صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 2 3 4
النتائج 46 إلى 48 من 48

الموضوع: من تقبل تتزوجني من بنات المنتدى(قبل حذف الموضوع)منقول بس خطييير

  1. #46
    ~ [ نجم ماسي ] ~ الصورة الرمزية عبدالرحمن الجبابرة
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    الدولة
    حيث النقاء
    المشاركات
    6,000
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    عام .

    *الإختلاط موجود في النت وخارجه وله درجات ومحاذير على الشاب والفتاة والصغير والكبير .
    * الدين الإسلامي حذر من الإختلاط وفي نفس الوقت لم يطلق تحريمه ولكنه ضبطه فأوصى بغض البصر من الجنسين والبعد عن مواطن الشبهة ونهى عن المنكر ورغّب في تركه ووعد بالتعويض بخيرا منه وأمر بالمعروف ووعد بالثواب عليه .
    * الخلوة المحرمة شرعا على الجنسين لها ضوابطها وصفاتها ودرجاتها فيكون التحريم بحسب ذلك .
    * التعامل في النت سواء في المنتديات أو الدردشة أو البالتوك وما في هذا المعنى ( يعتبر إختلاط ) ونجد فروقات في درجة الإختلاط وعلى ضوء ذلك نلمس درجات المحاذير فدرجة المحذور في المنتديات مثلا أقل من الدردشة ودرجة المحذور في الدردشة أقل من البالتوك وهكذا
    * التعامل في النت بـ ( الماسينجر ) يعتبر خلوة وله درجاته أيضا ومحاذيره وضوابطه .



    تفصيل .


    ولو نظرنا إلى واقعنا اليوم نجد بأن الإختلاط والخلوة قد تكونان ضرورة في بعض الأحيان ! وفي أحيانا أخرى ليست بضرورة .

    * فوجود رجال من غير المحارم في المسكن للضرورة كالإخوان والأقارب يعتبر إختلاط ولكنه ليس إختلاطا محرما

    * والتسوق والتنزه والعمل يكون فيه إختلاط ولكن لا يمكن تحريمه مطلقا ولا جوازه مطلقا ! فيحرم إذا لم يرافق التقوى والفضيلة والحذر .. ويجوز إذا رافق التقوى والحذر والفضيلة .

    * والخلوة قد تكون ضرورة أيضا فتجوز إذا كانت درجتها لم تصل إلى المعنى الشرعي الذي قصده المشرع فالخلوة أيضا لها شروطها وضوابطها الشرعية فلا يمكن أن نحرم خلوة البائع في دكانه بإمرأة دخلت عليه للتبضع ! نعم هي خلوة في هيئتها وتسميتها ولكنها لم تصل إلى درجة الخطورة التي حذر منها الشرع ومع ذلك فقد يكون من الأفضل والأتقى والحذر والفضيلة بأن لا تدخل المرأة دكانا لا يوجد فيه آخرين غير البائع درأ للفتنة والشبهة .
    * وخلوة الطبيب بالمرأة أو الرجل بالطبيبة في حالات خاصة قد تكون ضرورة عند عدم وجود المثيل أو لربما تحصل خلوة ولو بقدر بسيط في حال إنشغال الممرض أو المرافق المثيل ! فهنا حدثت خلوة ولكن درجتها اختلفت والحكم فيها اختلف .
    * وهناك خلوة تحدث بين الخدم والسائقين مع غير مثلاؤهم ولكنها أيضا قد تكون ضرورة ولها درجاتها وضوابطها الشرعية ! ويبقى الضابط هنا هو التقوى والحذر والفضيلة
    * وهنا خلوة الماسينجر وتأخذ نفس الضوابط فالتحادث مع أجنبي أو أحنبية في الماسينجر يعتبر خلوة ولكن هذه الخلوة لها درجتها وضوابطها وتأخذ حكمها من ذلك . فلا يمكن أن نطلق تحريم خلوة بالماسينجر أو الجوال أو الهاتف بين معلم فاضل وتلميذته أو بين عالم أو فقيه أو مفتي والمتلقي منه . كما لايمكن أن نطلق جواز تلك الخلوة بتلك الوسائل دون ضوابط !
    ولو نظرنا إلى درجات الضرورة فسنجدها في أي من التعاملات السابق ذكرها لوجدناها كالتالي :
    1- ضرر بالغ يحدث في الأنفس والأموال . فالخلوة بطبيب من غير الجنس وقت الأزمات الصحية التي قد تذهب النفس فيها ستكون جائزة ! والخلوة بالبائع من غير الجنس ستكون جائزة وقت الضرورة كأن يكون هناك ضرر محقق يحدث في المال مثل أن نشتري مادة معيبة ونريد إرجاعها ووقت الإعادة محدد بزمن !
    وستكون جائزة إذا تحقق الأمن في المكان وتواجدت التقوى والفضيلة من الجانبين وغابت الفتنة .

