أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كتاب: إيماننا بالله بين الفكر المطلق والقرآن العظيم (محاضرة لطلاب جامعة القاهرة 1973 م)
المؤلف: محمود محمد غريب: من علماء الأزهر الشريف والموجه الديني لشباب جامعة القاهرة
الناشر: المكتبة العلمية في الرمادي 1974 م
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
* * * * * * * * * * * * * * *
إذا عجزت الحواس عن إدراك وجود
الله فإن شهادة العقل تكفي ، فإذا
انتفى العقل فلا يمكن إقامة برهان
على وجوده سبحانه، ولا يعود
هناك مجال لبحث هذه القضية.
محمود غريب
* * *
مع تحيات أسرة الْبُنِّيَّة
* * * * * * * * * * * * * * * *
هل المعادلات الكيماوية الدقيقة تأتي مصادفة ؟ أم أن الخالق
بكل شيء عليم
إن كل شيء في الوجود يشهد أنك أنت الله
إذا عجزت الحواس عن إدراك وجود الله فإن شهادة العقل
تكفي ... فإذا انتفى العقل فلا يمكن إقامة برهان على وجوده
سبحانه ... ولا يعود هناك مجال لبحث هذه القضية.
* * *
احتمال خامس
عندما ألقيت هذه المحاضرة في العام 1973 م
بكلية الهندسة - جامعة القاهرة.
وقف أحد الشباب وقال : هناك احتمال خامس
ثم قال : يحتمل أن تكون هذه القوة التي أوجدت العالم أوجدته
ثم ماتت ... فلا تستحق العبادة.
وعند ذلك قام طالب في شعبة الطيران وقال : لكي ترتفع
الطائرة تحتاج إلى قوة دفع تساوي (كذا) إذا اختلت قوة
الدفع بمقدار " ثانية واحدة " تسقط الطائرة.
رفع السماوات يثبت أن الله حي لا يموت
وعندها تذكرت إعجاب قول الله تعالى (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ
أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ)
هذه عقيدتنا ... فماذا يقول دعاة الإلحاد ؟؟!!!
* * * * * * * * * * * * * * * *
(1/1)
________________________________________
مقدمة
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وسلام على النبي
المصطفى. أما بعد :
أيها الشباب المسلم الكريم :
نلتقي اليوم لنناقش معا قضية من أهم القضايا وهي قضية
إيماننا بالله بين الفكر المطلق والقرآن العظيم. وقبل أن نبدأ
المناقشة أريد أن أقول : إن قضية الإيمان بالله لا تحتاج إلى
مناقشة طويلة؛ لأن النفوس السليمة والفطرة الصافية والعقل
المجرد يشهدون بوجود الله.
وسنلتزم في المناقشة الأسلوب الذي يحترم عقول
الشباب الجامعي ويتفق مع مناهجهم في الفكر
والدراسة.
فإذا ما انتهينا من المناقشة العقلية الحرة استمعنا إلى كلمة
القرآن العظيم، وذلك حتى لا نناقش بالقرآن الذين لا يحترمون
قدسيته ولا يؤمنون بأن هذا القرآن من عند الله.
ونبدأ المناقشة في جو هادئ فنسأل :
(1/1)
________________________________________
هل الكون قديم - لا أول له أم الكون حادث ؟
قالوا لنا هذا الكون قديم ليهربوا بهذه الإجابة من السؤال
الحتمي وهو مَنْ خَلَقَ العالم ؟
قلنا لهم تعالوا نحكم العلم الحديث بيننا.
يثبت علماء التاريخ الجيولوجي أن الأرض عندما انفصلت
عن الشمس كانت تتم دورتها حول الشمس في ست ساعات
فقط ثم بدأت السرعة تقل بمعدل ثانية كل 432 مليون سنة حتى أصبحت
أربعا وعشرين ساعة.
هذا وقد نشرت جريدة الأخبار القاهرية في عددها الصادر
يوم 3 يناير 1973 م خبراً قالت فيه : صرح العلماء بأن الكرة
الأرضية لم تعد تدور حول محورها بنفس السرعة السابقة فقد
اضطر العالم للانتظار ثانيتين في بدء عام 1973 م لكي تبدأ
السنة الجديدة (جرنتش رسالة خاصة للأخبار).
