أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


‏ رصد تقلبات الأحوال يملؤ النفس عجبا، ففي سنوات تلهث مررنا بتحولات متلاحقةفي الإشكاليات الفكرية،فسبحان من قال عن نفسه في 4 مواضع(يدبر الأمر)
في الداخل الإسلامي: ثمة تراجع حاد لإشكاليةالتنوير(التأويل اللبرالي للأحكام الشرعية) وحضور ساحق لإشكالية الحزبية القتالية وباب الأسماءوالأحكام
بقي على معرض الكتاب القادم بالرياض 4 أشهر، وأجزم أنك سترى انقلابا جوهريا في السؤال المركزي للكتب الفكرية بين معرض 1434هـ ، ومعرض 1435هـ
خطاب التنوير(التأويل اللبرالي للأحكام الشرعية) استلم منصة إلقاء الأسئلة في السنوات السبع العجاف منذ سقود بغداد (2003) إلى ثورة تونس (2010)
سبب حضور خطاب التنوير (التأويل اللبرالي للأحكام الشرعية) هو حالة الكبت السياسي القصوى التي مر بها العلماء والدعاة في السنوات السبع العجاف
أجاد خطاب التنوير استثمار حالة الكبت السياسي للإسلاميين في السبع العجاف وأخذ يزايد على البسالة في الإصلاح السياسي ويشحن الشباب ضد شيوخهم
وخطاب التنوير (التأويل اللبرالي للأحكام الشرعية) لم يعان كبتا سياسيا،بل كانت له صداقات سلطانية، إذ كان مطلوبا للتناغم مع حملة مقاومة الإرهاب
باندلاع ثورة تونس دب الانفراج السياسي المحلي وتنفس الأشياخ الصعداء والتهب الحراك السلفي في ملف الموقوفين ودعم الثورات؛ فتوفي التنوير دماغيا
وفي نظري فإن الإحراج الأكبر لخطاب التنوير كان تناقضه مع مبادئه التي طالما زايد عليها في حادثتين: انقلاب مصر، ومعركة قيادة الفتيات للسيارة
كان خطاب التنوير يتغنى بأن الديمقراطية والسيادة الخ هي الطريق لتمكين الحكم الإسلامي، بينما كانت مواقفه في انقلاب مصر ليست في الصف الإسلامي
وكان التنوير يعير السلفيين باشتغالهم بالهامشيات،والمثال المفضل قيادةالفتيات للسيارة، ولما ثارت المعركة رأى الناس غبار خيولهم بأول صفوفها!
مجاملة التنوير للعلمانيين في انقلاب مصر،وغيابهم عن الجهاد الشامي،وغبارهم في معركة قيادةالفتيات للسيارةهو السبب في رأيي لتراجع حضور الخطاب
كنت أرقب نشاط بعض المفكرين في الداخل السلفي وأتعجب من ضمور أسئلة التنوير (التفسير اللبرالي للإسلام)، وصعود الاهتمام بباب الأسماء والأحكام
قارن:
العام الماضي كنا نسعى للبرهنة أن الديمقراطية نظام مخالف للإسلام
واليوم نجادل أن المشاركة في ديمقراطية قائمة لتخفيف الشر ليس كفراً!
الثمرة المرجوة من هذا الرصد: التيقظ للاسئلة القادمة في معرض الكتاب القادم، فليست هي أسئلة التأويل اللبرالي للإسلام، بل أسئلة الأسماء والأحكام
يجب العناية بتقديم بحوث علمية جادة وموضوعية في ثلاثة أبواب: (الجهاد، والإمامة، والأسماء والأحكام) وعلاقتها بالنوازل والأسئلة الجديدة
كتبهُ الشيخ إبراهيم السكران 1435/1/5هـ