صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 46 إلى 60 من 74

الموضوع: بعت الجسد ....رواية

  1. #46
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصل العشرون
    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»� �لــــــجلاء «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

    ليزا
    تقف بجواري على الشرفة
    ينسحب نياز المهزوم بالذكاء للصالون
    تبتسم
    تشع الغمازتان
    أفكر
    لماذا لم يتزوج بهذا الكمال
    تضع يدها فوق يدي المتمسكة بإطار الشرفة الحديدي المشدودة بتوتر
    تهمس بصوتها الواثق :
    تعرفين من أنا
    احترمك
    اقدر الذي تقاسينه من أجل فهد

    ما مكانة المرأة بالمجتمع
    قدرها محفوظ
    إجابة خاطئة
    يحفظ المجتمع المرأة في كمين القدر

    ما سمعت اعتراف الغرب بي
    ولا تدويل قدراتي النسائية
    بقدر ما أوجعتني حروف اسم فهد المتراقصة على شفتيها السخية
    فهد
    الاعتراف سيد الأدلة
    انهارت كل الشكوك
    علاقة معلنة
    هذا الاحترام
    هو حصن حمايتها من كرهي المضاد
    ما عرفته
    كل النساء من حيث قدمت حجب عنهن مثله
    فكيف نقتسم خرافة
    والرجال أنكروا أحقيتي به
    عبد الله كنت له مرحلة متاح
    و أيمن إجبار على العشق المحال
    وفهد ثأر واهن من المرض السفاح
    أما الساري فموهبة تاهت للشعب وهي من حق السلطان
    و نياز كنت قشة تنقذ روحه من حقد الحرمان
    حتى سعد رآني تنازل طائش
    كلهم ما احترموا ميثى
    تقلبت بين الأهواء والرغبات
    وأبعدوني عن هذا الشاطئ
    حيث الآمن

    تابعت الاعتراف
    هل وجدت بصبري سمات قسيس الأحد
    لتقول :
    فهد
    كان مريضي منذ سنوات
    أقسمت ألا اسمح لعلاقة المرضى أن تتطور بالطبيب
    لكن فهد
    أعادت نظرها لي لتكمل :
    لا يقاوم
    قلت بسرعة لئلا يكبح التردد الجرأة :
    لماذا لم تتزوجا

    قالت بغموض أدهشني أن للوضوح الغربي ظل :
    يستحيل
    أنا أكثر من يعرف ثمن الزواج من فهد
    لست مثلك
    تابعت :
    حب الشرقيون
    فكر
    كم يبدعون بأعمال الذهن
    الحب مراكب تمخر عباب ترحال بلا محيط
    أفعال بلا تجسيد

    توقفت
    احترت
    كم مريض من الشرق باح لها بأسرار الحب العذري
    وروى قصائد قيس وهجران عبلة
    نسيج محبوك من خيال
    حب اللا مساس

    قالت بردة فعل غريبة :
    هل تغارين مني

    ضقت بسؤال وقح
    قلت بسخرية :
    أهذه استشارة مجانية
    أتجدين بي ما يثير اهتمامك الطبي

    قالت باعتذار متأخر:
    ما قصدت إغضابك
    حديثنا مبتور بأسرار المريض المحظورة
    أتعلمين
    أصر فهد أن أراك
    فخور بك
    أنت امتداده بعد الغياب
    وصرخته المكتومة بوجهه الفناء
    أراني صورك مردد
    هي أجمل
    وحضورها قوي تعجز التقنية احتجازه
    قلت له
    ستعرف علاقتي بك
    قال
    لا ميثى صغيرتي
    وأنا خائن
    وما كانت الدناءة بكتب الأطفال
    منذ دخولنا الشقة
    رأيت بعينيك مكاني
    وصمتك أعناني
    أجاوب سؤالي لك
    أغار منك
    واحترمك

    استدركت بقايا التبغ في السيجارة
    اشخص حالة ليزا
    خريجة مدارس الطب
    موبوءة بالغرام
    أصابتها عدوى شرق أوسطية
    حادة
    حالة مرضية مستعصية

    بعد مغادرة الضيوف الشقة
    وفهد أولهم لموعده الليلي
    هربت للنوم
    استغرقت برحمته العميقة
    طرق باب الشرفة الصغيرة
    زائر أول أيام لندن
    أيقظني
    مصر على الدخول
    تجاهلته
    وضعت يدي على إذني
    اذهب
    أيها الطارق
    هز الباب بعنف
    لم يكترث بالرفض
    سخر مني
    برسالته
    موعدنا الغد

    في الصباح
    استيقظت متأخرة
    على رنات الجرس
    كانت سمر وحدها تنتظر مشوا ر التسوق
    طرد نياز روحه الذليلة من جنان ما خطرت على قلب بشر

    لماذا نتحصن بالأزياء الجميلة من الأخبار السيئة
    شرف محاولة الدفاع عن شر الغيب قلدته لفستان عصري بتصميم غريب
    ومكياج متقن
    وشعر حر
    أردت أن أكون
    زوجة الشيخ
    وان زارتني عشيقته البارحة
    قلت لسمر باعتذار عن تأخيري :
    يبدو إن الإفطار سيكون بالخارج اليوم

    بلطفها المعهود قالت :
    التغيير جميل
    لنتصل بنياز وعاصي
    ونفطر بمقهى ايطالي مميز
    يهواه كل السعوديون

    عند باب الشقة
    قابلت فهد يقرا رسالة بجواله ليقول بتثاقل الساهر ولغة رفاقه :
    صباح التسوق يا ميثى
    هذه رسالة من أيمن
    قرر خطبته على صبا بيوم عودتنا
    أضيفي لقائمة الهدايا خطيبة أخي

    قلت بشرود :
    مبروك

    تخيلت سرور الجوهرة زوجة عمي بخطوبة تعوض خيبة الابن الكبير
    توجت صداقتها لزهوة بالنسب
    أين صيته الصاقود من هذا الثنائي المتوافق
    هذا الخبر على الصباح القادم من محطة أيمن المجروح
    بداية
    لماذا
    لا اعرف بعد
    في التاكسي اللندني الأسود
    ضيق يجثم فوق صدري
    تعجبت
    كم هي المرأة مستحوذة تهيم بالتملك
    لماذا الضيق
    ليعيش أيمن حياته
    هل أشفق على أن تكون صبا مثلي
    شاخص
    فزاعة
    تطرد لوم المجتمع لرجل عازب
    تتطلع لقلب متيم
    وترتبط بأشلاء ماضي
    أتمنى أن أكون
    خسرت أيمن الذي ما كسبت

    قالت سمر :
    سيدتي
    وصلنا
    سنسير للمقهى خطوات
    لذلك الشارع الجانبي

    أحببت الألفة في المقهى الهادئ
    تذكرت المشب بمجلس الرجال بالنسيم
    ويوسف يحرك الحطب
    قلبي يصرخ بحنين
    اكتفيت
    أريد الرياض
    قلت لسمر :
    تذكرت عزيز
    كل النكات التي أحفظ هو رواها
    وأشقى المقالب شاركني إياها
    اشتقت له
    هذا المكان فيه منه

    ضحكت وبالعربية قالت :
    بلكي بتجي أنت و ياه شي يوم هون

    يوسف
    في صغري قاسمتني الحياة حين نسى الآخرون وجودي
    خلف باب الحديد
    انتظرت عودتي من قصر العليا
    بكفوفك الصغيرة المحتفظة لي بعطايا الفقر
    أعوضك الآن
    سأشاطرك لندن
    هذه البديعة
    مرشدك السياحي سأكون ذات يوم
    قلت وعد غبي بلهجة سمر
    وكأن الكلمات قد تجلب خير أو تدفع شر إن تنكرت بزي آخر
    ولا يغتالها القدر :
    أكيد
    شي يوم
    اختارت سمر طاولة خشبية دائرية
    بالقرب من النافذة الكبيرة المخفرة على الجانبين بستائر بلون البنفسج وتل وردي
    تلاعب اللون الدافئ على شحوب لندن
    حادثت عاصي و نياز لنلتقي
    تكلمنا عن المتاجر وما احتاج
    بعد دقائق
    أجد نياز قادم
    أنيقا بتفوق البساطة
    سمو الحضيض
    عندما جلس على الطاولة
    تأملت صورتنا على زجاج النافذة
    تناقض
    وحشية الصحراء
    ومدنية البحر
    التقاء فريد
    متناغم متنافر
    يبقى الانعكاس على الجماد
    معقد بالواقع
    لوحة جميلة
    مستحيلة
    تعجب سياح من اليابان خارج المقهى
    يرفع الكاميرا مستأذن بالتصوير
    بحركة من يد نياز يفهم رفضنا لتوثيق الفراق
    أضاع عاصي التفرع الجانبي للشارع الرئيسي
    ذهبت سمر لتقابله
    أو ادعت ذلك ليعتذر نياز عن سلوك البارحة :
    العمل مع العرب يحتاج خدمات شخصية
    تفقد الكرامة
    وتحفظ الوظيفة

    اكره الاعتذار
    وتفسخ العربي عن ذنوب مورثاته
    يبث الحياة بالخلاف
    منذ أمس
    خسرت نياز الذي صدقت

    رن الأجراس الصغيرة المعلقة على الباب
    قدوم ليس كآخر
    رفعت عيني
    كان هو
    الساري
    ومعه ثلاث من الأصحاب
    أعدت بصري لكوب القهوة أضفت مزيد من السكر احتفاء بلقاء الصدفة
    الطارق كان موعد مع الروعة
    بدلة سوداء وقميص ابيض بلا ربطة عنق
    وملامح الفارس
    وعيون حادة تحت سلال سيوف الحاجب
    وابتسامة
    تجمدت برؤيتي
    اختار الطاولة البعيدة في ركن خافت الإضاءة
    لا أريد أن انظر
    ولا أطيق التغافل
    لو كانت للنظرات صوت لأصاب لندن الصمم من دوي ما تقول عيناه
    يأس نياز أن أتجاوب مع حديثه
    كان المقهى ساكن
    استشعرت حيرته
    هي سلمى
    من هو هذا الوسيم معها
    ا أصدق ظن
    لماذا تهرب بعينيها عني
    لأنهما العنوان
    انضم لنا سمر وعاصي
    قام نياز وقرب مقعده ليستطيع عاصي مجالستنا
    نهض الساري من مقعده بلا إرادة للحظة
    جزع من تقاربنا
    ثم جلس فليس له من الأمر شيء
    تحدثنا معا
    وكان خامسنا
    ثم قام بقرار حاسم
    هي سلمى
    وهذا الوعد
    تحرك باتجاه طاولتنا الصغيرة
    تعلقت بوجهة الرائق بلمسات العافية
    نثر السكر على المفرش المخرم بورود رقيقة
    كتب
    الساري
    علق يده
    يمين اسمه
    قال نياز مؤديا لدور كلب الحراسة :
    أعرفك بزوجة الشيخ فهد القادر
    تعرفنا بنفسك

    بقيت يده معلقة لحظات
    غير الاتجاه
    كتب نقطة باليسار
    ورجع لطاولته
    خسرت الساري الذي به آمنت

    قلت لسمر :
    صداع شديد
    أريد العودة

    في الشقة كانت عاملة المنزل تغني كلمات معجونة بلهجة تخفيها
    ضحايا الطبقية يحتلون الأرض
    في غرفتي
    رن هاتفي
    تجاهلته
    أنا صفر اليسار
    كيف أرد
    أصر
    لا أريد أن يوقظ فهد المتعب من ليل الغواني
    أجبت
    كانت أمي تبكي أخي عبد العزيز
    بلهجتها التي تخفي
    كعاملة شقة لندن
    راح
    لأمريكية
    خطبها أمس
    صيته
    هو ابن أبيه
    كيف تريدين أن يقود لك العز وعراقة الأصل
    ما وجدت عندي سلوى
    ثابرت على الصمت فهو ألطف من الحقيقة
    خسرت عبد العزيز الحلم الذي انتظرت

    ونمت بلا نعاس
    كل الرجال رحلوا اليوم
    اخلاء
    ما بقي بديار ميثى رجل
    تذكرت يوم خسرت عبد الله
    السلسلة تتابع
    أبي
    عبد الله
    أيمن
    نياز
    الساري
    عبد العزيز

