صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 74

الموضوع: بعت الجسد ....رواية

  1. #16
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    وهبني هديتي من تلك الأسفار
    الآن فهد يعاني من شيء ما
    أيا كان هذا الخبيث الذي يعذبه فهو عاجزا عن التطاول على شهامته
    فهو يرفض أن أعود لبيتنا مع السائق بهذا الوقت المتأخر
    ليتدخل عمي بقوله :
    فهد خل فرحتنا تكمل
    و إلا لازم النكد

    اتصلت بأمي خفية من غرفة ملابس ميساء وأنا متيقنة أن التطلع لأخبار الحفلة يحرسها من النوم
    وهمست لها أن ترسل أخي عبد العزيز لانشغال السائقين ببيت عمي
    لأعلن نهاية خصام بسببي :
    خلاص عبد العزيز كلمني و جاي بالطريق
    وضع فهد طبقه على الطاولة بعصبيه ليقول كلاما لا يفهمه إلا هو وان وجهه لي :
    ميثى
    جيفارا خسر حياته عشان يحرر رعيان غنم
    قالوا له نبي حليب ما نبي حرية
    فعلا
    رعاع

    قلت محاولة استرضائه وأنا أناوله طبقه :
    ما يخالف رعاع
    رعاع
    أهم شيء الأخلاق
    خذ كل إذ كنت تبي
    سويت دريمز

    ليضحك مع الجميع وينتهي موقفا كاد أن يفقد الليلة بهجتها
    في الطريق لبيتنا كان عبد العزيز صامتا
    و ضجيج أفكاري عاصفا
    هل سيكون الساري منتظرا
    تأخرت و دقت الثالثة
    لكني وجدت ترقب أمي وأختي منيرة ليسألون عن شكل الفستان والخطيب والعشاء وكل حديث قد يغضب الجوهرة زوجة عمي أن يسمع
    ادعيت الإرهاق تهربا
    ودخلت غرفتي
    لأجد رسالتين من الساري بصندوق الوارد :
    سلمى
    كم تبدعين باحتقار الآخرين
    تحترفين السخرية
    بتهذيب
    كيف انتقم لذاتي مما كتبت
    ما وجدت إلا أن أقول
    بائعة فاشلة
    الهمتيني قصيدة
    بعد أن حاربني الشعر سبع سنوات
    طرقت فيها كل بوابات الوحي
    سفر
    تعاطي
    جميلات
    وأخير
    اشتريت الشعر
    وزيفته بلمساتي وتوقيعي

    أن تكون مالك نبع وتهلك من العطش
    شماتة المنافسون
    تطلع المطربون
    وكبريائك يستنزف
    وكان المنتدى مصيدة الهواة
    هو الحل
    ما هذا
    ما افعل
    أبرر نفسي لك
    لماذا
    يا سيدة الألغاز

    الرسالة الثانية
    سلمى
    تأخر ردك
    إذا ما جاوبتيني
    قسما تندمين

    ساعات فقط
    و سقط قناع الساري
    ليظهر وجهه الجبار المتغطرس
    تهدديني
    ماذا ستفعل
    سجلت خروج
    دون حرف
    يكفيني منك ما أودعت يوم السبت في فرع البنك في الجامعة
    لتقول الموظفة بوقاحة :
    شكلك طايحه على كنز

    لأرد بضيق وحيرة هل هو ما تقول أم بؤرة جحيم :
    اتز نن يور بيزنس

    لتقول فطومه متصنعة الإعجاب من اجل الاستدراج :
    أحسن
    تسعمتيها
    إلا وشلون محتاجه فلوس وتبين تروحين مع خدوج
    وأنت على قولتهم تلعبي بالفلوس مصاقيل

    قلت لها بما يثير دهشتها أكثر :
    اتز نن يور بزنس
    أنت بعد

    فقالت مغتاظة من تجاهلي لحيرتها :
    يا شين لمن اللي نسويه بالناس يطلع علينا
    الا ترا خدوج تبيك يوم الاثنين عند خالتي زينب
    بروفة

    وبتعجب قلت:
    وش بروفته
    كل السالفه
    يا جر قلبي
    و ابكي على ما جرى لي يا هلي

    أصرت فطومه على أهمية البروفة :
    ما علي منك تقول تبين تروحين لازم تدربين
    بعدين هذي المعلمه يا بت
    كيفها
    يمكن تبي تطق لهم بيت هوفن و لا بيت الدونات

    يبدو أن حفلة الخميس تتطلب الكثير من التنازلات قلت برضوخ :
    خلاص يوم الاثنين اطلع معك

    سألت فطومه لتغير دفة الحديث :
    وش صار بخطوبة ميساء

    قلت باختصار :
    كانت حلوه
    عقبالنا

    قالت فطومه ما اسقط قناع آخر :
    أنا أحب واحد
    بس هو صافطن على جنب
    وأنا راسمه الثقل
    عشان أن راح كل منا بدرب
    ما يطيح وجهي

    جميلة أحاديث الغرام وان رافقها اليأس
    فطومه كانت واعية خلف قناع الاستهتار
    ليتني مثلك
    سألت بلهفة :
    مين
    قولي لي

    بسعادة الانتقام قالت :
    اتز نن يور بزنس
    امزح
    سعد
    تذكرت بوح فطومه وأنا بسيارة سعد يوم الاثنين بطريقي لبيت الخالة زينب
    و استغفرت الله عشر مرات لطرد فكرة تأبى إلا أن تسكنني
    وأنا أرى كل هؤلاء السود
    كلهم مثل بعض
    إذا شفت واحد
    كنك شفتهم كلهم
    وش لقت فيه فطومه
    بعد أن وصلنا لبيت الخالة زينب
    ناداني سعد ظننت إنني نسيت شيء بالسيارة ليقول :
    ميثى ترا أبي أروح مع خدوج للحفلة عشانتس
    لا تخافين
    أنتي بحماي
    دمعت عيني من وقاحة عقلى الموروث من بيت القادر
    وعرفت كم هو مميز
    في الداخل كانت خدوج المرحة
    صارمة متسلطة
    أرهقتنا بالإعادة والتكرار
    كنا خمس من البنات دقينا كل السامريات عشرات المرات
    وفطومه تنتظر أن ننتهي بتعليقات مستفزه من على الدرج المكسور
    يا ويلك
    والله انك خبلة
    احد يروح ورا الشمس
    خلين اتمقلتس زين عشان اتذكرتس
    لتثير غضب خدوج التي تنهرها لتصمت دقائق
    ا يستحق أيمن كل هذه المعاناة
    أن التقط بجوال يوسف صور في جو من الخلاعة والمجون التي أتصور
    يجعلني احتمل صراخ خدوج وتعليماتها
    كيف أن امسك الطار
    وألا أشذ بصوتي عن الإيقاع
    أن يسقط قناع كمال أيمن علي يدي
    جعلني اغني مع صوت ماجدة الرومي على طار خدوج بكل نشاز بنوبة هسترية
    سقط القناع
    عن القناع
    قد اخسر الدنيا
    نعم
    لكني أقول الآن
    لا
    انتبهت لأجد الكل ينظر ماذا تقول
    ضحكت فطومه وقالت :
    عادي
    عادي
    سامرية مثقفين

    قالت خدوج محذرة :
    شكلتس
    تعبتي من البروفه
    انتبهي
    تسفين لا تعودين ها الخرابيط
    يوم الحفلة

    قلت للخالة زينب أثناء خروجي بانتقام خفي وانكسار خادع :
    الفستان اللي قست
    ترا ما اقدر علي حقه

    قالت بتعاطف أحقيقي أم زائف
    لا يهم أن اعرف
    كثيرة الأقنعة المتساقطة هذا الأسبوع :
    مالك نصيب
    الخير بالجايات

    يوم الخميس جاء سريعا وأنا متهربة من منتدى الرحالة وتهديد الساري
    ومكالمات يوسف وسؤاله عن صور الدكتورة عروبة المستغرب
    لبست ثوب زفاف أمي القديم وبرقعها الواسع وحزام من الجنيهات الذهبية هدية أبي لها
    أعارتني إياه بثمن من أحر القبلات والدعاء برحمة من تركه ورحل
    وكانت حفلة ميساء التنكرية كذبتي
    لحفلة المجهول
    وأخيرا وضعت العدسات الملونة
    بدوية بعيون زرقاء
    الفشل وسعد
    كانا رفقاء تلك الليلة
    فعند بوابة الاستراحة لم يكون هناك عم حسين بل رجل امن من شركة امن خاصة طلب أن نضع جميع الجوالات بصندوق كتب عليه اسم الفرقة لنستلمه عند خروجنا
    مما يدل على أهمية الضيوف
    كانت الحفلة بتنظيم دقيق
    تتابعه مدام نادين التي سمعتها لأول مرة تتأفف من أيمن
    كنت أقف بجوارها ولم تعرفني لتقول بضيق :
    العمى
    هيدا ما بيعجبه شيء
    اكبر فندق بيخدم
    و لا عاجبو
    كان المسرح بعيد عن الليوان الكبير حيث يجلس ضيوف تحمل وجوههم ألفة صور الصحف وبعد الغرباء
    قالت مدام نادين بسخرية لتعلن ترتيب الفقرات :
    وهم صاحين شعر
    نص نصيص أغاني النسوان
    وهما خالصين الفنانة كريستال
    معقولة كريستال
    هنا
    بعرقه
    دخل أيمن دار الضيافة حيث ننتظر انتهاء المساجلة الشعرية لتبدأ فرقة خدوج الغناء
    كان يسأل نادين عن اتصال هام نظر لي
    بعمق
    نظرة طويلة متفحصة
    بعد خروجه قالت نادين :
    أنتي يا بنت شو عملتي لو

    قلت متخفية بصوت يحمل لهجة صيته :
    قسمن برب السما ما سويت له شي

    قالت بغيرة النساء :
    أول مرة أشوف بعيونه هيك نظره
    هل عرفني
    هذه الفكرة المخيفة ضيعت ما اكتسبت من بروفة يوم الاثنين
    وأغضبت خدوج التي توعدتني أن تخصم من اجري بقدر إخفاقي
    أهكذا تنتهي حفلة الرجال
    كانت مجاملة لتسير أعمال الشركة ولإرضاء أصحاب القرار
    لن أعود خائبة
    أريد أن أرى المطربة كريستال
    أنها بالشاليه الرئيسي
    لن تغنى إلا بعد العشاء و رحيلنا
    أنا اعرف كل الدروب والممرات
    تسللت وان اردد لأطرد الخوف
    سقط القناع
    يا آخر الطلقات لا
    يا ما تبقى من هواء الأرض لا
    يا ما تبقى من حطام الروح لا
    كانت غرفة أيمن بشباكها الواسع مضيئة
    هل سأجد كريستال فيها
    خلف شجرة الياسمين وقفت متلصصة
    أريد فقط أن انزع هذا القناع
    لكنه كان وحده يتحدث بالهاتف اسمع عبر الزجاج جمل متقاطعة :
    اطمن بعد ا الحفلة أكيد بيرفعون حجز المواد من الجمارك
    ويمكن يغيرون المادة اللي في النظام بعد
    بس فكرتك اللي تقول فيها استغلال للظروف
    ومشاكل كثيرة
    أنت وش تبي بالضبط
    خطوة بمرحلة ضعف
    بالنسبة لي
    فهد
    المسألة محتاجة وقت
    يتحدث مع فهد
    لماذا هذه الحدة
    حفلتكم تسير لهدفها بنجاح
    أنهى المكالمة
    ليخرج صندوق مجوهرات ميساء القديم المكسور المخبأ بأحد الأدراج المغلقة
    أكان يخفيه كل هذه السنين بغرفته بالاستراحة
    لماذا يحتفظ به
    يدير الزنبرك لترقص الدمية التي أهوى
    يغطي أيمن وجهه بكفيه
    ويجهش بالبكاء
    سقط القناع
    عن
    قناع آخر
    لا افهمه
    ولا احتمل أن أراه
    فهربت
    ليطاردني الكلب ريكسي للضيافه

  2. #17
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصـل الثـامـن
    اخطر من الشوكلاته



    ركضت مرعوبة
    لهاث ريكسي من خلفي
    و دار الضيافة بعيده أمامي
    أسمع صوت نباحه المسعور يقترب
    أخاف
    تحتار خطواتي الثقيلة
    ليدركني بسرعته ويسقطني على الأرض بجسمه الضخم
    أحسست بنداوة العشب الباردة تخترق ملابسي ويقشعر منها بدني
    أخفيت وجهي عن أنيابه الحادة
    فاجأني
    انه يلاعبني و يلعق وجهي بلسانه الخشن
    خدعت البشر
    وأعجزتني أنت
    يا ريكسي

    ما المفرق بين الإنسان والحيوان
    شاعرية الحياة
    إجابة خاطئة
    الشعور بالحياة

    فرحت بذاكرة انف ريكسي القوية
    لففت ذراعي حول عنقه السميك ومسدت جسده بيدي
    وأخذت اثبت برقعي على وجهي بعد إن عبث به ترحيب ريكسي العنيف
    زال من قلبي الخوف
    لثواني

    أعاده صوت أيمن وهو يقول :
    ريكسي
    كم هير
    يتركني تابعا لأوامر سيده
    أحاول أن انهض فيمد أيمن يده ليساعدني
    ويطبق بأصابعه على كفي بقوة أفشلت محاولة تحريرها
    ليقول بنبرة صوت غامضة:
    أعذريه
    تعرفين احسده
    تهنا بحضنك شوي

    سقط قلبي لهاوية لا قاع لها
    فمرافقة خدوج لحفلة الرجال كان صمام الأمان فيها أنها استراحة عمي
    ما خفت لحظة
    أنا بنت القادر
    إن اختلطت الأمور عرفت بنفسي لأيمن
    سيغضب من تهوري
    ولن يعذر تطفلي
    لكن لا أحد سيؤذيني
    و قد يطلب مني برجاء التكتم عن كل ما شهدت
    ما خطر ببالي أنه من الرجال
    وأنا من النساء
    أقترب مني إلى حيث لم يصل أبدا من قبل
    فأحسست بأنفاسه اللاهثة على وجهي رغم البرقع السميك
    وواجهت نظرة حارقة من عينيه الدامعة من بكاء قريب بصمت يمنعني من الصراخ أن يعرف من أكون أما هو همس بأذني :
    خفتي
    لك حق
    لمن أنا
    أنا
    أتمنى أصير كلب
    عشان بدوية بعيون زرق
    شي يخوف

    كدت أن اسقط على الأرض مرة أخرى
    من حيوانية مختلفة
    أعادني لعالم اليقظة صوت سعد وهو ينادي من بعيد بعنف :
    مشينا
    الجماعة خلصو من العشا

    ابتعد أيمن بصمت ممسكا بطوق ريكسي باتجاه الشاليه الرئيسي
    ليقول سعد معاتبا :
    وين أختفيتي
    تحسبين انك ببيت اهلك
    زين تسذا
    بغيتي تروحين فيها