    2- ضرر غير بالغ يحدث فيما لو تقيدنا بتحريم الخلوة وهنا يبقى الحكم للموازنة بين الضرر المتوقع حصوله ودرجة الخلوة فإذا تقرر أن الضرر سيكون أكبر من درجة الخلوة فنقدم دفع الضرر وإذا تقرر أن ضرر الخلوة أكبر من درجة الضرر المتوقع فنقدم حصول الضرر .



    الخلاصة :

    * هناك فرق بين الإختلاط وبين الخلوة ولكل منهما أحكامها وتفصيلاتها ودرجاتها . وهذا ما أشار إليه بعض الأحبة
    * التقوى تعني البعد والترفع عن مواطن الشبهات . وهذا ما هدف إليه كاتب الموضوع وهو هدف نبيل ومشروع
    * لا تحريم مطلقا ولا جوازا مطلقا في الأمور التي فيها تفصيل للشرع ! فقتل النفس كبيرة من الكبائر وفيها تفصيل ودرجات وأحكام . وشرب الخمر كبيرة من الكبائر أيضا وفيه تفصيل . والسرقة جريمة يعاقب الشارع فيها بقطع اليد وفيها تفصيل .حتى الردة عن الإسلام فيها تفصيل ! وهذا ما يجب التنبه له .



    خاتمة :
    *شكري وتقديري لمن تفضل بهذا الطرح ومنحنا الفرصة للإجتهاد في المشاركة وأسال الله جل شأنه بأن يحفظنا ويحفظكم من كل سوء ومكروه وبأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
    * كل ما تم تدوينه أعلاه كان إجتهادا مما هو مختزن بالذاكرة ويعتبر مبتورا لعدم إقترانه بالأدلة ولا يجوز الأخذ به كفتوى ورجائي من الأحبة بتحقيق ما دونته والإرشاد والتنبيه إلى موقع الخطأ والزلل منه وتأكيد ماورد فيه من حق وصواب .

  2. #47
    غربووولـي أصيـل الصورة الرمزية سندهم
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,491
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خير اختي بنت سليمان


    والله انا اقول على تربية الفتاة +اوالشاب من الاصل


    =من قلى ادبه أساْئ الأدب للأخرين+والعكس صحيح

  3. #48
    ~ [ نجم مميز ] ~ الصورة الرمزية بنت سليمان
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    384
    أحببت نقل بعضاً من الفتوى وأيضاً شيئاً عن الاختلاط وعن أتخاذ الصديق......
    وذلك للتوضيح أكثر وللتنبيه .....
    خلوة الراكبة مع سائق سيارة الأجرة


    السؤال : هل يجوز للمسلم أن يقود سيارة تاكسي فقد يحدث أن تركب معه امرأة بمفردها وتصبح خلوة؟

