أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفصل الثالث :عقيدة أهل السنة والجماعة تجاة صحابة النبي:

المبحث الأول :المقصود بالصحابي:

من هو الصحابي ؟

الصحابي: هو من لقي النبي مسلما ومات على ذلك.

المبحث الثاني : ما هي الواجبات تجاة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

1- محبة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وتوليهم:

فحب الصحابة إيمان وبعضهم نفاق وكفران ، ويجب علينا أن نتولاهم ونحبهم فإن محبتهم واجبة على كل مسلم وحبهم دين وإيمان وقرب إلى الرحمن وبغضهم كفر وطعنا في حملة هذا الدين وما وصلنا إلا عن طريقهم ونقلوه لنا بكل الأمانة والإخلاص وعلى أيديهم نشر الدين في كافة ربوع الأرض.
ودليل وجوب موالاة الصحابة :
قوله تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)التوبة71.
وعنه صصص (آيةُ الإيمانِ حبُّ الأنصارِ ، وآيةُ النِّفاقِ بغضُ الأنصار)صحيح البخاري.


2- إعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم ومحاسنهم وإنزالهم منازلهم :

فإنهم أفضل هذه الأمة بعد نبيها ولهم السبق في الإسلام والجهاد وما وصل الدين للعالمين إلا عن طريقهم فلهم الفضل في ذلك بعد الله تعالى فقد جعلهم الله سببا في حفظ القرآن والسنة ونشر هذا الدين للناس كافة.

3- الإستغفار لهم والترضي عنهم :

فيجب علينا الإستغفار لهم : قال تعالى(الَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)الحشر10.
ويجب علينا أن نترضى عن من ترضى الله عنهم : قال تعالى (السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)التوبة 100 .

4- توقيرهم :

فيجب توقيرهم وعدم الطعن فيهم أو سبهم أو لعنهم ، فعنه صصص (لا تسبوا أصحابي . لا تسبوا أصحابي . فوالذي نفسي بيدِه ! لو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا ، ما أدرك مدَّ أحدِهم ، ولا نصيفَه)متفق عليه.

نصيفه : يعني نصف المد ، والمد مكيال يقدر برطل وثلث الرطل.
ومعنى الحديث : أنه لو انفق واحد منا مثل جبل أحد ذهب ما بلغ في الأجر أجر الصحابي الذي تصدق بنصف المد.

المبحث الثالث :التفاضل بين الصحابة :

1- أولا : من أنفق وقاتل من قبل الفتح ( صلح الحديبية ) أفضل من أنفق من بعده وقاتل .

قال تعالى (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)الحديد 10.

2- ثانيا : الهاجرين أفضل من الأنصار:

وذلك لأنهم جمعوا بين الهجرة والنصرة ، وقد جاء تقديم المهاجرين على الأنصار في القرآن بقوله تعالى (للْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ* وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)الحشر8 -9.
وقال تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ)التوبة 100.
ولأن كل العشرة المشهود لهم بالجنة من المهاجرين.

3- أن أفضل الأمة بعد نبيها هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ثم باقي العشرة المبشرون بالجنة ثم أهل بدر ثم أهل بيعة الرضوان:

فمن هم العشرة المبشرون بالجنة؟

هم المذكرون في الحديث الذي رواه عبدالرحمن بن عوف ، فعن عبدالرحمن بن عوف أن رسول الله قال (أبوبَكْرٍفيالجنَّةِ، وعمرُ في الجنَّةِ ، وعُثمانُ في الجنَّةِ ، وعليٌّ في الجنَّةِ ، وطَلحةُ في الجنَّةِ والزُّبَيْرُ في الجنَّةِ ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ في الجنَّةِ ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ في الجنَّةِ ، وسَعيدُ بنُ زيدٍ في الجنَّةِ ، وأبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ في الجنَّةِ)الترمذي وصححه الألباني.

وهل يُشهد لأحد بالجنة غير العشرة المبشرون؟

نعم كل من شهد له النبي له بالجنة شهدنا له ومن ذلك ما يلي :

1- الحسن والحسين.
2- ثابت بن قيس .
3- عبدالله بن سلام.
4- عكاشة بن محصن.
5- المرأة التي كانت تصرع وتتكشف ودعا الله الرسول أن تكون من أهل الجنة.
6- والرجل الذي قال له النبي يوم أحد أرأيت إن قتلت فأين أنا ؟ (قال في الجنة) فألقى التمرات التي كانت في يده ثم قاتل حتى قتل .
7- بلال بن رباح.
8- وجعفر بن أبي طالب.
9- إبراهيم إبن النبي.
10- فاطمة بنت الرسول.
11- خديجة بنت خويلد.
12- عمار بن ياسر وأمه وأبيه.
13- زوجات النبي التي خيرهن الله بين الحياة الدنيا وبين الله ورسوله والدار الآخرة فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة.
14- حارثة بن حارثة بن سراقة.

وما هم أهل بدر وما هو عددهم ؟

أهل بدر كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، فعن علي بن أبي طالب أن رسول الله قال في حاطب بن أبي بلتعة (....إنه قد شهد بدرا ، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملواماشئتمفقد غفرت لكم) صحيح البخاري.

وما هي عقيدة أهل السنة في أهل بيعة الرضوان؟

أهل السنة يؤمنون بأنه لا يدخل الجنة أحد بايع تحت الشجرة ، قال تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)الفتح18.
فعن أم مبشر الأنصارية أن رسول الله صصص (لايدخلُالنَّارَإن شاءَ اللَّهُ من أصحابِ الشَّجرةِ أحدُ الَّذينَ بايعوا تحتَها» قالَت بلى يا رسولَ اللَّهِ فانتَهرَها فقالَت حفصةُ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [ 19 / مريم / 71 ] فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قد قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [ 19 / مريم / 72])صحيح مسلم.

وكان عددهم ألف وأربعمائة.

المبحث الرابع :هل الصحابة معصومون؟

الصحابة ليسوا معصومون وقد يرتكبوا الكبائر والصغائر .


المبحث الخامس : ما هو موقف أهل السنة والجماعة حول الآثار المروية في مساوئ الصحابة؟

يرون أن هذه الأثار منها ما هو كذب محض ومنها ما هو محرف ومغير عن وجهه إما بزيادة أو نقص يخرجه إلى الذم والطعن ، والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مخطئون والخطأ مغفور وإما مجتهدون مصيبون.

المبحث السادس :ما هو موقف أهل السنة والجماعة حول ما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم؟
طريقتهم الإمساك والكف عما شجر بينهم لما في ذلك من توليد العداوة والبغضاء على أحد الطرفين وذلك من أعظم الذنوب ، والواجب حب الجميع والترضي عنهم والترحم عليه وحفظ فضائلهم والإعتراف لهم بسوابقهم ونشر مناقبهم .

من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية





لتحميل الكتاب أدخل على الرابط التالي - في الملتقى - المرفقات أسفل الموضوع