فلو كان الكون قديماً لا أول له لتوقف عن الدوران منذ
زمن طويل ولأصبح الجزء الذي أمام الشمس نهاراً دائماً
والذي يقابله ليلاً دائماً. فدوران العالم المستمر يثبت
أنه حادث.
(1/2)
________________________________________
فروض أربعة :
بعد ذلك نسأل : أي الفروض الأربعة الآتية يقرها العقل ؟
1 - العالم بلا نظام.
2 - النظام وُجد مصادفة.
3 - الطبيعة نظمت نفسها.
4 - اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ.
* * *
مناقشة الفرض الأول :
أعتقد أن أي عاقل ينظر إلى هذا الكون الواسع ويشاهد
الأفلاك ويرقب الكواكب التي قد يزيد عددها على عدد الرمال
وكلها تسبح في أفلاكها بحيث لو اختل كوكب واحد من مداره
لأحدث كارثة قد تفني العالم كله.
مَن شاهد هذا الكون لا يمكن أن يقول إن العالم يسير بلا نظام.
* * *
مناقشة الفرض الثاني :
وإذا كان الفرض الثاني يقول بأن النظام وُجد مصادفة فهذا
الفرض أكثر انتشاراً بين المجادلين في هذه القضية ؛ لذلك
فسوف نناقشه مناقشة موضوعية.
(1/3)
________________________________________
يتساءل الأستاذ الشيخ / محمد الغزالي :
هل العالم خلق صدفة ؟ نشوء حياتنا هذه ودوامها يقومان على جملة ضخمة من القوانين الدقيقة ، يحكم العقل باستحالة وجودها هكذا جزافًا ! فوضع الأرض أمام الشمس مثلاً ... ثم على مسافة معينة لو نقصت ـ بحيث ازداد قربها من الشمس ـ لاحترقت أنواع الأحياء من نبات وحيوان. ولو بعدت المسافة لعَمَّ الجليد والصقيع وجه الأرض ، وهلك كذلك الزرع والضرع .. أفتظن إقامتها في مكانها ذاك لتنعم بحرارة مناسبة جاء خبط عشواء؟ وحركة المد والجزر التي ترتبط بالقمر !! أفما كان من الممكن أن يقترب القمر من أمه أكثر، فيسحب أمواج المحيطات سحبًا يغطي به وجه اليابسة كلها ، ثم ينحسر عنها وقد تلاشى كل شيء؟ من الذي أقام القمر على هذا المدى المحدود ليكون مصدر ضوء لا مصدر هلاك؟ إننا على سطح هذه الأرض نستنشق " الأوكسجين " لنحيا به ونطرد " الكربون " الناشئ من احتراق الطعام في جسومنا . وكان ينبغي أن يستنفد الأحياء ـ وما أكثرهم ـ هذا العنصر الثمين في الهواء، فهم لا ينقطعون عن التنفس أبدًا. لكن الذي يقع أن النبات الأخضر يأخذ " الكربون " ويعطي بدله " أكسجين " ، وبهذه المعاوضة الغريبة يبقى التوازن في طبيعة الغلاف الهوائي الذي يحيا في جوفه اللطيف الحيوان والنبات جميعًا !! أفتحسب هذا التوافق حدث من تلقاء نفسه؟!
(1/4)
________________________________________
وأقول : إن الحوادث التي تقع للسيارات سببها المصادفة ، فالسائق
يفاجأ بآخر أمامه فيجدث التصادم ، ولكن هل يمكن أن يقال :
إن نظام المرور الذي يحكم وينظم عملية المرور في الشوارع
والميادين العامة يعمل بنظام المصادفة ؟
أو أن قطارات السكك الحديدية تسير بقانون المصادفة وبلا
نظام ؟ هذا ما لا يقول به عاقل.
على أننا لا نكرر المصادفة في حياة الإنسان، فقد أخرج من
بيتي قاصداً مدينة سامراء مثلا فأرى صديقا يستقل سيارة
إليها فيأخذني معه ، فهذه مصادفة ... وقد أعتذر عن طعام من
نوع خاص في بيتي ثم تستضيفني فأجد هذا الطعام على مائدتك
فهذه مصادفة أيضا.