    في طريق العودة كنت شبه منهارة
    ما سر بكاءه على موسيقى اللوف ستوري التي تنبعث من صندوق أخته المقبور في درج صغير بالقرب من سريره
    في لحظات أيقنت من نظراته انه عرفني واختار التجاهل
    ولكن ذلك المشهد المثير
    ما كنت فيه ميثى
    وما كان أيمن
    بل أحرار من هوياتنا الحقيقية وقرابتنا المتشابكة
    أردت أن أحطم مثاليته
    وأعري حفلته الخاصة من ستر الخفاء
    إذا بي أضيع بين متاهات
    فما شهدت فسق ولا جزمت بطهر
    أعطتني خدوج ثمن تلك الليلة عند باب بيتنا دون أن تعاقبني على ارتباكي لتغريني بمرافقتها مرة أخرى
    في غرفتي أبقيت ملابس أمي بخزانتي
    شاهدا على ليلة تجاوزت فيها الحدود ودخلت عالم اللا مسموح
    عدت فيها خائبة
    إلا من ألفين ريال
    وغموض
    شربت قهوة الثالثة مع لوح الشوكلاته
    كان مرا رغم حشوة الكراميل الكثيفه
    سرقت حلاوته
    كلمات غزل وحشيه
    لماذا استعذب أن أتذكر
    ما حدث
    كأني اكتشفت لذة جديدة
    خطيرة
    اخطر من الشوكلاته
    لا ينقص فوضوية الليلة إلا الساري
    تذكرته
    والوعيد الهزيل
    كم هو سخيف
    مضى أسبوع دون رد أو ندم
    اتصلت بالنت
    منتدى الرحالة
    أخبار الأعضاء يتقدم بأصدق الدعوات بالشفاء العاجل للعضو المميز الساري
    قرأت كل ردود الأعضاء بحثت بين السطور
    مكاني المفضل للقراءة و الكتابة عن أي تفاصيل
    و لم أجد
    هل كان يهدد بإيذاء نفسه
    وأنا ظلمته
    ما قصد إلا أن يستعطفني
    كان رقيقا وليس مستبد
    وجدت في ردود احد أصدقائه أن الساري يرسل تحياته من مستشفى الملك فيصل التخصصي لكل الأعضاء
    ويهدي الجميع امتنانا أبيات رقيقة مطلعها :

    طرقت بابك يا عزرايل لا تردني
    مطرود من الغالي تكفى افزع لي
    يراني صفر على الشمال ويحقرني
    عطه روحي وقل عن القصور يعذرني
    ما هذا
    كيف يحمل علاقة عابرة كل هذه المشاعر الرومانسية
    و يثقل كلماتي الطائشة بعمق المعاني
    هو
    بمكانته وتجاربه وثرائه ورفاقه و كل المعجبات
    يجدني غالي ويستنجد بملك الموت مني
    ما كان بيننا إلا بيع قصيده ورسائل بريد الكتروني عنيفة
    ما هذا
    مراهقة أم جنون
    أعدت قراءة رسالته الأخيرة
    سلمى تأخر ردك
    اذا ما جاوبتيني
    قسما تندمين
    صدقت
    بدأت أندم
    أيعقل أن اضر إنسان

    نمت مرهقة أمام شاشة الكمبيوتر وكأنها مرآة سحرية قد تصلني به بعد أن تأخرت عليه كثيرا
    أيقظني يوسف بعد صلاة الجمعة لتصطدم عيني بساعته الجديدة بماركتها الفخمة وهو يقول :
    فاتحة الكمبيوتر ونايمة
    ردي جوالي
    يا جبانة

    صرخت وان اقفز على السرير :
    مسألة مبدأ مهب خوف
    وش ذا
    الباشا حتة وحدة
    يا ولد الأمام
    من أين لك هذا

    ضحك وقال :
    الحين عرفت انك تعافيتي من أزمة عبد الله
    اللقافه تنبض بعروقك من جديد

    حقا من أين ليوسف كل هذه الأموال فجأة
    ذكرني بعقدتي
    الساعة الماركة
    عنوان كل بنت بالجامعة
    ومعيار الطبقية
    ساعتي التي أتمنى
    ثمنها أربع قصائد للساري وثلاث حفلات مع خدوج وصورتان للمغضوب عليهن من دكتورات الجامعة
    قال وهو يستعرض بها متعمدا إغاظتي :
    جتني
    عطية ما ورآها جزية

    أعاد حديث الهبات والعطايا أبيات الساري لمسمعي بعد أن غيبها سلطان النوم لساعات معدودة
    ليثقلني الشعور بالذنب من جديد
    قلت ليوسف :
    أتهرب مثل ما تبي
    مصيري اعرف كل شيء
    المعرفة هدف نطارده ونجهل كم يسوؤنا أن ندركه
    سألت يوسف سفيري لعالم الرجال الذي قد أتخيله ويستحيل أن أفهمه :
    يوسف
    إلا ممكن رجال يؤذي نفسه عشان واحده

    قال يوسف محاولا أن يقلد الشيوخ ببرامج الإفتاء بصوت تخنقه غنة ثقيلة:
    تسألنا الأخت الكريمة عن إيذاء الرجال أنفسهم من اجل الحريم
    التي ما كثر الله بأرضه مثلهن
    فالعشرة بريال
    نرى والله اعلم أن هذا حديث في الغيبيات والإسرائيليات
    ومن كان يخاف على نفسه من الفتنة فعليه بالصيام
    سد للذرائع ودرء للفتن

    قلت له وأنا ارميه بمخدتي الناعمة على وجهه:
    جزاك الله خير يا شيخ
    وش ذا الفتوى

    التقط قذيفتي ليعيدها لي بتصويب أدق وهو يقول :
    إلا سؤالك اللي ما ادري وش يبي

    قلت له وان أعطيه جواله نذير الشؤم :
    أحسن لا تدري

    قال الساري عني
    سيدة الإلغاز
    ولن أكذبه بعد اليوم
    حتى ميساء لم تفهم سر انقطاع حديثنا عند مرورنا الصباحي في الغد من أمام بوابة المستشفى التخصصي بطريقنا للجامعة فسألت :
    ليش سكتي حبوو

    قلت وأنا عاجزة عن إيجاد كذبة :
    ابد
    المستشفى ذكرني بشيء

    ضحكت لتقول :
    أكيد أيام مرض جدي
    فاكره لما كنا كل يوم نجتمع بجناحه أنا وأنتي وبنات خالتي وأخوالي
    ونتفرج على الزوار وأحلى تعليقات
    واو سو فن

    ابتسمت
    لو تسمعها والدتها وهي تصف الأيام الأخيرة بحياة أبيها بقمة المتعة
    ماذا تفعل
    كان المرحوم والد الجوهرة زوجة عمي من أعيان الرياض ارتبط بعلاقات من النسب والصداقة برجال الدولة و الأمراء
    كان تصريح دخول عمي عثمان للوزارة
    هكذا يقول عمي عبد الرحمن بكل مناسبة بحسد استوطن قلبه ولم تفزعه خطبه الواهية عن المحبة والوئام وتوزيع الأرزاق من الله المنان
    أظن الساري بالمبنى المخصص لكبار الشخصيات
    قد يكون بذات الجناح
    عندما تختلط يوزرات العالم النتي بحياتنا اليومية يصير الكون اصغر
    والواقع أضيق
    سكان النت يجب أن يبقوا فيه
    أما إذا فتحت البوابات وتداخل العالمان
    وقعت الكوارث
    أنا السبب
    فتحت البوابة وتركتها باستهتار مشرعة دون إغلاق
    بعد المحاضرة الأولى وجدت فطومه تقبلني وتضمني بحرارة وتقول :
    الحمد الله على السلامة
    ما بغيتي تروحين ملح

    بغضب قلت :
    صدق أن سعد بيق ماوث

    قالت بدفاع مستميت عنه :
    لا فمه ائد السمسمه
    طبعا بيق ماوث خلقة ربي
    إلا وش صار
    ترا هو مستحي يسألك
    بس قال اتطمن عليك

    كانت أحداث الاستراحة قد غيبتها مفاجأة الساري
    فقلت لفطومه :
    طمنيه
    كل اللي صار
    إني حبيت أتفرج على الاستراحة انهبل كلب راعيها وهجم علي
    وسمع صوته وجاء يبعده عني
    بس
    خلاص خلونا ننسى موضوع الحفلة

    لم أكن جادة برغبتي بالنسيان
    فقد رحبت بدعوة ميساء للقصر
    لأرى أيمن بعد ذلك الحلم الحقيقي
    فعند وصولنا قالت بإصرار :
    الله يخليكي حبوو
    انزلي عندي
    ساعديني اختار موديل فستان الفرح
    من أمس والمكالمات من المصمم بلبنان
    يسأل شو اخترتي
    وأنا محتارة
    ايش رأيك نشوف الفيديو تيب ونختار سوا
    كل هذه الأحداث ونزيف حب عبد الله متدفقا
    متى أشفى
    كم كنت ممتنة لطرحتي التي اخفت تعابير مجروحة
    أن اختار فستان فرح عروس حبيبي
    صعب
    لكن شريط الفيديو لم يدور إلا الساعة الخامسة عصرا
    فالغداء طال والجوهرة زوجة عمي بأفضل مزاج
    تتحدث عن جمال حفلة الخطوبة
    ومخططات الفرح الذي تريده ليلة من ألف ليلة كما وصفته
    وبمعرفتي بها هكذا سيكون
    ما كانت الجوهرة مثلي
    تنثر أمانيها ليلتقطها الآخرين
    كالتقاط ميساء لسماعة التلفون الداخلي بعد تحلقنا حول التلفزيون الضخم بغرفة فهد لنشاهد بداية عرض الأزياء لترد بفرحة :
    شوي وأنا نازلة
    وتعتذر بكلمات اختلطت بارتباك :
    سوري حبوو
    جاء عبد الله
    خلاص خليه بعدين
    لا أعرف ما قلبي هذا
    غمرته السعادة
    وأنا أرى ركض ميساء المعاق لغرفتها استعداد للقاء خطيبها
    واعتصره الحزن
    وهو يتحدى مرددا بغباء هذا عبد الله ااي
    هنا
    دخل فهد وهو يقول :
    احتلال بناتي
    شيبس ودايت كولا
    وش تشوفون
    عرض ازياء

    قلت له وأنا أغلق جهاز الفيديو :
    كنا نختار فستان فرح ميساء
    وشاشة تلفزيونك أحلى ريزليوتشن
    بس عبدالله جاء
    ونزلت عنده
    خرج من غرفة المكتب الصغيرة ليعود بسرعة ويده خلف ظهره تحمل علبة الشوكلاته الضخمة متعمدا إظهار جزء منها
    ليسأل :
    ما كأنك ناسيه شيء
    أحب تلك الشوكلاته
    لا تباع هنا
    قلت بهدوء فقد كانت الشوكلاته هي اللذة :
    ماي فيفرت شوكلت

    قال متعجبا :
    المرة هاذي ما جبتي خبر
    ولا سألتني عنها
    تصدقين أنا شكيت انك اكتشفت شي أحلى واخطر من الشوكلاته

    أحسست
    وكان أصابع أيمن لا تزال مغروزة بكفي وأنفاسه ملتصقة على وجهي
    وما أدراك

  3. #18
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    :mf_popean

    مافيه أحد يقرا هنا الى ان اجد من يقرا سوف تتوقف الكتابة لتوقف الحبر المعنوي



    تحياتي

    أول خطوة

  4. #19
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصل التاسع
    |--*¨®¨*--|بـابـا بالألـوان |--*¨®¨*--|



    جلس فهد على كنبته العتيقة
    وأنا تربعت على سجادة الغرفة السميكة أفتح علبة الشوكلاته بشغف مصطنع لأطهر نفسي من تهمة دخولي عالم الملذات الخطيرة
    قدمت لفهد العلبة أولا
    قال وهو يتصفح الجريدة :
    اختاري لي
    أنت الخبيرة

    بسرعة التقطت ألذها عندي بطعم القهوة وناولته إياها
    أخذت مثله
    وتذكرت تلك التي بطعم الفراولة
    وفكرت
    ما طعمهما معا
    حشوت فمي باثنتين وأنا أقول له:
    احد يقرأ الجريدة العصر
    حركات مخبرين
    دبابيس

    ما علاقة الرجل بالجريدة
    ارتباط دائم
    إجابة خاطئة
    لا يدوم ارتباط الرجل إلا بالجريدة

    مفاجأة
    قرأت بالصفحة الأولى
    التي أراد فهد أن تصبح وجهه للحظات
    اختيار أعضاء مجلس الشورى الجدد
    اسم مميز
    بموسيقيته القوية
    الأستاذ الدكتور مجاهد الدون
    هنيئا لك يا مزنه
    ستكتبين جلسات مجلس الشورى ومحاضر اللجان
    لن يضيع جهدك بمقالات الدكتور الصحفية ومسودات مقابلاته الإعلامية
    بل المشاركة الفعالة
    يا من تتحدثون عن دور المرأة السياسي
    لا تقلقوا
    مزنه تمثلكم من وراء رجل
    يخلع فهد وجهه الورقي
    ليجدني أمامه بفمي المليء بالشوكلاته وعيون مشدوهة بعجائب الزمان
    فيضحك
    ويسأل منتقما من ملاحظتي الساخرة لاختبائه خلف جريده :
    هذاك أنت تقرئين معي
    واو
    كل هذا بفمك
    متى تكبرين

    قلت محاولة أن أتحدث بعمق لأسترد هيبة إضاعتها تجربة خلط نكهات الشوكلاته :
    أكيد
    لازم اكبر
    وش البديل
    اللي ما يكبر يموت

    قال بدهشة وهو يضع الجريدة بجواره :
    معقول
    تفكرين بالموت

    قلت بصدق متحدثة عن عنوان سكن أبي :
    كثير
    وأنت

    نظر للبعيد أو للقريب الذي تحجبني عني غشاوة الغيب ليقول :
    كنت
    الحين
    أفكر بالأشياء اللي لازم أسويها قبل الموت

    هذا الحديث بحاجة لثالثة بالبندق صرخ مازحا :
    ترا مهب لازم تخلصينها اليوم

    فتحت أصابعي الخمسة بوجه
    وأخفيت العلبة وراء ظهري وأنا أخاطبه بمصطلحات فكر احتضر من سنين :
    خمسه وخميسه
    قل أعوذ برب الفلق
    ترا عيب البرجوازي يعطي الطبقة العاملة شيء ويمن عليهم

    ضحك بصفاء وسألني :
    ميثى
    ممكن اعرف شعورك لي

    قلت بلامبالاة وأنا ابحث عن فريستي المحشوة بالبندق في ثنايا العلبة :
    شعور أي مواطن صالح

