أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


1) التوسل:

التوسل هو التقرب والوسيلة هي القربى والواسطة ، وحقيقة التوسل هي التقرب إلى المطلوب برغبة ، وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)المائدة35.

والتوسل في الاصطلاح له تعريفان:

الأول: تعريف عام: وهو التقرب إلى الله تعالى بفعل المأمورات وترك المحرمات.

الثاني: تعريف خاص بباب الدعاء: وهو أن يذكر الداعي في دعائه ما يرجو أن يكون سبباً في قبول دعائه ، أو أن يطلب من عبد صالح أن يدعو له.

أنواع التوسل :

والتوسل في أصله ينقسم إلى قسمين:

v القسم الأول: التوسل المشروع:

وهذا القسم يشمل أنواعاً كثيرة ، يمكن إجمالها فيما يلي:

1- التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته:

كما قال تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)الأعراف:180.

وذلك بأن يدعو الله تعالى بأسمائه كلها كأن يقول اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى أن تغفر لي ، أو أن يدعو الله تعالى باسم معين من أسمائه تعالى يناسب ما يدعو به كأن يقول: اللهم يا رحمن ارحمني ، أو أن يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن ، أو أن يدعو الله تعالى بجميع صفاته كأن يقول: "اللهم إني أسألك بصفاتك العليا أن ترزقني رزقاً حلالاً" أو أن يدعوه بصفة واحدة من صفاته تعالى تناسب ما يدعو به ، كأن يقول: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، أو يقول مثلاً: "اللهم انصرنا على القوم الكافرين إنك قوي عزيز".

2- الثناء على الله تعالى، والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في بداية الدعاء:

عن فضالة بن عبيد قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته ، لم يمجد الله ، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(عجلت أيها المصلي . ثم علمهم رسول الله وسمع رسول الله رجلا يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي فقال رسول الله : ادع تجب وسل تعط)النسائي وصححه الألباني.

ومن ذلك أن يثني على الله تعالى بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، التي هي أعظم الثناء على الله تعالى ، كما توسل بها يونس عليه السلام في بطن الحوت ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول في توسله مثلاً: "لا إله إلا الله ، اللهم صل على محمد ، اللهم اغفر لي".
ومن ذلك سورة الفاتحة ، فشطرها الأول ثناء على الله تعالى ، وآخرها دعاء.



3- أن يتوسل العبد إلى الله تعالى بعباداته القلبية، أو الفعلية، أو القولية، أو غيرها:

كما في قصة الثلاثة أصحاب الغار، فأحدهم توسل إلى الله تعالى ببره بوالديه ، والثاني توسل إلى الله تعالى بإعطاء الأجير أجره كاملاً بعد تنميته له ، والثالث توسل إلى الله تعالى بتركه الفاحشة ، وقال كل واحد منهم في آخر دعائه: "اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه".

ومن ذلك أن يقول الداعي: اللهم إني أسألك بمحبتي لك ولنبيك محمد صلى الله عليه وسلم ولجميع رسلك وأوليائك أن تنجيني من النار، أو يقول: اللهم إني صمت رمضان ابتغاء وجهك فارزقني السعادة في الدنيا والآخرة ، وهكذا.

4- أن يتوسل إلى الله تعالى بذكر حاله ، وأنه محتاج إلى رحمة الله وعونه:

كما في دعاء موسى عليه السلام(رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) القصص:24 .

فموسى عليه السلام توسل إلى ربه جل وعلا باحتياجه للخير أن ينزل عليه خيراً.

5- التوسل بدعاء الصالحين رجاء أن يستجيب الله دعاءهم:

وذلك بأن يطلب من مسلم حي حاضر أن يدعو له.

كما في قول أبناء يعقوب عليهم السلام له (يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) يوسف:97 ، وكما في قصة الأعرابي الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو بنزول المطر، فدعا صلى الله عليه وسلم ، وكما في قصة المرأة التي طلبت منه عليه الصلاة والسلام أن يدعو الله لها بأن لا تتكشف ، وكما طلب عمر رضي الله عنه ومعه الصحابة في عهد عمر من العباس أن يستسقي لهم ، أي أن يدعو الله أن يغيثهم بنزول المطر.