    الجواب:
    الحمد لله
    قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ : " لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ " . رواه أحمد والترمذي في سننه 2091 وهو في صحيح الجامع 2546 وقال الله تعالى في قصة يوسف عليه السلام : ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ .. ) الآية سورة يوسف 23
    فلا يجوز للرجل أن يخلو بامرأة أجنبية لا في بيت ولا في مكتب ولا في عيادة ولا في مصعد ولا في سيارة ولا غير ذلك من الأماكن لأنّ ذلك سببا وذريعة إلى الوقوع في الحرام والشّيطان حريص على إيقاع العبد في الحرام وتزيينه له ، وقد اتفق الفقهاء على أنّ الخلوة بالأجنبية محرّمة ، وقالوا : لا يخلون رجل بامرأة ليست منه بمحرم ولا زوجة بل أجنبية لأنّ الشّيطان يوسوس لهما في الخلوة بفعل ما لايحلّ . الموسوعة الفقهية 19/267 ، ولا يجوز للرجل أن يخلو بامرأة أجنبية حتى ولو كان يعلّمها القرآن ولا يجوز أن يؤمها في الصلاة بمفردهما ، وضابط الخلوة المحرمة أن يخلو بها بحيث تحتجب شخوصهما عن الناس : فتح الباري 9/333 ، وسائق سيارة الأجرة لا يخلو أن يمرّ بشارع خال أو طريق سريع كما أن هيكل السيارة يخفي أكثر جسد الراكب ، ولا يُؤمن أيضا من تبادل حديث محرّم ، أو انجرار إلى اتّفاق على أمر محرّم ، وكم حصل من مآسٍ وقصص مؤلمة ومعاصٍ مهلكة بسبب الخلوة مع السّائق الأجنبي، وهذه الشريعة حكيمة مُحكمة تسدّ منافذ الشرّ والطرق المؤدية إلى الحرام ، فالواجب الامتناع التامّ عن الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبيين ، وصاحب سيارة الأجرة عليه أن لا يحمل امرأة بمفردها ويمتنع عن إركابها إلاّ في حالة الضرورة كالإسعاف في الحوادث ونحو ذلك ، والله وليّ التوفيق .


    الإسلام سؤال وجواب
    الشيخ محمد صالح المنجد

    مجالسة أقارب الزوج ومصافحتهم

    سؤال:
    تسخر مني عائلة زوجي دائما بسبب لبسي لغطاء الرأس حتى عندما أكون معهم في المنزل أثناء التجمعات العائلية أو احتفالات الأعياد ، وهم يقولون إنني غير مضطرة إلى التغطية في وجود أفراد العائلة ، أعرف عن قواعد عورة المرأة أمام غير المحارم في الإسلام وأود أن أحافظ عليها ، كيف أواجه تعليقاتهم دون جرح شعورهم ، وفي نفس الوقت أعرفهم بمزايا الإتباع الصحيح للإسلام كذلك ، هل أبناء أخ أو أخت الزوج من المحارم للزوجة ؟ لقد راجعت بعض الأساتذة في هذا وقالوا إنهم ليسوا من المحارم ، ولكن لأسباب عائلية ولإصرار الزوج (وحتى لا نجرح شعورهم) فإنني أسلم عليهم باليد ، لا أزال ، حيث أن هذه الممارسة عادية في العائلة ، أشعر بعدم الارتياح في هذا الأمر ، وأرجو من الله أن يرشدني إلى طريق الخير وأن يعفو عني .