    لكنه اخذ العلبة من يدي
    وامسك بكتفي لأقف على ركبتي ويصبح وجهي هدفا لنظراته القوية
    ليعيد السؤال مرة أخرى :
    أنا بالنسبة لك وش أكون

    قلت وأنا ابحث عما يصف مكانته في وجداني :
    أقول لك
    وما تقول تفاول علي بالشر

    هز رأسه بصمت نافيا أن يكدره حديثي
    قلت وأنا انظر لنقوش السجادة خوفا من أرى اثر كلماتي :
    أحس انك بابا بالألوان

    تركني
    وألقى بنفسه على الكنبة متنهدا ليسأل :
    ما فهمت
    ممكن تترجمين لي
    فيه بيننا فجوة ثقافية
    اقصد ثقب اسود
    كثير من كلامك
    ما افهمه

    قلت باندفاع :
    لا تغتر علينا بثقافتك يا جيل ما بعد الشيبان
    جيل التبعية
    قوميه عربيه سبقتوهم
    شيوعيه طرتوا قبلهم
    قاعدة
    قعدتوا على نهضنا معهم

    رد على هجومي بقوله :
    حنا الريادة الفكرية الواعية
    انتم جيل الإرهاب


    ارتفعت نبرة المجادلة بيننا فقلت :
    جيل تربى على أيديكم
    ورثتوه خيبتكم
    اوس و أسامه أولاد عمي عبد الرحمن و أمثالهم
    مين مسكهم الدرب
    أخوهم مصعب صديقك
    كان قدوتهم

    قال بتأثر وصوت يصف بحسرة ما مضى :
    مصعب
    كان نابغة بالهندسة المدنية
    أحلام مختلفة
    كلها بناء
    كيف صارت دمار

    باقتراب حذر من حدود الخصام قلت بصوت متردد :
    لمن اللي مثلك يلطش كل مشاريع العمار
    ويتعين العبقري مهندس يوقع مخططات الأمانة بروتينية
    وش خليتوا له إلا الهدم
    لذاته واللي حوله
    راح يا فهد
    وترك أولاده أطفال ما يذكرونه
    أنا عندي لأبوي صورة
    بس هم
    كان يقول أن الصور حرام
    ما لهم إلا الخيال
    لمن تقول أمهم لأكبرهم عبد الرحمن أنت كنك أبوك
    يتلفتون
    مساكين
    يدورون أبوهم بالأشباه
    يبدو أن الحديث سار لطريق لا يقود لروما عاصمة حديث فهد فقال بضيق :
    خلاص
    أنا سبب الإرهاب
    روحي بلغي عني

    بمحاولة لتلطيف التوتر قلت :
    وأنت شوية
    بس
    مهب أنا اللي ابلغ
    أنت اللي ماسك الجريده وتشتغل مخبر

    وضع يده على رأسه بحركة لازمته مؤخرا وقال :
    وبعدين
    ما فهمتني حكايتي و الألوان

    قلت له متعجبة من عدم فهمه لقصدي الواضح :
    بابا عندي ابيض واسود
    صورة قديمه
    أنت صورة حية لحنانه
    يعني بالألوان
    دايما أنت جنبي بأصعب المواقف

    بخجل وصوت خافت أكملت :
    أخرتها خطبة ميساء

    قال بنكران الذات :
    لا
    أنت كنت متماسكة
    وتجاوزت الموضوع

    قلت بحياء :
    يعني
    تعرف إني أحب
    عبد الله
    سمعت كل شيء من صياحي بالغرفة

    بنفي مفاجئ اخرج علبة سجائره و قال :
    من سنين والكل يعرف

    تفاجأت وسألت :
    مين الكل

    بهدوء اخرج سيجارة وأشعلها ليقول :
    كلنا
    ميساء قالت لنا
    انك تحبين عبد الله
    وان أمي ما في داعي تخاف على أيمن منك
    وبكذا أطمنت لترددك علينا بعد ما كبرتي

    تتابعت الصدمات
    كم كنت بلهاء
    الكل يعلم بحبي كان حكاية صالونات القصر
    عاش فيها
    واحتقروه
    و تجاهلوه
    مثلي
    أسعدهم أن يشغلني حب وهمي لئلا أصطاد ابنهم
    أيمن
    إلا يثقون بي
    و بترفعه منقذا
    قلت بصوت مختلط بحشرجة البكاء :
    يعني
    تعرفون بحبي وتوافقون على خطوبته من ميساء
    وأمك
    تخاف مني أنا
    على أيمن

    قال بحكمة وبرقة عذبه :
    ميثى
    هو اللي جانا
    يعني ما يحبك
    هو باعك
    وميساء ظروفها خاصة
    وأمي طبقية
    تتوقعين ممكن يسعدها ارتباطك بأيمن
    أنا عندي لك مشروع
    يصفي كل ها الحسابات

    بضيق
    وأفكار متضاربة ورؤية مغيبه قلت :
    معليش فهد تأخرت
    والكلام اللي قلته
    لخبطني
    لازم أروح
    عندي الليلة حفلة صياح

    أكيد هذا ذنب الساري يطاردني
    المهووس الراقد بالمستشفى ضحية كلمات سممت وجاهته
    وجراءة تطاولت على شخصياته المزيفة
    لكن فهد امسك بيدي ليستبقيني في الغرفة
    و كانت اللحظة التي لا تنسى
    ركع على الأرض
    وصوت العصافير بحديقة القصر تغرد بجنون من يشهد لقاء الأصيل بنخيل الرياض
    و أشعة الشمس المتأخرة عن رحلة الغروب تذيب سواد عينيه عسلا ذهبيا
    كان يبتسم بغموض ويقول بمسرحية :
    يا مشروعي الاشتراكي الأخير
    ميثى
    إتزوجيني
    شاركيني اللعب بآخر أوراقي
    سحبت يدي بعنف
    وتمنيت أن استرجع بنفس القوة هذه اللحظة من الزمن
    ليعود كل شيء كما كان قبلها
    قلت بدهشة :
    فهد
    دورك تفهمني
    أي زواج
    أقولك
    أنت بمكانة بابا

    قال وهو ينهض مغلقا الشباك والستائر ويطرد فلول النور الغازية من الحديقة :
    ميثى أنا جاد
    زواجنا
    أول تجاربك بادارة الاعمال اللي درستيها بالكتب بس
    عملية بيع
    بمكاسب وخسائر
    راح تكونين
    زوجة فهد عثمان القادر
    وانا زي ما قلتي
    منيب شوي

    قلت وأنا انظر لعلبة سجائره التي رماها على الطاولة
    احتاج لواحدة :
    لا أنت أكثر من اللازم
    لم يسمعني
    كان يخاطب أشباح يراها في الغرفة وحده فاكمل :
    بكذا
    أسرع من حراك المجتمع
    و اقلب الهرم
    وأعلن فشل أمي باحتكارها للإرادة الحرة

    يسيطر على فهد الصراع مع أمه
    رغم محبتها له
    فقد كان وحيدها سنين طالت قبل أن ترزق بأيمن وميساء
    يرى فهد فيها كل ما يرفضه
    أن يكون زواجنا انتصار اشتراكيته الخاسرة عليها
    غباء
    أنها الجوهرة
    قلت بضيق :
    أمك تحبك بشكل جنوني
    إن كانت تعتبرني خطر على أيمن
    فانا لك
    الموت نفسه
    وبعدين
    أنت عندي اغلي من زوج
    أنت

    أكمل مقاطعا :
    اعرف قلتي لي
    بابا نويل
    أكيد
    راح أحقق لك كل أماني العيد
    ميثى
    بزواجي منك أعطيك الكثير
    كل الحرية
    إلا جسدك
    ملكي
    طول ما أنتي على ذمتي
    ما تسلمينه لأحد
    ابد

    يبدو أن فهد إصابته لوثة
    أيشرح لي طبيعة العلاقة الزوجية
    أن يظن الناس بك البراءة جميل
    أما أن يصمونك بالسذاجة فشيء بغيض
    وهل هناك زواج لا يتملك فيه الرجل الجسد
    أفكر
    كم هي مغرية علبة السجائر بغطائها المفتوح
    قال فهد ما أنقذني من الاستسلام لمناداتها لي :
    حتى لي أنا
    فكرت ماذا يقول
    نظر إلي ورفع أصبعه بوجهي ليزيد من حيرتي و يقول :
    أنا ما احتاج له
    لكن لا يمكن أن اسمح لأحد يعبث بأملاكي
    ميثى
    جدت أمور خلتني أفكر بزواجنا وأتخلص من هاجس الخيانة
    اللي منعني من الزواج طول عمري
    ايش رأيك بمشروعي الصغير

    قلت له فرحة بتوقف حديثه الغريب السطحي وأنا أشير لعلبة سجائره :
    أفكر
    بس ممكن وحدة

    باسترخاء من أزال عبء عن عاتقه أعطاني علبة سجائره و قال :
    طبعا

    نزلت من الدرج الطويل بسرعة الهارب
    بيدي سيجارة
    عربون الصفقة
    أين حقيبتي
    وضعتها عند مدخل النساء
    ما هذا
    عرض زواج خال من التزاوج
    وأنا من كانت لعبتها اختيار أسماء أولادها من عبد الله
    ويفتنني سحر غرفة النوم
    هل فهد كما يقولون
    يريد مني غطاء شرعي لشذوذه
    لا أدري
    فكري شارد
    فكل إضاءة الثريات الكريستالية بصالون النساء
    لم تنبهني لوجود ميساء وعبد الله
    لكن ضحكاتهم فعلت
    لتقف خطواتي بالقرب من عامود الرخام الوردي الحارس للمدخل الكبير
    رجعت لأطلب من الشغالة جوزي إحضار حقيبتي
    ولكن صوت عبد الله استوقفني
    وذكرني بدروسه مع أخي عبد العزيز ببيتنا الغرفة بالسويدي
    هكذا كانا يدرسان بنفس نبرة الحماس
    يشرح شيئا كاذبا قاسيا بقوله :
    ميساء لازم تبعدين عن ميثى
    أنت متعودة عليها
    وقلبك طيب
    ما شفت نظراتها لي بالخطوبة
    وقحة
    بعدين لازم تعرفين
    استغفر الله
    بس لازم تعرفين
    هي من أصل واطي

    قالت ميساء بتعجب :
    عبد الله هذي بنت عمنا
    ايش قصدك

    قال بإصرار :
    أمها واحدة منحطة
    ما تتخيلين وش سوت بأمي وخالتي عند أبوي
    كانت تبي تلف عليه
    لولا الخوف من الله ثم من الناس كان طردناهم من زمان من عمايلها
    بس قلنا تصير بنا ولا تطلع فضايحنا برا
    حتى بنتها منيره
    زوجها أبوي الشيخ أبو ناصر لأنها كانت
    صايعه
    منحلة
    قال استر عليه وافتك
    تعرفين أنها متزوجة واحد عنده ثلاث زوجات
    لا تقولين ما حذرتك

    قالت ميساء بصوت خائف :
    ايوه صح
    أنا مستغربة ليش منيرة تتزوج من واحد زي كذا
    الحين فهمت

    أيها الخسيس
    تتطاول على شرف أمي
    من نذرت نفسها لأولادها واقتسمت معهم العوز والمهانة
    تتهمها بابيك المزواج
    ومنيرة تلك المخدوعة بحديث أبيك عن طوع الرجال
    رضيت بربع زوج
    وما سلمت منك
    ما ظننت أن حبي لأمي ولمنيرة هو الدواء الباري من مرض عبد الله
    أحسست بإغماء
    سحبت نفسي بصعوبة لآخر الممر الواسع
    حيث ظل أيمن
    أكيد يعتقد أني استرق السمع
    رمقني بأحد النظرات التي اعتدت
    وقفت أمامه
    ونظرت له بالمقابل
    لن تفزعني بعد اليوم
    أنت من كانوا يخافون عليك مني
    هذا يعني أنني أقوى منك
    ركضت للمطبخ الرئيسي
    كان عم عزيز يستعد لتحضير طعام العشاء
    وضعت سيجارتي بفمي
    أرخيت وجهي على اللهب المتطاير من الفرن
    أشعلتها
    صرخ بلهجته المصرية بخوف :
    حاسبي يا ميسا

    نظرت له وقلت :
    ياليت
    أنا ميثى

    وخرجت مع باب المطبخ إلى حديقة القصر
    غابت الشمس خلعت حذائي لاجئة لحديقة الأعشاب العطرية الخلفية
    حيث يزرع عم عزيز الروز ماري والنعناع مكونات أطباقه السرية
    أدخن سيجارتي
    ينظر عم عزيز من الشباك وتدمع عينه من بكاء بنت نجدية
    تنفث دخان السيجارة هي هنا الخطيئة
    وتبكي حافية تبحث عن أحساس من الطين بعد أن كفرت بقلوب
    البشر
    تلعن الظلام
    وتردد كتسبيحه
    سأتزوج
    لن تبعدني يا عبد الله
    سأنتقم منك
    سأبقى هنا مثلك
    حلمي المستحيل أن يحضر أبي زواجي
    سيزفني
    لكنه سيكون عريسا بالألوان

  5. #20
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصل العاشر
    ~*¤ô§ô¤*~بـريق البـشـوت ~*¤ô§ô¤*~

    رميت عقب السيجارة
    انتهت
    وبقي الغضب مشتعلا
    انبعثت تلك الموسيقى العنيفة من لا مكان
    اسمع ما أحب من باليه بحيرة البجع
    عقدت بلوزتي بقوة حول خصري
    وأطلقت سراح شعري من الربطة السميكة
    ورقصت حافية القدمين ذلك المشهد الذي حفظت خطواته من خلف زجاج فصل الباليه
    كان تدريب الحفل الختامي المتكرر
    نحفظ فقرات الحفلات أكثر من المشاركات فيه
    نعيش على أمل أن نتبادل أدوار البطولة
    وتأتي الحفلة
    ويصفق الجمهور لهم
    ونحن ننظر من خلف الستار
    عرفت إن الموسيقي التصويرية بمشاهد الأفلام ليست خدعة إخراج
    هناك عازف خفي يرسل الألحان في هذا الكون
    ألا تستيقظ أحيانا تترنم بنغم يسكنك
    يجبرك على مرافقته بالغناء
    يستحوذ على حواسك
    وبعد أن ينهي دوره بحياتك
    عندها يغيب
    رقصت بتوحد المذنب مع الخلاص
    سبحت بفضاء تعطره عبق أزهار ما عرفت عطش الصحراء ونثرت حبات مسرحي بخطواتي القوية
    تراب نحن منه واليه

    لماذا يرقص الطير المذبوح
    من الألم
    إجابة خاطئة
    يذبح الطير الألم بالرقص

    قادر هو الرقص على استدعاء القرار
    ميثى زوجة لفهد
    بشروط غريبة
    هذا هو ما سيكون

