن الثقات بأشياء موضوعة كأنه المتعمد لها، وقد سأل البرقاني الدارقطني عنه فقال: متروك، فقال البرقاني: له عن هشام بن عروة عجائب، قال: هي بواطيل، ثم قال: كل شيء له باطل، وقال أبو نعيم: روى عن هشام بن عروة، ومحمد بن واسع أحاديث موضوعة، وقال الذهبي: متهم([20]).
قال البرذعي: شهدت أبا زرعة أتى في" فوائد البصريين" ، على حديثين-وذكر هذا الحديث وآخر معه كلاهما عن بزيع- فأمرنا أن نضرب عليهما، وأنكرهما، فجهدت به أن يقرأهما، فأبى وقال: هما شبيهان بالموضوع ، أو نحو ما قال، وقال العقيلي: لا يُتابع عليه، وذكر ابن عدي هذا الحديث من مناكير بزيع، وقال الجورقاني: هذا حديث باطل، وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله r، وهو معروف ببزيع، ولا يتابع عليه، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وبزيع اتهم بالوضع([21]).

والسادس: ما أخرجه النسائي في الكبرى 8/181ح(8902)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 1/268ح(292) عن يونس بن عبدالأعلى، عن ابن وهب، عن ابن الهاد، عن بكر بن مضر، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن عائشة لزوج النبي صصص قالت: دخل الحبشة المسجد يلعبون فقال لي: (يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم؟)...الحديث.
هذا الحديث قد رواه غير أبي سلمة؛ كعروة بن الزبير([22])، وعبيد بن عمير([23])، وأبي قلابة([24])، عن عائشة ل ولم يذكروا مخاطبة النبي r لها بـ"يا حميراء"، وإنما جاءت من طريق أبي سلمة بن عبدالرحمن، وعنه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، ومحمدٌ قد وثقه غير واحدٍ من أهل العلم، وقال عنه أحمد بن حنبل: في حديثه شيء، يروي أحاديث مناكير أو منكرة، وقد لخص حاله ابن حجر فقال: ثقة له أفراد([25]). وقد يكون الحملُ في ذكر هذه اللفظة والتفرد بها على محمد بن إبراهيم أو من فوقه في الإسناد.
وقد قال عنه الزركشي: إسناده صحيح، وقال ابن حجر: إسناده صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا([26]).

والسابع: ما أخرجه أبو بكر الخلال في السنة 2/457ح(710) من طريق حسين بن عبدالله، عن كثير بن عبدالله بن جعفر-ابن أخي إسماعيل بن جعفر-،
وأبو القاسم السقطي في فضائل معاوية(ق8ب)-ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 59/70- من طريق أحمد بن إبراهيم التستري، عن إسماعيل الوراق، عن أحمد بن الهيثم، عن الحسن بن بشار، عن عبدالله بن جعفر-أخو إسماعيل بن جعفر-،
كلاهما(كثير، وعبدالله) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أتيت رسول الله صصص وهو في بيت أم حبيبة وكان يومها من رسول الله صصص فقال: (ما جاء بك يا حميراء؟) ... وفيه دعاء النبي صصص لمعاوية: (جنبك الله الردى، وزودك التقوى، وغفر لك في الآخرة والأولى)
وهذا إسنادٌ فيه علتان:
الأولى: كثير بن عبدالله بن جعفر، وعبدالله بن جعفر-ولعله والد الأول على ما جاء في الإسناد- لم أقف لهما على ترجمة بعد طول بحث، وأما إسماعيل بن جعفر فمشهورٌ، قال الذهبي في ترجمة محمد بن جعفر: الحافظ، أخو إسماعيل بن جعفر، وكثير بن جعفر، ويحيى بن جعفر، ويعقوب بن جعفر، فأشهرهم: محمد وإسماعيل([27]).
الثانية: أن في الإسناد إلى كثير، حسين بن عبدالله لم أتبينه ويوجد أكثر من راوٍ يحمل هذا الاسم([28])، وفي الإسناد إلى عبدالله بن جعفر، أحمد بن إبراهيم التستري لم أقف له على ترجمة، والحسن بن بشار الراوي عن عبدالله بن جعفر، لم أقف له على ترجمة ولم أقف له إلا على هذه الرواية وفيها توثيقه من قبل الراوي عنه أو ابن عساكر.
وقد أورد ابن كثير حديثاً أورده ابن عساكر قبل حديثنا هذا ثم قال: وقد أورد ابن عساكر بعد هذا أحاديث كثيرة موضوعة، والعجب منه مع حفظه واطلاعه كيف لا ينبه عليها وعلى نكارتها وضعف رجالها، والله الموفق للصواب([29]).

الثامن: ما أخرجه ابن حبان في المجروحين 2/29-ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات 1/412-، والطبراني في الكبير 22/400ح(1000) ([30]) من طريق أبي قتادة عبدالله بن واقد الحراني، عن الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صصص كان كثيرا ما يقبل نحر فاطمة، فقلت: يا رسول الله، أراك تفعل شيئا لم أكن أراك تفعله! قال: (أو ما علمت يا حميراء، أن الله جل وعلا لما أُسري بي إلى السماء أمر جبريل فأدخلني الجنة، فأوقفني على شجرة ما رأيت أطيب رائحة منها ولا أطيب ثمرا، فأقبل جبريل يفرك ويطعمني؛ فخلق الله منها في صلبي نطفة، فلما صرت إلى الدنيا واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فكلما اشتقت إلى رائحة تلك الشجرة شممت نحر فاطمة، فوجدت رائحة تلك الشجرة فيها وإنها ليست من نساء أهل الدنيا ولا تعتل كما يعتل أهل الدنيا)
هذا حديثٌ موضوع؛ وآفته أبو قتادة الحراني، قال عنه البخاري: تركوه، منكر الحديث، وقال أبو حاتم:تكلموا فيه، منكر الحديث، وذهب حديثه، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، لا يُحدث عنه، وقال ابن حجر: متروك، وكان أحمد يثني عليه وقال: لعله كبر واختلط وكان يدلس([31]).
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع لا يشك المبتدئ في العلم في وضعه فكيف بالمتبحر، ولقد كان الذي وضعه أجهل الجهال بالنقل والتاريخ، فإن فاطمة ولدت قبل النبوة بخمس سنين، وقد تلقفه منه جماعة أجهل منه فتعددت طرقه، وذكره الإسراء كان أشد لفضيحته فإن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة بعد موت خديجة، فلما هاجر أقام بالمدينة عشر سنين، فعلى قول من وضع هذا الحديث يكون لفاطمة يوم مات النبي صصص عشر سنين وأشهر، وأين الحسن والحسين وهما يرويان عن رسول الله صصص، وقد كان لفاطمة من العمر ليلة المعراج سبع عشرة سنة، فسبحان من فضح هذا الجاهل الواضع، على يد نفسه([32]).
وقال الذهبي: هذا حديث موضوع مهتوك الحال، ما أعتقد أن أبا قتادة رواه، ثم وجدت له إسنادا آخر عنه رواه الطبراني عن عبدالله بن سعيد الرقي، عن أحمد ابن أبي شيبة الرهاوي، عن أبى قتادة، فهو الآفة([33]).