فهذه التوسلات كلها صحيحة ؛ لأنه قد ثبت في النصوص ما يدل على مشروعيتها ، وأجمع أهل العلم على ذلك.

v القسم الثاني: التوسل الممنوع:

لما كان التوسل جزءاً من الدعاء ، والدعاء عبادة من العبادات ، كما ثبت في الحديث: "الدعاء هو العبادة"، وقد وردت النصوص الصحيحة الصريحة بتحريم إحداث عبادة لم ترد في النصوص الشرعية ، فإن كل توسل لم يرد في النصوص ما يدل على مشروعيته فهو توسل بدعي محرم ، ومن أمثلة هذه التوسلات المحرمة:

1- أن يتوسل إلى الله تعالى بذات نبي أو عبد صالح، أو الكعبة، أو غيرها من الأشياء الفاضلة:

كأن يقول: "اللهم إني أسألك بذات أبينا آدم عليه السلام أن ترحمني".

2- أن يتوسل بحق نبي أو عبد صالح أو الكعبة أو غيرها.

3- أن يتوسل بجاه نبي أو عبد صالح أو بركته أو حرمته أو بحق قبره ونحو ذلك.

فلا يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بشيء من هذه التوسلات ، ولذلك لم يثبت في رواية صحيحة صريحة أن أحداً من الصحابة أو التابعين توسل إلى الله تعالى بشيء منها ، ولو كان خيراً لسبقونا إليه ، وقد نقلت عنهم أدعية كثيرة جداً ، وليس فيها شيء من هذه التوسلات ، وهذا إجماع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين على عدم مشروعية جميع هذه التوسلات.

فمن توسل وتقرب إلى الله بما ليس بسبب للتقرب وظن أنه سببا فهذا شركا أصغر كمن يقول توسلت بجاة البدوي والدسوقي والنبي وحق البدوي والحسين والجيلاني وتوسلت بمقام البدوي والدسوي والجيلاني وتوسلت بذات النبي وذات البدوي وغير ذلك فهذا من الشرك الأصغر ، ومن ظن أن دعاء غير الله من التوسل أو الإستغاثة بغير الله من التوسل أو الإستعانة بغير الله من التوسل فهذا من الشرك الأكبر فالدعاء عبادة ولا تصرف إلا لله.

2) الاستغاثة:

هي عبادة قولية ، وهي عبارة عن طلب الغوث وهو ما يغاث به المضطر ويعان به من طعام أو نصر وتأييد أو خلاص من شدة أو إنقاذ من محنة.

والاستغاثة لا تكون إلا لمن يملك الغوث وتفريج الكرب وإجابة المضطرين ونصر المستضعفين وهو الله سبحانه وتعالى.

ولذلك فمن استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك بالله شركا أكبر كمن استغاث بولي ميت أو استغاث بغائب لا يسمعه ولا يراه .

أما الإستغاثة بالناس فيما يقدرون عليه وكانوا قريبين من المستغيث بحيث يسمعونه ويرونه فهذا مباح لا بأس به.

3) الإستعانة:

هي عبادة قولية وهي عبارة عن طلب العون من الله على قضاء الحاجة أو الخروج من محنة ، قال تعالى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)الفاتحة5.
وعن عبدالله بن عباس أن رسول الله صصصقال(وإذا استعنت فاستعن بالله) سنن التزمذي وصححه الألباني.
ولا تطلب الإستعانة إلا ممن يملك العون ويقضي الحوائج.

لذلك من طلب العون من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله يعد مشركا شركا أكبر.

ومن طلب العون من عاجز لا يقدر عليه أو من ميت لا يسمع المستعين ولا يعرف حاجته أو من غائب بعيد لا يسمع ولا يرى المستعين فقد أشرك بالله شركا أكبر.

من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية

لتحميل الكتاب أدخل على الرابط التالي - ملتقى أهل الحديث - الكتاب بالمرفقات أسفل الموضوع

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807