    لمحت خيال خلف شجرة التين العقيمة الضخمة
    تقدم مني
    أعدت شعري لقيده وبلوزتي لتهدلها
    كان أيمن
    قال بصوت مرتعش من الغضب :
    ميثى
    أطلبك
    كفاية اطلعي برا حياتنا
    تلاعبت بنا سنين
    ما مليتي

    انحنيت على الأرض و أخذت ابحث عن عقب السيجارة وبقايا النار
    لتذيب جليد سكن أطرافي
    فمسك يدي ونفضها ليسقط منها ما وجدت
    و بعقب حذائه السويسري رماها بعيد عن قدمي العاري
    ليقول كلام من خيال :
    ميثى
    سممتي ايامي
    من كنا صغار
    ما تبدأ الأوقات ألا بجيتك عندنا
    كبرت
    وأنت
    كرتون الأطفال والبلاي ستيشن و تشجيع المنتخب
    كل متعتي
    كانت حركاتك على موسيقى صندوق ميساء
    تذكرين
    كنت تتغافلين الكل وتفتحينه وترقصين
    مثل تو
    أظنك ساحرة
    أكيد
    وهذي طقوسك
    تجيبني من غرفتي
    ألبي وعدي معك وأقول لنفسي
    الحق الحين ما تشوفك
    وان كنت قدامها
    تراها تروح بعيد
    فرصتك
    وجاء يوم اشتكى المدرس إني ارمي الكتاب وأتصنت على لعب البنات
    كسرت أمي الصندوق
    تظن انه فكت السحر
    لكني
    أخذته عندي
    وإذا اشتقت
    جاب طيفك
    وتفرجت

    تناقض ما سمعت
    بوح عاشق
    بنغمة حاقد

    كلام
    من أيمن البشري بالخطوبة
    والغامض بالاستراحة
    الحر من أمه
    و الملحد بعقيدة معاييرها الاجتماعية

    بنغمة
    أيمن القادر
    أتضح ما وراء الأكمة بقوله
    وهو يهز كتفي بقوة أعجزت ربطة شعري الواهنة عن ا لتماسك :
    اعرف آني استحق أفضل منك
    وأنت اقل من مقامي
    وانك أنتي ما فيكي زود
    عشان كذا
    هربت لأمريكا منك
    وصلتي قبلي
    وصارت السعودية كلها البنت اللي تركت وهي معي
    احبك
    كثر كرهي لك

    ما ذا تقول
    أيها السلطوي المترفع
    بهذا فكرت
    وسمع بروحانية وقال :
    وطبعا فشلت
    و ضاعت أيامي
    وما بعدت
    و يوم عرفت انك حبيتي عبد الله
    شمت بعضي مني
    وفرح أني منك تحررت
    لكن عبد الله المتسلق مثلك
    رجعك على
    يوم تركك
    و خطب ميساء

    هنا اختنقت بالبكاء
    كيف أتحمل كل هذه القسوة
    الشخص الصامت إذا تحدث
    يبيع كل ذهب السكوت بفضة الكلام
    أكمل بحدة :
    بغباء فرحت
    قلت أحاول اقنع أمي
    لمن أتزوجها ترتقي
    ويرتفع مستواها
    وينسون الناس من هي أمها
    يمكن

    هنا صرخ بصوت جعل عم عزيز ينظر من الشباك مفزوعا وقال :
    لكن أنتي ما تضيعين وقتك ابد
    بيومها
    بيومها
    نزلتي للحفلة مع فهد
    ما ادري وش سويتي له
    ولا كيف سيطرتي عليه
    وصار اللي عمره ما فكر بالزواج
    يبي ميثى
    اعرف خطتك الخبيثة
    بكذا تدمرين حياة ميساء
    وتسترجعين عبد الله
    والله اعلم وش ناوية بفهد

    هنا اكتفى
    رفع يديه عن كتفي
    وتوقف عن أرجحتي
    فسقطت على الأرض
    ما هذا الخليط
    أ اعتراف بحب
    أم محاكمة مجرم
    أو تهديد جبار
    كنت جاثية على الأرض
    فاقدة القدرة على النطق
    ابكي
    يدي حملت طين الأرض
    رميته به
    كان واقف منتشيا
    أطول من أي وقت
    وابغض من كل اللحظات
    أحسست أن لغتي الجديدة بعيدة عن حواسه
    فأخذت بيدي مفردات رطبة لزجة من تحت الشجيرات المرتوية
    وأوصلتها إلى ثيابه
    ورميتها على صدره المليء بالزهو
    كطفل لا يتحدث إلا بالفعل القاصر
    قلت بعد أن انتقم سواد الطين من فخامة ثيابه :
    حرام عليك
    أنا غير كذا
    حرام عليك

    نفض ثوبه وقال بسخرية :
    فعلا
    أنتي غير
    بس مين يصدق
    وشلون اثبت لفهد انك طقاقه وراء برقع
    قالت ميساء انك تصاحبين أشكال غريبة
    وشفت بعيني
    حتى لمن تكون الحفلة باستراحة عمك ما تبين تفوتينها
    لا تكونين صدقتي إني انخدعت بالعدسات الزرق
    حتى يوم مسكتك وتغزلت فيك ما قلتي حتى أااي
    يا واطية

    هنا تسمرت
    حتى البكاء توقف
    ما كان أحلى من طعم الشوكلاتة صار أمر من العلقم
    كان يختبرني ليعيب علي تصرفي الأهوج كل العمر

    قال بشدة وهو يشير لبوابات القصر :
    أنا ما أبي اخسر اخوي بكلام ما يصدقه عقل
    لكن لا يمكن اسمح لك تلوثين سمعتنا
    مثل ما سويتي بثوبي
    بره
    اطلعي بره
    كفاية
    اعتقينا منك

    دخلت المطبخ
    وركض عم عزيز بكوب من الماء البارد وهو يقول :
    خدي اشربي
    صلى على النبي
    ما تزعليش
    دانتي زي أختهم
    ابتسمت بسخرية وأنا أقول :
    لا
    أنا ما كنت أخته
    وهذا اللي معذبه
    عم عزيز
    كلم رشيد يوصلني

    في بيتنا بحثت عن أمي وقليل ما افعل
    ما وجدتها
    كلمت منيرة اسألها عنها قالت :
    احد يجي من الجامعة مع أذان العشا
    ما يخالف حجتك لنا بروحتك وجيتك مع ميساء انتهت
    بكرة بنت عمي تعرس ونعرف نصك عليك زين

    كثر المنتقمون من ميثى
    سألت باحتياج :
    إلا وين امي

    قالت :
    عندي
    أبو ناصر عازم رجال والدور على بالطبخ وهي تساعدني

    صيتة الصاقود
    أنا مين يساعدني
    يا من شاركتي مناوبات العمل مع نساء الرجال المعددين
    يقسمون كل شيء بعدل
    ونصيبك محفوظ من عمي عبد الرحمن إلى أبو ناصر
    بشمولية ومساواة
    ولي الأمر

    نمت على فراش أمي
    أو أغمى علي
    وأنا استنشق نصيبي منها
    رائحة الحنا بمخدتها وفراشها الأرضي
    فهي ترفض السرير
    لتكون اقرب من أبي
    أيقظني الجوال
    نغمة غبية هي الأطلال
    يجي لك يوم تندم على ما سويت
    ستكون نغمتي الجديدة
    كانت ميساء قالت بسرعة ساعي بريد :
    حبوو ايش فيه صوتك
    غريب
    رحتي ما شفتك بس أو كي
    بغيت أقولك أنى ما اقدر أشوفك الأيام الجايه
    يعني أنا مشغولة بالتجهيز
    ويمكن ما اقدر احضر الكم أسبوع الباقية
    تخيلي بكرة عندي موعد مع السبا عشان بروقرام الزواج
    حتى رشيد نحتاجه مرة
    بس
    بكرة الصباح ممكن أرسله لحد ماترتيبي أمورك

    إنها تتهرب من مرافقتي بعد تحذيرات عبد الله
    قلت بصوت بطيء كأنه يتعلم الكلام :
    حياتي
    ما بقي شيء مهم في الجامعة تقريبا خلصنا
    وأنا راح أشوف لي سواق
    ولا يهمك
    تيك كير

    ماذا افعل
    مواعيد عمل أخي عبد العزيز لا تتناسب مع جدولي
    من أين لي بسائق في أخر الفصل الدراسي
    كلمت فاطمة وردت على تحيتي بقولها :
    الناس يسون نيو لوك بأشكالهم مهب أصواتهم
    وش فيتس
    داعسك أتوبيس

    قلت لها بضيق :
    تقريبا
    بس تكفين شوفي لي سعد إن كان يقدر يوديني ويجبني للجامعة باللي يبي

    قالت بحماس :
    افا يا ذا العلم
    اجل شاتوس من اللكزس
    خلاص اسأله مع انه يدهر على طريق المطار يقول ارزق من مشاوير ا لمدارس
    أذاوه العالم
    تأخرت بكرت

    كررت طلبي لأنهي ثرثرة اعجز عن مسايرتها :
    أنتي اسأليه وردي لي

    غدا أخر يوم لي بالكزس
    سحبت مني امتيازات الشريدة
    يا عبد الله

    وأيمن
    ماذا ينوي
    هل يحرق الساحرة حية

    بقيت مهمة وحيدة
    وأخيرة
    للكزس الوزير
    ذهبت لغرفتي وأنا اسمع صوت عودة أمي المتأخر
    فتحت اللاب توب
    ملف عشق
    كل القصائد هنا
    من شاعرة
    ما سمعت طعن عبد الله بشرف أمها وأختها
    وما حاكمها أيمن على ضعفه أمامها
    نقلت الملف الى سي دي جديد
    ونمت
    كالأطفال
    الم العب بالطين

    في الصباح قلت لرشيد بلهجة تلغي أي تسأل :
    رشيد
    أبي أمر التخصصي قبل الجامعة

    كانت اللكزس جواز المرور من حراس البوابة الأولى
    وفي الثانية أوقفوا السيارة وسأل رجل الأمن :
    مين تبون

    فتحت الشباك ونظرت له من خلف زجاج نظارتي الشمسية الزرقاء
    الشيخ عثمان القادر

    بلا تردد فتح البوابة ليقول :
    تفضلوا


    دخلت من بوابة مركز الأبحاث البعيدة عن تعقيدات بوابات الزوار
    وبدهاليز المستشفى التي كانت أحجيتنا أيام زيارات جد ميساء وصلت إلى حيث أتوقع وجود الساري
    اعرف سر هذه الأماكن
    الثقة
    والعباءة
    سألت الممرضة بانجليزية قوية عن اسم الساري الذي أخاف أن اكتبه هنا
    بأي جناح
    أشارت للطريق الذي سلكت
    كان هناك من يرافقه في الصالون الداخلي الصغير
    يشاهد التلفزيون من غير صوت بعيون نصف مفتوحة
    لن ادخل
    تراجعت
    انتظرت بالممر أفكر كيف استدرجه للخارج
    دون جهد مني
    خرج وجواله معه
    ليرد على مكالمة بلا نغمة
    أعجبني ما يفعل
    سأجعل جوالي أبكما
    فانا رفيقتك بالسخرة العصرية
    أنا مثلك
    يا الخوي
    اقتات على الفتات
    ما قلت لأيمن إلا حروف
    ما سمعها
    عشت الاضطهاد أسلوب حياة
    فكيف أهب الحرية لجوالي ليرن بنغمات قد تزعج الأسياد
    عندما ابتعد
    دخلت للجناح
    طرقت باب الغرفة
    لم انتظر رد
    راني الساري
    وكان مستلقي على سريره ولحية قصيرة تحاول أن تعبث بوسامته
    مرهقا
    مختلفا عن طاولة الفيصليه
    أكثر ود
    قلت له :
    أنا سلمى
    جيت أزورك

    بدهشة مرر يده عبر خصلات شعره الطويلة
    وقال :
    عرفتك
    نفس الصوت اللي تخيلت

    أدرت عيني بالغرفة المليئة بباقات الزهور
    كم كانت حميمة بغياب الضوء إلا لمعان قصب البشوت المعلقة بخزانة مفتوح بابها بإهمال
    قلت مرتهبة من الألفة :
    ممكن افتح الستائر للشمس

    ضحك وقال :
    نور الغرفة مكفيني

    قلت وأنا افتح ستائر نوافذ المستشفى التخصصي الكبيرة بامتداد الحائط :
    أنت عايش بظلام

    وأشرت على الخزانة المفتوحة وأكملت :
    إلا من انعكاس شمسنا على تنكرك المعلق بالدولاب

    أصابني الغرور وأنا أرى بهجته وهو يتعجب :
    حلوة التورية بكلامك
    انا ما تعودت على الذكاء ويا الجمال

    عاد المرافق وكان معه صوت آخر
    مألوف
    بل أخوي
    انه يوسف
    اقتربا من باب الغرفة
    قلت بفزع :
    ممكن
    اتخبى بالدولاب

    قال برسوخ من لا يعاقب :
    زي ما تحبين

    دخلت مرتبكة
    وأغلقت الباب
    كتمت أنفاسي وأنا اسمع يوسف يقول :
    مساك الله بالخير يا طويل العمر

    هنا
    تمنيت أنا أكون خارجا في نور الشمس
    ولا احترق بالداخل
    ببريق البشوت

  6. #21
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    يتبع


    أول خطوة

  7. #22
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصل الحادي عشر
    الأظـــرف الزرقـــــــاء


