الإهداء
لعازف الناي محمد بن خميسة رحمه الله الذي علمني كيف أكوي الناي وأكتوي به
قصيدة نشات على قبر رجل عرفت بعد موته أنه كان عاشقا, كنا نتحلق حوله ونحن صغارا
يهرق انفاسه المحترقة , فيلتظي اللحن على شفاه الناي ليناغم وقت الغروب
كان يختنق عندما يهرق لحنا شجيا على المسحوب
, ألا ياالله ألا يا الله بليليلة سهيلية ’ بليلية سهيلية وبراق الحيا فيها
لكنه كان يبكي فجأة تنز الدمعة وتتشبث بأهدابه فيشيح عنا بوجهه ليمسحها ويعود قائلا, يا الله إني عبدك
سألت عنه منذ فترة من الزمن قيل ذاك قبره,ذهبت لألقي على الرمس التحية فوجدت شجيرة صبار نبتت على القبر
فرحمك الله ياعم محمد رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قوافِلُ الشَّوقِ في بيدٍ من الوَجَـلِ=تُناجزُ البيد, تطويهَا ولـم تصِـلِ
وحاديَ الرَّكبِ تُخدي في جوانحِهِ=قوافلُ الوجد منذُ الموعِدِ الأزلـي
كأنَّهُ النَّايُ يُلقى الرِّيحَ من جِهَـةٍ=ويُهرِقُ الرُّوحَ أنغامًا على الطَّلَلِ
تُجَادِلُ النغمـةُ الحمـراءُ دمعتَـهُ=كَأنَّهَا وشلٌ ينصَـبُّ مـن وشَـلِ
يَشُفُّ لحنَ الجَوى. يُلقِيهِ حَشرَجَةً=فيورِقُ الجرحُ نزفًا لحظةَ الجَـدَلِ
يُذيبُ لحنَ الأسَى في كُلِّ رَابِيَـةٍ=وصوتُهُ عِلَّةٌ تَشفِي مـنَ العِلَـلِ
يهزُّ سفحَ النَّوَى تَترَى مواجِعُـهُ=وموقدُ البَينِ في جَنبَيه لـم يَـزَلِ
مَواجعُ القَفرِ سَالتْ في جَوارِحِـهِ=لَحنًا جَريحًا يُصِيبُ القلبَ بِالشَّلَلِ
تَثَاءَبَ القفرُ في وِجدَانِ لحظَتِـهِ=وموسِمُ الجَدْبِ يُقصِي غَيمَةَ الأملِ
وادي ناوان 15/1/ 1426[/poem]