أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الكتاب الأول : شرح العقيدة الواسطية

الفائدة الأولى : كتابُ "العقيدةِ الواسطيةِ" ألفَهُ شيخُ الإسلامِ؛ لأنه حضر إليه رجلٌ من قُضَاةِ وَاسِطٍ، شكا إليه ما كان الناسُ يعانونه من المذاهبِ المنحرفةِ فيما يتعلق بأسماءِ اللهِ وصفاتِهِ، فكتب هذه العقيدةَ التي تُعدُّ زبدةً لعقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ فيما يتعلقُ بالأمورِ التي خاض الناسُ فيها بالبدعِ، وكثر فيها الكلامُ والقيل والقال. ( ص : 19 ) دار ابن الجوزي

الفائدة الثانية : لم يكنِ الرسلُ الذين أرسلهم اللهُ -عزَّ وجلَّ- إلى البشرِ يدعون إلى توحيدِ الربوبيةِ كدعوتِهم إلى توحيدِ الألوهيةِ؛ ذلك أنَّ مُنكري توحيدِ الرُّبُوبيةِ قليلون جدًا. ( ص : 20 )

الفائدة الثالثة : قَسّمَ العلماءُ رحمهم اللهُ التوحيدَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ :
أحدها : توحيدُ الربوبيةِ : وهو " إفرادُ اللهِ سبحانه وتعالى في أمورٍ ثلاثةٍ : في الخلقِ والملكِ والتدبيرِ ".
القسم الثاني : توحيد الألوهية : وهو إفرادُ اللهِ عز وجل بالعبادةِ.
القسم الثالث : وهو توحيدُ الأسماءِ والصِّفَاتِ. ( ص : 21 )

الفائدة الربعة : دليلُ إفرادِ اللهِ بالخلقِ قولُهُ تعالى : {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف، 54] ووجهُ الدَّلالةِ من الآيةِ : أنه قدَّمَ فيها الخبرَ الذي مِنْ حقِّهِ التأخيرُ، والقاعدةُ البلاغيةُ : أنَّ تقديمَ ما حقُّهُ التأخيرُ يفيدُ الحصرَ. ثم تأملِ افتتاحَ هذه الآيةِ بـ (ألا) الدالةِ على التنبيهِ والتوكيد : {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف: 4] لا لغيره، فالخلق هذا هو، والأمر هو التدبيرُ. ( ص : 21 )

الفائدة الخامسة : أمَّا الْمُلْكُ، فدليله مثل قولِهِ تعالى : {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [الجاثية: 27] ، فإنَّ هذا يدلُّ على انفرادِهِ سبحانه وتعالى بالملك، ووجه الدلالةِ من هذه الآيةِ كما سبق تقديمُ ما حقه التأخير. ( ص : 21 )