    للذكريات رائحة
    إذا عبر الساري ببالي شممت عطره الفواح الرجولي المميز
    رفيق سجني لدقائق بين ملابسه
    رأيت من خلال انفراجة صغيرة بين باب الخزانة والجدار
    الساري يصافح يوسف ببرود
    إذا علاقتهما ليست بصداقة
    هل جاء يوسف لإجراء مقابلة صحفية تطبيق لأحد مواد التخرج في كلية الإعلام
    وأنا في حيرتي
    سلمه يوسف علبة خشبية صغيرة فتحها الساري ليتأكد من محتواها ثم أغلقها بسرعة
    وقال :
    ناصر
    حاسبه
    وقال يوسف بامتنان :
    جوالاتي عند ناصر
    أي ساعة
    أنا بالخدمة يا طويل العمر
    لم يرد عليه
    ليس من تعالي بقدر ما هو من ضيق
    رأيت يوسف مكروها لأول مرة بحياتي
    يوسف الحبوب
    كان في عين الساري مرتزق من الألم
    ما رأيت
    استلام وتسليم
    يقين مبهر أحاول الفرار منه
    أريد أن أعطل عقلي عن استنتاج طبيعة حياة يوسف المزدوجة
    وأن فهمت
    ما الهدف من البحث عن الحقيقة
    العثور عليها
    إجابة خاطئة
    عدم التعثر بها
    قال الساري وهو ينهض من سريره و بيجامته الحريرية الزرقاء تنساب على جسمه الرشيق :
    سيدة الالغاز
    تقتحمين ثكنة التخصصي العسكرية
    وتهربين بالخزانة من اثنين هم بأمري
    ألتقط روبه السميك من جواري
    ولبسه وذهب ليجلس بالقرب من الشباك في مقعد بمساند جانبيه مرتفعه
    أجبته وأنا متعلقة بقشة تنقذني من الغرق ببحر واقع يوسف :
    قلت يمكن صحفيين
    بعدين يكتبون شيء يزعجك
    قال بسخرية :
    وأنت مصدقة إن الصحافة هنا سلطة رابعة
    هم ما يكتبون إلا ما نملي عليه
    هذا
    هذا مجرد ديلير
    قلت بصدمة :
    كيف
    ديلير
    قال وكأنه يحدث نفسه :
    سلمى
    أنت ضميري
    كتبت لك إن المنتدى حراج قصيد
    و اشتكيت إني أطارد الشعر بالتعاطي
    لك أنت
    بس
    ليش
    ما ادري
    أنت معي الحين
    كأني مع شي
    ماله كيان
    بلا جسد
    جميله بس ما أشتهيك
    أنتي تروين ظمأ مختلف عندي
    رغم كل الأنوثة اللي فيك
    أحس نفسي أني حر من فحولتي معك
    ما أصير ذاك الدون جوان
    لك
    لمبادئك يا صغيرة
    أتقرب
    كانسان
    أتبرأ من خطاياي
    لو تدرين
    احتقارك لي
    ما قدرت أتحمله
    قلت بتأثر أنساني حقيقة يوسف
    فالساري يجدني طهرا يريد أن يتقرب منه ليخلق من جديد
    و يراني معاير أخلاقية في زمن النفاق
    أي عبء هذا !
    بعتب قاسي أكمل :
    استهتري برسالتي
    وبمشاعري
    يا سلمى
    قلت وأنا أسابقه لا أريد مزيد من التعنيف يكفيني أيمن :
    عشان كذا أنا قررت أزورك
    أنا ضريتك
    بدون قصد
    ما توقعت إني لي عندك أي مكانه
    وان تعارفنا أكثر من حدث عابر
    وبلساني الحاد الذي يخون اللياقة قلت :
    وبعدين أنت ما تعرفني
    كلها رسائل بمنتدى
    وبيع قصيده
    قال متفهما وبما يشبه الاعتذار من نفسه قبلي :
    أنا لو بكامل وعيي
    مستحيل
    أتأثر من مراسلة بالنت
    محاولتي للانتحار
    وأشار إلى العلبة التي أعطاه يوسف وتابع :
    تحت تأثير ذا
    كل ما تركته رجعت بشغف أكثر
    قلت لك بعجزي عن الكتابة كان هو الوحي
    أنا أمير
    خلاني عبد
    صدقت فتوى الشيخ يوسف ما كان رجلا يؤذي نفسه من اجل امرأة
    بدا بقضم أظافره لا شعوريا
    رأيته يشبهني بالأمس
    تعطلت معارف سنين حياته المكتسبة ليعود طفل
    فتحت حقيبتي وأعطيته السي دي وقلت :
    خذ
    هديتي
    كل القصايد اللي كتبت
    ما أبيها
    الحبيب الي كانت له
    ألهامي
    اكتشفت انه
    إدمان هوان و ذل
    مثل حالك مع وحيك
    بس أنا غيرك
    أنا أبي أتعافى منه
    أعلن نفسي نقية من بقايا هواه في دمي
    بعت قصيده وحده بندم
    والحين
    ارمي لك باقيه كله بفخر
    يمكن تلقى بالسي دي ما يبعدك عن الديلير اللي تو
    قال بصوت هادئ ومتعجب :
    أنتي ملاكي الحارس
    كيف عرفتي
    أنا مسافر بعد اسبوع
    لفلوريدا للمصحة السرية اللي هناك
    بأخذ شعرك معي
    يمكن يخليني أواصل العلاج ها المرة
    قلت بحماس :
    اكيد
    أكثر من ثلاثين قصيدة
    خلها دليلك
    بذور لشعرك
    تكبر برعايتك
    أكرمها بهدف تحققه
    ومهما تأخرت هناك
    راح تكون موجود على الساحة هنا
    يعنى ما في ضغط يخليك تترك البرنامج
    قام من مقعدة الوثير
    كاد أن يسقط من الوهن لكنه تماسك
    واخذ مني السي دي
    هل ابقي يده فوق كفي ثواني أطول
    أو أن التوقيت المحلى لجناحه مختلف عن توقيت الرياض
    لا ادري
    لكني معه هو
    يختلف كل شيء
    شعوره لي متبادل
    ليس برجل يهاب
    بل كائن نوراني
    وان لمسني
    كأني عرفته منذ سنين عتيقة
    لا تستوعب معرفتنا أعمارنا القصيرة
    بل كأننا من أيام الطوفان
    كيف اصطادت الشبكة العنكبوتيه أرواحنا الهائمة بالحياة الصاخبة وقادتنا لبعض
    هو الساري وأنا سلمى
    أسماء مستعارة
    قد يكون
    ولكننا اقرب لبعض من حبل الوريد
    قال بحرقة من يعرف أن النهاية تلف مشهدا لا يعرض في الحياة إلا مرة :
    ومتى أشوفك ثاني
    أراسلك على بريد المنتدى
    حادثته بصفاء :
    لا
    بعدك أنا اعتزلت النت
    لكن
    متأكدة جاي اللقا
    بمكان
    نكون فيه أنت وأنا
    بأسمائنا ارث الأهل
    ونحشر الساري وسلمي بين نظراتنا
    ومعرفتنا هذي تبي تصير قدام النا س جهل
    وان نادوني
    تهز راسك
    وتقول هي وإلا أنا اشك
    بس تبي تعرفني من وجهي المتخفي الحين وراء الغطاء
    وتعلن فشل الحجاب بطمس ملامح قادها لبعض القدر
    لا كلامي مهب تنجيم ولا دجل
    إحساس أنثى
    يا ويلك
    إذا صدق
    سأل بصوت هامس وكان بلورة المستقبل المخيفة الرائقة المشهد قد يعكرها علو الصوت :
    ومتى
    أعدت حقيبتي على كتفي وقلت :
    لا تخطيء
    لا تستعجل القادم
    يغضب
    ويعاقبك بنسيان الوعد
    إلى يومها
    كن بخير
    خرجت من عنده
    نظرت للخلف
    كان واقفا بيده هديتي الفقيرة الغنية
    مذهولا مما قلت
    كنت مثله
    سمعتني أتحدث وكأن شيء ما تقمصني
    تحدث عبري
    من لساني وما كنت أنا
    أم أنني أول مرة اسمع نفسي
    في الطريق الطويل للسيارة
    غيرت نغمة جوالى إلى الصمت
    مثل ناصر
    و رددت أغنية للأطفال بكلماتي الخاصة
    عبدالله
    كنت أحبه واختار غيري
    وأيمن
    يحبني وما يبيني
    الساري
    ما ادري وش اسمه اللي بينه وبيني
    وفهد
    ما أحبه ولا يحبني ويبيني
    هنا
    كلمني فهد وكأنه مؤقتا مع دوره بالأغنية
    قال بصوت دافئ :
    ميثي
    أخبارك اليوم
    قلت وان أشير بيدي لرشيد ليحضر السيارة من المواقف البعيدة :
    بخير
    قال باستفزاز :
    و شلونك بعد تراب أمس
    بغضب قلت :
    قاعد تتفرج من الشباك
    أنا أنجلد وأنت مبسوط
    قال بغموض زاد من صعوبة فهمه ركوبي للسيارة وقت حديثه :
    جيت أتدخل
    بس حسيت اني أشوفك من بعيد
    كأني بالسما
    ميثى تحارب تحت بالأرض
    عرفت إن هذا مكاني بالجاي من الأيام
    وبقيت فوق
    عشان يشتد عودك
    بغيابي
    اكره أن الرد على ما لا افهمه
    لكنني قلت غافلة رشيد المتصنت على الحديث :
    مبرر سخيف
    بس لعلمك عرس عليك منيب معرسة
    بين البايع والشاري يفتح الله
    وبلا اشتراكية ومشاريع
    اللي بخاطرك سوه بشركتك
    أخوك هذا مجنون
    وأمك
    الحمد الله ما تدري عن نواياك و إلا مهب دونه
    قال يسبقه ضحكات مرحه :
    أجي اليوم بيتكم وتفهمين كل شيء
    قلت وان مشتاقة لزيارته الجميلة :
    الله يحيك
    قال قاصدا عدم الإثقال على أهلي إلا بما يحب :
    بس تسوين لى
    هذاك
    تعرفينه
    استمتع بتلعثمه وجهله بأسماء الأطباق الشعبية رغم حبها لها :
    أي هذاك فيهم
    قال وقد ازداد الأمر صعوبة عليه :
    أنا متأكد انك فهمتني
    بس تبين تحرجيني
    أكثر واحد أحبه في الثلاثة اللي شبه بعض
    اللي أقراص مدورة و معاه سوس
    قلت لأوفر على نفسي العناء مع بليد :
    يا بخت شعبنا بالمحرر
    يا بطل من ورق
    وما تعرف تقول مطازيز
    انهى مكالمته بوعيد اعرف كذبه :
    ابهذلك
    بس اشوفك
    بسرعة
    اتصلت بأمي لأخبرها أن فهد سيتعشى معنا الليلة استغربت :
    تونا على موعد الظروف الزرق
    فعلا
    لم يحين موسم الأظرف الزرقاء
    التي يوزعها فهد على نساء الأسرة كل عام
    والتي ترتفع لها الأماني في بيت عمي عبد الرحمن
    قبل أشهر من موعدها المنتظر
    كانت عطاياه كريمة تفرح الأمهات
    ويجزل بها لزوجات الغائبين مصعب واسأمه و أوس
    إذا جاء فهد !!
    هو جواب لكثير من بكاء طلبا ت الليل
    يتسابقن للسلام عليه
    وعيونهن تتطلع للمحفظة الجلدية المزينة بشعار شركته ليسلم كل امرأة بيدها مظروف مطبوع عليه اسمها بالكمبيوتر
    كم يفرح النساء هنا أن يتعرفن على أسمائهن مكتوبة بلا تبعية على ورق غير بطاقة العائلة ودفتر الأحوال المدنية
    غادرت بوابة المستشفى
    وكان الخروج مختلفا
    سعيدة بإصلاح عواقب شغبي
    ومقتولة بواقع يوسف
    في الجامعة قالت فطومه :
    وش ذا الزين
    على البركة يا بيت القادر
    كنت أفكر بعمل يوسف الإجرامي
    وتعجبت أتبارك أن زاد من أبناء عمي المطلوبين للعدالة واحد :
    على ايش تباركين
    قالت بحماس مراسل الإنباء :
    خايفة من العين يعني
    ترا حنا نورث الوظايف مثلكم
    الطقاقة بنتها صبابة
    والفراشة ولدها بواب
    عادي
    كم ترهقني فطومه بمتابعة أفكارها المتقطعة :
    ممكن
    شوي شوي تفهمني
    قالت وهي تتحدث ببطء مفتعل :
    صديقات بنت عمتس
    يقولون إن ولد عمتس
    اللي هو خطيب بنت عمتس
    تعين ملحق تجاري بفضل الله ثم عمتس اللي يبي بنته تعيش باورنبا
    وكلهن يقولن
    وهنا صرخت ولوحت بيده وهي تقفز بتقليد مضحك :
    ياي ياي يا بختها
    قلت وان أتعجب كيف صارت عقود الزواج هي أوراق الترشيح والسير الذاتية لمناصب الدولة :
    على فكرة تراها يمكن ما تجي لآخر الترم
    قالت فطومة بلمز واضح :
    حبيبتي اللي مثلها ما لها دخل بنسبة الحضور
    هذولا يا بعدي
    محرومين من الحرمان
    قلت وأنا ابتسم من اقتناصها الحاذق لتفاوت المعاملة الإدارية بالجامعة:
    وش قال سعد ممكن يوصلني
    قالت وكأنها ترى هامة سعد أعلى من نخلات عليشه :
    والله
    سعد شهم
    قال ما يخالف
    ارتحت فمرافقة سعد هي انتقامي من اللكزس المسلوبة وقلت :
    خلاص استناه بكره الساعه ثمان
    كان بيتنا بحالة احتفال
    قالت أمي أن فهد كلم أخي عبد العزيز واخبره بحضوره على العشاء
    بعد مكالمتي لها بدقائق
    وتمنى منه أن يري بيت عمي عبد الرحمن عندنا
    وان هذا التصرف اغضب عمي
    لكنه سيحضر صاغرا
    وان أهان مكانته أن يكون الاجتماع في بيتنا الجديد
    ووجدت المطبخ ساحة تتنافس فيها النساء الطبخ لفهد
    الطعام هنا رسائل المحبة
    رفضت أمي أن يقدم المطازيز فقط وان طلبه
    عرفت انه سيغضب
    ما ذا افعل
    لن احرمهن مبادلتك العطاء بالقليل الذي يمتلكن
    كانت أول عزيمة لنا
    ببيت المرحوم عبد الله القادر
    هل هذا ما قصد فهد
    أن يبث الحياة لأسم رحل للقبر
    حضر الجميع
    وهربت من أن أصادف يوسف
    بعد العشاء طلب فهد أن يقابل النساء كعادته
    دخلن للمقلط صالة الطعام متلفعات بالعبايات و شراشف الصلاة
    راقبته من بعيد
    ما كان ترحيب بلقاء
    كأنها مراسيم وداع
    تعوذت بالله من الشيطان الرجيم
    زجرت نفسي الخبيثة الأمارة بالسوء
    اسمعي يقلن له
    حياك الله
    أغاثنا الطيوب بواصب أظرفه الزرقاء
    وعندما نادى اسمي أعطاني ظرف كتب عليها ميثى بخط يده القبيح
    ونظر لي وهمس :
    ردي علي
    بعد مغادرة الضيوف
    ركضت لغرفتي هاربة من أعباء العمل ومتشوقة لفتح ظرفي وحساب رصيدي
    بعده
    وجدت ورقة واحده فقط بخط يده كتب فيها
    اعرف خطي شين
    بس ظرف السنة يا ميثى غير
    ما فيه من ورق الخمس ميه زي الباقيات
    لا تزعلين
    فيه سر أخصك فيه
    يمكن يخليك تبعين الجسد
    وتخلين لهم الورق وتأخذين راعيه
    ميثى أنا ميت بعد أربع شهور على أقصى تقدير
    ورم بالدماغ
    أنا خايف
    أبيك معي
    ياويلك لو تصيحين
    عشان كذا بكرت هذي السنة بالظروف الزرق
    ظننت إنني بكيت كثيرا في الأسابيع الماضية
    لكن هذه الليلة عرفت ومخدتي
    ما هو البكاء

  8. #23
    شـــــاعر الصورة الرمزية ماجد نصار
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    2,568
    :


    :

    أول خطوه وكما توقعت وكما ثقتي في إمتلاكك لحس وذوق أدبي راقي جدا


    سوق تكون لي قراءه متأنيه لهذه الروايه

    فالروايه جزء مني



    لك مداد الشكر

  9. #24
    ~ [ نجم ماسي ] ~ الصورة الرمزية حــنــيــن
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    بيتنااااا
    المشاركات
    2,523
    سلااااااااااااااااام..

