أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




الحمد لله وكفى .. والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى .. وعلى الال والصحب اهل الوفا .
اما بعد :

للخطأ الكثير الذي يقع فيه قراء القرآن الكريم بين الحرفين ( أن وإن ) وقل ما ينتبه اليه المستمعون الا من اتقن الحفظ .
ولأن الخطأ يقع احيانا من حفظه لكثرة ما يتلبس عليهم التشابه في لفظ الايات وسياقها , كقراءة أن في اواخر سورة النجم . وخصوصاً من لم تكن عنده القاعدة النحوية الصحيحة في حكم استخدام أن وإن ليستعين فيها لحظة القراءة اذا خانته ذاكرته وقصر عليه حفظه تلك اللحظة .
ولانني بصراحة من هؤلاء .. اسئل الله اني اكون ( كنت من هؤلاء ) ولم اعد كذلك .. قولوا امين .

اضع بين ايديكم النقل النصي لتفصيل الفرق بين أن وإن من كتاب (( المفصل من صنعة الاعرب )) للزمخشري , ط 1 , صفحة 390 فصاعدا" من طبعة مكتبة الهلال - بيروت
سائلا" المولى الجليل النفع للجميع ,,,

بالله عليكم ادعولي الله أن يوفقني لاحمل القرآن متقنا في صدري

.................................................. ..............................
أن وإن الفرق بينهما
أن وإن هما تؤكدان مضمون الجملة وتحققانه إلا أن المكسورة الجملة معها على استقلالها بفائدتها، والمفتوحة تقلبها إلى حكم المفرد. تقول إن زيداً منطلق وتسكت كما تسكت على زيد منطلق، وتقول بلغني أن زيداً منطلق، وحق أن زيداً منطلق، فلا تجد بداً من هذا الضميم كما لا تجده مع الإنطلاق ونحوه. وتعاملها معاملة المصدر حيث توقعها فاعلة ومفعولة ومضافاً إليها في قولك بلغني أن زيداً منطلق، وسمعت أن عمراً خارج. وعجبت من أن زيداً واقف. ولا تصدر بها الجملة كما تصدر بأختها بل إذا وقعت فيموضع المبتدأ التزم تقديم الخبر عليها فلا يقال أن زيداً قائم حق، ولكن حق أن زيداً قائم.
التميز بين موقعيهما:
والذي يميز بين موقعيهما أن ما كان مظنة للجملة وقعت فيه المكسورة كقولك مفتتحاً إن زيداً منطلق، وبعد قال لأن الجمل تحكى بعده، وبعد الموصول لأن الصلة لا تكون إلا جملة. وما كان مظنة للمفرد وقعت فيه المفتوحة نحو مكان الفاعل، والمجرور، وما بعد لولا، لأن المفرد ملتزم فيه في الإستعمال، وما بعد لولان تقدير لو أنك منطلق لانطلقت لو وقع أنك منطلق أي لو وقع انطلاقك، وكذلك ظننت أنك ذاهب على حذف ثاني المفعولين. والأصل ظننت ذهابك حاصلاً.
ومن المواضع ما يحتمل المفرد والجملة فيجوز فيه إيقاع أيتهما شئت نحو قولك أول ما أقول أني أحمد الله، إن جعلتها خبراً للمبتدأ فتحت، كأنك قلت أول مقولي حمد الله وإن قدرت الخبر محذوفاً كسرت حاكياً ومنه قوله:
وكنت أرى زيداً كما قيل سيداً ... إذا إنه عبد القفا واللهازم
تكسر لتوفر على ما بعد إذا ما يقتضيه من الجملة، وتفتح على تأويل حذف الخبر، أي فإذا العبودية حاصلة وحاصلة محذوفة.
حركة أن بعد حتى:
وتكسرها بعد حتى التي يبتدأ بعدها الكلام فتقول قد قال القوم ذلك حتى إن زيداً يقوله. وإن كانت العاطفة أو الجارة فتحت فقلت قد عرفت أمورك حتى أنك صالح، وعجبت من أحوالك حتى أنك تفاخرني.ولكون المكسور للإبتداء لم تجامع لأمه إلا إياها وقوله:
ولكنني من حبها لعميد
على أن الأصل ولكن أنني كما أن أصل قوله تعالى: " لكنا هو الله ربي " لكن أنا. ولها إذا جامعتها ثلاثة مداخل: تدخل على الإسم إن فصل بينه وبين إن كقولك إن في الدار لزيداً وقوله تعالى: " إن في ذلك لعبرة " ، زعلى الخبر كقولك إن زيداً لقائم وقوله تعالى: " إن الله غفور رحيم " ، وعلى ما يتعلق بالخبر إذا تقدمه كقولك إن زيداً الطعامك آكل وإن عمراً لفي الدار جالس وقوله تعالى: " لعمرك أنهم لفي سكرتهم يعمهون " . وقول الشاعر:
إذا امرأً خصني عمداً مودته ... على التنائي لعندي غير مكفور
ولو أخرت فقلت آكل لطعامك أو غير مكفور لعندي لم يجز لأن اللام لا تتأخر عن الأسم والخبر.
وتقول علمت أن زيداً قائم فإذا جئت باللام كسرت وعلقت الفعل قال الله تعالى: " والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون " ومما يحكى من جراءة الحجاج على الله تعالى أن لسانه سبق في مقطع والعاديات إلى فتح فأسقط اللام.
إعراب المعطوف على أسم إن
ولأن محل المكسورة وما عملت فيه الرفع جاز في قولك إن زيداً ظريف وعمراً، وإن بشراً راكب لا سعيد أو بل سعيداً، أن ترفع المعطوف حملاً على المحل قال الله تعالى: " إن الله بريء من المشركين ورسوله " وقال جرير:
إن الخلافة والنبوة فيهم ... والمكرمات وسادة أطهار
وفيه وجه آخر ضعيف وهو عطفه على ما في الخبر من الضمير. ولكن تشايع إن في ذلك دون سائر أخواتها. وقد أجرى الزجاج الصفة مجرى المعطوف وحمل عليه قوله تعالى: " قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب " . وأباه غيره. وإنما يصح الحمل على المحل بعد مضي الجملة فإن لم تمض لزمك أن تقول إن زيداً وعماً قائمان بنصب عمرو ولا غير.
وزعم سيبويه أن ناساً من العرب يغلطون فيقولون أنهم أجمعون ذاهبون وأنك وزيد ذاهبان وذاك أن معناه معنى الإبتداء، فيرى أنه قال هم كما قال.
ولا سابق شيئاً إذا كان جائياً
وأما قوله تعالى: " والصابؤن " . فعلى التقديم والتأخير كأنه ابتداء والصابؤن بعد ما مضى الخبر وأنشدوا:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم ... بغاه ما بقينا في شقاق
عدم جواز الجمع بين إن وأن:
ولا يجوز إدخال إن على أن فيقال إن أن زيداً في الدار إلا إذا فصل بينهما كقولك إن عندنا أن زيداً في الدار.
تخفف إن وإن فيبطل عملهما: وتخففان فيبطل عملهما. ومن العرب من يعملهما. والمكسورة أكثرإعمالاً. ويقع بعدهما الإسم والفعل. والفعل الواقع بعد المكسورة يجب أن يكون من الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر. وجوز الكوفيون غيره. وتلزم المكسورة اللام في خبرها. والمفتوحة يعوض عما ذهب منها أحد الأحرف الأربعة حرف النفي وقد وسوف والسين، تقول إن زيد لمنطلق وقال الله تعالى: " وإن كل لما جميع لدينا محضرون " وقرىء: " وإن كلا لما ليوفيننهم " على الإعمال وأنشدوا:
فلو أنك في يوم الرخاء سألتني ... فراقك لم أبخل وأنت صديق
وقال الله تعالى: " وإن كنت من قبله لمن الغافلين " وقال: " وإن نظنك لمن الكاذبين " وقال: " وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين " وأنشد الكوفيون:
بالله ربك إن قتلت لمسلماً ... وجبت عليك عقوبة المتعمد
ورووا إن تزينك لنفسك وإن تشينك لهيه. وتقول في المفتوحة علمت أن زيد منطلق والتقدير أنه زيد منطلق. وقال الله تعالى: " وآخر دعواهم إن الحمد لله رب العالمين " . وقال:
في فتية كسيوف الهند قد علموا ... أن هالك كل من يحفى وينتعل
وعلمت أن لا يخرج زيد وأن قد خرج وأن سوف يخرج وأن سيخرج قال الله تعالى: " أيحسب أن لم يره أحد " وقال تعالى: " علم أن سيكون منكم مرضى " .
ضرورة مشاكلة الفعل لها في التحقيق:
والفعل الذي يدخل على المفتوحة مشددة أو مخففة يجب أن يشاكلها في التحقيق كقوله تعالى: " ويعلمون أن الله هو الحق المبين " قوله تعالى: " أفلا يرون أن لا يرجع " . فإن لم يكن كذلك نحو أطمع وأرجو وأخاف فليدخل على أن الناصبة للفعل كقوله تعالى: " والذي أطمع أن يغفر لي " . وقولك أرجو أن تحسن إلي وأخاف أن تسيء إلي. وما فية وجهان كظننت وحسبت وخلت فهو داخل عليهما جميعاً تقول ظننت أن تخرج وأن ستخرج وأنك تخرج وقريء قوله تعالى: " وحسبوا ألا تكون فتنة " . بالرفع والنصب.
معنى آخر لأن وإن:
وتخرج إن المكسورة إلى المعنى أجل. قال:
ويقلن شيب قد علا ... ك وقد كبرت فقلت إنه
وفي حديث عبد الله بن الزبير إن راكبها. وتخرج المفتوحة إلى معنى لعل كقولهم أئت السوق تشتري لحماً. وتبدل قيس وتميم همزتها عيناً فتقول أشهد عن محمداً رسول الله.

كأن:
هي للتشبيه، ركبت الكاف مع أن كما ركبت مع ذا وأي في كذا وكأين. وأصل قولك كأن زيد الأسد أن زيداً كالأسد، فلما قدمت الكاف فتحت لها الهمزة لفظاً والمعنى على الكسر، والفصل بينه وبين الأصل إنك ههنا بان كلامك على التشبيه من أول الأمر، وثم بعد مضي صدره على الإثبات.
وتخفف فيبطل عملها قال:
ونحر مشرق اللون ... كأن ثدياه حقان
ومنهم من يعملها قال:
كأن وريديه رشاء خلب
وفي قوله:
كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم
ثلاثة أوجه الرفع والنصب والجر على زيادة أن.