    الجواب:
    الحمد لله
    أولاً :
    نسأل الله أن يعينك على الخير ، وأن ييسر لك أمراً يكشف به همَّك ، فإن ما تسمعه المرأة المسلمة وتراه ممن بعُد عن دين الله تعالى أو رقَّ ورعه كثير ، وعليها أن تصبر على ذلك وأن تحتسب ما يصيبها عنده سبحانه وتعالى ، فترجو ربها وتسأله العون والتثبيت .
    ولا يجوز لها أن ترضخ لطلباتهم ولا أن تستجيب لنزواتهم وشهواتهم من الاختلاط والنظر والمصافحة وترك الحجاب ؛ فإنها إن أرضتهم بذلك فإنها تُسخط ربَّها عز وجل .
    ثانياً :
    أبناء أخ وأخت الزوج ليسوا من المحارم بل هم ممن يجب الاحتياط منهم أكثر ؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعلهم بمثابة الموت .
    عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والدخولَ على النساء ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت " .
    رواه البخاري ( 4934 ) ومسلم ( 2172 ) .
    قال النووي :
    اتفق أهل اللغة على أن الأحماء أقارب زوج المرأة كأبيه وعمه وأخيه وابن أخيه وابن عمه ونحوهم ، والأختان أقارب زوجة الرجل ، والأصهار يقع على النوعين .
    وأما قوله صلى الله عليه وسلم " الحمو الموت " فمعناه : أن الخوف منه أكثر من غيره ، والشر يتوقع منه ، والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي ، والمراد بالحمو هنا أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه ، فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفون بالموت وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم ، وعادة الناس المساهلة فيه ويخلو بامرأة أخيه ، فهذا هو الموت ، وهو أولى بالمنع من أجنبي لما ذكرناه ، فهذا الذى ذكرته هو صواب معنى الحديث .
    " شرح مسلم " ( 14 / 154 ) .
    قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
    يجوز للمرأة أن تجلس مع اخوة زوجها أو بني عمها أو نحوهم إذا كانت محجَّبة الحجاب الشرعي ، وذلك بستر وجهها وشعرها وبقية بدنها ؛ لأنها عورة وفتنة إذا كان الجلوس المذكور ليس فيه ريبة ، أما الجلوس الذي فيه تهمة لها بالشر : فلا يجوز ، وهذا كالجلوس معهم لسماع الغناء وآلات اللهو ونحو ذلك ، ولا يجوز لها الخلوة بواحدٍ منهم أو غيرهم ممن ليس مَحْرَماً لها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يخلونَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا ومعها ذو محرم " متفق على صحته ، وقوله صلى الله عليه وسلم " لا يخلون رجل بامرأة ؛ فإن الشيطان ثالثهما " أخرجه الإمام أحمد بإسنادٍ صحيحٍ من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
    والله ولي التوفيق .
    " فتاوى المرأة المسلمة " ( 1 / 422 ، 423 ) .
    ثالثاً :
    أما المصافحة بين المرأة والأجنبي فحرام ، ولا يجوز لكِ التساهل فيه بناءً على رغبة أقربائكِ أو أقرباء زوجكِ .
    عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت : " ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته ، قال : اذهبي فقد بايعتك " .
    رواه مسلم ( 1866 ) .
    فهذا المعصوم خير البشرية جمعاء سيد ولد آدم يوم القيامة لا يمس النساء ، هذا مع أن الأصل في البيعة أن تكون باليد ، فكيف غيره من الرجال ؟ .
    عن أميمة ابنة رقيقة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لا أصافح النساء " .
    رواه النسائي ( 4181 ) وابن ماجه (2874) .
    والحديث صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 2513 ) .
    قال الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى - :
    مصافحة النساء من وراء حائل – فيه نظر – والأظهر المنع من ذلك مطلقا عملا بعموم الحديث الشريف ، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " إني لا أصافح النساء " ، وسدّاً للذريعة ، والله أعلم .
    " حاشية مجموعة رسائل في الحجاب والسفور " ( 69 ) .
    والله أعلم

    الإسلام سؤال وجواب
    إنفراد سائق الحافلة بالمرأة

    سؤال:
    هناك مشاركات في أحد مراكز تحفيظ القران يتم تجميعهم بحافلة والسائق لا يوجد معه محرم كزوجته والسؤال هو: بالنسبة للراكبة الأولى صباحاً والأخيرة ظهراً ، وهل يعتبر وجودها مع السائق خلوة محرمة ؟.

    الجواب:
    الحمد لله
    تتابعت فتاوى أهل العلم على تحريم خلوة السائق بالمرأة الأجنبية ، للنص على تحريم الخلوة بالأجنبية ، ولما يترتب على ذلك من مفاسد لا تخفى على أحد ، سواء كان الذهاب إلى مراكز التحفيظ أو إلى المساجد ، ومن باب أولى إلى الأسواق وما شابهها ، وهذا الحكم يتعلق – كما في السؤال – بالراكبة الأولى صباحاً ، وبالأخيرة ظهراً ، وحتى يرتفع الحرج هنا فينبغي أن تركب طالبتان صباحاً معاً ، وتنزل طالبتان ظهراً معاً ، وهذه بعض فتاوى أهل العلم :
    قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله :
    لم يبق شك في أن ركوب المرأة الأجنبية مع صاحب السيارة منفردة بدون محرم يرافقها : منكر ظاهر ، وفيه عدة مفاسد لا يستهان بها ، ... ، والرجل الذي يرضى بهذا لمحارمه ضعيف الدين ، ناقص الرجولة ، قليل الغيرة على محارمه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " – رواه الترمذي ( 2165 ) وصححه الألباني ( 1758 ) ، وركوبها معه في السيارة أبلغ من الخلوة بها في بيت ونحوه ؛ لأنه يتمكن من الذهاب بها حيث شاء من البلد أو خارج البلد ، طوعاً أو كرهاً ، ويترتب على ذلك من المفاسد أعظم مما يترتب على الخلوة المجردة .
    ولا يخفى آثار فتنة النساء والمفاسد المترتبة عليها ؛ ففي الحديث " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " رواه البخاري ( 5096 ) ومسلم ( 2740 ) ، وفي الحديث الآخر " اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " رواه مسلم ( 2742 ) .
    لهذا وغيره مما ورد في هذا الباب ، وأخذاً بما تقتضيه المصلحة العامة ويحتمه الواجب الديني علينا وعليكم : نرى أنه يتعيَّن البت في منع ركوب أي امرأة أجنبية مع صاحب التاكسي بدون مرافق لها مِن محارمها أو مَن يقوم مقامه مِن محارمها أو أتباعهم المأمونين المعروفين .. ..
    " فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 553 ، 554 ) .
    وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
    لا يجوز ركوب المرأة مع سائق ليس محرماً لها وليس معهما غيرهما ؛ لأن هذا في حكم الخلوة ، وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يخلونَّ رجل بامرأةٍ إلا ومعها ذو محرَم " رواه البخاري ( 5233 ) ومسلم ( 1341 ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لا يخلونَّ رجل بامرأة ، فإن الشيطان ثالثهما" .
    أما إذا كان معهما رجل آخر أو أكثر أو امرأة أخرى أو أكثر : فلا حرج في ذلك إذا لم يكن هناك ريبة ؛ لأن الخلوة تزول بوجود الثالث أو أكثر .
    وهذا في غير السفر ، أما في السفر : فليس للمرأة أن تسافر إلا مع ذي محرَم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرَم " متفق على صحته .
    ولا فرق بين كوْن السفر من طريق الأرض أو الجو أو البحر ، والله ولي التوفيق .
    " فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 556 ) .
    وقال الشيخ محمد الصالح العثيمين :
    إنه لا يجوز للرجل أن ينفرد بالمرأة الواحدة في السيارة إلا أن يكون محرَماً لها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم " .
    أما إذا كان معه امرأتان فأكثر : فلا بأس ؛ لأنه لا خلوة حينئذٍ بشرط أن يكون مأموناً وأن يكون في غير سفرٍ ، والله الموفق .
    " فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 554 ، 555 ) .
    وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
    لا يجوز للمرأة أن تركب السيارة وحدها مع سائق غير محرم ، لا في الذهاب إلى المسجد ولا إلى غيره ؛ لما جاء من النهي الشديد عن خلوة الرجل بالمرأة التي لا تحل له .
    وإذا كان مع السائق جماعة من النساء : فالأمر أخف لزوال الخلوة المحذورة ، لكن يجب عليهن التزام الأدب والحياء ، وعدم ممازحة السائق والتبسط معه ؛ لقوله تعالى { فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً } الأحزاب / 32 .
    " فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 556 ، 557 ) .
    والله أعلم .


    الإسلام سؤال وجواب

    سؤال:
    هل الخلوة هي فقط أن يخلو الرجل بامرأة في بيت ما ، بعيداً عن أعين الناس ، أو هي كل خلوة رجل بامرأة ولو كان أمام أعين الناس ؟.

    الجواب:
    الحمد لله
    ليس المراد بالخلوة المحرمة شرعاً انفراد الرجل بامرأة أجنبية منه في بيت بعيداً عن أعين الناس فقط ، بل تشمل انفراده بها في مكان تناجيه ويناجيها ، وتدور بينهما الأحاديث ، ولو على مرأى من الناس دون سماع حديثهما ، سواء كان ذلك في فضاء أم سيارة أو سطح بيت أو نحو ذلك ، لأن الخلوة مُنعت لكونها بريد الزنا وذريعة إليه ، فكل ما وجد فيه هذا المعنى ولو بأخذ وعد بالتنفيذ بعد فهو في حكم الخلوة الحسية بعيداً عن أعين الناس .
    وبالله التوفيق


    فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 17/57

    السؤال :
    ما حكم مداواة الطبيب للمرأة المسلمة ؟


    الجواب:
    الحمد لله
    الأصل أنه إذا توافرت طبيبة متخصصة يجب أن تقوم بالكشف على المريضة وإذا لم يتوافر ذلك فتقوم بذلك طبيبة غير مسلمة ثقة ، فإن لم يتوافر ذلك يقوم به طبيب مسلم ، وإن لم يتوافر طبيب مسلم يمكن أن يقوم مقامه طبيب غير مسلم ، على أن يطلع من جسم المرأة على قدر الحاجة في تشخيص المرض ومداواته وألا يزيد عن ذلك وأن يغض الطرف قدر استطاعته ، وأن تتم معالجة الطبيب للمرأة هذه بحضور محرم أو زوج أو امرأة ثقة خشية الخلوة . والله أعلم

    الإسلام سؤال وجواب
    الشيخ محمد صالح المنجد


    لماذا يحرم إقامة علاقة بين المرأة والرجل الأجنبي ؟


    السؤال : لماذا لا يمكن للمسلم أن يعطي مواعيد ويتقابل مع امرأة ؟ إنني امرأة نصرانية متشددة ولي صديق مسلم وأحاول فهم هذا.