    (:

    ؟أسجل حضوري ومتابعتي لك..

    ننتظر تكملتك..ومتابعينك..
    أستغفر الله

  10. #25
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جرح طاهر
    :


    :

    أول خطوه وكما توقعت وكما ثقتي في إمتلاكك لحس وذوق أدبي راقي جدا


    سوق تكون لي قراءه متأنيه لهذه الروايه

    فالروايه جزء مني



    لك مداد الشكر

    جرح طاهر مرحبا بحظورك


    كم سوف اكون مسرورة لوجودك

    كن بالجوار

    أول خطوة

  11. #26
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حــنــيــن
    سلااااااااااااااااام..

    (:

    ؟أسجل حضوري ومتابعتي لك..

    ننتظر تكملتك..ومتابعينك..


    اهلين حنين


    الان متابعة وما تقولين



    حياك الله يا عسل خليك قريبة بتعجبك الرواية

    أول خطوة

  12. #27
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصل الثاني عشر
    |--*¨®¨*--|تــــرويض الشــرســـة|--*¨®¨*--|



    دخل نور الصباح غرفتي
    نهار جديد
    لماذا هذه اللهفة على استرداد الألوان
    سباق نحن معك
    نهرب من يدك التي تلطخنا بالأبيض وتطمسنا بالسواد
    استيقظت من حالة خدر ما ارتقت لنوم
    قد تمر سنين ولا نكبر
    وبليلة كالبارحة زاد عمري سنوات
    ارتديت بلوزتي البيضاء أقفلت الأزرة كلها حتى الياقة المنشاة
    اليوم أنا اكبر
    جادة بمظهري
    لا وقت العب فيه مع عيون الآخرين وأربكها باختلاس النظر لملابسي الداخلية الأرجوانية
    بشقاوة البنات
    احمل هم من عالم الفراق
    دخلت أمي مرتاعة ملتحفة بشرشف الصلاة
    وبغرابة
    دون تحية الصباح
    حلت أزرة بلوزتي التي ما كادت تفرح بإغلاقها بعد
    وخلعتها بعنف
    أدارت ظهري
    وأخذت تقرا سور من القران وتنفث لعابها و تمسد بيدها
    اقشعر بدني
    سألتها بدهشة :
    خير
    وش صاير
    حضنتني وهي الصارمة دوما وقالت :
    أعوذ بالله من الشيطان
    حلم يا ميثى
    كنه علم
    ألقيت بنفسي في حضنها
    فقد يلتئم بعضي الممزق بظرفي الأزرق ببعض
    أخذت تروى بصوت خافت يتأرجح بين الرغبة بالبوح والإفصاح والخوف من رواية الأحلام وقالت :
    كنا كل حريم بيت القادر مجتمعين بخيمه عز
    عامودها مرمر ابيض
    أرعدت السما
    وانكسر هالصاري
    وطاحت علينا
    صرنا بظلام
    وتناشدنا عن بعض
    وسمعت من يقول
    وين ميثى
    دورتك
    ما أدري وين رحتي

    توقف حديثها ليس من دموعي
    بل من صورة رأتها رؤى العيان
    ففي زمن تعتيم الأخبار اعتدنا الإصغاء لمحطات الأحلام
    لنتصيد رسائل المستقبل وأشواق الغائبين
    وحقيقة التجهيل
    أكملت :

    لقيتك تسندين العمود
    وأنا أقولك
    ميثى خلاص انكسر
    قومي عنه
    مسكت ثوبك
    انشق بيدي
    وكان ظهرك كله حبال سود
    أبعدها عنك
    ما راحت
    كنها مغروسة فيك


    لماذا نقص الأحلام
    لننتظر بشائرها
    إجابة خاطئة
    لنبشر بانتظار القصاص

    أطمئنت أمي أن ظهري معافى من أذى مر بحلم بعد الصلاة
    قلت لها وان جزعة من رؤى نعقت بموت :
    إن شاء الله خير
    صيته
    لو فسرت لك بما اعرف من أسرار الظرف الأزرق بعض حلمك
    هل يتكشف لك خبر الحبال السود
    تلك النامية بجسدي
    لكنني سعيت لها وما خفت تحذير الأمهات
    مستهترة كنت أم مشفقة على فهد

    رن سعد جرس الباب
    لبست بلوزتي مرة أخرى وقبلت يدي أمي
    وكتبت لها جوال سعد جوار الهاتف
    ودعت أن يرزقنا من نفعه ويكفينا من شره
    أمي المرتهبة
    هل من سعد إلا الخير
    أخذت حقيبتي وأسرعت بالذهاب
    كان غاضب ورد السلام بجفاء
    وأنا ما كنت مبادرة بأي حديث وفهد معلن رحيله عن الحياة
    عندما وصلت السيارة المتهالكة لجسر المخرج الثالث عشر المشئوم
    أوقفها بتحدي
    في منتصف الجسر
    و التفت للخلف وقال :
    الحين يا بنت الأجواد أنتي كذابة طبع وإلا حقران

    هذا ما كان ينقصني
    استجواب على سفح زحام الصباح
    قلت مستنكرة تصرفه :
    سعد
    الله يخليك امش
    ترا ما بقي إلا يقومون يضربونك

    كانت أبواق السيارات خلفنا ترافقها شتائم أصحابها هي كل ما أسمع
    لكنه أصر أن يواصل استفهامه :
    ما رديتي علي
    ليش تكذبين بسالفة الاستراحة
    قال هجم علي كلب راعيه
    ليش أنا قدامك وشو
    صتيمه
    الكلب تسان يعرفك
    ميثى
    فهمني مسحبتني على وجهي وأنت تعرفين المكان

    تلك الليلة
    عندما سبحت عكس التيار وغردت خارج السرب
    أغضبت الكل
    حتى سعد
    قلت له برجاء :
    تراي أشوف أنوار دورية المرور
    امش
    وأعلمك

    بعناد النقي من البشر كالأطفال قال :
    لا علميني قبل

    قلت وأنا أنافس بسرعة كلامي تقدم سيارة الشرطة :
    هي استراحة عمي
    ويوم عرفت إن فيها حفلة رجال
    فكرت أروح اتطمش وأذلهم باللي أشوف
    وهذاك ولد عمي
    والكلب ريكسي

    هنا انفجر بالضحك وهو يعيد اشتعال محرك السيارة
    ويقول فرحا بنفسه :
    يا حليلك يا سعد
    اعتراف كامل
    حتى اسم الكلب علمتني فيه

    سعد الماكس
    لا تعترف أنت بحالات الوسط
    تنتقل بمزاجك بين قمتي الغضب والمرح
    قفزا
    ولا تترجل في دروب الانفعالات
    صدقت صيته
    الله يكفينا شرك
    بعد نوبة الضحك هذه
    صار مشوار عليشه مفعما بأحاديث غريبة عن الرياض
    سباحين يرويها ويجزم بصدقها
    فتلك القصور على اليسار طرد الجن أهلها ولا يشتريها عاقل
    والبستان القديم على اليمين تنيره بالليل أنوار أعراس العفاريت
    الخرافة
    ُمسكن من قسوة الواقع
    يا سعد
    أنت تبحث عن النسيان بحكايات لا تنفيك عنها بافتقارك لمؤهلات البطل
    الأمير الوسيم
    بكل القصص
    فما أنصفت الأسطورة من السود ألا روح عنترة

    وبتقلباته أوقف السيارة في مكان مزدحم واستأذن
    نزل وغاب
    وفكرت قد يكون رشيد البغيض ارحم من سعد الهوائي
    سعد الحاكم بأمر الله
    بانتظاره
    استقبل الجوال مكالمة من فهد
    بلعت غصتي ورديت بصوت حيوي يتوافق مع مزاجية سعد :
    صباح النور
    قريت الظرف
    يا خواف
    السالفة فيها موت
    وأنت مسوي فيها سياسة واقتصاد
    رد فهد :
    يا الله صباح خير
    قلت أبي القي البنت متشققة من الصياح
    اجل تقولين عني خواف


    قلت وأنا استعجل الحديث فسعد عائد للسيارة وبيده أكياس بلاستيكية شفافة :
    لا
    وأقول بعد موافقة
    فهد
    اختيارك لي شرف

    قال بصوت حنون :
    بس أنا اللي غيرت رأيي
    عشان أمس ما سويتي لي اللي طلبت
    ذقته وما كان طبخك

    رديت وأنا فرحة أن تجرى حواراتنا بجداول سلسة بعيدة عن عنف شلالات غدر الأيام :
    هم فريق الشيفات خلوني المس شي
    طردوني من المطبخ
    بس بجد افتقدت طعم طبخي

    قال وهو لا يجامل بمذاق الطعام :
    اعرفه واشتاق له
    خلاص
    أبي اكتب بعقد الزواج بدل طباخ
    قلت وأنا انهي المكالمة قبل أن يفتح سعد باب السيارة
    فقد لا يروق له حديث الجوالات بحضرة جنابة :
    بدل
    إيه إن شاء الله
    الله يحلل حريم أمس عند عم عزيز
    وأكملت بتقليد صوته
    دي صنعتي يا شيخ فهد
    تقريبا وصلت الجامعة
    باي
    ليتمتم سعد معلقا على ادعائي الوصول للجامعة :
    لا الكذب عندك
    هواية

    فكرت بعمري الجديد الذي كبرت له بعد أمس
    لن تمنعني مخاوفي من معارضة أيمن والجوهرة من مرافقتك برحلتك الأخيرة
    ولن ترهبنني شروطك الغريبة من أن اصطحابك في طريق من خوف
    إعطاني سعد كيس به ساندويش فلافل ضخم وعلبة من الشراب البارد
    وهو يقول :
    وجبة الرحلة مقدمة من الخطوط السعديه

    كريم أنت رغم رقة الحال
    شكرته ووضعتها بجيب حقيبتي الخارجي
    قلقة من رائحتها
    في الجامعة
    أعطيتها فطومه وقلت :
    هذي من سعد
    أنا مالي نفس بشي
    حملتها بحرص كأنها طفل رضيع وقالت :
    احلفي
    باستنكار سألتها :
    وش احلف
    اليوم الكل يستجوب
    قالت :
    وش فيتس اليوم مزاجتس معكر
    قلت وأنا أجرب كلمات ما خطر ببالي أنني سأنطقها :
    متوترة شوي
    خطبني فهد ولد عمي
    قالت بتشجيع ساخر :
    احلي
    يا نوال الزغبي
    من أين لي بقاموس لمصطلحاتك يا فطومه
    فسألت :
    وش جاب نوال بالسالفة
    قالت وهي تجلس كيس الفلافل بمقعد بجوارها:
    شوفي ها اللي تحط بكليباتها
    رجال رماديين
    بعمر فهد
    ستايلها مثلك
    وترا هذي الموضة
    شفتي صاحبتنا هيفاء
    أعرست الأسبوع اللي راح على أبو لجين
    دكتور جيكل
    أيعقل
    لديه زوجة صابرة وعشيقة وفيه وخليلة يافعة
    هذا أكثر من أن تستوعبه وحشية دكتور جيكل
    فكرت
    هل تعلم مزنه انه تزوج من جميلة بعمر ابنته
    علقت بتعجب :
    مسكينة لجين
    وهيفاء وش حدها على كذا
    قالت بصراحة جارحة :
    حده اللي حدك
    قالت اخذ واحد بعمري واذبح روحي معه مثل ما سوت أم لجين
    وإذا كبر ونبت له ريش وصار بمجلس الشورى يعرس على
    أحسن لي ابدأ من حيث انتهى الآخرون
    إلا أنتي وش حدك
    قلت :
    بعد
    نهاية الآخرون
    لم تسمعني فطومه
    كانت منشغلة بإبعاد الزميلات عن مقعد الفلافل وتصر انه محجوز بهوس المحب

    عند العودة كان سعد بالانتظار
    ركبت معنا فاطمة و الفلافل التي رفضت أن تأكلها فقد منحتها قدسية قلت لها :
    أخاف بكرة تعبدينها مثل بقر الهندوس
    لم ترد
    قادرة على عدم سماع ما لا يعجبها من الكلام

    في البيت كانت أمي لا تزال قلقة
    وزاد من توترها مكالمة من عمي عبد الرحمن وطلبه حضور أخي عبد العزيز لمجلس بيته لمقابلة أخيه الوزير عثمان بعد صلاة المغرب
    ما خطر ببالها السبب
    اجتهدت أختي منيرة بعقلية من معارك داحس وحروب الغبراء في تحليل الأحداث
    بأنها رد اعتبار لأهانه عشاء الأمس
    أما أنا عممت سياسة صمت الجوال على لساني

    أجمل الأفكار هي التي نجترها مع طلاء الأظافر بلون غريب
    بلون فيروزي صبغت أظافري
    وأنا أتخيل بلحظة شماتة ما كنت لأفوت لذتها عبد الله المادي بمجلس أبيه حاضرا خطوبتي لفهد البليونير
    لماذا اعجز عن الترفع عن أحقاد البشر
    رددت اللهم لا شماتة
    مع صوت الجرس المتواصل بإلحاح
    أخذت عدة ألواح من الشوكلاته بحذر خوفا على طلائي الرطب
    لأفتح لأبناء الجيران
    فالصغار يكتبون تاريخ البيوت التي يزورنها بذكريات من حلوى
    صرخت أمي بحماس لتستعجلني :
    ميثى افتحي
    لعيال الجيران معهم مواعين عشا أمس

    فلقاء الغالي هنا فياض
    يشمل الشواطئ كلها بمد من إطعام المآدب وجزر من إناء خاوي
    هذا هو بحر الصحراء
    من عطاء