    حتى فهد ما كان لي بيوم
    أحكمت الغطاء على جسدي الموجوع
    تذكرت يوسف
    قرين اليوم العجيب
    عندما واساني بهجر عبد الله
    قلت له
    جعلي اخسر كل الرجال وتبقى لي
    هل قال
    آمين
    كما طلبت
    إن قالها
    يكفيني

    في نومي
    هجعت على كتفي يمامة بيضاء
    أرخيت خدي أتحسس طراوة جناحيها
    ترفرف لتطير
    أريدها تبقى
    تصير حركتها اعنف
    صحوت من النوم
    كانت يد فهد
    تعجبت
    ماذا يفعل بغرفتي المحرمة على قدميه بسلطته الحاكمة
    أخافني وجهه الغاضب
    هل قص عليه نياز أخبار الغريب الذي سطر لزوجته كلمات على فراش من السكر
    هل غدي مرهون لركوب عين لندن الموحشة
    قال بغضب :
    يوسف
    سوى لنا مصيبة
    الغبي
    إطلاق نار ومطاردة مع شرطة مكافحة المخدرات
    ميثى
    يوسف مصاب بالمستشفى
    ما عندي تفاصيل بعد
    بس حالته حرجة

    هذا هو إذا
    الطارق الليلي المتوعد لبقايا الأنس بحياتي
    دقائق وبدأت استعيد القدرة على الكلام :
    فهد
    رجعني السعودية
    ما اقدر اجلس هنا
    أنت مشغول بأعمالك
    أبي أكون مع يوسف

    تابعت برجاء :
    وبعد أسبوع أنت بالرياض
    الله يخليك

    دعوة بحكم الاعتياد
    تؤذي فهد ولا تقنعه
    قال بمرارة :
    يخليني
    أنا هدف إخلاء
    بها الدنيا
    خلاص أشوف لك لو ممكن

    نعم صدقت
    أنت لا تزال حاضر غائب
    وإخلائك قادم

    فرحت
    قفزت من السرير بلباس النوم
    أردت أن اقبل رأسه
    دفعني عن نفسه بعنف
    لماذا كل هذا الرفض
    امتنان يا فهد
    لا أكثر
    لماذا تنفر من براءة علاقة الشرع
    وتتلذذ بخطايا الحرام
    أين ما تحكي لليزا عني
    هم ينكرون المجاملة
    لن تخدعني ليزا
    ما دفعت لها ثمن جلسة استعادة ثقة أو تحرر من الغضب
    لتواسيني
    وقف بعيدا عند الباب
    رمى علبة سجائره اعتذاره التافهة وقال:
    كان تبين سجاير
    أنا طالع
    جهزي الشنط
    أحاول لك برحلة بكرة

    نظرت للساعة
    ما بقي على رحلة السعودية لمساء الغد
    يكفي لحزم الحقائب
    والتحلل من الإيمان بالحدس
    قال يوسف يوم الزفاف
    تتغيبين عن عيوني
    وكذبت به

    بجهد فهد ومكانته ركبت الطائرة وحدي
    في المطار
    أهداني نياز كتاب مغلف بورق أجعد وبطاقة افتقاد
    أمام العامود
    ستارة مسرح إلقائه لشعر نزار يوم وصولنا
    رفضت
    وقلت بالعربية بلهجتي السعودية
    سيفهمها وان استنكر :
    نياز
    آسفة
    بطلنا الكلام المعلب
    ما يمشي عندنا
    ما احد يستورده
    بلدي بشعوب
    وتصدر للعالم
    نفط وفكر

    أنظر من للنافذة
    أدير البزل رينق حول أصبعي
    الأحجية
    كيف ينفض تشابك الحلقات المتداخلة
    كل أبطال رواية ميثى
    رحلوا
    بعملية إجلاء عن روحي

    جلس بجانبي رجل ووجهي ملتصق بالنافذة
    لن التفت
    عرفته برائحته التي اختزنت حواسي من دولابه
    الساري
    بفوقية الأمير
    والتمرد على الأوامر
    يرفض الإجلاء
    ليبقي
    بالمقعد المجاور
    رفيق ساعات رحلتي الطويلة
    عائدة للسعودية

  2. #47
    إلهــام عشق الصورة الرمزية PrStEg
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    تحت سَماء الوطن
    المشاركات
    188
    [align=center]



    إستهلال اول

    /

    ][ ما بين شرق الرياض وشماله ][


    .. حنو ..


    اشراقتي هذا صباح تشبه جمال الرياض ..

    وفي يدي قهوة المفضله (( دانكن دونات ))

    << ولكِ جغمه منها إن أحببتي


    /



    لا تقسي على عمكِ الإمام
    فهو في حاله يرثى لها لاتزيده...


    ::


    ابقي قريبه
    وسوف أضيئي بعضا من شموع الانتظار



    مودتي






    *ومضه *

    إستمتعت عندما قراءة الجزء الاول



    [/align]

  3. #48
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    PrStEg

    اهلا بك

    ما زلت في البداية ....... اذا لم تصل بعد الى الروائع

    و ما زلت في اول قطرة من القهوة


    لتستمر بالقراءة و اخبرني عند النهاية هل ما زالت قهوتك المفضلة هو المفضل لديك


    وجودك مميز ......... لا تبتعد كثير و لتكمل ما بداته




    أول خطوة

  4. #49
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصل الحادي والعشرون


    |؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|بــــــشويـــــ ــــــش |؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|

    ممكن اجلس معاك
    بسؤال يعقب التصرف تحدث الساري

    قلت له دون أن انظر إليه :
    مقعدك

    قال لي بصوت دافئ :
    سلمى
    أنا مقعدي هناك
    سكت
    ليجبرني أن اتبع إشارة إصبعه الرشيق إلى مقدمة الطائرة حيث مرافقة يجلس بجانب مقعده الخالي
    قلت ببقايا عصيان :
    يعني جلوسك معي تنازل

    ابتسم فرحا بلقاء شيء يعرفه بسلمى بعد أن ضاعت منه بما لا يعرف عن حياتها
    وقال :
    لا
    مصافحة ملائكة
    سمو
    تذكرين
    أنت ملاكي الحارس

    قلت بمشاغبة وأنا أضع رأسي التعب على طرف المقعد البارز الحاجز الهزيل بيننا :
    قصدك
    مواصلة احتكار السمو

    علت ضحكته العذبة ليقول :
    ترهقني فصاحة التمرد
    سلمى
    عندي سؤال
    بذيك الزيارة لي
    الحدث
    كنت زوجة لفهد القادر

    قلت بضجر :
    لا
    أنا وافقت على الخطبة ليلة زيارته لنا بذاك المسا
    الساري
    وش تفرق فيه
    حنا لا عشاق ولا بيننا عهد
    علاقة من صدف

    قال بحدة من جرح بغالي :
    سلمى
    كيف تستهينين بغرابة علاقتنا
    بتجنيد الكون خادم تعارف
    والطيف رسول للمشاعر
    العشق الطاغية سخرت منه قلوبنا
    الصداقة ضاقت باندماج أرواحنا
    سلمى
    نعيش سنين مع ناس
    ويظلون حولنا
    وأنت
    رغم فقر اللقاء
    وجهل الاسم
    ما كنت معي
    إلا فيني


    ما أصدق المشاعر بين الرجل والمرأة
    الحب
    إجابة خاطئة
    الحب صدقة من مشاعر المرأة للرجل


    ارتعشت كطير بللته قطرات مطر شرس
    حزن
    إرهاق
    وهذا القاهر
    أدير خاتم يوسف بإصبعي
    الحلقات فيه تموج بالتضارب
    أحس الساري بضعفي
    طلب المضيفة المتلهفة على خدمته غطاء صوفي وكوب من العصير
    بانتظارها قال :
    عودة طارئة
    قلت وأنا أحاول أن اعدل من وضع جلستي المتعبة :
    حادث لأخوي
    كيف عرفت

    قدم كوب العصير برقة وقال :
    أنت غير أمس

    فعلا
    بساطة مظهر اليوم ببدلة سوداء ووجهه خالي من الزينة يناقض تبرج البارحة
    بعد أن ارتشفت قليل من العصير
    أعدته للمضيفة
    أشار الساري لها أن تدثرني بالغطاء
    وقال قائما كمن يلقي قصيده :
    ارتاحي
    قالوا عنك بحسد
    زوجها حجز المقعد الثاني عشان ما يركب معها احد
    احترم رغبته
    و اعذره
    وما يصح أخون غيبته

    انحنى ليرخي مقعدي أكثر للخلف لوضع الاستلقاء
    اقترب مني
    الرائحة الهوس تلفني بجبروت النبيل
    تخدرني
    أنام

    مدام
    وصلنا الحمد لله على السلامة
    تفضلي
    بهذه الكلمات أيقظتني المضيفة وأعطتني بطاقة فاخرة
    دعوة خاصة لأمسية الساري الشعرية
    نظرت لمقعده
    كان قد غادر الطائرة

    خلف الغلاف المصقول كتب

    لك أنت
    يا أنت
    من
    التاسع
    لا الساري ولا فلان
    دورت لك لقب جديد
    اسم عتيق
    وهبني إياه القدر
    تحت ها العنوان
    تلقيني
    وبحظ يمكن ألقاك
    أنا تاسع من حمل اسمي من الأجداد
    أنا الطامع بغيب يحفظ لي سخاء الأيام
    أنا الشاهد على الجمال النائم
    ست ساعات

    وسطر رقم جواله
    وعنوان بريده الالكتروني

    هو التاسع أذن
    الرقم الذي أوصاني به فهد خيرا
    خزنت البيانات بجوالي بالاسم الرقم
    ومزقت الظرف واحتفظت بالدعوة

    في المطار كان عبدا لعزيز باستقبالي
    صافحني بوجوم وقال :
    ما كان فيه داعي تجين
    حنا ما قدرنا نشوفه
    يقولون حالته صعبة وعليه حراسة

    لا اصدق أننا نتحدث عن يوسف
    كيف يضيع ذلك الشباب المتوهج بالأمل
    من قاده لطريق الشيطان
    تابع عبد العزيز:
    هاتي الأوراق
    أديها سعد

    بتعجب قلت :
    ليش سعد جاي معاك

    قال عبد العزيز :
    فهد كلمني و أصر انك تسكنين بالعليا عندهم لمن يرجع
    وسعد يبي يودي الشنط هناك

    تحكم فهد بترتيبات عودتي دون استشارتي يغضب من كان بقلبه فراغ من هموم
    أما المثخن مثلي بجراح تتسلسل بتسارع مجهد
    ليس له إلا القبول
    رأيت سعد
    هل هو من إنهاك السفر
    كم صار يشبه نياز
    فيه منه شيء ما
    عطل لغة الأجناس والألوان
    رد سلامي وقال :
    فطومه عندكم بالبيت
    تحراتس

    الطريق الطويل من المطار لبيت النسيم كان فرصة ليبلغني عبد العزيز بخطوبته
    وقال باقتضاب :
    قررت أتزوج
    أكيد أمي قالت لك
    خطبتها أمس
    وأبي أجيبها اليوم تتعرفون على بعض

    عبد العزيز
    أيها المحمل بالتغريب
    ما كانت الأمور بجزيرتنا المسكونة بالهوادج
    وقوافل العرائس
    والخاطبات
    وصناعة الأسر الصغيرة من توافق الألقاب
    تتحمل اتحاد اختيار قلب لا يسمع إلا دقاته
    أصم عن أناشيد القبيلة
    يطربه فضاء التحليق
    مغادرا القطيع
    الذي كان منذ عصورمضت سرب يطير

    قلت له :
    يعني نبي نشوفها اليوم
    وش اسمها

    ابتسم رغم مصابنا بيوسف
    فالجميع يعاتبه ويصادر قراره
    وجد باهتمامي بها شيء من التغيير
    قال :
    أومبر

    قلت باستغراب :
    يعني كهرمان

    قال بمفرداته البخيلة:
    فعلا
    هي مثل اسمها
    لمن تشوفينها
    اخذ يهز يده عاجزا عن إيجاد الكلمة
    وقال :
    شوية

