أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقال حاولت جمع فيه ماصح من السنة وآثار الصحابة في الأذكار المطلقة والذي دعاني لهذا الجمع المختصر ، قلة إفراد هذا النوع من الذكر بالكتابة ،أن بعض ماكتب فيه شيئا من التوسع في التصحيح والقبول مع إعلال لبعضها من الأئمة المتقدمين ، حاولت إدراج أقوال الصحابة مع ماجاء من المرفوع في هذا ، وأنا لم اكتب هذا المقال إلا للاستفادة من نقد الأخوة وتوجيههم رعاهم الله وسددهم وما أنا إلا متطفل عليهم ومستفيدا منهم ، نفعنا الله بمانكتب ونقرأ وجعله قائدا لنا للعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه .
_ تنبيه جعلت الحواشي في الأسفل ، ووضعت تخريجا مختصر لكل حديث أو أثر .
أولا : فضل الذكر :
- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ ، قَالَ مَكِّيٌّ : وَأَزْكَاهَا ، عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا : وَذَلِكَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ." 1
- عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى؟ قَالَ:"أَنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ" 2.
- عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه : أن رجلا قال يا رسول الله : "إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله" 3 .
- عن أبي الدرداء قال : إن الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله يدخلون الجنة وهم يضحكون 4.
- عن أبي عثمان عن سلمان قال : "إذا كان العبد يحمد الله في السراء ويحمده في الرخاء فأصابه ضر فدعا الله قالت الملائكة صوت معروف من امرئ ضعيف فيشفعون له فإذا كان العبد لا يذكر الله في السراء ولا يحمده في الرخاء فأصابه ضر فدعا الله قالت الملائكة صوت منكر" 5 .
ثانيا : إين نحن من هؤلاء :
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً رواه البخاري. وعَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ رواه مسلم..
- وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: كانت تُعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم 6.
- وكان لأبي هريرة خيطٌ فيه ألفا عُقدة ، فلا يُنام حتّى يُسبِّحَ به 7.
- وكان خالد بنُ معدان يُسبِّحُ كلَّ يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن ، فلما مات وضع على سريره ليغسل ، فجعل يُشير بأصبعه يُحركها بالتسبيح 8.
- وقيل لعمير بن هانئ : ما نرى لسانَك يَفتُرُ ، فكم تُسبِّحُ كلَّ يوم ؟ قال : مئة ألف تسبيحة ، إلا أنْ تُخطئ الأصابع ، يعني أنَّه يَعُدُّ ذلك بأصابعه 9 .
وقال عبد العزيز بنُ أبي رَوَّاد : كانت عندنا امرأةٌ بمكة تُسبح كلّ يوم اثني عشرة ألف تسبيحة ، فماتت ، فلما بلغت القبر ، اختُلِست من بين أيدي الرجال 10.
- كان الحسن البصري كثيراً ما يقول إذا لم يُحدث ، ولم يكن له شغل : سبحان الله العظيم ، فذكر ذلك لبعض فقهاء مكة ، فقال : إنَّ صاحبكم لفقيه ، ما قالها أحدٌ سبعَ مرَّاتٍ إلاّ بُني له بيتٌ في الجنَّة .
- وكان عامةُ كلام ابن سيرين : سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده ." ذكرهما ابن رجب "
- عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أَنَّ أَبَا مِجْلَزٍ، كَانَ يَرْكَبُ مَعَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ فِي مَوْكِبِهِ فَيُسَبِّحُ اللهَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ وَيَعُدُّهَا بِبَنَانِهِ "

فائدة : قال ابن القيم - رحمه الله -: (( وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ القلب اللسان، وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكر معانيه ومقاصده )) .
ثالثا : الأذكار المطلقة :
1- الحمد لله رب العالمين :
"وَمَنْ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ ، كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلاَثُونَ حَسَنَةً ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا ثَلاَثُونَ سَيِّئَةً." 11 .
2- الحمد لله كثيرا :
"عن سلمان قال قال رجل الحمد لله كثيرا قال فأعظمها الملك أن يكتبها حتى راجع فيها ربه عز وجل قال اكتبها كما قال عبدي كثيرا" 12 .
3- سبحان الله العظيم وبحمده :
" من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة " 13 .
4- سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم :
" كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ."14
5- سبحان الله وبحمده :
-" مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " 15.
- " عن أبي ذر
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل أي الكلام أفضل ؟ قال ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده " مسلم
- قال نوح عليه الصلاة والسلام : في وصيته لابنه حين وفاته : "وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ،" 16 .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
1- أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد من طرق عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ زِيَادٍ ، مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وهذا إسناد جيد ، لكن وقع اختلاف في زيادة روا ،والأقرب عدم ذكره ،واختلف في رفعة ووقفة والصواب فيه الرفع ،وله طريق آخر عند ابن أبي شيبة وابن جرير في التفسير من طريق صالح ابن أبي عريب عن كثير بن مرة الحضرمي قال سمعت أبا الدر داء وهذا اسناد لابأس به ، وله طريق آخر فيه ضعف وإنقطاع ، لكن يثبت الحديث بمجموع الطرق ، وأقواها الطريق الثاني الموقوف ، ومثله لا يقال من قبيل الرأي فيأخذحكم المرفوع ، وسياق المتن يؤيد ذلك في قوله : ألا أنبئكم بخير أعمالكم ... أفادة شيخنا عبد الله السعد .
2- أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد والطبراني من طرق عن ابن ثوبان عن مكحول عن جبير عن مالك بن يخامر عن معاذ ، واختلف على ابن ثوبان ، والصَّحِيحُ قَولُ مَن قال : عَنِ ابنِ ثَوبان ، عَن مَكحُولٍ ، عَن جُبَيرٍ ، عَن مالِكِ بنِ يُخامِر ، عَن مُعاذٍ.ومداره على عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان وهو لاباس به فيكون الحديث صالح .
3- أخرجه الترمذي وأحمد وغيرهم وهو ثابت .
4- أخرجه ابن أبي شيبة وابن المبارك من طريق معاوية حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء ، واسنادة جيد .
5- أخرجه محمد بن فضيل في الدعاء وابن أبي شيبة ورجاله ثقات .
6- أخرجه أبوداود والترمذي وغيرهم وجاء عند النسائي بلفظ " التواب الغفور " .
7- أخرجه : أبو نعيم في " الحلية " 1/383 .
8- أخرجه : أبو نعيم في " الحلية " 5/210 .
9- أخرجه : أبو نعيم في " الحلية " 5/157 ، والبيهقي في " شعب الإيمان " ( 719 ) .
10- أخرجه : البيهقي في " شعب الإيمان " ( 720 ) .
11- أخرجه أحمد والنسائي من طريق عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ورجاله ثقات ، وفي بعض النسخ أو بدلا من الواو ، وأثبت الواو لأنها أكثر .
12- - أخرجه أحمد في الزهد ، والصواب فيه الوقف ، وله حكم الرفع .
13- أخرجه الترمذي والنسائي في عمل اليوم والليله من طرق عن عن أبي الزبير عن جابر ،وهو ثابت ،وجاء في بعض الروايات بلفظ "سبحان الله وبحمده " والذي أثبته هو الأكثر .
14- متفق عليه .
15- متفق عليه من حديث أبي هريرة من طريق مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بهذا اللفظ , وهو أصح من لفظ سهيل ابن أبي صالح عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ " من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائه مرة " لأمرين : أن روايه مالك عن سمي أصح وأرجح من روايه سهيل عن سمي ثانيا : من حيث الجمع بين الروايتين أن رواية سهيل ابن أبي صالح لعلها مروية بالمعنى ، والمقصود أن من قال ذلك في الصباح أو المساء يكون له هذا الأجر فيكون معنى الروايتين واحد .
16- أخرجه أحمد وغيره والحديث جاء من طرق عن زيد بن أسلم عن عطاء وقد اختلف عليه فيه على الوجه التالي : رواه الصقعب بن زهير عنه عن عطاء عن ابن عمرو مرفوعا ، وخالفه محمد بن عجلان فرواه مرسلا ، وخالفه الداروردي فرواه عن زيد عن ابن عباس ، ورواه موسى بن عبده عن زيد عن جابر مرفوعا ، وأقواها الوجه الأول لأن الصقعب بن زهير أوثقهم فقد روى عنه جمع، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور , ونقله الحافظ ابنُ كثير في "تاريخه" 1/119 عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجوه.وله شاهد عند النسائي من طريق ابن جريج عن صالح بن سعيد عن سليمان بن يسار لأن رجلا سمع النبي عليه الصلاة والسلام فذكره ، ومداره على صالح بن سعيد ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديل لكن يقوي أمره إخراج النسائي له مع استقامة المتن ، وذكر ابن حبان له في الثقات .