أما عندما أزور إحدى شركات الأدوية وأشاهد الزجاجة
تسير آلياً حتى تصل إلى مكان محدد فتقف وتملأ بالدواء ثم تسير حتى
تصل إلى مكان آخر فتقف ليوضع عليها الغطاء ثم تسير حتى
تصل إلى مكان آخر محدد فتقف ليوضع عليها الغطاء المعدني
وهكذا فأعجب بهذا الدقة الرائعة، فأسأل عن سر تصميم
(1/5)
________________________________________
هذه الأجهزة، فيقال لي إنها تسير بقانون ميكانيكا المصادفة وليس
هناك نظام دقيق ينظم سيرها - عند ذلك - أعلم أنني سألت غير
عاقل ... ذلك لأن
قانون المصادفة
ما حدث مصادفة لا يتكرر بصورته منتظما ، وانتظام
هذا الكون يثبت عدم المصادفة.
والكون أكثر انتظاما من هذه الآلة، فهل يتخيل أن نظام
الكون جاء مصادفة ؟
* * *
مناقشة الفرض الثالث :
أيها الشباب المسلم :
لعلك معي أن هذه المناقشة تحترم عقلك ، وقد ثبت منها أن
الكون قد جاء بعد عدمٍ، وأنه يسير بنظام متقن لا تحكمه
المصادفة، فسأل نفسك مًن وضع هذا النظام الدقيق الرائع ؟
والإجابة لا تخرج عن واحد من أمرين :
إما أن تكون الطبيعة هي التي أوجدت هذا النظام لنفسها، وإما
أن يكون شيء آخر هو الذي أوجد هذا النظام.
ونناقش الاحتمال الأول موضوعيا.
(1/6)
________________________________________
هل المادة عاقلة ؟
لكي نجيب على هذا السؤال نبحث عن أرقى أنواع المادة
وأشدها تعقيدا وهو مخ الإنسان ، ونسأل هل التفكير والذاكرة
من الأمور المادية؟ وهل مخ الإنسان هو الذي يسير الإنسان ؟
يرى العلماء القدامى أن العقل مظهر من مظاهر الروح
فهو ليس بمادة ولكنه سر من أسرار الحياة.
وجاءت النظرية المادية تحاول أن تهدم كل شيء لا يقع
تحت إدارك الإنسان وأنكرت وجود العقل، وقالت إن المخ
البشري هو العقل وجعلت التفكير والتذكر والتصور والتخيل
كلها تفاعلات كيميائية أو كهربائية من نوع معقد، وذلك مثل
أجهزة التسجيل فكل شيء يسجل في خلايا المخ ثم يستعيده
الإنسان إذا شاء.
وظل الأمر هكذا وكادت الدنيا تسلم بأن المادة كل شيء
حتى ظهرت آفاق جديدة للبحث :
أثبتت الدراسات الواسعة التي أجراها علماء النفس
السلوكيون أن القول بأن التفكير مادة قول فاسد ، وذلك
لأمرين :
(1/7)
________________________________________
الأمر الأول : أن العلماء استطاعوا بما لديهم من
أجهزة دقيقة أن يسجلوا التغير الذي يطرأ على مخ الإنسان
عندما يحرك أصبع قدمه أو يثني ورقة أو يمزقها. وتستطيع
هذه الأجهزة أن تسجل التغيير الذي يحدث للمخ عند حدوث
أي تفاعل مهما كان بسيطا. الأمر الذي أثبت بطريقة جازمة أن
جميع حركات الإنسان وانفعالاته هي تفاعلات مادية فعلا.
ولكن عندما حاول العلماء أن يقيموا النشاط الفكري
الذي يبذله الإنسان في مسألة رياضية صعبة أو مشكلة فإن
الأجهزة لم تسجل شيئا.
الأمر الذي جعل الكثير من العلماء يخطئون القول بأن
العقل هو المخ.
* * *
اعتراض : ولكن ربما يقول بعض الناس إذا عجزت
الآلات الحالية فربما يكتشف العلم آلات أدق تسجل النشاط
الفكري للإنسان.
ونجيب على هذا الاعتراض بأن تعليق المسألة على
المستقبل يخرجها فورا عن المناقشة العلمية.