    فقلت مصححة ضعف التعبير :
    وش شوية
    قصدك نادرة
    فرح وقال :
    صح
    ومع
    اخذ يدعك يديه بالهواء وقال بعد جهد :
    مع الاحتكاك
    قال بصرخة إنقاذ:
    أي احتكاك
    يمكن التعامل

    أعجبه أن أساعده في وصفها فأكمل :
    داخلها يبدأ
    وأخذ يفتح أصابعه ويغلقها ويقول :
    يولع

    فقلت بمساندة :
    قصدك يشع
    صرخ :
    صح

    قلت له :
    شوقتني أتعرف عليها

    أخذت اردد الجملة
    أول مشترك بين وبين الأخ الكبير
    كهرمان نادرة بباطن مشع تبرزه خطوب الدهر
    ارجع رأسه للوراء وقال :
    الله ميثى
    لو تكتبين شعر
    تصيرين خطيرة

    أخي
    كثير الذي تجهله عني
    فكرة
    التهمت باقي الوقت

    في بيتنا
    بكيت في أحضان أمي
    انحراف يوسف
    ذكريات لندن
    غرابة فهد
    الهائي بالتجول مع موظفة و حارس
    وكيف جمعني بالعشيقة
    وعطائه السخي من السجائر

    قالت وكأن الأفلاك لا تدور إلا بمحورها :
    شفتي وش سوى عبد العزيز فينا
    لا ويبي يدخلها علينا بعد شوي

    كفكفت دموعي وتعاليت على ألآمي وقلت :
    خلاص يمه
    احمدي الله انه طيب وبخير
    شوفي يوسف
    المسكين
    ما ودك يصير لك أحفاد شقر
    وإلا عاجبتكم ها الخلق

  5. #50
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    وأشرت على أولاد منيرة
    لتصفع يدي بقوة وهي تقول :
    اجل عيالي ما مهب عاجبينك
    نشوف ذريك من فهد

    وتأخذني بعناق عنيف
    تتدخل فطومه كأنها تفصل بين متصارعين بمزاح :
    بس يا جماعة يسد
    تراكم ما بقيتو لي شي
    دوري

    لقاء فطومه مختلف
    تبقى الصديقة تشعل الفرح برماد النفس
    بانتظار خطيبة عبد العزيز ذهبنا لغرفتي
    كانت فطومه متشوقة لأحاديث شهر العسل
    من اجلها فرطت بالهدية الوحيدة القادمة معي
    شكولاتة المطار
    وتركتها لأولاد أختي منيره
    في غرفتي الوفية الباقية على حالها من أسابيع ثلاثة ماضية
    جلسنا على السرير
    كما كنت اجلس مع يوسف لساعات
    اختنقت بعبرات افتقاده
    لتستحثني فطومه بقولها :
    ها هاتي مما عندتس
    من ذوليتس العلوم

    قلت لأغيظها :
    ليالي لندن
    ما تنحكي حبوو
    لازم تنشاف

    ضحكت ورمتني بالمخدة التي تتطاير منها غبار الرياض المتراكم بضراوة وقالت :
    والله و كدينا خير
    اجل حبوو
    يا حسافة عرس خدوج اللي ضاع عشانتس

    كرهت أن تستمر فطومه بمرافقة خدوج وقلت :
    أنت الى الحين تروحين معاها
    و شلون ترضين طقاقة جامعية
    فطومه
    لازم تدورين على شغل أحسن

    قالت بضيق :
    صدق من عاشر القوم
    يا حرم ولد الوزير
    أنا لاقيه وعايفه
    وبعدين عادي
    طقاقة جامعية
    أحسن من دول الجوار
    رقاصة بالدكتوراه
    بس تصدقين مدام هم اللي يدرسونا
    يمكن نتقدم ونوصل لمستواهم الحضاري

    ضحكت من تعليق فطومه
    وحزنت أن طريق الدراسة المضني يقود لمنصات الأفراح
    نادى عبد العزيز معلنا قدومه :
    ميثى ترا سعد جا يستناك
    وتعالي تعرفي بأومبر

    لتعقب فطومه على اختيار عبد العزيز لخطيبته :
    قضن بنات السعودية عشان يضيق صدر أمه بها الخواجية
    صدق أنكم عيلة عاهات

    أغلقت الباب ورائي وان أقول لها :
    هذي حرية شخصية

    في طريقي للصالة سمعت صراخ أمي الحاد :
    جايب لنا أمريكية
    وقلنا الشكوى لله
    بس تصير سوداء
    لا
    أنت خبل
    مهبول
    وش ناقصك تزوج
    عبده
    عبده
    يا حظي

    التفت للوراء
    حيث غرفتي و فطومه
    هل سمعت
    كيف يا صيته
    تبدعين بالجلد بسياط آلمتك
    و تسقين سم الطبقية الزعاف لغيرك
    تستمر أمي بالانتقاص من خطيبة عبد العزيز :
    تكرونيه
    وان اللي شاده بك الراس
    واقول يبي يعزن ها الولد

    هنا رأيت فطومه تهرب من بيتنا بعبايتها التي لم تحسن ارتدائها
    ناديتها :
    فطومه
    فطومه
    لم ترد

    أكملت طريقي للصالة
    توجهت لأمي وقلت لها بحرقة :
    عمري ما طلبت منك شيء
    بس لا تأخذين من القليل اللي عندي
    جرحتي فطومه بليا إحساس

    كانت أومبر بشعرها الطويل المتموج وجسمها الرشيق الفاتن تعاتب عبد العزيز بالانجليزية بعقلانية:
    لماذا لم تخبرهم أنني سوداء
    كيف تضعني بهذا الموقف المحرج

    أشفقت على عبد العزيز المتخبط بين غضب أمه وخطيبته
    ما كان لونها يشكل فرق
    السواد الذي يرفض هنا ما اصطدمت به عيناه
    فأغفل تفصيل صغير
    قلت لأومبر لأهدئها :
    عزيزتي
    وصفك لي بكلمات متقاطعة
    نادرة
    تشع
    مع الزمن
    روى عنك ما يراه فيك
    لا تلوميه
    بما لا يراه

    تابعت صيتة نوبة القهر وقالت :
    إن جان شي فهو منك يا عبد العزيز
    تحرم على ضحيك وعشاك

    هنا تدخلت منيرة مقاطعة بإيمانها القادر على التعامل مع عقل صيته وقالت:
    استغفري يمه
    من لك إلا عبد العزيز
    وبعدين
    يمكن تسلم ونكسب فيها اجر

    وكأن خلاف صيته معها الكفر
    يجب أن اخرج لمصالحة فطومه الحانقة
    صافحت أومبر مودعه
    وتركتها مع عبد العزيز
    يواجهان مصير من رفض

    في السيارة كانت فطومه تبكي
    دون كلمة
    وذهبت محاولاتي للتخفيف عنها سدى
    وصلت لقصر العليا مرهقة من يوم فاق الأربع والعشرين ساعة
    ما كان فيه إلا الخدم
    فالرياض بموسم أعراس
    والجوهرة و ميساء في فرح احد المعارف
    توجهت لجناح فهد الموجوع مثلي من غيابه
    ونمت

    استيقظت مبكرا على صوت العمل بالحديقة
    كان عمي عثمان الذي يهوى العناية بالنخيل يرشد المزارعين
    فتواجده الصباحي المبكر نادر أن أدركه فيما مضى
    أسرعت لأقابله واسأله عن يوسف
    رحب بي و استنكر عودتي بقولة :
    الله يهديك يا ميثى
    تخلين رجلك
    وشوا عشانه
    يوسف بالمستشفى
    والمقدر حصل

    قلت بتعجل :
    يعني ما اقدر أزوره

    قال وهو يفكر بألم :
    يوسف متورط بقضية
    ما راح ينجيه منها
    إلا
    صمت مرتهبا ليتابع :
    الموت

    كلمات عمي القوية بدون مواربة أصابتني بالدوار
    جلست على المقعد البارد
    قال متندما على صراحته المؤثرة :
    إلا ما عجبتك لندن
    يا الجوهرة تموت فيها

    نظر للبعيد يستحضر سنين مضت
    وأكمل :
    بعد ما رزقنا الله بفهد
    مسكت الوزارة
    وانشغلت عنها
    وما كتب الله إن يجي احد يوسع صدرها مع فهد
    فصارت تقريبا من أهل لندن
    تأخذ فهد معها وتروح عند القرابة والجماعة هناك
    ولا قلت وش لاقيه فيها
    قالت
    فطور المروش
    مع إني ذقته
    ما هنا زود
    ما رجعها للسعودية إلا دخول فهد المدرسة
    ثمن جا أيمن وعقبه ميساء
    ونسيت لندن شوي

    قصة مملة وان كانت بطلتها زوجته الحبيبة
    ما استمتعت بذكريات لا تخصني
    ولا استنتجت منها حل لغز يثيرني

    صعدت لغرفتي
    وعدت للنوم فلا أمل بلقاء يوسف

    في العصر
    حادثتني أمي بثورة من اثر البارحة بوجوب زيارتي لبيت عمي
    لا أريد
    أن اذهب لمزار يوسف الغائب
    ولكن الاطمئنان على مزنه يغري
    طلبت من سعد أن يجهز السيارة
    رأيت الجوهرة زوجة عمي بالصالون الصغير
    بلا قبلة ولا مصافحة
    بوداع جاف :
    أنا ما اعرف ليش خربتي على فهد وجيتي
    كنك بتسوين شي

    قلت لها بأسلوب مشابه :
    أنا رايحة ازور بيت عمي
    عن أذنك

    في الطريق إلى السويدي ارتبت بسعد
    لم يعد الماكس
    بل مفتعل
    غابت تلقائيته
    ماذا حدث له بغيابي

    في بيت السويدي كانت الحفاوة بي مهزلة
    يخدمني من كان تجاهل أوامرهم لي مقصلة
    يتسارعون للترحيب بي
    بمقدمتهم عمي عبد الرحمن
    الذي أصر أن يوسف أوقع به من متواطئين
    لتوريط اسم العائلة الفاضلة
    وإلا كيف لأولاده أن يتاجروا بالحرام
    متيقنا من حلال كل ما يصدر من هذا البيت
    كلامه بلسما مخدرا لكبريائه
    ولقلب ام يوسف الملتاع
    سألت عن مزنه
    قالت هيله وهي تنظر لنقش السجادة المتنافس مع بقع الأطفال :
    بالمطبخ تقشر القرع للعشاء
    تقاعدت
    وتساعدنا

    ماذا
    ركضت بهلع
    للمطبخ
    كانت هناك
    بشعر أشعث وعيون زائغة وملابس قذرة
    مغيبة عن ما حولها
    بسكين حادة تعمل على قرعة كبيرة بهمة وتقطعها لمكعبات صغيرة
    لا ترفع رأسها
    أسرع احد الأطفال ليشد من جوارها بشقاوة من يهوى الإيذاء
    مجموعة من الأقمشة والطرح القديمة ملفوفة كطفل رضيع
    لتصرخ بصوت مفزع
    بشويش
    بشويش
    فيضحك الأطفال المتجمعين لرؤية المشهد المنتظر
    و يتفرقون بعيدا عنها
    متوعدين بإعادة الكرة
    بهلوسة تعيد الطفل الخيالي لنومه
    وتهدهده بصوت حاني
    بشويش
    بشويش
    نفس الكلمة بنغمات متناقضة
    ثم تعود للسكين
    وضعت يدي حول رأسي
    كيف وصلت مزنه لهذا التدهور
    كانت هيلة من خلفي تصف حالها :
    مزنه بعد الانهيار
    ما رجعت صاحية
    تسمي الخرق ولد
    وترعاها كأنها بزر
    واللي يقربها تصرخ فيه
    وما تنطق إلا
    بشويش

    مزنه
    اختزلت كل المعارف وأثار الأمم
    لرجاء بائس
    بشويش
    يا صخب الواقع
    محصلة اللغات الحية والمندثرة بعقل الدكتورة مزنه القادر

  6. #51
    ~عضو مؤسس ICDL ~
    الصورة الرمزية دفا المشاعر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    جـــدة
    المشاركات
    11,415


    أختي الغالية /

    أول خطــوة ،،

    روايتك ممتعة وجميلة للغايــة ،،

    وقرأت منها بقدر المُستطاع ،،

    وما أعجبني وتميزتِ به في طرحك !!

    تنسيقك وترتيبك لسرد الرواية ،،

    لذلك تستحقين ثلاث نجوم نظير ترتيبك ، واجتهادك بها ،،

    سننتظر القادم والأجمل .......
    ولكن من صنع أناملك بكتابة قصة قصيرة أو رواية ،،

    .
    .
    .

    أصدق مـودة
    استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليـه






    شكراً ع الإهداء غلاتي الحلوة فهوووودة

  7. #52
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    دفا المشاعر

    سعدت بمرورك و قراءتك جداً

    و اتمنى ان تكملي للاخير

    لانني اعجبت برواية ..........أجدني اكتبها لاقراها


    التميز هو وجودك دفا المشاعر في اي مكان

    المهم عندي ان يقراها الكثيرين لكنني اجد القليلين هنا


    نورتيني يا غالية


    أول خطوة

  8. #53
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصل الثاني والعشرون
    §¤°~®~°¤§أذوب §¤°~®~°¤§


    ذهبت كل محاولاتي لإقناع عمي عبد الرحمن بعلاج مزنه هباء
    أصر أن لديه العلاج الشافي
    تخيفيني ثقة الجاهل
    همست بأذني هيله محذرة :
    مهب مسوي لها شي
    ليته ما يعرف الرقم السري للصراف
    كان يمكن عالجها

    أذن ما تعنيه له مزنه ملك يمينه
    لماذا العناء
    نهاية مزنه ختامية
    الجنون

    رجوت هيله :
    لا
    هذا لو ما يسوي ارحم
    انتبهي عليها
    حاولي تهتمين فيها باللي تقديرين عليه
    أبعديها عن الأطفال العفاريت
    ريحيها بغرفتها

    قالت هيلة بدهشة :
    ما دريتي
    غرفتها جددها عمك يبي يعرس فيها
    خطب ثالثة
    يقولون دكتورة بجامعة الإمام
    مطوعة

    غرفة سطح بيت الإمام
    السجن برداء العتق
    المتعجرفة
    لا يسكنها إلا حاملات الشهادات العليا

    ما هي مطالب المرأة
    حرية القرار
    إجابة خاطئة
    حرية المرأة تتطلب قرار

    بيت السويدي
    المحمل بلعنات التخلف
    سأخرج قبل أن تحل علي أحداهن
    كتبت رقم جوالي بقصاصة ورقية وأودعتها كف هيله
    فعمي عبد الرحمن شغوف باندحار عقل النساء

    في السيارة
    مكالماتي المتكررة لفطومه الغاضبة لا تجاب
    تتجاهلني أرحب قلوب الأرض
    أضيق
    بالعودة الفرض للقصر
    استقبلتني أصوات مرحة آتية من صالون النساء
    ميساء وصبا وريما
    تحيات وقبلات وغيرة بنات
    كانت الجوهرة وصديقتها زهوة في لقاء مع متعهدة حفلة الخطوبة
    الذي سيقام بقصر الوزير الفسيح
    فلا فرق بين الأصحاب
    استفهام الرفيقات يرهقني عن تفاصيل ما برحت الخاطر
    ادعي الحياء
    وقبل أن تشب العداوة بسب التحفظ
    استأذن للنوم
    و اتركهم في خططهم يعمهون
    خطوبة صبا الأربعاء
    بعدها بيوم زفاف ريما
    وبأسبوع
    ميساء وعبد الله
    بداية الألم
    الذي كان
    اندمل في القلب المضرج بالمصائب وصار خدش تافه


    في سريري يحدثني فهد
    صوته اضعف
    متهدج بنفس ضيق
    سألته بلهفة :
    طمني عليك
    قال بتوجع:
    أنا تعبان
    هل أخطأت بعودتي للرياض وتركه في لندن
    ماذا لو حدث له مكروه
    بأسى قلت :
    سلامتك
    بكبريائه الرافض للتعاطف قال :
    لا تخافين
    أنا جاي
    لعيونك
    ذوس كيلينق ايز
    لا زال يذكر
    ماذا حدث في لندن إذن
    قلت بصدق :
    انتظرك
    قال بنفي حاد فالسنين بيننا تنصبه لي أستاذ :
    انتبهي
    الانتظار فعل خامل
    كانت بطاقة أمسية الساري الشعرية أمامي
    بجوار حقيبة المطار
    تتراقص بدهاء وإلحاح
    فقلت بتحفز:
    مدام رأيك كذا
    استأذنك
    احضر أمسية شعرية
    بعد بكرة
    وللنجاة من فخ التناقض قال :
    جيد
    أحضري واحذري
    الشعر رسول وشيطان
    هادي و غاوي
    أفزعتني كلمات فهد
    دلت على مدى تقدم الورم في نسيج دماغه
    فالعقل المتهاوي يبدع بالوصف
    ودعته بالشكر
    وأخذت غطاء السرير الستان الكبير لكنبته الغارقة بذكريات جسده لأشحذها بقاياه
    سمعت أيمن يمازح صبا في الحديقة
    بصوت عالي
    ونغمة رياء
    لم يكن
    أيمن بروبر واي
    بل ضاري يلعق جراح أدمته من مستضعف طليق
    كررت حتى النوم
    فهد
    فهد
    أناديك
    يا غائب لتسريني بالاسم

    في الصباح
    كان جوالي لا يزال واقعا تحت حظر فطومه
    في وحدتي لجأت للمطبخ
    تذكرت ميثى الطفلة
    فمطبخ القصر والجلوس على الطاولة الكبيرة إمام الفرن الضخم مهربي من الدروس التعليمية الخصوصية لميساء المتعثرة بفهم ما تفيض علي حصص المدرسة المملة باستيعابه
    هنا كان عم عزيز يحدثني عن أرضه
    وعودته الضحية بيد أطماع أولاده
    ويعلمني صنعته
    في انشغاله عني
    كانت الذروة
    نثر قطرات الماء على الزيت الساخن
    لأسمع صوت فرقعات
    تصفيق مسرحي
    بعد رقصة بالية على خزف المطبخ البارد
    ليصرخ عم عزيز :
    بطلي لعب يا بت
    شيلى من مخك القنان دا
    تسائيف ائيه ومسرح ائيه
    أخبرته أنني سأطبخ الغداء يوم عودة فهد
    الطبق الذي يحب
    المطازيز
    شرط العقد
    وافقني
    فيوم خطوبة أيمن حافل بالعمل ولا ضير من مساعدة
    غاب عم عزيز بغرف الثلاجات البعيدة متعمدا أن أختلي بزيت القلي جمهوري الأوحد
    يدي رطبه
    والزيت حار
    و قلبي لا يطرب
    وخطوتي مشلولة
    أنا مثلك يا عزيز صرت مذبوحة بيد اقرب الناس
    لا تنتظر بعيدا
    لا مجال
    لا رقص ولا تصفيق
    تعال
    لنكمل تحضير الغداء

    حلوى اليوم
    كيكة الجبن
    اقطع الفروالة شرائح مستديرة
    تذكرت مزنه
    وان بدلت القرع الشعبي
    ببرجوازية الفراولة
    كلاهما تسلية امرأة تنضح من إناء العذاب بداخلها على كل ريان نضر
    أتذوقها
    يا تلك القضمات العالقة مرارتها بفمي من كيكة ليزا اللندنية
    غيبي
    منذ ذلك اليوم
    والحنظل استوطن لساني

    دخل أيمن المطبخ مختصرا الطريق من مواقف السيارات بعد العمل
    أول لقاء بعد ليلة الزفاف
    عقد ذراعيه وقال بتهكم :
    الله
    ميثى بالمطبخ
    صحيح الواحد مرده لأصله

    دموعي المتحجرة انبعثت للحياة
    اقطع الفاكهة محفوفة بهتان غيوم المهانة
    تحت قصف نظراته
    سقط أصبعي ضحية اضطراب
    ينزف دم قاني
    يختلط بحبيبات الفراولة
    أعلن مخاض عذاب مختلف
    ينعش حواسي
    يرتبك أيمن
    يصرخ عم عزيز ليلومه بوجل :
    دا الدم مش راضي يائف
    يقول أيمن بسخط وهو يغادر المطبخ :
    أشياء كثيرة
    ترفض تتوقف

    هل شعوره لي منها
    يا بلاد بلا انهار تجري في ربوعها
    أوقفي سموم العواطف المتدفقة في عروقنا
    لماذا نصيبك السكون ونحن الفيضان

    بإصبعي المقطوع هجعت بغرفتي
    أمارس الخمول الذي يكره فهد
    انتظار أمسية الغد

    رمز الصفوة على بطاقة الدعوة تحدي للعوام
    احتلال الصف الأول يستغرق ساعات من التحضير
    تبتهج بانقضائها ساعة أيمن الهدية
    عداد فترة عقوبتي
    تأهبت للأمسية
    بفستان أنيق باذخ
    وتسريحة شعر رزينة في صالون مميز
    و أخيرا
    ما تجود به الخزنة المصفدة بكلمة السر

    في طريقي
    صادفت الجوهرة زوجة عمي و ميساء ومنسق زهور حفل الخطوبة
    تعجبت الجوهرة من زينتي
    والألماس المطوق لعنقي المفصح ببلاغة امتلاكي مفتاح الكنز
    قالت بتلميح فظ :
    صح ذوقك باللبس صار أوكي
    بس
    لسه كونتراست
    التناقض موجود
    الغالي على الرخيص
    على وين رايحه

    قلت بإيجاز متجاهل :
    أمسية شعرية

    قالت ميساء بسخرية :
    لا تكون أمسية الساري حبوو
    الدخول ببطاقات
    يعني انسي

    رديت بثأر مندفع :
    أنا معايا بطاقة دعوة
    من معارف بلندن

    قالت الجوهرة لميساء بتهميش لوجودي :
    روحي ببطاقة ميثى
    هي ما تقدر تروح من غير أذن زوجها
    وبعدين لولا إنها زوجة فهد القادر
    ما احد عزمها
    هذا حقنا وحنا أهله وأولى فيه

    الجوهرة
    الحظوة المتوارثة تأممت
    بطاقتي لي
    أنا
    كتب عليها
    أنت
    يا أنت
    حتى بلا اسم من أبي
    لروحي هي

  9. #54
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    اشتعلت ميساء بلوثة الساري
    ذكرتني بقدسيته الغابرة قبل رسالة منتدى الرحالة
    كان الفتنة المدفونة بفؤاد كل الحرائر
    وصوره الغنائم من مجلات الشعر
    وصفحات دواوينه تعتقها الإعارة ودموع الشجن المنسابة
    قالت ميساء بتعجل :
    صحيح يا ماما
    ميثى ممكن أروح بدالك
    حرام نخسر البطاقة
    : قلت وأنا مدركة عواقب تحدي الجوهرة
    أنا استأذنت من فهد
    و الدعوة لشخصي
    ما لبيت عثمان القادر علاقة فيها
    بصمت متوعد نظرت الجوهرة لي
    لا حل إلا الفرار
    وكان


    في الصالة الكبرى
    المتواضعة فخامتها أمام حضور النخبة
    كنت بالصف الأمامي
    بين مجتمع متعارف
    وأنا الغريبة
    قضى على التعجب من حولي
    سرعة بدء الأمسية
    كان الساري متألقا
    بإشعار جديدة
    في البداية
    تكثف الصمت طباقا
    واستسلم ليدكه بإهداء خاص
    لملاكه الحارس
    أينما كان
    كنت الملهمة
    خلدني الشاعر بملاحم
    العنقاء
    نقطة اليمين
    زيارة
    سيدة الألغاز
    اللقاء
    وأخيرا
    الجمال النائم
    كان اللفظ يسلب الألباب
    أظن دقات القلوب تقف تأدبا تنتظر إكماله إلقاء القصيد
    وإذا ابتسم أصابنا الوباء
    نتسابق أي منا يتزامن معه ويرافق تجليات رجولة الصغير
    في الختام
    تصفيق القاعة الحاد خفوت أمام أعاصير وجداني
    وثمالة غروري المبجل بحرف
    أرسلت له رسالة قصيرة
    التاسع
    حضرت
    ديمومة الفن