    كنت البس قميص البيت القصير وشعري حر بلا ترتيب
    فتحت الباب وأنا انظر للأرض انتظر محبة الصغار
    وكان من ورائه كرهه الكبار
    الجوهرة زوجة عمي وأيمن
    قلت باستغراب:
    تفضلوا
    وركضت للداخل اسبقهم أطلق إنذار زيارة الغريب
    ولأغير ملابسي وارتدي طرحتي
    قابلتني منيرة قلت لها :
    بسرعة
    افتحي مجلس الرجال وعلمي أمي الجوهرة مرة عمي عثمان وولدها أيمن
    ما ردت منيرة
    بل كانت تنظر خلفي
    التفت
    كانت الجوهرة تتجاوز أعراف الاستقبال وتصرخ بوقاحة :
    وينك يا بنت الصاقود
    قابليني
    اللي سوتيه بالخالة ميثى
    وحرقتي قلبها على عبد الله والدها علمتيه بنتك
    بس ترا ما كل طير ينوكل لحمه
    انا غير
    وعيالي فوق مستواكم
    شيى ما ينطال
    اقترب أيمن ليحدث أمه وكان من حولهم جماد :
    خلينا نتفاهم معهم بهدوء
    كانت أمي أمام باب مجلس الرجال تشد شالها الصوفي حول جسمها الضعيف
    و تحاول أن
    ترحب بإعصار من الاستكبار
    فتعجزها الجوهرة بحديثها المستمر عن ما لا تعرف
    لتقول بغضب :
    أي هدوء أيمن حبيبي
    هذولا داخلين على طمع
    ميثى
    استحي على دمك
    وأنا الي مدخلك بيتي تطعنيني بولدي
    لعلمك لا أنا ولا أيمن ولا ميساء موافقين
    هل فهمت أمي ومنيرة شيء بعد هذه الجملة
    أظن أنهما تحولتا لمشاهدتين غير قادرتين على التفاعل مع هجوم غير متوقع
    قدم صوت من خارج البيت
    انه عبدا لعزيز ومعه فهد
    أربك أيمن صوت أخيه
    لمحت الجوهرة ذلك وقالت :
    ما عليك منه خله يدري
    تعال يا فهد
    من عرفت بنيتك وأنا ذابحني القهر
    تبي تعرس قلي
    ما من حمولة بالرياض إلا وتمناك
    مهب تقم لنا من خمام النسيم
    ناس يأخذون فضلتنا وتقول نسب

    أن تسمع أمي هذه الكلمات جعلني اندم
    هل عرف فهد ما أفكر فيه
    لا ادري لكنه رد على أمه بلغز
    غريب تأثيره عليها
    كأنه أقسى انتقام
    فقال :
    اخذ من بنات الحمايل اللي ما يفطرون إلا من مروش لندن
    أم فهد
    باركي لي
    وسلمي على خالتي أم عبد العزيز
    لا ادري كيف تمتلك الكلمات مفاتيح الجوهرة
    لثاني مرة في حياتي
    بعد طلب درس الباليه
    الذي حولها لوحش
    أجد كلمات فهد هذه روضت شراستها
    لتتقدم من أمي وتصافحها وتقول بانكسار ووداعة غامضة :
    مبارك علينا
    عندها أغلق أيمن بابا بيتنا بقوة وهو يقول بحنق :
    أمي
    أنتظرك بره

  13. #28
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصل الثالث عشر
    ~*¤ô§ô¤*~أوجــــــاع متــــــرفــة~*¤ô§ô¤*~


    استنجدت أمي بأخي عبد العزيز بعد أن شتتها نزاع العمالقة
    قائلة :
    عبد العزيز
    وش تبارك عليه أم فهد

    ردت زوجة عمي الجوهرة بصوت ساخر :
    يعنى ما تدرين إن فهد وأبوه خطبوا ميثى من عبد العزيز وعمها عبد الرحمن اليوم بعد المغرب

    ما التفت أمي للجوهرة وظل وجهها معلق بابنها تلتمس كلمة
    فقال :
    إيه يا يمه مثل ما قالت زوجة عمي
    فهد خطب ميثى
    و عمي عبد الرحمن قال لا زم نستشيرها
    وفهد جا معي يبي يسمع رأيها بنفسه

    هل تخشى يا فهد من تحوير لجواب اليتيمة
    أم جئت منقذا على غير ميعاد من زيارة أمك الجوهرة وأخيك أيمن

    قالت أمي بإباء :
    فهد يا ولدي
    محنا من مواخيذكم ولا انتم منا
    حتى أمك ما هيب اللي راضيه
    والزواج أساسة اتفاق
    واللي مر علي
    جعله ما يمر على بنتي


    لماذا نتذكر أخطاء الماضي
    لئلا تعود
    إجابة خاطئة
    لعلها تئود

    لم تستشيرني أمي
    تحدثت بتأثر لتنفى عن نفسها السعي وراء أولاد الجوهرة
    رغم ذلك كان فهد يصورني بالجوال بحركة خفية لمحتها وغابت عن الجميع

    ابتسم وقال :
    خالتي أم عبد العزيز
    أمي ما كانت تدري وش ذوقي
    الحين عرفت وش أبي
    واني اخترت ميثى
    وهذها باركت لك حتى قبل ما تسمع رد ميثى
    اللي أنا ودي اسمعه

    طالت وقفتا في مدخل البيت
    وكان أخي عبد العزيز ينظر لساعته متبرما من تأخره على مباراة التنس الأرضي مع رفاقه بالكمبواند المجمع السكني للأجانب
    ومنيرة ضاقت من بقائها داخل حمام الرجال لتختبئ من أولاد عمها

    قلت وأنا أتابع أصابع فهد التي تصور للمرة الثانية لأهرب من نظرة الجوهرة القاتلة :
    أنا موافقة

    هنا رمت الجوهرة بطرحتها على وجهها لتخفي خيبتها وقالت :
    تأخرت على أيمن
    فمان الله

    بتهكم قال فهد :
    إلا مدام كلنا مجتمعين خل نتفق على الترتيبات مرة واحدة
    وأيمن اكلمه
    أنا أوصلك

    بالفعل حادثه بجواله بجمود وأمر :
    أيمن
    تقدر تروح أنا أجيب أمي معي

    كثير هذا
    الأمر الواقع
    جاءت الجوهرة لتدفن بيدها مشروع زواج إذا بها تناقش تفاصيله بمجلس صيتة الصاقود
    كشفت الجوهرة غطاء وجهها لتصرخ بضيق :
    فهد
    زواج ميساء بعد شهرين
    أني ما لي حيل زواج ثاني من قريب
    إذا كنت مصمم
    خل زواجك بعد إجازة الصيف

    لا تدري الجوهرة كم هي الأيام ثمينة على فهد
    قال بتحدي:
    إلا وش رأيكم زواجنا يكون قبل

    اعتقد أن الجوهرة عجزت عن الوقوف من هول ما سمعت فدخلت لمجلس الرجال المظلم شبه منهارة
    لتقوم أمي بإضاءة الأنوار
    وتأمرني بتجهيز القهوة
    ويتبعها فهد للداخل وعبد العزيز المحبط بإضاعة مباراة الليلة لقاء شكليات زواج أخته المفاجئ
    خرجت منيرة بسرعة من مخبئاها
    وسحبتني من يدي لتقول معاتبه :
    يا لئيمه
    و ساكتة
    بسرعة تعالي ساعدني نجهز القهوة

    قلت متهربة :
    خليني اسمع وش يقولون

    بضيق شدتني من قميصي ليزداد قصرا قائلة :
    بلاك ما شفتي شكلك وش لون
    نظرت للمرآة
    وضحكت
    عروس بقميص يكاد يصل للركبة وشعر متطاير تحمل ألواح الشوكلاته ببلاهة
    ما ذا أعجب فهد بفوضوية كهذه ليصورها
    أكيد
    يريد ممازحتي

    جهزنا القهوة
    ثم الشاي
    وأنا ومنيرة ننتظر أي أخبار من عبد العزيز القليل الحديث بطبعه فكيف إذا أغضبه غيابه عن رفاقه فكان يكرر كل ما نراه بمشاوير توصيل الضيافة لمجلس الرجال :
    الحين تجي أمي وتعلمكم بكل شيء

    هل تأخر زوار بيتنا
    أم أن التطلع يكسب الساعات مطاطية
    فشل البحث عن حل لغز مطعم مروش لندن أن يستهلكها
    أخيرا سمعنا جمل الوداع
    لتدخل أمي بغضب المؤدب
    وتشد شعري بعنف
    وتقول :
    بنات آخر زمن
    عارفه وساكتة وأنا وأختك نقول وش يبون بعبد العزيز
    وتقولين للرجال موافقة قدام أمه بفهاره
    وما تستشيرين احد


    ليتدخل عبد العزيز بمسؤولية الأخ الكبير
    مربتا على كتف أمي ليهدئها بقوله :
    خلاص يا يمه
    هذا حياتها وهي واعية ومن حقها تقرر وش تبي

    كنت اقرب جسمي من يد أمي لأخفف من الم شد شعري لكني أحسست أن عبد العزيز يخالط دفاعه عني نغمة شخصية
    كم تسمع أمي من عبد العزيز الولد
    قالت بصوت غاضب وهي تسحب يدها من شعري :
    أنا خايفه عليها بس
    هذولا مهب بس بيت القادر
    الجوهرة وأهلها

    رد عبد العزيز وهو يحمل حقيبة مضربه وكرات التنس :
    لا تخافين
    فهد مهب سهل
    مرعب
    أنتي شفتي
    و شلون أمه تهابه
    أنا أبي أروح علمي البنات بكل شي

  14. #29
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    نظر لي وبحركة توعد من يده قال :
    فهد
    هو اللي يبي يربيك صح
    يا ويلك

    وراح دون كلمة مبروك
    عبد العزيز الساذج
    أتظن انك تعرف فهد أكثر مني
    أتهددني بالطيوب

    أكملت أمي الحديث لمنيرة لغضبها مني :
    ابد
    يبي الملكة بكرة الاثنين
    والزواج عقب ثلاثة أسابيع
    إذا خلصت ميثى الجامعة
    عشان يروحون شهر عسل على قولتهم قبل زواج ميساء

    جاوبتها منيرة لأنني كنت منفية عن عالم رضاها :
    مهب الجوهرة تقول ما لي حيل عرس الحين

    قالت أمي وهي تنظر لي بطرف عينها :
    صجتنا بها السالفة
    بس فهد قال إذا ما عندنا مانع يبي يسوي حفل رجال كبير بحدا الفنادق
    وزواج عائلي بالاستراحة
    وما يبي منها شي

    قالت لي منيرة باندفاع وهي تحاول أن تشد شعري بدورها :
    يعنى مرتبه معه كل الأمور

    ماذا أقول
    هربت لغرفتي راكضة وأغلقت الباب بالمفتاح وأنا اضحك واصرخ لتسمعني:
    الله يبارك فيكم
    تعتذر حرم الشيخ فهد القادر عن استقبال الزوار المهنئين اليوم

    أخذت منيرة تطرق الباب بيدها وهي تضحك بفرحة من عثر على اللعب بعد سنين وتقول :
    طيب يا ميثى اوريك

    و بعد لحظات سمعتها تغرق مع أمي بحديث سعيد متواصل عن زواج ميثى

    لماذا كل الحزن يتبع أعذب الضحكات
    بعد نوبة المرح
    أحسست بثقل حزن جارف في نفسي
    هل لأن فرحي يدق أجراس رحيل فهد
    أم لرؤيتي أيمن غازيا بيتنا ليصد أطماع ميثى المرتزقة وقلبه تحت نعل حذائه
    ربما لنداء الساري الذي أحسه بداخلي
    فنظرت للاب توب
    كان مرسول علاقتنا في بدايتها
    الآن
    فتحت شباك غرفتي لأنظر للبدر
    أيقنت انه وجه الساري ينظر له مثلي
    لا تسل كيف
    انه الإيمان
    ما كانت كلمات تلك التي تبادلتها معه
    بل رسائل خارج نطاق خدمة المادة حملتها كل محنتي
    واستقبلت أخرى منه مخطوطة على صفحة القمر
    فيها مشاعر مشابهه
    كلانا يمر بمرحلة مصيرية
    الآن
    معا

    في مشوار الجامعة بالغد مع سعد كان مكفهرا صامتا
    لم يقول كلمة
    خفت أن اسأله سبب التقلبات المزاجية وفضلت أن اعتادها

    وفي الجامعة كانت فطومه بنفس الحالة ولكنني سألتها :
    وش فيك

    قالت بغضب :
    ما تدرين يعني
    أنت تقتلين القتيل وتمشين بجنازته

    رديت بتعجب :
    أوف أي قتيل

    قالت وهي تكاد تبكي :
    بلاه مهب وجهتس اللي طاح و قعدتي تلقطينه فتفوته فتفوته
    أبز برويحتي وأقول لسعد عقب ما نزلناتس أمس
    انعم الله عليك على الفلافل
    يقوم يقول ليش ميثى عطتس إياها
    أكيد مهب من مقامها
    وعليها
    ركب فيس الزعل لما وصلنا
    الحين أقول احلفي
    وتكذبين

    قلت وكأنني فهمت كيف نسئ لغيرنا بعنجهية الأنا :
    أنا ما قلت أنها لك
    قلت من سعد
    أسفه
    عاد
    فوتيها
    حقك علي

    قالت وهي المتسامحة :
    لا مهب مسألة حقوق بس أنا كنت فرحانة انه تذكرني بشي
    طلع إنذار كاذب

    قلت وأنا أكمل اعتذاري لها :
    شوفي يا الغالية أنتي أول معزومة على عرسي عقب ثلاث أسابيع

    قالت بدهشة :
    وش ذا العجلة
    وش و راكم
    ومتى يمديك تجهزين وتستعدين
    عرس ذا مهب لعب

    قبل أن أرد عليها كلمتنى ابنة عمي مزنه
    رديت عليها
    أكيد تريد أن تبارك لي بالخطوبة
    كما توقعت
    قالت بصوت ضعيف :
    مبروك ميثى ما سمعت
    الله يوفقك
    وأنهت المكالمة بسرعة
    كأنها تحاول أن تلحق بمغادر
    قطار
    ربما
    ابتسمت
    أخيرا ستدرك مزنه نداء ركوب في حياة هي سلسلة من محطات ضائعة
    أكيد في هذه اللحظة هناك ما سيرحل وسترافقه مزنه
    سمعت ذلك بصوتها الموادع

    أكملت حديثي مع فطومه وقلت :
    أي تجهيز
    الزواج عائلي
    وبعدين ..