(1/8)
________________________________________
الأمر الثاني
بعد أن تطورت الجراحة وأصبح من الممكن إجراء عمليات
الاستئصال لبعض أجزاء المخ تيقن العلماء أن المرضى الذين
أجريت لهم هذه العمليات لم يفقدوا شيئا من الذاكرة بل
أصبح بعضهم يتذكر أفضل مما كان يتذكر وهو مريض.
أرأيت إن كانت الذاكرة والتفكير من الأمور المادية لماذا
لم تنقص بما استؤصل من المخ ؟ (مدخل إلى علم النفس الحديث
ص 155).
واليوم يعتبر القول بأن المخ هو العقل مظهرا من مظاهر
الجهل، والرأي العلمي المتفق عليه أن المخ هو المركز الذي
لا يمكن للعقل أن يتصل بالأعضاء إلا عن طريقه ولكن المخ
ليس هو المتكلم إلى الأعضاء ؛ لأن الذي يصدر الأوامر هو العقل.
وإذا صح أن نشبه الذاكرة بجهاز التسجيل فماذا يقولون في
المخيلة التي تبتكر صورا جديدة نراها في لوحات الفنانين
وقصائد الشعراء وأدب القصة ؟
الحق أن العقل شعاع من الروح وسر من الأسرار.
فإذا ثبت لديك بأن المادة ليست عاقلة فلست بحاجة إلى
(1/9)
________________________________________
أن أثبت لك أن غير العاقل لا يستطيع أن يضع نظاما دقيقا ولا
حتى غير دقيق.
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
وما دامت المادة غير عاقلة والطبيعة مادة.
فكيف نتصور أن هذا النظام الرائع وضعته لنفسها الطبيعة
(إن فاقد الشيء لا يعطيه).
فمن وضع هذا النظام ؟
والآن وسفينة العقل تقترب من شاطئ السلامة.
احذر أن تقذف بنفسك في بحر الظلمات، وتقول إن الذي
وضع هذا النظام هو المصادفة؛ لأنك علمت أن ما حدث مصادفة
لا يتكرر بصورته منتظما، وانتظام هذا العالم يثبت عدم
المصادفة.
أو تقول : إن الطبيعة هي التي وضعت هذا النظام لأنه قد
ثبت لديك أن الطبيعة مادة والمادة غير عاقلة.
* * *
مناقشة الفرض الرابع :
أيها الشباب الكريم : بعد أن وضح لكم بطلان الفروض
(1/10)
________________________________________
الثلاثة ، بقي واحد وهو أن هناك قوة عليمة أوجدت هذا
النظام الدقيق للكون قبل أن يوجد هذا الكون.
وأقول : قبل أن يوجد هذا الكون لأن التخطيط يسبق
التنفيذ دائما، فما هي تلك القوة العليمة ؟
وإذا كانت الأجسام تظل على حالتها من السكون أو
الحركة حتى يؤثر عليها مؤثر خارجي عنها (قانون نيوتن)
فما هي القوة التي نقلت الكون من العدم إلى الوجود ؟
إن هذه القوة يؤمن بها كل عاقل ولا يسعه أن ينكرها
والناس يختلفون فقط في تسميتها وفيما يجب لها من تقديس.
تلك القوة الرائعة :
الله
(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)
لماذا لم نر الله ؟
لم يستطع دعاة الإلحاد أن يثبتوا دعوتهم بالأدلة، فلجأوا
إلى طريق التشكيك وتلك بضاعة المفلس فقالوا :
نحن لا نرى الله : إذن الله ليس بموجود.
ونحن نناقش دعوتهم في ضوء العلم الذي يسلمون به، ثم في
(1/11)
________________________________________
ضوء الفكر المطلق. ثم نسمع كلمة القرآن.
رأي العلم :
إن العين ترى في ظروف ضوئية معينة وهي ما يسميها
العلماء بالحزمة الضوئية أو الإشعاع ، وقد ثبت أن هناك أشعة
غير مرئية مثل الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية والأشعة
تحت الحمراء مما جعل العلماء يؤمنون بأن الذي لا نراه من هذا
الكون أضعاف أضعاف ما نراه.
إذن القول بأن الشيء الذي نراه ليس بموجود دعوة
لا يؤيدها العلم.
* * *
الفكر المطلق :
وكما أن العلم لا يؤيدها فالعقل أيضا لا يؤيدها ، وذلك لأن
العقل يؤمن بوجود أشياء لا تراها العين، ويستدل العقل على
وجودها بآثارها ، وذلك مثل الروح فهي لا ترى ولكن يستدل
عليها بأثرها، والكهرباء لا ترى ولكن يستدل عليها بأثرها، بل
والعقل نفسه لا نراه ولكننا نؤمن بوجوده مستدلين على ذلك بأثره
وهو التفكير.
(1/12)
________________________________________
فالقول بأننا لا نؤمن إلا بما نراه قول لا يقره العلم ولا يقول
به عاقل.
* * *
كلمة القرآن :
يرد القرآن السبب في عدم رؤية الله إلى العين نفسها التي
لا ترى إلا جسداً ماديا أماميا في ظروف ضوئية معينة.
فقال تعالى : (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103).
قال الشاعر :
أتراك عينٌ والعيون لها مدى ... ما جاوزته ولا مدى لمداك
وبعد :
إن المشاهدات الحرة في هذا الوجود الرحب الفسيح
تربط الإنسان بصاحب هذا الكون.
(وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21).
وقد عالج القرآن هذه القضية علاجا رائعا وجعل عناصر
المناقشة هي الأمور المحسوسة التي يدركها كل إنسان، يفهمها
رجل البادية ، ويدرك عظمتها رجل الذرة.
(1/13)
________________________________________
الحيوان المنوي : يحمل كل خصائص الإنسان
الوراثية حتى يكاد أن يكون إنساناً صغيراً، ومع ذلك فحجمه
لا يزيد عن خمسة عشر جزءا من عشرة ملايين من الجرام.
مَن أودع فيه كل خصائص الإنسان ؟؟!!!
(أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59).
2 - إذا عرفت أن غذاء النبات متوفر في التربة النباتية
ولكنه بصورة معقدة لا يمكن للنبات أن يستفيد منه، ثم
عرفت أن قدرة عجيبة أوجدت حلا لهذه المشكلة المعقدة ، وذلك
بوجود نوع من البكتريا " بكتريا التأزت " التي تمتص الغذاء
من الأرض ثم تقدمه للنبات في صورة سهلة.
فمن يغذي النبات في جوف الأرض ؟؟!!!
(أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64).
3 - والقلب : هل فكرت في دراسة هذا المخلوق
العجيب ؟ إن أيَّ آلة لا يمكن أن تعمل عملا متواصلا إلا لبضعة
أيام ثم لا بد لها من الصيانة والإصلاح ولكن القلب يعمل في
(1/14)
________________________________________
الليل والنهار يضخ في المرة الواحدة حوالي 60 سم 3 من الدم
أي ما يملأ فنجاناً من الشاي. ومعنى ذلك أنه يضخ 300 لتراً من
الدم في الساعة أي حوالي 7200 لتراً من الدم في اليوم الواحد
فهل فكرت في هذا المخلوق العجيب ؟
4 - وبصمات الأصابع. هل تعلم أنها لا تتكرر من إنسان
لآخر مهما كثر عدد الناس.
(بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4).
5 - أهداب العين : شعيرات قلائل لا تزن في الميزان المادي
أي شيء ، ومع ذلك فهي سر من أسرار هذا الخالق العظيم، فهي
جمال العين وحفاظ عليها من الأتربة إلى جانب ما تؤديه من
كسرها لشعاع الشمس ، حتى تتمكن العين من الرؤية بوضوح.
6 - الدارس للتركيب الكيماوي للسائل المنوي يرى به
مقدارا من المادة القلوية، اعتقد علماء الطب قديما أنها
بلا فائدة.
ولكن أستاذاً في كلية الزراعة جامعة الأزهر يقول : إن هذا
المقدار القلوي أودعته قدرة عليمة حكيمة ، وذلك لأن السائل
يمر بمنطقة ملوثة ببقايا الأحماض البولية فكانت المادة القلوية
لا بد منها لإحداث جو من التعادل الكيماوي ليصل الحيوان
المنوي في جو ملائم إلى قرار مكين.
* * *
(1/15)
________________________________________