والتاسع: ما أخرجه ابن حبان في المجروحين 3/75، وابن الجوزي في الموضوعات 2/79 والتحقيق في أحاديث الخلاف 1/60ح(40) من طريق وهب بن وهب القرشي،
وابن عدي في الكامل 3/475، والدارقطني 1/50ح(86)، وأبو نعيم في الطب النبوي 2/664ح(724)، والبيهقي في سننه الكبير 1/6، والخطيب البغدادي في المتفق والمفترق 2/843ح(502)، والثقفي في الثقفيات(جزء4ق10ب)، وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف 1/59ح(39) من طريق أبي الوليد خالد بن إسماعيل المخزومي،
والدارقطني في الأفراد-كما في اللآلى المصنوعة 2/5- ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف 1/59ح(40)- من طريق الهيثم بن عدي،
والدارقطني في غرائب مالك-كما في نصب الراية 1/102ولسان الميزان 6/479 - من طريق محمد بن إبراهيم بن الجنيد، عن إسماعيل بن عمرو الكوفي، عن ابن وهب، عن مالك،
أربعتهم(وهب، وخالد، والهيثم، ومالك) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صصص دخل عليها وقد أسخنت ماءً بالشمس، فقال: (لا تفعلي يا حميراء...)
هذا حديث موضوعٌ ولا يصح من جميع طرقه.
فأما الطريق الأول: ففيه وهب بن وهب، كذابٌ يضع الحديث، كذبه وكيع، وأحمد، ويحيى بن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والجوزجاني، وابن عدي، وغيرهم. فقال عنه يحيى بن معين: كذاب خبيث، وقال أحمد: كان كذاباً يضع الحديث، روى أشياء لم يروها أحد، وقال البخاري: سكتوا عنه ،كان وكيع يرميه بالكذب، وقال أبو زرعة: كذاب([34]).
وقد قال البيهقي عن هذا الطريق: لا يصح([35]).
وأما الطريق الثاني: ففيه خالد بن إسماعيل المخزومي، وقد قال عنه ابن حبان: يروى عن عبيد الله بن عمر العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، وقال ابن عدي: يضع الحديث على ثقات المسلمين، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حجر: متهم بالكذب([36]).
وقد قال الثقفي عن هذا الطريق: غريب من حديث هشام بن عروة([37]).
وأما الطريق الثالث: ففيه الهيثم بن عدي، فقد قال يحيى بن معين عنه: ليس بثقة، كذاب، وقال ابن المديني: لا أرضاه في الحديث ضعيف، ولا في الأنساب، ولا في شيء، وقال العجلي: كذاب وقد رأيته، وقال البخاري: سكتوا عنه، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، وقال أبو داود: كذاب([38]).
وأما الطريق الرابع: عن مالك، فلا يصح إليه، قال الدارقطني: هذا باطل عن مالك، وعن ابن وهب، ومن دون ابن وهب ضعفاء، وإنما رواه خالد بن إسماعيل المخزومي، وهو متروك عن هشام، وقال البيهقي: وروى بإسناد آخر منكر عن ابن وهب عن مالك عن هشام ولا يصح([39]).
وقد تكلم العلماء على هذا الحديث فقال العقيلي: ليس في الماء المشمس شيء يصح مسند، قال البيهقي: لا يثبت البتة، وقال عبد الحق: لم يصح فيه حديث. وحكم عليه بالوضع ابن الجوزي، وابن عبدالهادي، والذهبي، وابن القيم وقال: ولا يصح في الماء المسخن بالشمس حديث ولا أثر، ولا كرهه أحد من قدماء الأطباء، ولا عابوه، والشديد السخونة يُذيب شحم الكُلَى، وقال النووي: ضعيف باتفاق المحدثين....ومنهم من يجعله موضوعا، وقال ابن الملقن: واهٍ جداً. وجعله ابن تيمية من الأمثلة التي تروج على أهل التفسير والفقه وتكون معلومة الكذب عند علماء أهل الحديث([40]).