    رايته يقرأ الرسالة أمام عدسات النقل بين القاعتين
    يطيل النظر عبرها
    وكأنها نفاذة لصالة النساء المغلقة
    ويكتب الرد
    ما كان هنا غيرك
    هلك غيابك

    عدت بهدوء للقصر
    لأتفادى غضب الجوهرة وحسرة ميساء
    اليوم خاب اسم فهد ونيس
    بثيابه القديمة استعنت
    وبأوراق اللعب
    حتى نمت
    في وقت الظهيرة من يوم الغد
    كان صوت عمي عثمان خلف الباب إنذار دخول
    أخفيت ثوب فهد تحت وسائد الكنبة
    قال لي والحزن في وجهه :
    ميثى
    ممكن تشوفين يوسف
    قدرنا الله وجبنا له عفو

    عرفت الفرح الذي تغنوا به
    ما يجعل القلب عصفور يخفق في قفص الضلوع
    والدموع المالحة عذبة
    ظننته من عجائب الدنيا السبع
    قبلت رأس عمي بامتنان ليقول بصوت واعظ :
    ميثى
    تذكرين وش قلت لك عن قضية يوسف

    رددت كمن يستعيد كابوس :
    يوسف متورط
    ونجاته
    الموت
    صرخت :
    بس يوسف ما مات

    قال ببطء :
    هو مثل الميت
    شلل كامل
    بكذا عفو عنه

    البكاء الذي اكرهه بصوت النحيب والشهقات المتقطعة أقبل من أوطان الأتراح
    سبقته اسأل عمي متى أراه
    قال :
    اليوم العصر
    وهرب عمي قبل أن يحضر ضيفي
    وتركني معه
    أغلقت باب غرفتي بالمفتاح علينا
    وبكيناه معا
    يوسف
    أيها العزيز
    لا تسكن الجمود جسدك
    بعت مثلي
    وما قبضنا إلا المال
    ابخس ثمن
    صدقت
    لن تراني
    وستبقى أمام عيني
    سجين جثة حية


    بعد ساعات
    مكالمة الهاتف الداخلي وصوت عمي المتعاطف أن عبد العزيز ينتظر
    لبست عباءتي ونزلت الدرجات قفزا
    في المستشفى
    كان يوسف لا يشعر بنا
    ضربت صدره بكفي ليمسكني ويلوي ذراعي
    ويهددني :
    أنت قد الحركات هذي
    استسلمي
    أكابر
    يلوي يدي أكثر
    تنهار مقاومتي
    اصرخ
    يشفق على ويتركني لأشاغب من جديد
    لكنه ما فعل
    عاتبته
    يا كذاب
    وين عرسك من أطلق البنات
    فيلتك اللي بتبنيها جنب السفارات
    بنتك اللي بتسميها علي
    لمين ثيابك الزينة وعطرك الغالي وساعتك الماركة
    دفاعك عني عند صيته اللي ما تصدق إلا ولد
    ليش تتركني وتروح
    لا
    توقفت بنص الطريق
    لا رحت ولا بقيت
    أنا السبب
    أنا اللي حبستك بدعوة انك تبقى لي
    رح
    خلاص
    رح
    لا يرد

    يخرجني عبد العزيز من غرفته بأمر الطبيب فقد ضايقت المريض
    أتحدى الطبيب الأبله
    ليته انزعج أو حس

    وأعود للقصر
    في ليلتي هذه ما بحثت عن فهد
    ما كان النوم مطلب
    عشت مع خيالات يوسف المتحرك
    رفيقى وخصمي بكل الجد واللعب

    في الصباح نزلت للمطبخ
    لتجهيز غداء فهد العائد لحضور الخطوبة التي تزين لها القصر بدرجات لون البنفسج الخلاب
    ليقول عم عزيز برقة :
    بلاش تتعبي نفسك
    بيئولوا مش قاي

    كان جوالي يستقبل مكالمات كثيرة يوم أمس لم أجاوبها
    ما خطر لي أن فهد لم يكتف من ليزا بعد
    كانت رسالته تقول
    أجلت عودتي

    قلقت من مكالمات ثلاث من هيله
    أعدت الاتصال لتقول لي بعتب بلا تحية :
    وينك يا ميثى
    صدقتي
    عمك جاب أمس شيخ قال أن اللي بمزنه مس من الجن
    وضربها بالعصا
    لما عافت حياتها
    كلمتك تفزعين له وما رديتي
    تكفين
    فكيها من شر أبوها

    قلت لها وكلي أمل بفهد :
    خلاص
    أشوف حل وأعلمك

    كلمت فهد لأستجديه إنقاذ مزنه
    رد بغضب :
    الحين ما تردين علي عشان يوسف
    وتكلمني اتدخل بمزنه
    ميثى
    تعلمي
    لا تخوضين معارك الآخرين
    يوسف مخطئ
    ومزنه لها ولي أمر
    أنت استعدي لخطوبة أيمن

    ببلادة سألته :
    متى تجي

    بتهرب قال :
    قريب قريب

    كآلة فتحت دولاب ملابسي المتخم بالفساتين
    اخترت فستان بلون عيني يوسف المغمضة
    المكفنة بحاجب لن يرمش قط
    أجهدت ميس بمكياج كثيف يخفى فلول معارك الآخرين على وجهي

    الحفل تكرار لخطوبة ميساء
    حتى نساء بيت القادر لم يحضر احد
    بمقاييس الجوهرة ليس فيهن من يستحق
    تسأل الجمع عن زوجة فهد
    قالوا
    حلوة
    أمامي سألت أحدى الصديقات الجوهرة زوجة عمي بعتب :
    ليه ما عزمتينا على خطوبة فهد
    وإلا العرس سمعنا انه عائلي

    قالت مستهترة بدخيلة :
    فهد
    حبيبتي أم تركي
    أنخطف
    ما خطب
    صمتت الجالسات على الطاولة
    ونظرن لي
    هذه معركتي يا فهد
    توافه حفل راقي
    سأكسبها
    ابتسمت
    نهضت ورقصت بانطلاق
    درت حول الجوهرة بتحدي على أنغام الموسيقى الجريئة
    خسئت
    وفزت
    تتوالى الأغاني
    وصبا تتوسط الصالون الكبير بوجه يزينه جمال الحلم برجل مخلص
    تبتسم لي
    فتجاوز الويلات ومتابعة الرقص دليل معزة
    جاء أيمن بعيون متعبه
    معه عمي عثمان وأبيها ماجد الساحر
    تحلق الجميع حولهم
    زهوة والجوهرة
    زاد القرب المشبوه أكثر
    غنت شادية
    يا دبلة الخطوبة
    التقت نظراتي بأيمن
    ليذكرني بخطوبة ميساء حين استعاد الأمل بالحب
    قال الأغنية لنا
    ما نسيت
    ظننتك تهزءا بي
    تسمينا مغنين لأغنية قديمة
    ما طمحت أن تشرف ميثى بالعشق
    اكتفيت من حفل الليلة
    خرجت للحديقة الجانبية المهجورة
    مياه المسبح مهرب
    ألقيت بنفسي بالماء بملابسي الفاخرة
    غطست بالأعماق
    تمنيت أن أذوب
    كمكعبات سكر أقداح شاي ضيفات الحفل
    استهواني كيف يتلاشى
    أغار منه
    الزائل برقة السائل
    لماذا ذرات جسمي تعيق تخلل الماء
    قالوا
    حلوة
    فلأضمحل
    وانتهي
    قبلك يا فهد
    لا أتحمل رحيلك
    بدونك يا يوسف
    فنجاتك موتك
    لأخلصك يا أيمن
    من أثم غرامي
    عذرك يا مزنه
    فبيني وبينك ولي
    أطيل البقاء تحت الماء
    اصعد على السطح
    أجد خيال أيمن يراقبني خلف واجهة الزجاج الكبيرة
    اكتشف أنني ما فنيت
    أغطس بمحاولة تعيسة
    لماذا لا أذوب
    فقط
    أذوب

  10. #55
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصل الثالث والعشرون
    |--*¨®¨*--|العودة للنهاية |--*¨®¨*--|



    في محاولتي الثانية
    سبحت بقوة إلى قاع المسبح الفسيفسائي
    حشرت أصابع يدي اليسار في الشباك المعدني للمصفاة الصغيرة
    يد تحلت بدبلة الزفاف وساعة اليد
    أثقال الأرض
    فإذا ضاقت أنفاسي
    وجَبُنت
    قيدتني عن الهرب
    وأبقتني
    أذوب
    لأرى أبي
    وتتلاشي الواني
    بمرور الدقائق نجح فخ القضبان بصيدي تحت الماء
    أبي هناك
    بذراعيه المرحبة
    يعرفني
    كيف
    وهو الغائب عن سنين عمري
    يستبقيني عن أحضانه ظل اسود من خلفي
    يحرر يدي
    ويصعد بي إلى السطح
    أو انه أنزلني من السماء
    ضرب بقبضته القوية ظهري ليخرج الماء الذي ما أمهله أن يذيبني
    حملني على كتفه عبر الدرج الحديدي الخارجي لحمام السباحة الذي يقود إلى الدور العلوي مباشرة
    ألقاني في الجاكوزي الكبير لحمام جناح فهد
    أضاء الأنوار المتوهجة
    كان أيمن الحانق المبلل
    هو من تدخل ليدمر نجاح مشهد الرحيل
    يصرخ في وجهي :
    لفت انتباه
    لعب
    نهاية سهلة
    كل هذا مرفوض
    ساعتي ما يكفيها اللي عدت عليك من زمن عذاب
    اعترض على رحيل بالمزاج
    أبقى للهوان

    يخرج ويتركني استعيد رؤيتي لأبي
    بلا صورة من ورق
    تجسد أو تجلى
    سخرت بقهقهة هستيرية
    من إنقاذ سجان حاقد
    يأنف أن يفوت عليه الموت بالاختيار
    مشهد إعدام ساحرة
    عجز عنها النسيان

    ما أقسى خوف
    الموت
    إجابة خاطئة
    ما أقسى أن لا يخيف الموت

    غيرت غرفتي ليلة خطوبة أيمن
    لجاكوزي
    اسود
    بارد
    خالي
    كسريري
    بقيت فيه إلى الفجر
    طرقات الشغالة جوزي
    استحثتني النهوض لأرد على الهاتف الداخلي
    ولأفزع المسكينة برؤية لوحة فنان خلاق
    لتهشم تسريحة شعر وفستان باذخ وامرأة حسناء
    يعطر الرسم رائحة كلور المسبح النفاذة

    كانت الجوهرة زوجة عمي على الهاتف
    هل ستسألني عن غيابي المفاجئ
    ما تكهنت بغير هذا
    ولكنها تبقى مليئة بمفاجآت السيطرة
    قالت بسطوة المتحكم :
    ميثى اليوم عرس ريما
    وبما أن بطاقتك باسم حرم فهد القادر
    يعنى الدعوة ما لها علاقة بشخصك الكريم
    اعتذرت عنك
    المعزومين بيت عثمان القادر
    بس

    أعدت السماعة لجهاز الهاتف
    ما نطقت كلمة
    غطرسة الانتقام
    يشجعها غياب فهد
    القادر
    على شراسة الكبر
    حسنا
    الثأر من رحلتي الخاصة لأمسية الساري
    تحرير لي من الأفراح المستعارة
    في المرآة الكبيرة نظرت للعائدة من محاولة إلغاء وجود فاشلة
    لو لم تنتقم لساعتك المبجلة يا أيمن
    لما شقيت بإصلاح الأشلاء
    لأعود
    لعيش بلا حياة


    كان الجوال يلح بمكالمات متتابعة
    فطومه
    رفعت الحظر
    رديت بما يشبه الفرح :
    أخيرا رضيتي علي

    قالت فطومه وبصوتها أثار غضب :
    خلينا ننسى السالوفه هذي
    وش عندتس اليوم

    بشوق لتحويل الهموم لموجات صوت
    رسائل أخبار للعدم
    قلت :
    ولاشي تعالي عندي
    بيت عمي رايحين زواج أخت خطيبة أيمن
    واعتذروا عني
    تجين

    قالت بنغمة تجريح
    بصمات صيته على صفاء فطومه :
    لا
    أنتي تعالى معي
    نروح مع خدوج للعرس اللي بتطق فيه
    يمكن يكون هو نفسه
    وإلا كبر راستس على

    فطومه
    استعادتك غالية
    اغفري ضعفي
    لا استطيع
    قلت متهربة :
    ما اقدر
    أخاف يعرفني احد
    وما استأذنت من فهد

    قالت فطومه بغلظة :
    لا
    يقولون يوم الاستراحة ابن أبوه اللي يعرفتس
    البسي هكا اللبس
    وفهد
    أوبن مخ
    تربية خواجات
    ما عنده عقد
    خلاص اتحارتس

    خطيئة الاستراحة وحفلة الرجال
    تلاحقني
    تغويني
    لأتحدى حصار الجوهرة
    و الخروج عن مشيئة الإقصاء
    أنا مشاع
    لا حدود في علاقاتي مع الآخر
    الجوهرة
    أتعلمين
    معارفي يفتحون لي أبواب تعجزين عن طرقها والدخول
    و أتسلل معهم عبر خنادق الوضاعة إلى مملكاتك التي تحرسين

    قلت بتردد :
    أشوف

    تعجلت فطومه إنهاء مكالمة الابتزاز
    إشهار العفو
    وإنزال العقاب
    المختصرة باستفهام
    إلى أي مدي تضحين من اجل صداقتي

    ذهبت لبيتنا في النسيم المشبع بنكران صيته لتعاطفي مع الغريبة السوداء
    حيث غرفتي الصغيرة
    ودولابي المحتفظ بتنكر فضول القطة
    ما قتلها وما أرضاها
    أخذت ثوب زفاف أمي والبرقع الواسع دون حزام الجنيهات الذهبية
    لا أمل في ذكرى الغالي
    فصيته غاضبة
    في السيارة قلت لسعد :
    بعد صلاة العشا أبيك توديني فطومه

    سأل بدهاء :
    تصالحتوا
    على البركة
    وليش تروحين عندها ورا ما تجيتس

    قلت باندفاع لسعد
    حامي ميثى بيوم راح :
    ناوين ندشر بحدا العروس مع خدوج
    تغيير

    اعتذار شاذ لفطومه
    عربون مساواة
    مشاركتها يوميات فقرها المهين
    هل اقتسمت معك الوجع المترف
    فطومه
    سلمتني لسكين القدر
    بشفرتها المزدوجة

    هدوء القصر
    تصريح رحيل إلى بيت الخالة زينب
    تأخرت لحظات
    لأكتب للساري كلمات
    أبت ألا أن تهاجر إلى بريده الالكتروني
    التاسع
    بعت الجسد
    وما ربحت البيع
    وما خسرت
    بعد
    معادلة تجارية فاسدة
    التصحيح
    مقبل
    أن أبقى مني شيء
    عدت
    وإلا لك الوداع
    وعلي الرحمة

    بعباءة واسعة أخفيت ردائي
    البدوية بعيون زرق
    تتسلل من بوابة قصر الوزير
    إلى بيت الخالة زينب
    على تلك الدرجات مقعد البروفة المحجوز من الحفلة الماضية كانت فطومه تنتظر بين الرجاء واليأس
    قفزت فرحا بدخولي
    ضمتني
    وقالت :
    صدق أنتي ما تستعرين مني
    ياحبيلتس بس
    الله يقطع بليستس على ها اللبس
    اهوه
    حملي مع الأورغ
    ترا خدوج تقول تجين معنا احتياط
    ما تتدخلين بروائع الفرقة
    بس يمكن أتوسط لك
    وتخليك تصفقين

    ما ضحكت
    فطومه أنا قيثارة بلا أوتار
    مزاحك لا يعزف بسمات
    الضحك خيانة ليوسف الوادع بلا حراك
    أخرجت من حقيبتي بقايا علبة سجائر فهد
    وخلعت البرقع وقلت لها :
    يمديني على سيجارة

    هل فهد بأجواء الرياض
    وجوده هو ما يبث فيني الرغبة بالسيجار
    وفاء تلميذ
    و تعويض احتياج

    أخذتها من يدي وأعادتها للعلبة وقالت بحزم :
    لا يا بعدي متأخرين
    وان عاش رأسي لأعدل رويستس بلا تتن
    خلى ها البلا عنتس

    في صالة الأفراح الكبرى
    زخرفت القاعة بأقواس عربية الطراز وأوشحة ملونة بالأرجوان والذهبي
    وعند مدخل الاستقبال وقفت الجوهرة و ميساء بخيلاء مع زهوة وصبا للترحيب بالضيوف
    عنفتنا صبا على التأخير
    المطربة الشهيرة منال تستعد للغناء في غرف القاعة الداخلية
    و خدوج تتلكأ لتهرب ميثى عبر حدود الإبعاد
    مررت بالقرب من زوجة عمي منحنية
    وكان الاحتماء بثني الجسم سيخفى عنها عصيان ميثى
    ما التفتت لي
    اطمئنيت
    على المنصة المزينة بتصميم أندلسي ساحر
    رمت لي خدوج بتراجع طار كبير ساخن وقالت :
    شاركينا يا بنت الرجال
    ميثى يا من هويتي تشايكوفسكي
    هنا
    لا يتعاطون إلا دق الدفوف
    ورقص أجساد حرمت على الفن
    خمر مباح
    اسقيني منه يا فطومه
    ولنشرب
    على أطلالي
    لنرتوى
    طالما الدمع روى
    بلا كلام
    فصوتي هويتي
    ندق
    نرقص
    عربدة النساء
    لا تعزير
    لا قصاص
    ثمالة الحلال الطيب
    وسهو عن من يتمرغ بالحرام
    أفسحي مكان لي بقربك فطومه على الأورغ
    أم العروسة
    هي المعزوفة
    أنا أضيف المؤثرات
    وأنت الأنغام
    لترقص زهوة
    تشاركها الجوهرة
    والقريبات

  11. #56
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    قالت فطومة لتكشف عن حقيقة عجيبة سطعت تحت إنارة المنصة المبهرة :
    إلا وش عند مرة عمتس ورفيقتها
    متلاصقين تسنهم توأم سيامي

    قلت همسا بأذنها :
    صديقات من زمان

    قالت صراخا فصوتها لا يخاف أن تسمعه الجوهرة القريبة :
    أتحدى
    يختي شكلهم مع بعض شبهه
    مرة عمتس ملتمة على أم العروس
    مصلحة
    شوفي أش كثر تعاني

    قول فطومه
    رأيته أمس في الخطوبة
    القرب المشبوه
    الجوهرة
    سيدة كل ممكن
    ماذا عند زهوة ينقصك
    قلت أجرب المرح :
    اذكري الله لا يجيهم شي
    ويتهاوشون
    ونبلش بأيمن من يزوجه

    انتهت فرقة خدوج
    لتغنى المطربة منال
    وتزف العروس
    قلت لفطومه باعتذار :
    لازم ارجع قبلهم
    نتقابل بكرا

    قبلتني موادعة وقالت :
    يبي يفوتس دخلة الرجال

    شجعتني على الهروب
    ماذا لو رآني أيمن
    كيف غاب عني ذلك

    كلمت بجوالي سعد
    احضر لقاعة الأفراح الكبرى
    وقف بعيدا على الشارع العام
    في سيارتي كان السائق
    نياز
    هل من سكرة خمر الطار أو تعب خطوات الرقص
    ندمت بأثر رجعي
    انحلت من يدي حبكة الرواية
    لا تلوموني
    لتهاوي الأحداث
    أسرعت السيارة للعليا
    لبر النجاة أم لسوط عذاب
    شوارع الرياض تبوح بإنذار المشفق
    ليلة التفريط
    ستحرمنا من عينيك
    إلى حين
    تجمعت في مقعدي
    وألصقت وجهي بالشباك
    سأشتاق

    عند وصولنا للقصر
    قلت لسعد بتذاكي:
    نزلني في أول الحديقة
    و ودي السيارة للمواقف
    أهدى عن الإزعاج

    سايرني
    وقفت السيارة
    ونزلت أسير على قدمي عبر حديقة إلى القصر
    أراقب سعد العنيد
    قاد السيارة للمدخل الكبير وليس باتجاه للمواقف البعيدة
    أوقفها
    نزل ليحادث ظلال تنتظره عند الأشجار الكثيفة وعواميد النور الكاشفة
    يأخذ من احدها مال ويضعه في جيبه
    ويقبل يده
    فهد
    عاد
    ليس كمصعب
    واقفا بلا نعش
    ركضت له
    سيد الحضور المفاجئ
    هو من نشر شهوة السيجار بالفضاء
    كان معه أيمن
    وغيرته المجنونة
    تحذير يوسف
    الراحل
    الباقي
    نزع البرقع عن وجهي
    شد ضفائري الطويلة إليه
    وقال بصوت عالي في إذني الملتصقة بشفتيه قصرا :
    يعني كلام أيمن صدق
    تشتغلين مع الطقاقات
    حتى وأنت زوجتي
    يا منحرفة العقل
    زين اللي خليت سعد يراقبك

    ورمى بي بعنف على الممر المرصوف لألتحم ببروزات الصخر الحادة
    الألم يعيق الوقوف
    خلع فهد الحزام الجلدي السميك لبنطلون بدلة السفر الرمادية
    رفعه بالهواء
    ليجلد ظهري المستسلم
    تتكرر الضربات المبرحة
    لا اسمع إلا نواح الحزام الجلدي بالهواء الساكن و رجاء أيمن المتشفع :
    خلاص كفاية
    اتركها
    ميثى
    ابعدي عنه الحين


    اقترب من فهد أكثر
    أتشبث بقدميه
    اهرب منه
    إليه
    لا حنان عرفت إلا من حناياه
    لن ينقذني منه
    غيره
    بدأت أحس بحرارة الدم المتدفق من جلدي العاري
    فثوب صيته اهزل من ردع احتلال رجل مجند في ثورة الشك
    يصرخ أيمن بفهد مستعطفا :
    لا تموت بين أيديك
    يكفي
    فهد

    اكتفاء فهد معدوم
    فلا يخالط عويل السياط إلا صدى ترديده :
    ما فيكن شريفه
    حتى أنت
    يا انتقامي
    صرتي
    ضدي

    قطرات الدم النازف من ظهري تنساب على الممر الحجري
    تفوق الأوجاع الاحتمال
    غاب البكاء
    والصراخ اصطحب صوتي إلى الفرار
    آخر ما أبصرت
    الشقيقين
    ونزاع على الحزام

    رائحة الأدوية وهمسات الممرضات وفراش المستشفى
    بشائر الإنقاذ
    أفتح عيني بصعوبة
    ذراعي مقيدة لحواجز السرير
    وأنا نائمة على بطني برداء المستشفى المكشوف الظهر إلا من شرائط منحلة الربط
    تعتذر الممرضة بانجليزية لشخص بجوارها :
    الجروح عميقة
    والتعقيم بالمطهرات مؤلم
    هذا الوضع الأفضل

    يجادل الصوت الثاني
    لأومبر :
    ألا يكفي سلب زوجها لها الآدمية
    أطلقوا قيدها
    أنا أرعاها

    أحرك رأسي بتثاقل لصوت أومبر
    اسألها بلهفة أغفلت الترجمة :
    وين أمي

    فهمت السؤال
    تمسح بيدها على جبيني
    ويتعسر عليها الإجابة وان صاغتها بكلمات انجليزية بسيطة تقول :
    ميثى
    أمك ترفض زيارتك
    تعتقد انك مخطئة
    وتعذر فهد بضربك
    وتقول انك لا تستحقين عناء الزيارة

    اشهق بالبكاء
    صيته
    وحشية الأمومة المتمثلة بتجريم التأديب
    وإدانة التقصير
    تواجد للاعتزاز
    وتبرأ من العار
    الحبال السوداء تستوطن ظهري
    تعالى
    انظري صدق الأحلام

    أسكن لغيبوبة مجلوبة بالمسكنات القوية
    وشفقة غريبة
    ليوقظني عبد العزيز بعد ساعات بمناداته لأسمي
    نادرا ما قال ميثى
    كان يوسف هو من يناديني
    كان اسمي يفلت من لسانه وينادي به أصحابه
    يحمد الله ويقول :
    بس مهب دايم
    إذا ارتحت معهم
    انبسطت بلحيل
    أقول ميثى أعقل يا رجال
    أنواع الخبال

    لو كان معي اليوم
    هل سيسامحني أو سيقاطعني

    يهمس عبد العزيز بإصرار:
    ميثى
    تسمعيني
    أنت لك بالمستشفى ثلاث أيام
    الطبيب يقول انك أحسن

    أحاول أن أنهض
    تساعدني أومبر
    ليتابع وهو يستمد من خطيبته دعم غير منظور :
    فهد
    دخلوه اليوم المستشفى
    أظنك تدرين انه مريض
    ساءت حالته

    سألت مرتاعة :
    أي مستشفى
    هنا
    هز رأسه بالإثبات
    نظرت لأومبر
    وقلت لها بلغتها باستعطاف:
    أريد أن أكون معه
    اطلبي الكرسي المتحرك
    أرجوك

    قلت بغيض من يُحكم المنطق بالقرار :
    أنت مقتولة بيده
    شوهك بندوب مستديمه
    وتذهبين إليه

    كتب بظرفي السنوي
    أنا خايف أبيك معي
    ما كنت لأكفر بالحرف المكتوب

    قال عبد العزيز بتردد :
    ميثى
    يمكن ما يقبل زيارتك

    أزفت الساعة التي يرهب فهد
    ما كانت الحبال السوداء التي قيدني بها لتبعدني عنه
    قلت بقناعة:
    أنا ما اقبل أزوره
    أنا أبي اقعد معاه
    ضعنا بمتاهات الأيام
    سأعود
    أعود للنهاية

  12. #57
    إلهــام عشق الصورة الرمزية PrStEg
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    تحت سَماء الوطن
    المشاركات
    188
    [align=center]


    .. حنـو ..

    آشتقت لمعانقة روايتكِ
    فكم انتي رائعــه ..


    ..


    إستمري

    فانا بإنتظاركِ يا أبنة إمام الحي ..
    يفكر يطرح روايتك على طاش ما طاش .. <<= وجه مبتسم .. :)



    .. راق لي الفصل العشرون من أحداث كانت فيه ..


    * ومضه *
    وش اخبار عبدالعزيز .. ؟

    تحياتي لكِ
    وبإنتظاركِ
    [/align]

  13. #58
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة PrStEg مشاهدة المشاركة
    [align=center]


    .. حنـو ..

    آشتقت لمعانقة روايتكِ
    فكم انتي رائعــه ..


    إستمري

    فانا بإنتظاركِ يا أبنة إمام الحي ..
    يفكر يطرح روايتك على طاش ما طاش .. <<= وجه مبتسم .. :)

    .. راق لي الفصل العشرون من أحداث كانت فيه ..


    * ومضه *
    وش اخبار عبدالعزيز .. ؟

    تحياتي لكِ
    وبإنتظاركِ
    [/align]
    PrStEg

    رائعة هي متابعتك و تعليقك على كل ما تقرأ



    انتهت فصول الرواية لم يعد هناك الكثير

    تابع فقط الفصل الاخير ستجد اجابة الكثير من الأسئلة



    سعدت بوجودك


    أول خطوة

  14. #59
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصل الأخير
    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»� �راب طفولة «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

    أشقيت أومبر بتجهيزي للذهاب لجناح فهد
    المريضة نزيلة قسم كبار الشخصيات
    ثلاثة أيام
    بلا حقيبة
    ولا زهور
    ولا زوار
    رماها ابن الوزير في ظلام الليل عند مدخل طوارئ المستشفى
    وسجل الحادث بسقوط على سور الحديقة الحديدي
    بتغاضي عن أخطاء الكبار
    وتلفيق لوقائع إيذاء الزوجات
    حفاظا على سمعة مجتمع الفضيلة المعمور على سطح البسيطة
    فالخصوصية الشعار
    ما وجدت أومبر ما تدثرني به إلا مناشف المستشفى الخشنة
    مشطت شعري الطويل بفرشاة حقيبتها
    وفشلت بالعثور على حذاء
    رفضت أن تصطحبني لجناح فهد
    لن تشارك بهدر كرامة النساء
    لكنها قبلتني وقالت :
    برجك الأسد
    قرأت ميلادك بالملف
    سيخجل من جسارتك

    كانت الممرضة تدفع الكرسي المتحرك بين الممرات والمصاعد
    وأنا أتأرجح بعيدا عن الجلد الأسود لظهر الكرسي
    فقرابة المنشأ لأداة الضرب
    تجزع جروحي
    وتذكرها بحزام حفر أخاديد في لحمها الرقيق

    قالت الممرضة بتحذير الأولويات:
    وصلنا لجناح زوجك
    أن رفض بقائك
    سأعيدك إلى هناك

    يَسر على الدخول
    خلو الجناح إلا من رتابة صوت الأجهزة الطبية
    وساعدني على الوقوف
    ضعف فهد القوي المستلقي على السرير بإذعان
    يلعب وحيدا بأنبوب التغذية الموصول بيده النحيلة
    كطفل تائه حيران

    ما أحلى مراحل العمر
    الطفولة
    إجابة خاطئة
    الطفولة

    نظر لي
    دمعت عيناه وقال بحشرجة عسيرة الفهم :
    سامحيني
    يا ليت يا ميثى

    أكملت
    بصوتي
    ودموعي
    كلماتك التي نثرت بين أيامي
    دستور عمري
    أخبئها بعليين ذاكرتي :
    يا ليت يا ميثى
    كنت اصغر
    وأنت اكبر
    والعمر أطول
    وأنا هنا اطهر
    لا شفت ولا سمعت

    ليجهش بالبكاء ويقول متنهدا :
    كانت الدنيا علينا أسهل

    اقتربت من سريره
    وضعت كفي على يسار صدره
    أتحسس دقات قلبه
    لحن البقاء
    أغمض عيني من سعادة
    يأخذ يدي
    يقبلها
    تأخرت شفتيك باكتشاف مجاهل جسدي
    انسحب
    اشجب
    استنكر
    عاطفة الوقت الضائع

    يغيب فهد تحت تأثير المخدر
    اجلس بجواره على المقعد الخشبي
    أتلحف مناشفي الخشنة
    وأنام

    تربت الممرضة على كتفي
    مدام
    زيارة
    استيقظ من رعب
    أنظر لسرير فهد
    موجود
    تدخل نادين شاحبة تحيتها إيماء
    من خلفها ليزا
    حزينة
    بلا دموع
    اعتراض
    على إسراف الشرق بالمياه
    الخبر السار
    رغم قميص المستشفى المبدي ضماداتي المتزاحمة على ظهري المكشوف
    في عينيها
    بقايا احترام

    ينظر لي فهد ويشير أن اقترب منه
    يهمس بصعوبة نطق تزيد كلماته غموض :
    ميثى
    أبيك تروحين مع نادين
    لبيتك
    حقيقة موتي الموقوتة
    تبي تنفجر
    وين يجتمع الناس بعزاي
    ويقولون كان
    وراح

    إرهابية فهد
    تهمتي له ذات مساء
    محيرة
    أي تفجير سيقطع حبل انتمائك لقصر الوزير المشرع بالعليا

    بما يشبه الابتسامة الشريرة المتناقضة مع إذلال الموت يتابع :
    أول شي
    تمرين الخزنة
    وتفتحينها
    انقلي كل اللي فيها للبيت الجديد
    وجيبي الظرف الكبير
    انهرت
    بالفندق مع ليزا و جيت بالإسعاف
    وتركته بالخزنة
    المرض أسرع من أني أرجع لغرفتي


    غرفتك بجحودك
    اعلم
    ودعتك
    قبل رحلتنا للندن
    و أنا بك
    اجهل
    عدت للرياض معها
    خارت قواك في فراشها
    قدمت للقصر
    لتحل بي العقاب على السمر الدنيء
    وترجع لها بالفندق الفاخر
    لتكافئ حميتك على المحارم بالفسوق

    أكمل بجهد :
    مفتاح الخزنة
    اذكر انه
    نظر لليزا بشغف اقسي من كل السياط التي أكلت جسدي وقال :
    Liz
    عجز عن تذكر باقي الشفرة
    لأكمل بحرج من خداع بحضرة هادم الملذات :
    ناين
    التاسع
    الرقم
    الصاحب

    استعرت عباءة ليزا الكاريكاتورية وحذاء كبير المقاس لفهد
    ورافقت نادين
    بمشقة
    أطالت زمن خروجنا من المستشفى

    في السيارة
    قالت نادين بيقظة متأخرة من صدمات مرئية :
    الحمد لله على السلامة
    مدام
    وسلامة الشيخ فهد
    أطرقت رأسي
    فشوارع الرياض تتبختر بصدق تنجيم ورمي بالأسحار
    ولتقلب نادين البصر
    بحرية
    بتغير الأحوال
    فعروس شهر عسل
    صارت تشوه مكوم على مقعد السيارة الخلفي
    واستشارات جيزيل وبذخ فواتير الشراء
    تبدلت لقميص مجاني وحذاء رجالي وشبه عباءة
    فالعشيقة
    ترافق الشيخ ساعاته الأخيرة
    وزوجته رسول
    ترتيبات الختام

    وصلنا القصر
    صعدت الدرجات الأربع للمدخل الكبير
    وقت الظهيرة ستار التخفي

    في جناح فهد
    ارتديت جلابية فضفاضة ترأف بتقيح جروحي
    طلبت نادين من العاملات تجهيز حقائبي لتنقلها مساء إلى البيت الجديد
    فتحت الخزنة
    بشفرة تلاقي الأضداد
    سلمت نادين كل الموجدات فيها لتأخذها إلى السيارة
    العقود والأوراق والمجوهرات
    أما الظرف الكبير
    الوصية
    حملته مع حقيبتي اليدوية
    أمرت نادين أن تنسى كل محتويات الغرفة فداء الكنبة العتيقة
    أريدها معي في بيت فهد
    فبعضه فيها

    غادرت الجناح الحزين
    نسيت إحضار جوالي المتخم بالمكالمات المهملة ملقيا على التسريحة الكبيرة
    عدت لأخذه
    كان أيمن يتفقد دخول أغراب
    بَشَريِ
    كيوم خطوبة ميساء
    مرض فهد أكمل درس الأخ الأكبر الناقص
    بدأ هنا
    مكان وقوفك
    قال أن زواج ميثى لا يقترب من علاقته بليزا
    فهمت الآن
    أنا وسيلة لغايات موادع

    قال بارتباك :
    رجعتي

    قلت بثبات:
    لا يمكن

    أشرت إلى الأغصان الضخمة لشجرة التين العقيمة المتلصصة على شرفة فهد
    وتابعت :
    تحت ذيك الفروع
    طلبت من سمي العتق
    اللامعقول
    وصدقته
    أنا
    أستعبد ولد السادة
    و أسمم حياة العقارب
    آلافك
    أكون هنا
    ثاني

    خلعت ساعته ورميتها على الأرض قائلة :
    تراها ملت من العذاب اللي حسبت

    وأخذت جوالي
    ولحقت بنادين
    معلنة الخروج الكبير


    بيت فهد الجديد
    آخر هدايا بابا نويل
    بالقرب من حي السفارات
    اختيارك يوسف لبيت الأحلام
    الغرفة الكبيرة بالشباك المطل على الوادي
    سأجهزها لك
    هنا
    نتعالى وإياك على أهل البحر
    البغضاء
    لهم البحر الواسع
    ونسماته الرطبة
    وحرية الموانئ
    ولنا
    الوادي الجاف الذي نجاور
    سأتلو عليك كل ليلة أشعاري المخبأة بملفات جهازي المحمول
    لاب توب ميثى
    شبيهك
    بالقرب لي
    والضياع مني
    أعياد ميلادك المقبلة
    ستقام هنا
    لا يهم القالب ولا الزينة ولا الهدايا
    حتى الشموع
    ستحترق حتى النهاية
    فصاحب العيد
    عاجز عن النفخ والأمنية
    سأغنى لك
    كل عام وأنت زوال الخطر
    واقتراب الفرج
    وانتظار الموت الزائر المنيع عند الطلب


    في غرفة المكتب الضخمة
    فتحت نادين الخزنة الجديدة
    لترتب المنقولات
    أعطتني البوم صور كبير
    خشبي الغلاف
    يعزف عند فتحه موسيقى اللوف ستوري
    نغمات الطفولة الممنوعة
    وقالت بتأثر:
    إلك يا مدام من الشيخ فهد
    مع هيدي الرسالة
    وياريت تغيري مفتاح الخزنة
    متل ما بتريدي

  15. #60
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    فيه كل صوري التي التقطها فهد منذ أن جاء إلى في بيتنا في النسيم ليسمع رأيي الخطيبة المتعجل
    رصد كل الأحداث الجسيمة
    لاستشعر كل اللحظات
    خطوبة الثأر
    موت المجاهد
    فرح المنفى
    لندن العجيبة
    عين الرهاب
    وآخرها
    عقاب الجلد
    من جديد
    تأريخ لحياتي معه بلقطات من آلة التصوير المدمجة بجواله
    مهزوزة الزوايا
    ضعيفة النقاوة
    المعجزة
    اعتقال ارق العواطف وأدق التفاصيل وأعبق الروائح
    تفوق بحبس الكون في مصباح سحري
    تنطلق منه الذكريات

    رسالته
    دون ظرف أزرق
    بخطه القبيح النفيس

    ميثى
    إذا رحت
    لا تدوريني بصوري الملونة
    بتتحول للأبيض والأسود
    لا تقولين اشتقت لفهد أناظره
    تراني تحت التراب غير
    إذا بغيتي فهد بشيء
    شوفيني
    فيك
    بصورك اللي حبيت
    بصبرك الطايش
    وضعفك الجبار

    نادين
    رسالة تأبين
    تذكر بقيمة للوقت المتبقي من عمره
    وتأمرني بشفرة الخزنة الجديدة
    METHA

    تأخرت عليه
    وان كانت ليزا معه
    بالطريق إلى المستشفى
    أقبلت عاصفة صيف رملية وسحاب متراكم ورعد مفزع
    خليط صحراوي فريد
    عناصر حلم صيته
    اكتملت
    حبال سوداء
    وجو مطير
    وغابت هي
    صيته
    تترفع عن حضور نبوءتها
    سقوط سارية عز بيت القادر
    اقترب
    استحث السائق أن يسرع

    عند عودتنا
    كانت ليزا تمسح جبين فهد بيديها بحنان
    انتبه لدخولي
    فتح عينيه
    وضعت الظرف بجواره
    وخرجت
    مقعدي غير شاغر

    استرخيت على الكنبة الصغيرة في استقبال الجناح
    صوت الرعد يقصف الآمان
    دخل عمي عثمان بوجهه حزين مرهق
    قبلت رأسه
    حياني باعتياد على الرسميات المبطنه للواقع :
    سلامات
    طحتي على ظهرك
    اجلنا عرس ميساء
    لما تُخفين
    ويطيب فهد

    عمي عثمان
    إلا تضيق بالادعاء
    حتى رؤيتك ليزا بجوار فهد
    ما أثارت إلا تعجب من يشاهد مسلسل تلفزيوني خسر منه أهم الحلقات

    جلست ليزا باستقبال الجناح معي
    تنتظر خروج عمي
    تحمل كوب القهوة الساخن
    فقد اختارها فهد لدور حاسم في إجراءات الوفاة
    الإفراج عن السر
    قالت بلغة الطب ورصانة الانجليز :
    فهد
    مريضي النفسي
    طلب مني أن اشرح لك حالته
    باختصار
    هو فشلي المهني
    ما شفيته
    وأحببته

    إقرار تنهدت بعده لتكمل :
    قدم لعيادتي منذ سنوات ماضية
    بعد عجز عن إتمام الارتباط بفتاة من البحرين
    صديقته بدراسته الجامعية بأمريكا
    وحب شبابه
    قرر أن ينقذها من نفسه
    تخلى عنها
    بسبب مشكلته النفسية المركبة
    من شك مرضي
    والعجز عن المعاشرة الجنسية
    نتيجة
    خراب طفولته

    توقفت
    أطالت النظر بدخان القهوة المتصاعد
    وكأنه يرسم بالهواء أذن الاجتياز للخطير القادم
    لتواصل :
    ميثى
    الطفولة
    بستان الكبار
    حصاد المستقبل
    وفهد طفولته كان بؤرة فساد
    فهو ابن أمه المدلل
    رافقها السفر صغيرا لانشغال أبيه بالعمل الحكومي
    وبجهل منها بعمر نمو ذاكرة الطفل
    شهد علاقاتها الجنسية الفاحشة مع صديق للأسرة
    واختزن كل المشاهد

    كوابيس فهد
    لا تنتهي
    صداع عنيف يطرق جوانب رأسي
    يتزامن مع رعد قوي
    لا اصدق
    الجوهرة وماجد
    زوج الصديقة زهوة
    قلت لها بلا شعور :
    من ماجد

    هنا خرج عمي من عند فهد
    بيده الظرف الكبير
    صافحنا بحيادية
    سويا
    بنت أخيه
    وضيفة ابنه
    فالمجاملات شمائل الوزراء

    قالت بتحفظ بعد خروجه :
    رفض أن أعلمك باسم عشيقها
    فهو لا يزال على علاقة بالأسرة
    ويشك فهد أن علاقته بأمه متواصلة بسياج من الحذر
    في جلسات التنويم بالعيادة
    كان يصف غراميات أمه
    الطعام اللبس الطقس
    ما أبعدته عن الخداع
    الخيانة
    بأبعادها العقائدية الصارمة
    كانت الوجه الآخر لكل امرأة
    زاد معاناته
    عجزه عن البوح بما يعرف لأبيه
    حبا له
    وشفقة عليه
    علاجيا خفف عليه
    تفريغ كل التفاصيل كتابة
    بكراس صغير
    فسمح لحبنا الحسي
    أن يكون
    وان استحال الزواج
    فالزوجة بقيت رجس
    الاقتراب من الدمار


    قصتك معه آخر همي
    وعلاجك الغربي المزعوم
    طرفة
    سيدتي
    قسيس الأحد واعترافه المخلص من الآثام
    غير قابل للتداول
    الخطايا للطمر بأعماق النفوس
    ليتوالد أطفال صغار بداخلنا
    لا يرضيهم
    إلا تناقض سلوكنا وازدواجية الأحكام

    أخذه مني
    الصغير الذي يحميه من مصير قاسي
    المعاناة من خبث نساء يتسترن بالشرعية لإشباع شهوة الحرام
    الطفل الذي يتلذذ برجم أمه بكلمة
    المروش
    سألت لتأكيد الظن :
    الطعام
    الذي يتذكر
    من المروش اللندني

    ذهلت ليزا من حقائق تتسرب دون المقعد الطويل وشعائر التنويم وقالت :
    كيف عرفت
    كان هذا المطعم العربي يزود اللقاءات السرية الممتدة لأيام بالأطعمة
    حتى أن طفل الرابعة حفظ شعار المطعم
    وصار رمزه
    لتدنيس قدسية الأم

    اسمع قطرات المطر على الإطار الحديدي للشباك
    وكأن السماء تغسل الأثير من أثم أسرار أذيعت بسطوة العلم على درجات الأنا
    ذهبت ليزا لفهد
    لتحتل الأجنبية مقعدي
    بسرعة البرق الذي ينعكس على أرضية الاستقبال اللامعة
    لأسترجع غرائب الذكريات
    قال عمي عثمان بجوار نخلاته أن فطور المروش ما هنا زود
    وانتقص أيمن من ميثى بالحديقة الخلفية بأن ما فيها زود
    وراثة عمى البصيرة
    فهد مختلف
    ذكي
    يرى ما وراء الأفق
    مثله
    شريك فتان بلعب الورق
    زواجنا الجولة الأخيرة
    قال
    شاركني اللعب بآخر أوراقي
    فتحت العاصفة الشباك المغلق
    تنبهني
    لفداحة الخطأ
    لا
    ما كان زواجنا الورقة الأخيرة
    بل الظرف الكبير
    كراس ليزا الغربية
    ترياق فهد المريض
    وداء أبيه
    نعم
    ما كان فيه أوراق الوصية
    كان ثقيل
    بحواف حادة
    هو الحقيقة التي لن تبقى عليه دموع من أهله
    والقاطع لحبل الود
    ذروة الآسي
    الطفل المعذب بداخل فهد
    حرره عقل أنهكه السرطان
    يرفض أن يدفن معه دون يعيث بأرض الأحياء الفساد
    فقد خربوا جمال بستانه

    أوصد الشباك بقوة
    ارتعش
    مسكين عمي عثمان
    سيقرأ
    كل التفاصيل
    هل سيصدق
    عدت للكنبة الصغيرة
    أصارع الأفكار
    تيبس ظهري من الجلسة الطويلة
    تبدأ نشرة الأخبار المملة
    تشجعني على النهوض
    لإغلاق التلفزيون المهدد بعواصف الرعد
    شعار السعودية في مربع الصور يمين المذيع
    يعني إعلان وفاة رسميه
    الصوت من الجناح المجاور يصل عبر سكينة المستشفى
    اسمع
    وفاة الوزير عثمان القادر بطلق ناري أثناء تنظيفه لسلاحه الشخصي
    من أين لعمي سلاح
    لا يعرف إلا ري النخيل وموعد اللقاح
    وخدمة البلد
    ويكره
    دولاب أسلحة فهد
    شاهد القبر
    شريك السكن الكامن بالقصر
    المغري
    بنهاية النبلاء
    الانتحار

    هل فهد يسمع الخبر
    تصرخ ليزا من غرفته
    المساعدة
    ابتعد عن طريق فريق التمريض والأطباء إلى زاوية الغرفة
    مكالمات متكررة لجوالي
    من أمي
    لا
    من التاسع
    الصدمة تعيق الرد
    أريد أمي
    يرسل
    سلامة خواطركم
    أنت بخير
    هل هذا هو التصحيح
    لا اعرف
    أم مرض زوجك
    أنت سيدة الألغاز
    أعرف
    انك ستبقين
    يا طائر العنقاء
    المنبعثة من رماد النهايات
    لن اقبل الوداع
    ولتحفنا الرحمة

    رميت بجوالي على الطاولة البعيدة
    قال فهد
    التاسع
    رقم حظي
    إذا اخترتيه
    تذكرني
    لا تزال معي
    لن ابحث عن ذكراك

    أغطي وجهي بيدي
    ابكي
    فكل من بالجناح يندفع لإيقاف فهد المغادر
    لإقلاع لا ينتظر
    قتله الطفل الغاضب من الإجبار على الصمت

    كل هذه الأصوات حولي
    وكلماتهم الانجليزية يترجمها عقلي
    ليتني اجهل لغتكم
    لما فهمت
    لا أمل
    مزيد من الصعقات الكهربائية
    ابتعدوا
    لم يستجيب
    حاول
    حقنة أخرى
    إننا نفقده

    صمت
    مات فهد
    الطيوب
    لا تخبروني
    لا تقف هناك أيها الطبيب تبحث عن الكلمات
    الصعبة
    وان كررتها
    علمها فهد أن تثور
    على أن تنهال طوعا للسانك المتيبس

    عرفت
    دون أن تعلمني
    جزء مني رحل
    انتزعه معه
    روحي

    فهد
    إن بعتك الجسد
    فقد أهديتك الروح

    [align=center]
    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
    النهاية «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»[/align]

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي
    بواسطة لي طب۶ي الخاآاآص في المنتدى رحيق الذائقة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-04-2007, 06:13 PM
  2. الحسد
    بواسطة سعد النخيش في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-03-2006, 12:32 AM
  3. اهل الحسد
    بواسطة ديمة الشوق في المنتدى الشعر النبطي
    مشاركات: 72
    آخر مشاركة: 01-03-2006, 01:18 AM
  4. { لغة الجسد }
    بواسطة نجمةجدة في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 13-02-2006, 12:05 AM
  5. الحسد..
    بواسطة رمــــــاد في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 12-06-2004, 09:13 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •