أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


1) الإستواء على العرش:

ومعناه علوه على عرشه واستقراره عليه علواً واستقرارًحقيقيا يليق بجلاله.

قال تعالى(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) الأعراف54
.
فالايمان بالإستواء واجب ومعنى الإستواء معلوم ومعناه العلو والإستقرار وكيفية الإستواء مجهولة ولا يعلمها إلا الله ، والسؤال عن الكيفية بدعة.

ولكن ما هو العرش؟ وما هي صفاته؟ وما الفرق بينه وبين الكرسي؟

العرش :المقصود بالعرش هو سقف المخلوقات فهو فوق السماء السابعة فوق الماء وتحته جنة الفردوس فهو سقف جنة الفردودس وهذا هو المعنى الأول ، والعرش هو سرير المُلك وهذا هو المعنى الثاني ، وعرش الرحمن يتضمن المعنيين معا فهو سقف المخلوقات وهو سرير الملك وكيفية العرش مجهولة فالكيفية في الأمور الغيبية مجهولة مثلها مثل الصفات.

فعنأبي هريرة أن رسول الله قال (من آمن باللهِ وبرسولِه ، وأقام الصَّلاةَ ، وصام رمضانَ ، كان حقًّا على اللهِ أن يُدخِلَه الجنَّةَ ، جاهِدْ في سبيلِ اللهِ ، أو جلس في أرضِه الَّتي وُلِد فيها . فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، أفلا نُبشِّرُ النَّاسَ ؟ قال : إنَّ في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ ، أعدَّها اللهُ للمجاهدين في سبيلِ اللهِ ، ما بين الدَّرجتَيْن كما بين السَّماءِ والأرضِ ، فإذا سألتم اللهَ فاسألوه الفردوسَ ، فإنَّه أوسَطُ الجنَّةِ ، وأعلَى الجنَّةِ - أراه - فوقه عرشُ الرَّحمنِ)صحيح البخاري.

ولكن ما هي صفات العرش ؟

صفات العرش تتمثل فيما يلي :

1- أنه أفضل المخلوقات:

فهو أفضل المخلوقات على الإطلاق والرسول هو أفضل البشر في هذا العالم.

2- أنه عظيم :
قال تعالى(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)النمل 26.
العرش العظيم :الذي هو أعظم المخلوقات وأعلاها ، والعظمة هنا صفة للعرش.

3- أنه كريم:
قال تعالى(رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)المؤمنون116.
والكرم هو السعة ، فعن أبي ذر الغفاري أن رسول اللهصصصقال(ما السَّماوات السّبع في الكُرسيِّ إلَّا كحلقةٍ ملقاةٍ بأرضٍ فلاةٍ ، وفضلُ العرشِ على الكُرسيِّ كفضلِ تلك الفلاةِ على تلك الحلقةِ)صححه الألباني.

والمقصود بالأرض الفلاة:الأرض الصحروية الواسعة ، ومعنى أن السموات السبع في الكرسي كحلقة (دبله وهي ما تلبس في اليد )ملقاة بأرض فلاة أي تكاد لا تذكر في الكرسي كما أن الحلقة لا تذكر من صغرها في الصحراء ، وكذلك حجم الكرسي بالنسبة للعرش ، فالكرسي بالنسبة للعرش كحلقة في فلاة.

4- العرش له وزن:

عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن رسول اللهخرج من عندِها بُكرةً حين صلى الصبحَ ، وهي في مسجدِها . ثم رجع بعد أن أَضحَى ، وهي جالسةٌ . فقال ( ما زلتُ على الحالِ التي فارقتُكِ عليها ؟ " قالت : نعم . قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ(لقد قلتُ بعدكِ أربعَ كلماتٍ ، ثلاثَ مراتٍ . لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذُ اليومَ لوزَنَتهنَّ : سبحان اللهِ وبحمدِه ، عددَ خلقِه ورضَا نفسِه وزِنَةِ عرشِه ومِدادَ كلماتِه)صحيح مسلم.

5- أن له قوائم:
عن أبي سعيد الخدري (جاء رجلٌ من اليهودِ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قد لُطمَ وجهُه ، فقال : يا محمدُ ، إنَّ رجلًا من أصحابِك من الأنصارِ لطم وجهي ، قال : (ادعُوهُ ) . فدعَوهُ ، قال : ( ألطمْتَ وجهَه ) . قال : يا رسولَ اللهِ ، إني مررتُ باليهودِ فسمعتُه يقول : والذي اصطفى موسى على البشرِ، قال : قلت : أعلى محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قال : فأخذتْني غضبةً فلطَمتُهُ ، قال : ( لا تخيِّروني من بينِ الأنبياءِ ، فإنَّ الناسَ يُصعقون يومَ القيامةِ ، فأكون أولَ من يُفيق ، فإذا أنا بموسى آخذٌ بقائمةٍ من قوائمِ العرشِ ، فلا أدري أفاق قبلي ، أم جُوزيَ بصعقةِ الطورِ)صحيح البخاري.
أم جُوزيَ بصعقةِ الطورِ:أي جوزي بصعقة الطور فلم يصعق.

6- أن له حمله :

والله يحمل العرش بقدرته وجعل له حملة تحقيقا لحكمته.
قال تعالى(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)الحاقة17.

7- أنه أول المخلوقات :

فكان العرش والماء ولم يكن هناك شيئا ، ثم خلق الله القلم .
وعن عمران بن الحصين أن رسول الله صصصقال(كان اللهُ ولم يكن شيٌء غيرُهُ ، وكان عرشُهُ على الماءِ ، وكتب في الذِّكْرِ كلَّ شيٍء ، وخلقَ السماواتِ والأرضِ ) صحيح البخاري.

وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صصصقال (إنَّ اللَّهَ قدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أن يخلقَ السَّمواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ وَكانَ عرشُهُ على الماءِ)صححه بن تيمية.

µ ولكن ما هو الفرق بين الكرسي والعرش؟

الكرسي هو موضع القدمين أي ما كان تحت القدمين ، ونص الله في آية الكرسي على الكرسي ليكون المعنى أنه لما كانت السموات والأرض لا تساوي شيئا بالنسبة للكرسي فكيف بالعرش فكيف برب العرش الذي يكفرون به ويتخذون الطواغيت من دونه فإما أن تعبد الله المستوي على عرشه والملك المهيمن في ملكه وإما أن تعبد الطاغوت الذي لا يملك شيئا.

والطواغيت إما أن تكون الهوى والشهوات وإما أن تكون الشيطان والشبهات.

µ الرد على من فسر الإستواء بالإستيلاء:

لفظ الإستواء لا يدل في كلام العرب على الإستيلاء ولكن معناه علا وارتفع.

ولكن أين كان الله قبل الإستواء على العرش؟

كان عاليا عليه ولا يلزم من العلو الإستواء فلا يشترط للعلو الإستواء ، كما أن صفة العلو صفة ذات لا تنفك عن الذات أبدا ، بينما الإستواء وصف فعل متعلق بالمشيئة فتى شاء استوى .

أين كان الله قبل خلق العرش ؟

كان عاليا على جميع مخلوقاته فالعلو له وصف ذات .

من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية

لتحميل الكتاب أخل على الرابط التالي - في الملتقى - المرفقات أسفل الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807