والعاشر: ما أخرجه الطبراني في الدعاء ص194ح(606)، والدارقطني في النزول ص170ح(92)([41])، والبيهقي في شعب الإيمان 5/364ح(3557)، وابن الجوزي في العلل المتناهية 2/67ح(917)، وابن حجر في الأمالي المطلقة ص119 من طريق عمرو بن هاشم البيروتي([42])، عن سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة،
وابن بشران في أماليه 2/237ح(1416)-ومن طريقه الذهبي في ميزان الاعتدال 2/149-، والبيهقي في الدعوات الكبير 2/147ح(531) وفضائل الأوقات ص128ح(27)، وابن الجوزي في العلل المتناهية 2/68ح(918)، وأبو الخطاب الكلبي في ما وضح واستبان في فضائل شهر شعبان ص34 من طريق سعيد بن عبدالكريم، عن أبي النعمان السعدي، عن أبي رجاء العطاردي، عن أنس رضي الله عنه،
والبيهقي في شعب الإيمان 5/361ح(3554) من طريق ابن أخي ابن وهب، عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث،
ثلاثتهم(عروة، وأنس، والعلاء) عن عائشة رضي الله عنها في ليلة النصف من شعبان وفيها مخاطبة النبي صصص لها بـــ"يا حميراء"
وهذا الحديث ضعيفٌ لا يصح من جميع طرقه.
فأما الطريق الأول: ففيه سليمان بن أبي كريمة، وقد قال أبو حاتم عنه: ضعيف الحديث، وقال العقيلي: يحدث بمناكير ولا يتابع على كثير من حديثه منها، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير، ويرويه عنه عمرو بن هاشم البيروتي، وعمرو ليس به بأس ولم أر للمتقدمين فيه كلام وقد تكلموا فيمن هو أمثل منه بكثير ولم يتكلموا في سليمان هذا لأنهم لم يخبروا حديثه([43]). وقد قال ابن الجوزي عن هذا الطريق: لا يصح، وقال ابن حجر: هذا حديث غريب، ورجاله موثوقون إلا سليمان بن أبي كريمة ففيه مقال([44]).
وأما الطريق الثاني: ففيه سعيد بن عبدالكريم، وقد قال عنه أبو الفتح الأزدي: متروك([45])، وأبو النعمان السعدي لم أقف له على ترجمة، وقد قال البيهقي عن هذا الطريق: في هذا الإسناد بعض من يجهل. وقال ابن الجوزي: لا يصح([46]).
وأما الطريق الثالث: فهو منقطع؛ فالعلاء بن الحارث لم يسمع من عائشة رضي الله عنها فقد مات سنة 136هـ عن سبعين سنة؛ فتكون ولادته سنة 66هــ، وعائشة رضي الله عنها توفيت سنة 57هـ، ثم إن العلاء قد اختلط وتغير عقله([47]). وفيه ابن أخي ابن وهب وقد قال عنه ابن حجر: صدوق تغير بأخرة([48]).
وقد قال البيهقي عن هذا الطريق: هذا مرسل جيد([49])، ويحتمل أن يكون العلاء بن الحارث أخذه من مكحول والله أعلم.

والحادي عشر: ما أخرجه ابن عدي في الكامل 9/121([50])، والدراقطني في الأفراد-كما في أطرافه 2/496-، وأبو القاسم ابن منده في جزء أكل الطين-كما في اللآلى المصنوعة 2/249- وابن عساكر في تاريخ دمشق 13/368، وابن الجوزي في الموضوعات 3/33 من طريق يحيى بن هاشم،
والدارقطني في العلل 14/150، وأبو القاسم ابن منده في جزء أكل الطين-كما في اللآلى المصنوعة 2/253 وقد طبع هذا الجزء مؤخرا ولم أراجعه- من طريق الهيثم بن عدي،
وأبو القاسم ابن منده في جزء أكل الطين-كما في اللآلى المصنوعة 2/251-، والديلمي في مسند الفردوس-كما في الغرائب الملتقطة منه(4/ق165ب)- من طريق زياد الأعلم،
وأبو القاسم ابن منده في جزء أكل الطين-كما في اللآلى المصنوعة 2/252- من طريق حمزة بن حبيب المكي، عن مودع بن مودع،
وأبو القاسم ابن منده في جزء أكل الطين-كما في اللآلى المصنوعة 2/251- من طريق سهل بن سليمان، عن محمد بن عبدالله،
وأبو عثمان البحيري في فوائده(ق37ب)، وأبو بكر الطريثيثي في جزء أكل الطين-كما في اللآلى المصنوعة 2/249([51])- من طريق عمرو بن الأزهر العتكي الواسطي،
وأبو بكر الطريثيثي في جزء أكل الطين-كما في تنزيه الشريعة المرفوعة 2/257- من طريق أشعث السمان،
سبعتهم( يحيى، والهيثم، وزياد، ومودع، ومحمد، وعمرو، وأشعث) عن هشام بن عروة، عن أبيه،
وأبو القاسم ابن منده في جزء أكل الطين-كما في اللآلى المصنوعة 2/251- من طريق مجد بن بشر، عن أبي حفص،
وابن عساكر في تاريخ دمشق 51/211 من طريق سليمان الخبائري، عن بقية بن الوليد، محمد بن سوار، عن أبي عمرو،
ثلاثتهم(عروة، وأبو حفص، وأبو عمرو) عن عائشة رضي الله عنها في نهي النبي صصص لها عن أكل الطين، ومخاطبته لها بــ"يا حميراء"
هذا حديثٌ موضوع، ولا يصح من جميع طرقه.
فأما الطريق الأول: فيرويه عروة بن الزبير وعنه سبعة من الرواة، فأما يحيى بن هاشم، كذبه يحيى بن معين، وأبو حاتم، وذكر العقيلي وابن حبان وابن عدي أنه كان يضع الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث([52]).
وأما الهيثم بن عدي، فقد قال عنه أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث. وسبق نقل كلام الأئمة فيه([53]).
وأما زياد الأعلم، فهو ثقة، ولم أقف له على رواية لهشام إلا في هذا الحديث، ولم يذكره المزي ضمن شيوخه([54])، والراوي عنه معروف بن حسان قال عنه أبو حاتم: مجهول، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وقال الخليلي: له في الحديث والأدب محل([55]).
وأما مودع بن مودع، فلم أتبينه ولم أقف على راوٍ بهذا الاسم، ولعله محاضر بن المورع ولكنه تصحف، ولكن يُشكل عليه أني لم أجد من الرواة عن محاضر من اسمه حمزة بن حبيب، وأيضاً في بقية الإسناد رجالٌ لم أقف على تراجمٍ لهم.
وأما محمد بن عبدالله، فلعله ابن كناسة، وقد قال عنه ابن حجر: صدوف عارف([56]). والراوي عنه سهل بن سليمان، فقد ترك الناس حديثه كما قاله الإمام أحمد والفلاس، وقال ابن المديني: ذهب حديثه([57]).
وأما عمرو بن الأزهر العتكي، فقد قال عنه ابن معين: ليس بثقة، وقال أحمد: يضع الحديث، وقال البخاري: يرمى بالكذب، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك، وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات، وقال الدارقطني: كذاب([58]).
وأما أشعث السمان، فقد قال الساجي: تركوا حديثه، يحدث عن هشام بن عروة مناكير، ولخص حاله ابن حجر فقال: متروك([59]).
وأما الطريق الثاني: ففيه سليمان الخبائري، وقد قال عنه النسائي: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن الجنيد: كان يكذب، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم([60]). وقد قال ابن عساكر عن هذا الطريق: هذا حديثٌ منكر([61]).
وأما الطريق الثالث: فأبو حفص، ومجد بن بشر لم أتبين من هما، ويكفي في نكارة هذا الطريق تفرد أبو القاسم ابن منده به في جزئه أكل الطين، وقد قال الذهبي عنه: وهو في تواليفه حاطب ليل؛ يروي الغث والسمين، وينظم رديء الخرز مع الدر الثمين، وقال ابن حجر: جمع أبو القاسم ابن منده في ذلك جزءا فيه أحاديث، ليس فيها ما يثبت([62]).
وقد ذكره ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات وجعله ابن القيم من الأحاديث المكذوبة المختلقة([63]).
وجميع أحاديث هذا الباب-باب أكل الطين- لا تثبت؛ قال الإمام أحمد: أكره أكل الطين، ولا يصح فيه حديث، وقال البيهقي: روي في تحريمه أحاديث لا يصح شيء منها، وقال ابن الجوزي: ليس فيها شيء يصح، وقال الرافعي: وردت أخبار في النهي عن الطين الذي يؤكل، ولا يثبت منها شيء، قال ابن القيم: وكل حديث في الطين فإنه لا يصح، ولا أصل له عن رسول الله صصص، وقال الفيروز آبادي: لم يثبت فيه شيء([64]).

والثاني عشر: ما أخرجه الحاكم 3/119-ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة 6/411-، وعبدالرحمن ابن عساكر في الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين ص71ح(14) من طريق عن عبدالجبار بن الورد، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ذكر النبي صصص خروج بعض أمهات المؤمنين، فضحكت عائشة، فقال: (انظري يا حميراء، أن لا تكوني أنت)، ثم التفت إلى علي فقال: (إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها).
وهذا إسناد ضعيف؛ فعبدالجبار بن الورد، قال عنه ابن حجر: صدوق يهم([65]). وعمار الدهني، قال عنه ابن حجر: صدوق يتشيع([66]).
وسالم بن أبي الجعد لم يُذكر من الرواة عن أم سلمة، وهو كثير الإرسال، وقد قال العلائي: قال أبو داود: لم يسمع سالم بن أبي الجعد من شرحبيل بن السمط، وقال غيره: لم يسمع من أم سلمة([67]).
وقد قال ابن كثير عنه: حديث غريب جداً، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: عبدالجبار لم يخرجا له، وقال عبدالرحمن بن عساكر: هذا حديث حسن. وهذا مُتعقب بما تقدم([68]).

والثالث عشر: ما أخرجه الخطيب البغدادي في السابق واللاحق-كما في اللآلى المصنوعة 1/266- ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات1/283-، وابن عساكر في غرائب مالك-كما في لسان الميزان 6/100- من طريق الحسين بن علي الحلبي، عن عمر بن الربيع الخشاب، عن علي بن أيوب الكعبي، عن محمد بن يحيى الزهري، عن عبد الوهاب بن موسى، عن مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن هشام بن عروة-يعني عن أبيه- عن عائشة رضي الله عنها قالت: حج بنا رسول الله صصص حجة الوداع فمر بي على قبة الحجون وهو باك حزين مغتم فبكيت لبكائه، ثم أنه طَفَر([69])فنزل وقال: (يا حميراء استمسكي)، فاستندت إلى جنب البعير فمكث عني طويلا ثم عاد إلي وهو فرح متبسم، فقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، نزلت من عندي وأنت باك حزين مغتم فبكيت لبكائك ثم إنك عدت وأنت فرح ففيم ذا يا رسول الله؟ قال: (مررت بقبر أمي آمنة فسألت الله أن يحييها فأحياها فآمنت بي وردها الله)
وهذا حديثٌ موضوع، ففي إسناده محمد بن يحيى الزهري، قال عنه الأزدي: ضعيف، وقال الدارقطني: متروك، وقال-مرة-: يضع([70])، وعمر بن الربيع، ضعفه الدارقطني، وقال الذهبي: ذكره القراب في الوفيات له وأنه كذاب([71])، وعلي بن أيوب الكعبي، قال عنه الذهبي: لا يكاد يعرف([72])، والحسين بن علي الحلبي، قال عنه الخطيب البغدادي: في حديثه غرائب مستطرفة....وما علمت من حاله إلا خيرا، وكان يوصف بالحفظ والمعرفة، وقال ابن عساكر: صاحب غرائب([73]).
وقد قال ابن عساكر: حديث منكر من حديث عبد الوهاب بن موسى الزهري المدني عن مالك، والكعبي مجهول، والحلبي صاحب غرائب ولا يعرف لأبي الزناد رواية عن هشام، وهشام لم يدرك عائشة فلعله سقط من كتابي عن أبيه([74]).
وعلق على كلامه ابن حجر فقال: ولم ينبه على عمر بن الربيع ولا على محمد بن يحيى وهما أولى أن يلصق بهما هذا الحديث من الكعبي([75]).
وقال ابن عساكر عن عبدالوهاب بن موسى: ويروي عن مالك عن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة لحديثان منكران باطلان ... إلى أن قال: وهذا كذب على مالك والحمل فيه على أبي غزية والمتهم به هو أو من حدث عنه([76]).
وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع بلا شك، والذي وضعه قليل الفهم، عديم العلم، إذ لو كان له علم؛ لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة، لا بل لو آمن عند المعاينة لم ينتفع، ويكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى: { فيمت وهو كافر } ([77])، وقوله صصص في الصحيح: (استأذنت ربي أن أستغفر لأبي فلم يأذن لي([78])) ...[و] قال شيخنا أبو الفضل بن ناصر: هذا حديث موضوع وأم رسول الله صصص ماتت بالأبواء بين مكة والمدينة ودفنت هناك وليست بالحجون([79]).

والرابع عشر: ما أخرجه ابن أبي الصقر في مشيخته ص126ح(52)-ومن طريقه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد 5/75- عن الحسن بن محمد الأنباري، عن محمد بن أحمد بن البلخي، عن عمر بن عبدويه، عن أحمد بن علي بن خلف، عن موسى بن إبراهيم الأنصاري، عن أبي معاوية الضرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، ما معنى رمضان؟ فقال: رسول الله صصص: (يا حميراء، لا تقولي رمضان؛ فإنه اسم من أسماء الله، ولكن قولي: شهر رمضان. يعني: رمضان أرمض فيه ذنوب عباده فغفرها) قالت عائشة: فقلنا: شوال يا رسول الله؟ فقال: (شالت لهم ذنوبهم فذهبت).
وهذا إسناد مسلسلٌ بالمجاهيل؛ فمحمد البلخي([80])، وعمر بن عبدويه، وأحمد بن علي بن خلف، لم أقف على ما يكشف حالهم. وأبو معاوية الضرير يضطرب في حديثه عن هشام بن عروة، قال أبو داود: قلت لأحمد: كيف حديث أبي معاوية، عن هاشم بن عروة؟ قال: فيها أحاديث مضطربة؛ يرفع منها أحاديث إلى النبي r([81]).
وقد قال ابن عراق عنه: في سنده من لم أعرفهم([82]). وقد أورد السيوطي هذا الحديث في اللآلى الموضوعة([83]).

والخامس عشر: ما أخرجه إسماعيل الأصبهاني في دلائل النبوة ص113، وابن عساكر في تاريخ دمشق 3/310 من طريق علي بن محمد الفارسي، عن محمد بن علي الجرجاني، عن مسعدة بن بكر الفرغاني، عن محمد بن أحمد بن أبي عون، عن عمار بن الحسن، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق بن يسار، عن يزيد بن رومان وصالح بن كيسان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله r، فسقطت عني الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صصص فتبينت الإبرة لشعاع نور وجهه؛ فضحكت، فقال: (يا حميراء بم ضحكت؟) قلت: كان كيت وكيت، فنادى بأعلى صوته: (ياعائشة، الويل ثم الويل ثلاثا لمن حرم النظر إلى هذا الوجه).
وهذا الإسناد فيه ثلاث علل كل واحدةٍ منها كافية في رد هذا الحديث:
الأولى: عليٌ الفارسي، ومحمد الجرجاني، لم أقف لهما على ترجمة.
الثانية: مسعدة بن بكر الفرغاني، وهمه الدارقطني في حديث وذكر أنه انقلب عليه إسناده، واتهمه الذهبي بالكذب فقال: عن محمد بن أبي عون بخبر كذب، وذكره ابن عراق حينما سرد أسماء الوضاعين والكذابين اعتماداً على كلام الذهبي([84]).
الثالثة: ابن إسحاق مدلس، ولم يصرح في هذا الإسناد بالتحديث([85]).

والسادس عشر: ما أخرجه الديلمي في مسند الفردوس-كما في الغرائب الملتقطة منه(4/ق165ب)- من طريق أيوب بن رشيد، عن أبيه، عن نوفل بن الفرات، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صصص وفي البيت مريض يئن فمنعته عائشة، فقال رسول الله صصص: (يا حميراء، أما شعرت أن الأنين اسم من أسماء الله عز وجل يستريح به المريض).
وهذا الإسناد فيه أيوب بن رشيد ووالده وكلاهما لم أقف لهما على ترجمة([86]).

والسابع عشر: ما أخرجته شُهْدة في مشيختها ص125ح(64)، وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء ص211ح(113) من طريق أبو عمارة([87]) محمد بن أحمد بن المهدي، عن محمد بن عبد الله أبو عبد الله، عن وكيع بن الجراح، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ رسول الله صصص وأنا أُوعَك فقال: (ما لك يا حُميراء، أو يابنة أبي بكر؟) قلت: الحمى، وسببتُها فقال: (لا تسبيها؛ فإنها مأمورة...الحديث)
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً، وفيه عدة علل:
الأولى: محمد بن أحمد بن المهدي، قال عنه الدارقطني: ضعيفٌ جداً، وقال-مرة-: متروك، وقال الخطيب البغدادي: في حديثه مناكير وغرائب([88]).
الثانية: فيه محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، قال عنه ابن حجر: صدوق سيء الحفظ جدا([89]).
الثالثة: قال الإمام أحمد: رواية عطاء عن عائشة لا يحتج بها إلا أن يقول سمعت([90]).
وقد قال ابن الأخضر([91])-مخرج مشيخة شُهدة- عقبه: حسن مشهور([92]).

والثامن عشر: ما أخرجه أبو القاسم عبدالحكيم بن حبان المصري([93]) في شرحه لحديث أم زرع-كما في فتح الباري 9/256و257- من طريق من سعيد بن عفير، عن القاسم بن الحسن، عن عمرو بن الحارث، عن الأسود بن جبر المغاري، قال: دخل رسول الله صصص على عائشة وفاطمة وقد جرى بينهما كلام، فقال: (ما أنت بمنتهية يا حميراء عن ابنتي! إن مثلي ومثلك كأبي زرع مع أم زرع)
قال ابن حجر: مرسل، وقد حكم عليه الشيخ الألباني بالنكارة وأسهب في الكلام عنه([94]).

والتاسع عشر: حديث "كلميني يا حميراء" قال الملا علي قاري: ليس له أصلٌ عند العلماء([95]). وقد أورده بعض المفسرين المتصوفة([96]).

والعشرون: حديث "خذو شطر دينكم عن الحميراء": لا أصل له([97])، قال ابن كثير: ليس له أصل، ولا هو مثبت في شيء من أصول الإسلام، وسألت عنه شيخنا أبا الحجاج المزي فقال: لا أصل له، وقال-أيضاً-: حديث غريب جدا، بل هو منكر، سألت عنه شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي فلم يعرفه، وقال: لم أقف له على سند إلى الآن، وقال شيخنا أبو عبدالله الذهبي: هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها إسناد, وقال ابن حجر: لا أعرف له إسنادا، ولا رأيته في شيء من كتب الحديث إلا في النهاية لابن الأثير ذكره في مادة ح م ر([98])، ولم يذكر من خرجه، ورأيته أيضا في كتاب الفردوس، لكن بغير لفظه، وذكره من حديث أنس بغير إسناد أيضا ولفظه: (خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء([99]))، وبيض له صاحب مسند الفردوس فلم يخرج له إسنادا، وقال السيوطي: لم أقف عليه([100]).

ولمسند المغرب الشيخ عبدالحي الكتاني كتاب اسمه" الطلعة الزهراء في خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء" ولم أقف عليه([101]).

وقد جاءت تسمية عائشة رضي الله عنها بالحميراء من قبل بعض الصحـابة كعيينة بن حصن([102])، وحذيفة بن اليمان([103])، والضحاك بن سفيان الكلابي y([104]).

خلاصة الكلام:
أن الأحاديث التي فيها تلقيب النبي r لعائشة ل بالحميراء لا تخلو من مقال، وأمثلها حديث عائشة رضي الله عنها-المتقدم- في نظرها للحبشة.
وقد قال الذهبي: وقد قيل: إن كل حديث فيه: يا حميراء، لم يصح، وقال ابن القيم: وكل حديث فيه يا حميراء أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق([105]).
وقد تُعقب هذا الكلام واستدرك عليه بأحاديث:
الأول: حديث عائشة ل في نظرها إلى الحبشة، وقد تقدم أنه لم يذكر فيه لفظ"حميرا" إلا محمد بن إبراهيم التيمي ولعله غلط فيها أو من دونه في الإسناد([106]).
الثاني: حديث في الصوم في سنن النسائي، استدركه الحافظ المزي، ولم أقف عليه([107]).
الثالث: حديث عائشة ل وقول النبي r لها: (انظري يا حميراء، أن لا تكوني أنت) وقد تقدم أن إسناده ضعيف([108]).

والذي-يظهر والله أعلم- أنه لا يصح في تلقيبها بالحميراء شيء، وليس كل ما ورد في هذا الباب من الكذب المختلق كما قاله ابن القيم، بل فيه الضعيف، والضعيف جداً، كما تقدم.


--------------------------------------------------------------------------------

(1) يُنظر: تهذيب اللغة 5/37، مجمع الأمثال 1/199، النهاية في غريب الحديث والأثر ص231، لسان العرب 4/209،سير أعلام النبلاء 2/168.
(2) هناك طرق أخرى للحديث عن عائشة ل وهي:
1- شيخ من عبد قيس عنها، أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق 2/367. 2- عروة بن الزبير عنها، أخرجه ابن عدي 1/338.
وأهملتهما في التخريج؛ لأن الشاهد من سياق الحديث "حميراء" لم يرد فيها. ومع هذا فالأول ضعيف لجهالة الشيخ، والثاني حكم عليه ابن الجوزي بالوضع ففي إسناده أحمد بن محمد بن علي وقد كان يضع الحديث كما ذكر ابن عدي. يُنظر: الموضوعات 2/170.
(3) يُنظر: مصباح الزجاجة 3/81، التلخيص الحبير 3/154، الأحاديث الواردة في البيوع المنهي عنها 1/270.
(4) المعجم الأوسط 6/349.
(5) التقريب ت(1222).
(6) يُنظر: الموضوعات 2/170. وطريق عروة أشرته له في هامشٍ رقم 1 ص؟؟،
(7) يُنظر: تهذيب الكمال 29/476، سير أعلام النبلاء 10/609، تهذيب التهذيب 4/236، التقريب ت(7166).
(8) التقريب ت(6175)
(9) يُنظر: العلل للدارقطني 15/64، ميزان الاعتدال 2/663.
(10) مسند إسحاق بن راهويه 2/172.
(11) في مطبوعة الآحاد والمثاني تصحفت إلى: ونسك. والويس: كلمة رأفة واستملاح. يُنظر: تهذيب اللغة 13/98، النهاية في غريب الحديث والأثر ص193.
(12) لفظ الحديث هو للطيوري في الطيوريات، وألفاظ البقية متقاربة.
(13) التقريب ت(4257).
(14) تقدمت ترجمته بتوسع، يُنظر: ص200.
(15) 8/37.
(16) 8/37ح(6159)
(17) 8/38ح(6161).
(18) فتح الباري 10/553.
(19) ليس فيه مناداة النبي r لعائشة بــ"يا حميراء".
(20) يُنظر: سؤالات ابن الجنيد ص168، الجرح والتعديل 2/421، الأسامي والكنى 4/329، سؤالات البرقاني ص59، الضعفاء لأبي نعيم ص66، ميزان الاعتدال 1/306، الكشف الحثيث ص75.
(21) يُنظر: سؤالات البرذعي لأبي زرعة ص413، الضعفاء للعقيلي 1/156، المجروحين 1/354، الكامل 2/242، الأباطيل والمناكير 2/8، الموضوعات 2/93، مجمع الزوائد 2/109، الفوائد المجموعة ص22-23، السلسلة الضعيفة 6/164-165.
(22) يُنظر: المسند الجامع 20/175رقم(16997).
(23) يُنظر: المسند الجامع 20/181رقم(17001).
(24) أخرجه الأجري في الشريعة 5/1405ح(1887) وهو منقطع.
(25) يُنظر: العلل ومعرفة الرجال 1/566، تهذيب الكمال 24/301، تقريب التهذيب ت(5691).
(26) يُنظر: الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص38، فتح الباري 2/444.
(27) سير أعلام النبلاء 7/322، ويُنظر ترجمة إسماعيل في المصدر نفسه 8/228.
(28) الجرح والتعديل 3/57-58.
(29) البداية والنهاية 11/404.
(30) وللحديث طرق أخرى لم يُذكر فيها الشاهد "حميراء". يُنظر: الموضوعات لابن الجوزي 1/411-414.
(31) يُنظر: التاريخ الكبير 5/219، الجرح والتعديل 5/191، ميزان الاعتدال 2/516، الاغتباط ص69، التقريب ت(3687).
(32) الموضوعات 1/413.
(33) ميزان الاعتدال 2/519.
(34) يُنظر: التاريخ الكبير 8/170، سؤالات البرذعي ومعه الضعفاء ص368، الجرح والتعديل 9/25، أحوال الرجال ص229، الكامل 8/333، ميزان الاعتدال 4/353.
(35) السنن الكبير 1/6.
(36) يُنظر: المجروحين 1/281، الكامل 3/475، سنن الدارقطني 1/50، ميزان الاعتدال 1/627، المطالب العالية 8/284.
(37) الثقفيات(جزء4ق10ب).
(38) يُنظر: الثقات للعجلي 2/337، التاريخ الكبير 8/218، سؤالات البرذعي ومعه الضعفاء ص161، الضعفاء للعقيلي 4/352، الجرح والتعديل 9/85، المجروحين 3/93، الكامل 8/400، ميزان الاعتدال 4/324.
(39) يُنظر: السنن الكبير 1/6، نصب الراية 1/102، البدر المنير 1/424، لسان الميزان 6/480.
(40) يُنظر: الضعفاء للعقيلي 2/176، السنن الصغير 1/85، معرفة السنن والآثار 1/324، الموضوعات 2/79-80، تعظيم الفتيا لابن الجوزي ص93، المجموع شرح المهذب 1/87، الذخيرة 1/170، منهاج السنة النبوية 7/429-430، رسالة لطيفة في أحاديث متفرقة ضعيفة ص18، سير أعلام النبلاء 2/168، المنار المنيف ص60، زاد المعاد 4/391، البدر المنير 1/421، التحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث ص44.
(41) ليس فيه موضع الشاهد " يا حميراء" .
(42) في مطبوعة العلل المتناهية تصحفت إلى البيروني.
(43) يُنظر: الجرح والتعديل 4/138، الضعفاء للعقيلي 2/138، الكامل 4/250، ميزان الاعتدال 2/221.
(44) يُنظر: العلل المتناهية 2/68، الأمالي المطلقة ص121.
(45) يُنظر: الضعفاء لابن الجوزي 1/322، ميزان الاعتدال 2/149.
(46) يُنظر: الدعوات الكبير 2/148، العلل المتناهية 2/69.
(47) يُنظر: الترغيب والترهيب 2/74، تهذيب الكمال 22/478، الاغتباط ص260، التقريب ت(5230) وت(8633)
(48) في التقريب ت(67).
(49) علق المنذري فقال: يعني أن العلاء لم يسمع من عائشة والله سبحانه أعلم. انظر: الترغيب والترهيب 2/74.
(50) ليس فيه ذكر مخاطبة النبي r لها بـــ"يا حميراء".
(51) في مطبوعة اللآلى تصحف إلى عمر بن وهب، وهو عمرو بن أزهر.
(52) يُنظر: الضعفاء للعقيلي 4/ 432، الجرح والتعديل 9/195، المجروحين 3/125، الكامل 9/121، ميزان الاعتدال 4/412.
(53) يُنظر: الجرح والتعديل 9/159، الضعفاء للنسائي ص104، الضعفاء للعقيلي 4/432، الكامل 9/121، تاريخ بغداد 16/245، ميزان الاعتدال 4/412.
(54) يُنظر: تهذيب الكمال 9/451.
(55) يُنظر: الجرح والتعديل 8/323، الكامل 8/30، الإرشاد 3/976، ميزان الاعتدال 4/143، لسان الميزان 8/106.
(56) التقريب ت(6027).
(57) يُنظر: التاريخ الأوسط 4/797، الضعفاء للعقيلي 2/157، الجرح والتعديل 4/198، الكامل 4/514، ميزان الاعتدال 2/238.
(58) يُنظر: التاريخ الكبير 6/316، الجرح والتعديل 6/221، الضعفاء للعقيلي 3/256، المجروحين 2/78، الكامل 6/232، الضعفاء للدارقطني 2/165، تاريخ بغداد 14/96، ميزان الاعتدال 3/245.
(59) يُنظر: تهذيب التهذيب 1/178، التقريب ت(523)
(60) انظر: الضعفاء للنسائي ص49، الجرح والتعديل 4/121، الكامل 4/297، الأسامي والكنى 1/287، تاريخ دمشق 22/321، ميزان الاعتدال 2/209، الكشف الحثيث ص127. واكتفيت بذكر هذه العلة، وإلا فشيخ شيخ ابن عساكر هو أبو علي الأهوازي وهو متهم بالكذب، يُنظر: تاريخ دمشق 13/143، ميزان الاعتدال 1/513.
(61) تاريخ دمشق 51/112.
(62) يُنظر: سير أعلام النبلاء 18/354، التلخيص الحبير 4/392.
(63) يُنظر: الموضوعات 3/33، المنار المنيف ص61.
(64) يُنظر: السنن الكبير 10/11، الموضوعات 3/33-34، المغني لابن قدامة 13/350، زاد المعاد 4/309، رسالة في بيان ما لم يثبت فيه حديث من الأبواب ص36، التلخيص الحبير 4/392، التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث ص164.
(65) التقريب ت(3745).
(66) التقريب ت(4833).
(67) يُنظر: تهذيب الكمال 35/317-318، جامع التحصيل ص179.
(68) يُنظر: المستدرك 3/119، الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين ص71، البداية والنهاية 9/189.
(69) الطفر: الوثوب، وقيل: هو وثبٌ في ارتفاع. يُنظر: تهذيب اللغة 13/225، النهاية في غريب الحديث والأثر ص564.
(70) يُنظر: الضعفاء والمتروكين للدارقطني 3/131، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/106، ميزان الاعتدال 4/62.
(71) يُنظر: ميزان الاعتدال 3/196، لسان الميزان 6/100.
(72) يُنظر: ميزان الاعتدال 3/115.
(73) يُنظر: تاريخ بغداد 8/630، لسان الميزان 6/101.
(74) يُنظر: لسان الميزان 6/101. وقد نبه ابن حجر على أن اسم أبيه سقط كما ظن ابن عساكر.
(75) يُنظر: لسان الميزان 6/101.
(76) انظر: لسان الميزان 5/309.
(77) سورة البقرة، آية 217.
(78) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز ح(976)، وانظر: المسند الجامع 17/44 رقم(13275).
(79) الموضوعات 1/284.
(80) لعله هو المترجم في تاريخ الإسلام 26/547، وجاء له ذكرٌ في الصلة 1/467، ومع ذلك ليس في ترجمته ما يكشف عن حاله.
(81) مسائل الإمام أحمد-رواية أبي داود- ص404.
(82) تنزيه الشريعة 2/153.
(83) 2/98.
(84) يُنظر: تاريخ بغداد 15/369، ميزان الاعتدال 4/98، لسان الميزان 8/39، تنزيه الشريعة 1/117.
(85) تقدمت ترجمته بتوسع، يُنظر: ص89.
(86) يُنظر: السلسلة الضعيفة 7/237-238 و9/49 وقد قال عن هذا الإسناد: إسناد مظلم.
(87) في مطبوعة الترغيب في الدعاء تصحف إلى أبي عمار.
(88) يُنظر: سنن الدارقطني 1/379، تاريخ بغداد 2/227، ميزان الاعتدال 3/456.
(89) التقريب ت(6081).
(90) يُنظر: تهذيب التهذيب 3/103.
(91) هو عبدالعزيز بن محمود بن المبارك ابن الأخضر، قال عنه ابن الدبيثي: جمع الأبواب والشيوخ والفصائل، وخرج التخاريج الكثيرة في فنون، وكان ثقةً صدوقاً له معرفةٌ بهذا الشأن وفهم فيه. وذكره الذهبي فيمن يعتمد قوله في الجرح والتعديل. يُنظر: تاريخ بغداد 15/253، ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل ص220.
(92) يُنظر: العمدة من الفوائد والآثار الصحاح والغرائب في مشيخة شُهدة ص125.
(93) لم أقف له على ترجمة، ويُنظر: السلسلة الضعيفة 14/ 76-77.
(94) يُنظر: فتح الباري 9/258، السلسلة الضعيفة 14/ 76-77.
(95) يُنظر: الأسرار المرفوعة 1/191.
(96) ممن أورده نظام الدين النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن 2/402 و5/365، وهو معروف بنزعته الصوفية في تفسيره-كما ذكره الذهبي في التفسير والمفسرون 1/233-، وأورده أيضاً إسماعيل حقي في مواطن كثيرة من تفسيره روح البيان منها: 4/383 و6/3 وهو من أتباع الطريقة الخلوتية وله رسالة في التصوف، يُنظر: الأعلام للزركلي 1/313.
(97) يُنظر حول هذا المصطلح "لا أصل له": التحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث ص11-12.
(98) ص231.
(99) 2/165، وفي المطبوع: من بيت عائشة.
(100) انظر: تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب ص170، البداية والنهاية 11/339، المقاصد الحسنة ص321، الدرر المنتثرة ص113، الأسرار المرفوعة ص190، الجد الحثيث ص91، الفوائد المجموعة ص399.
(101) انظر: مقدمة فهرس الفهارس 1/25.
(102) جاء هذا في ثلاثة أحاديث:
الأول: ما أخرجه ابن سعد في الطبقات 6/180 من طريق محمد بن عمر، عن موسى بن محمد التيمي، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن عائشة رضي الله عنها.
وهذا إسناد ضعيفٌ جداً، ففيه محمد بن عمر الواقدي، قال عنه ابن حجر في التقريب ت(6175): متروك مع سعة علمه. وفيه موسى بن محمد التيمي، قال عنه ابن حجر في التقريب ت(7006): منكر الحديث.
الثاني: ما أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف 1/414 عن المدائني، عن يزيد بن عياض، عن هشام بن عروة مرسلاً.
وهذا إسناد مرسلٌ –وعلاوة على إرساله- ففيه يزيد بن عياض، وقد قال عنه ابن حجر في التقريب ت(7761): كذبه مالك وغيره. وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 2/167: هذا حديث مرسل، ويزيد متروك، وما أسلم عيينة إلا بعد نزول الحجاب.
الثالث: ما أخرجه البزار 16/275، والدارقطني 4/309ح(3513)، والثعلبي في الكشف والبيان 8/56 من طريق إسحاق بن عبدالله القرشي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وهذا إسنادٌ ضعيف جداً، ففيه إسحاق بن عبدالله، وقد قال عنه ابن حجر في التقريب ت(368): متروك. قال البزار عقيه: وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن أبي هريرة بهذا الإسناد، ورواه إسحاق بن عبدالله، وإسحاق لين الحديث جدا، وإنما ذكرنا هذا الحديث لأنا لم نحفظه عن رسول الله صصص إلا من هذا الوجه فذكرناه لهذه العلة وبينا العلة فيه. وقال ابن حجر في فتح الباري 9/184: ضعيفٌ جدا.
(103) هذا الحديث أخرجه زيد بن أبي أنيسة في حديثه(12)- ومن طريقه الطبراني في الأوسط 2/35ح(1154)، والحاكم 4/471- عن عمرو بن مرة، عن خيثمة بن عبدالرحمن، عن فلفلة الجعفي، كنا عند حذيفة .
وسياق الإسناد هكذا هو الموجود في حديث زيد بن أبي أنيسة-كما في برنامج جوامع الكلم-، واسم خيثمة بن عبدالرحمن ليس في إسناد الطبراني؛ وهذا لا إشكال فيه إذ ذكر المزي من شيوخ عمرو بن مرة فلفلة الجعفي، ولكن الإشكال أن اسم فلفلة ساقطٌ في مطبوعة المستدرك؛ وخيثمة بن عبدالرحمن لم يذكر من شيوخه حذيفة بن اليمان وإنما ذكر من شيوخه فلفلة الجعفي وهذا الثابت في حديثه.
وهذا الإسناد فيه فلفلة الجعفي، وثقه العجلي وذكره ابن حبان في الثقات، ولم أقف على من تكلم عنه غيرهما، وهما معروفان بالتساهل، ولذا قال ابن حجر: مقبول.
يُنظر: الطبقات الكبير 8/324، التاريخ الكبير 7/140، الثقات للعجلي 2/208، الجرح والتعديل 7/92، الثقات 5/300، التقريب ت(5442).
(104) هذا الحديث أورده الغزالي في إحياء علوم الدين 3/130، وعلق عليه العراقي في المغني 2/797: أخرجه الزبير بن بكار في الفكاهة من رواية عبدالله بن حسن مرسلا أو معضلا. وقد ذكره السبكي في الطبقات 6/338 في فصل الأحاديث التي لم يجد لها إسناداً في الإحياء.
(105) يُنظر: سير أعلام النبلاء 2/167، المنار المنيف ص60.
(106) يُنظر: الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص38، وص579 من هذه الرسالة.
(107) يُنظر: الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص38، ويُنظر كلاماً للعلامة الألباني حوله في السلسلة الصحيحة 7/818-819.
(108) يُنظر: الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص38، وص590 من هذه الرسالة.
</b>