    قاطعتنا مكالمة أخرى من فهد
    ليقول :
    ها أش أخبارك بعد مواجهة أمس

    قلت وأنا انظر لوجهه فطومه الذي بدأ يعبس من انهمار مكالمات الجوال:
    تمام
    أنت حطتيني بموقف
    أمي إلى اليوم زعلانه مني
    على بالها متفقه معاك على كل الترتيبات

    قال بجديه :
    المهم النتائج
    أديني رقم حسابك عشان ادخل في المهر
    ما أبي أعطيه العم عبد الرحمن

    لا ادري
    هنا
    سمعت فطومه بشفاه مطبقة تقول جملتها
    عرس ذا مهب لعب

    قلت له محرجة من تفاصيل ما خطرت ببالي :
    ما في داعي
    خليه عندك

    ليقول وهو يحاول أن يتجاوب مع تفاهة المجاملات :
    ميثى
    رقم حسابك
    وترا الشي اللي يزعلني منك هو استهتارك بحقوقك

    قلت له بعد أن انتشر بجسمي رعشة :
    خلاص أرسله لك مسج

    قال :
    بسرعة
    وجهزي نفسك بكرا العصر أمر عليك

    سكت قليلا ليقول :
    يا عروسه

    كلمة جعلتني بحالة الجوهرة البارحة
    ابحث عن مقعد يعيد لجسمي تماسكه لأبحث عن بطاقة البنك بمحفظتي
    فهد
    لماذا تقتلني بأمنية البنات
    لماذا ترتيبات زواجنا كأنها لعنة
    ألا لأنه خالي من الحب
    ما كان مكونا رئيسيا بكل وصفات الزواج هنا
    أم لأن عبد الله كان عريس كل خيالات الأفراح التي مرت ببالي إلى شهر مضى
    صار ماضي

    ماذا سيتغير في الليلة
    بعد أن أصبح حرم فهد القادر
    انتظرت لأرى
    وجاء وقت النوم
    وما ازددت
    إلا رسالة بالجوال من عبد الله بكلمة وحيده
    مبروك
    ومليون ريال مودعة بالحساب

    في الغد
    جلست بجواره فهد بسيارته المنطلقة باتجاه شارع الستين
    وأنا امسح بمنديلي الورقي من تحت غطاء الوجه ألوان منيرة الكثيفة من على وجهي التي أصرت أن أتزين بها
    نظرت له
    هل أنا زوجته
    الورقة التي كتبت بالأمس ما أثرت بداخلي بقدر ما أبقت حبر البصمة المطلوبة على إبهامي
    كان طلال مداح يغني بتسجيل قديم
    مقادير
    يا قلبي العناء
    مقادير
    وش ذنبي أنا
    أحسست بدمعتي تسهل عمل منديلي الجاف برطوبة الأسى
    قال بعملية المدير :
    شيكتي على الحساب
    قلت بخبث :
    ليش نزلت المكافأة

    ابتسم بصمت
    لماذا اسمع صوت أيمن المترفع يردد
    إن بروبر واي
    زواج كما يجب أن تكون الصفقة

    رفعت صوت الاستيريو لعل عذوبة الأغنية تطرد أيمن من بيننا
    وأخذت العب بأصابعي بقلق
    خفض فهد صوت الاستيريو برد فعل سريع
    وقال بقسوة زاد من حدتها رقة صوت طلال:
    لا تصرين مزعجة
    ميثى
    أنت الحين مدام فهد عثمان القادر
    البنت اللي صورتها قبل أمس بجوالي هربانه من عالم الصغار
    أتسكر الباب عليها
    خرجت ولن تعد
    و انحبست بدنيا الكبار
    أنا أحب مزحك وأموت بشقاوتك
    بس لي
    قدام الناس من ها اللحظة
    أبي ليدي راقية
    سيدة مجتمع
    خليني أكون فخور باختياري لك
    ايش اللعب بأصابعك هذا

    فكرت
    هل شعر فهد بالندم
    بعد رفض الزواج سنين أكون أنا ببساطتي زوجته
    يتطلع الكل ليعرف من اختار العازب الأول
    فهد
    وان كان الابن الضال
    المتحرر
    إلا إن روحه مشبعة بمعايير بيئته الطبقية
    قبل الزواج
    أرادني مرافقة برحلة الخوف إلى الموت
    والآن
    يشترط الرقي
    أنت فعلا شخصية مركبة من تناقض
    مبادئك الجميلة لا تطالها من قصر قامة وعيك الوراثي
    اعتدلت بجلستي متقمصة تعالي الجوهرة
    وأخرجت المرآة من حقيبتي
    لففت الطرحة على حدود رحبة من وجهي
    وأضفت طبقة من الروج الكثيف على شفتي
    لمعت عيناي بقسوة الجريح المكابر
    وسألت ببرود لأظهر صلابة واهية :
    وين نبي نسكن فيه

    قال وقد راق له تغير أسلوبي فاندفع بمزيد من التعليمات :
    في القصر بجناحي
    شركة الديكور راح تجدد الغرفة الرئيسية
    ميثى
    صاحب محل المجوهرات صديقي
    وممكن يكون موجود
    فأنا لي مكانتي
    وجاي مع عروستي
    يعني أكيد عنده تصور بحدود الشراء ونوعيته
    عشان كذا
    تذكري تصرفات أمي وطريقة اختيارها وتعاملها مع الكل
    لا تندفعين
    قبل أمس ما عجبتني موافقتك بتهور
    لازم تنتبهي لتعابيرك
    وتحكمين ذوقك في التصرف
    أنتي أحيانا أوفر شوي

    وبعد لحظة تذكر قال :
    و أيش كمان
    إيه
    لا تناديني باسمي مجرد ابد قدام الناس


    نظرت للبعيد
    حسنا يا فهد
    بدأت بذبح تلقائيتي فداء لنرجسيتك
    وكانت مقادير هي الشاهد
    مقادير
    أن يكون بيتي
    غرفة
    في السويدي
    غرفة
    في العليا
    نصيبي من الأرض
    غرفة
    لتشهد أوجاع عمري
    وان كانت
    أوجاعي القادمة مترفة

  15. #30
    | عيون الحب | الصورة الرمزية أول خطوة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    526
    الفصل الرابع عشر
    §¤°~®~°¤§تـــرميـم امـــــــرأة§¤°~®~°¤§




    توقفت سيارة فهد أمام محل المجوهرات بواجهته الحجرية الجميلة
    نزلت من السيارة بهدوء
    تسابق الجميع على الترحيب بالشيخ فهد وزوجته
    الذي هو عارف بزوايا المحل وأركانه المختلفة
    سار للمكتب الخلفي يتقدمه بلباقة مرافقنا اللبناني
    ليصافح صديقة نديم ويعرفني به :
    المدام
    نديم صديقي

    بحثت عن تثمين الصائغ نديم لقطعة محلية الصنع في تعابيره
    فوجدت ابتسامة استحسان
    أسعدتني
    كم هي الثقة بالنفس بيد الآخر
    تتقلب بين قمة وتتدحرج إلى قاع
    وحديث فهد بالسيارة ألقاها في غياهب الضياع


    لماذا يحادث الرجل امرأته
    ليفهمها
    إجابة خاطئة
    ليلجمها

    جلست على المقعد الجلدي الوثير المواجه لمكتب نديم وألقى فهد بجسده على المقعد الآخر المقابل لي وقال وهو يخرج سيجارة ويشعلها ببرود :
    نديم
    أبي أحسن ما عندك لأعز الناس
    وابتسم لي برتابة
    قال نديم بحرفية البائع :
    فهد
    قد بعتك شيء وما كان الأفضل
    البروش الأخير
    بعد ما اشتريته
    سأل عنه ثلاثة
    بس قلت اللهم اخدوه اللي حظه يفلق الصخر
    الله أكبر

    كم تتحفز المرأة عند سماعها لدلائل الخفايا
    وتعشق تتبع خيوط أدلة بواطن الشخصي من القضايا
    لمن يشتري فهد المجوهرات
    وهو من كانت والدته وأخته تشتكيان من كرمه مع نساء الأسرة وجفائه معهن
    لم يسعدني أن فهد غير ما يشيعون عنه من شذوذ
    وما أثار غيرتي انه له علاقات نسائيه
    الغريب
    ما أحسست إلا بمتعة اكتشاف سر
    حتى هذا الشعور
    ابتلعه طوفان التمتع بجمال المصوغات الفريدة
    إبداع كم رأيته بورق مجلات ميساء المصقول وكان دعائي أن يكرمني الله به في جنات النعيم
    تلك ميثى
    أما الجوهرة التي اعرف ستقول :
    بصراحة
    لو في شيء أحلى من كذا
    وهذا ما قلت
    ورجع فهد بظهره إلى الخلف مسترخيا بالمقعد وراضيا من أدائي لدور العروس المتطلبة
    ابتلع نديم الصدمة
    و قال :
    جورج جيب الأشياء الجديدة اللي جات أمبارح من جنيفا
    والله لسة ما تسعرت
    بس نبغى نرضي عروستنا

    مسكين علي بابا فتحت له بكلمة مغارة الحرام وتنجس بإثم استباحة المسروق
    صار بطل الأطفال ومجرم مبدأ
    أظنني مثله
    رأيت ذلك بعيون بائع سعودي شاب ينظر من بعيد
    أتى به إلى المغارة قرار سعودة وظائف بائعي الذهب والمجوهرات المفروض
    ليشهد كل يوم ثمن أحلام النساء يمر أمام عينيه لجيوب لا ترتوي

    لمحني فهد انظر إليه
    أعاد بصره لي
    وقال بحدة :
    شوفي كمان لو لقيت هدية مناسبة لميساء

    كانت المجموعة الجديدة احدث وأرقى تصميما
    خيرني فهد بين أضخم طقمين فيها أعجبني احدهما أكثر نعومة برأيي
    وبحساب القيراط و ونوع تقطيع الماس ودرجة النقاء اختار فهد الآخر غير مبال بذوقي
    انتقمت بكيد النساء
    بهدية ميساء
    فكانت طوق مطعم بكوكبة ملونة من أحلى الأحجار
    فتان
    سيظهر عيب رقبة ميساء القصيرة المكتنزة
    فرحت بمقلبي الشرير أكثر من طقمي الماسي المفروض علي
    اتمم فهد البيع
    وعند خروجنا سلمه صديقه علبة مخملية سوداء صغيرة
    أثارت فضولي
    أ هدية لامرأة أخرى
    في السيارة فتح فهد العلبة وألبسني الدبلة الماسية
    أي شاعرية تلك
    منذ متى كانت عقود البيع على ورق الورد
    كان خاتم غليظ مؤطر بصفوف من الماس الباجيت الكبيرة
    البنصر الأيسر يقود لشريان القلب
    يرفض قيد نقش عليه اسم من لا يسكنه
    فهد
    ما طرق يوما أبوابه فكيف يريد أن يصير عنوانه
    سألني :
    ها عجبتك الدبلة

    قلت بصدق :
    بس ثقيلة

    قال بحزن عميق أحرجني :
    ما راح تثقل عليك كثير
    كم شهر بس

    قلت برجاء :
    فهد
    لا تقول كذا
    الله يخليك يا رب
    أنا بس ما تعودت على الخواتم

    لكنه قطب جبينه وقال بعتاب :
    ميثى
    كان عندك خاتم فضة تلبسينه كثير
    وعليه أول حرف من اسم عبد الله
    اذكره
    لا تلبسينه ثاني

    دقة ملاحظة مفاجئة
    قلت له :
    فهد
    أرجوك عبد الله مرحلة انتهت
    بخطوبته من ميساء

    كذبت
    بتاريخ موت عبد الله الحقيقي
    الذي كان عندما أساء لأسرتي بهتانا
    طويل استيطان عبد الله لمشاعري
    بقصر عمر مرور أيمن
    الذي أعلن ميلاده وفنائه حوار متعجرف في حديقة الأعشاب الخلفية
    أما الساري
    فسرمدي لا نهائي

    ما أكثر الرجال في حياتي القصيرة
    هل كل البنات مثلي

    هذا ما أحس به فهد وكأنه لمح تزاحم الذكور في الذاكرة :
    ميثى
    طول ما بيننا عقد
    أنتي لي

    وبتأفف قال :
    يعني
    أنا ما أعجبتني النظرات بينك وبين الولد اللي واقف وراء المكتب

    قلت له وأنا أفكر أ يغار فهد :
    حزني
    مهب حرام كل يوم يشوف شوفات زي كذا
    شكله على قد حاله

    ابتسم وهو يقول :
    تذكريني بنفسي كثير
    زمان

    صمت قليلا ليقول بتحذير مرعب :
    زواجنا انتقام
    لو صار بلحظة انتقام من نفسي
    لحظتها انهيه وأنت معاه

    قال عبد العزيز
    فهد مرعب
    صدق

    أنا تعبت من تعداده لمبررات زواجنا المتناقضة
    قال
    تصفية حساب
    اشتراكية
    موت
    انتقام
    وصلنا بيتنا في النسيم والقائمة لم تنتهي
    اختصرتها بما كتبه في الظرف الأزرق
    الخوف
    هو الذي أربك حسابات حياته
    وساقه لعشوائية القرار
    فدماغه يفترسه نمو خبيث
    لا يوقفه
    أماني لم تحقق
    أو
    ماضي لم يبرأ

    في بيتنا شهدت كم هي غيرة فهد جنونية
    أثارها يوسف بتقبيله لوجنتي بتلقائية عند دخولنا المنزل وهو يقول :
    ألف مبروك
    كذا
    جاحدتني
    ما تقولين عندي اخو
    ولا تردين لي كلمة

    فعلا ما صار عندي اخو
    فقدته
    بعد رؤيتي لوجهه يوسف الآخر دون أن يراني
    رحلت الكلمات بيننا إلى مدافن الاختلاف
    وصار بعيد
    بقدر ما انساق لطريق الحرام

    صرخ فهد بوجهه بانفعال وقال :
    ليش أنت ولي أمرها
    إذا كان أبوك قال اسألوها هي

    تدخلت أمي بسرعة لتقول مرحبة :
    تفضلوا القهوة

    ليستمر يوسف باستفزاز فهد قائلا :
    أي قهوة
    أنا جاي اخذ ميثى تسلم على مزنه تعبانه مرة
    جابوها زميلاتها أمس من الكلية

    قلت بجزع :
    وش بها مزنه

    قال يوسف بصوت يتمنى الهرب من سماع فهد له :
    شخص الطبيب حالتها بانهيار عصبي

    مزنه
    هل كان هذا القطار
    ا كنت تلحقين برحلة انهيار
    تودعين فيها الوعي وتنتقلين لعوالم محظورة على الإدراك
    أظن التذكرة مهداة لك من الدكتور مجاهد الدون

    بسرعة
    أعطيت أمي علب المجوهرات التي نهبت من مغارة الستين وفيها ما يفوق قيمته ثمن بيتنا المستأجر
    وكدت اخلع دبلتي معها
    وقلت :
    عن أذنكم أروح اتطمن على مزنه
    أثقلت العلب الساكنة الكيس الفاخر يد أمي الضعيفة فوضعتها على طاولة جانبية صغيرة وهي تقول :
    تكفين يا ميثى سلمي لي عليها

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي
    بواسطة لي طب۶ي الخاآاآص في المنتدى رحيق الذائقة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-04-2007, 06:13 PM
  2. الحسد
    بواسطة سعد النخيش في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-03-2006, 12:32 AM
  3. اهل الحسد
    بواسطة ديمة الشوق في المنتدى الشعر النبطي
    مشاركات: 72
    آخر مشاركة: 01-03-2006, 01:18 AM
  4. { لغة الجسد }
    بواسطة نجمةجدة في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 13-02-2006, 12:05 AM
  5. الحسد..
    بواسطة رمــــــاد في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 12-06-2004, 09:13 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •