أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ـ الفرق بين البعث والنشور : أن بعث الخلق اسم لإخراجهم من قبورهم إلى الموقف ، ومنه قوله تعالى :" من بعثنا من مرقدنا ". والنشور : اسم لظهور المبعوثين وظهور أعمالهم للخلائق ، ومنه قولك : نشرت اسمك ونشرت فضيلة فلان ، إلا أنه قيل : أنشر الله الموتى بالالف ونشرت الفضيلة والثوب للفرق بين المعنيين.
ـ الفرق بين الانفاذ والبعث: أن الانفاذ يكون حملا وغير حمل، والبعث لا يكون حملا ويستعمل فيما يعقل دون ما لا يعقل فتقول بعثت فلانا بكتابي ، ولا يجوز أن تقول : بعثت كتابي إليك .كما تقول : أنفذت كتابي إليك . وتقول : أنفذت إليك جميع ما تحتاج إليه . ولا تقول في ذلك بعثت ، ولكن تقول : بعثت إليك بجميع ما تحتاج إليه . فيكون المعنى بعثت فلانا بذلك.
ـ الفرق بين الانفاق والاعطاء: أن الانفاق هو إخراج المال من الملك ، ولهذا لا يقال الله تعالى ينفق على العباد، وأما قوله تعالى " ينفق كيف يشاء ". فإنه مجاز لا يجوز استعماله في كل موضع وحقيقته أنه يرزق العباد على قدر المصالح، والاعطاء لا يقتضي إخراج المعطي من الملك، وذلك أنك تعطي زيدا المال ليشتري لك الشئ وتعطيه الثوب ليخيطه لك ولا يخرج عن ملكك بذلك فلا يقال لهذا إنفاق .

ـ الفرق بين البعث والارسال: أنه يجوز أن يبعث الرجل إلى الآخر الحاجة يخصه دونك ودون المبعوث إليه كالصبي تبعثه إلى المكتب فتقول بعثته ولا تقول أرسلته لان الارسال لا يكون إلا برسالة وما يجري مجراها.
ـ الفرق بين البعض والجزء: أن البعض ينقسم ، والجزء لا ينقسم ، والجزء يقتضي جمعا ، والبعض يقتضي كلا ، وقال بعضهم : يدخل الكل على أعم العام ، ولا يدخل البعض على أخص الخاص ، والعموم ما يعبر به الكل ، والخصوص ما يعبر عنه البعض أو الجزء ، وقد يجئ الكل للخصوص بقرينة تقوم مقام الاستثناء كقولك: لزيد في كل شئ يد . ويجئ البعض بمعنى الكل كقوله تعالى :" إن الانسان لفي خسر ". وحد البعض ما يشمله وغيره اسم واحد ، ويكون في المتفق والمختلف كقولك: الرجل بعض الناس . وقولك : السواد بعض الالوان . ولا يقال : الله تعالى بعض الاشياء . وإن كان شيئا واحدا يجب إفراده بالذكر لما يلزم من تعظيمه، وفي القرآن :" والله ورسوله أحق أن يرضوه ". ولم يقل يرضوهما، وقيل : حد البعض التناقص عن الجملة . وقال البلخي رحمه الله: البعض أقل من النصف ، وحد الجزء الواحد من ذا الجنس ، ولهذا لا يسمى القديم جزءا ، كما يسمى واحدا.
ـ الفرق بين البعل والزوج: أن الرجل لا يكون بعلا للمرأة حتى يدخل بها وذلك أن البعال النكاح والملاعبة ومنه قوله عليه السلام " أيام أكل وشرب وبعال " وقال الشاعر: وكم من حصان ذات بعل تركتها * إذا الليل أدجى لم تجد من تباعله وأصل الكلمة القيام بالامر ومنه يقال للنخل إذا شرب بعروقه ولم يحتج إلى سقي بعل كأنه يقوم بمصالح نفسه.
تنبيه : زيادة لفظة ( بعال ) في الحديث لا تصح .انظر الإرواء ( 2541 ) وتمام المنة ص 402 .
ـ الفرق بين البغض والكراهة: أنه قد إتسع بالبغض ما لم يتسع بالكراهة فقيل أبغض زيدا أي أبغض إكرامه ونفعه، ولا يقال أكرهه بهذا المعنى كما إتسع بلفظ المحبة فقيل أحب زيدا بمعنى أحب إكرامه ونفعه ولا يقال أريده في هذا المعنى، ومع هذا فإن الكراهة تستعمل فيما لا يستعمل فيه البغض فيقال أكره هذا الطعام ولا يقال أبغضه كما تقول احبه والمراد إني أكره أكله أن المراد بقولك اريد هذا الطعام أنك تريد أكله أو شراءه.
ـ الفرق بين البلاء والنقمة: أن البلاء يكون ضررا ويكون نفعا وإذا أردت النفع قلت أبليته وفي القرآن " وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا ". ومن الضر بلوته، وأصله أن تختبره بالمكروه وتستخرج ما عنده من الصبر به ويكون ذلك إبتداء والنقمة لا تكون إلا جزاء وعقوبة وأصلها شدة الانكار تقول نقمت عليه الامر إذا أنكرته عليه وقد تسمى النقمة بلاء والبلاء لا يسمى نقمة إذا كان إبتداء والبلاء أيضا إسم للنعمة وفي كلام الاحنف: البلاء ثم الثناء أي النعمة ثم الشكر.