    الجواب :
    الحمد لله
    منع الإسلام من الخلوة بالمرأة الأجنبية ولو كان يعلمها القرآن وهو كتاب الله ، وذلك لأن الشيطان يدخل بينهما ، قال نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام : " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " . فإذا كانت هذه المرأة ترغب أن تسمع الإسلام وأن تقرأ عنه قراءة مفصلة ففي إمكانها ان تأخذ الكتابات التي كتبت عن الإسلام المترجمة بعدّة لغات ، فتأخذ اللغة التي تفهمها حتى إذا فهمت ما يدعوها إلى الإسلام أسلمت . وإن كانت لا تفهم وتريد من يشرح لها فإنه يجوز إن لم يكن هناك خلوة بحيث يكون معها محرمها أو وجود عدد من النساء وكان الرجل مسلما ثقةً ، أو عدد من الرجال الثقات فيجلسون مع هذه المرأة فيعلمونها الإسلام حتى تفهمه ويقيموا الحجة عليها فهذا جائز .
    الشيخ عبد الله بن جبرين .
    والله عز وجل يريد أن يطهر المسلمين ولذلك حرم عليهم كل وسيلة تؤدي إلى الشر والفساد والفاحشة وأنت تعلمين أيتها السائلة أن الرجل إذا خلا بأمرأة واقام معها علاقة فإن هذه العلاقة كثيراً ما تتطور إلى ما لا يُحمد عقباه ، وإن الخلوة هي طريق إلى الفساد والوقوع في الفاحشة ، ولا يجوز للانسان أن يزكي نفسه وأن يقول أنا لا أتأثر من الخلوة بالنساء .
    والاسلام لا ينتظر إلى أن تتطور أمور الشخص في الحرام ، ولكنه يبعده عنه من أول الطريق ، وأحكام الشريعة نزلت لعموم الناس ، ولا عبرة بوجود حالات من الخلوة لم تؤد إلى الفاحشة ولا إلى أي استمتاع محرم كاللمس والتقبيل ، فلماذا يُعرض الشخص نفسه للفتنة ؟
    أليس إذا جلس رجل مع امرأة أجنبية في خلوة ليس معها أحد قد يقع في نفسها أو في نفسه فعل شيء محرم حتى ولو لم يحدث عملياً ثم مع التكرار قد يحدث فعلاً .
    والشريعة في هذا الأمر تحتاط وتغلق الطريق الذي يمكن أن يؤدي إلى الشر .
    وإذا كانت هناك أي فائدة عند الرجل تحتاجها امرأة أو العكس فيمكن تحصيلها بإرسالها إليه رسالة أو إرساله إليها دون لقاء ، أو يكون اللقاء من وراء حجاب ، أو بوجود أشخاص تزول بهم الخلوة ، هذا مع الحشمة واللباس الساتر .
    والله الهادي إلى سواء السبيل .


    الإسلام سؤال وجواب
    الشيخ محمد صالح المنجد

    المحادثة بين الرجال والنساء عبر برامج المحادثة ( الشات )

    سؤال:
    أنا فتاة مسلمة وأقوم بالدخول على "البالتوك" ثم إلى الغرف الإسلامية حتى أحصِّلَ شيئا من العلم الشرعي . وعندما أكون في تلك الغرف ، يحدث أحيانا أن يطلب أحد المسلمين (وهو يبحث عن زوجة) أن نتحادث شخصيا (عن طريق التشات) ليتعرف كل منا على الآخر . وقد طرح علي بعض الأسئلة وهي من قبيل : أين أقيم ، وعمري ، وما إذا كنت متزوجة (بالمناسبة فأنا غير متزوجة) ، وما إذا كنت أعتزم الزواج ، وما إذا كنت أقيم مع أهلي ، وما إلى ذلك .
    ومشكلتي هي أني لا أعرف إن كان يجوز لي شرعا أن أقدم مثل تلك المعلومات المتعلقة بي لمسلم من غير محارمي . هل التحدث كتابة مع شاب يعد معصية حقاً ؟؟.

    الجواب:
    الحمد لله
    لا حرج على المرأة المسلمة في الاستفادة من الإنترنت ، ودخول موقع " البالتوك " لهذا الغرض ، ما لم يؤد ذلك إلى محذور شرعي ، كالمحادثة الخاصة مع الرجال ، وذلك لما يترتب على هذه المحادثات من تساهل في الحديث يدعو إلى الإعجاب والافتتان غالبا ، ولهذا فإن الواجب هو الحزم والابتعاد عن ذلك ، ابتغاء مرضاة الله ، وحذرا من عقابه .
    وكم جَرَّت هذه المحادثات على أهلها من شر وبلاء ، حتى أوقعتهم في عشق وهيام ، وقادت بعضهم إلى ما هو أعظم من ذلك ، والشيطان يخيل للطرفين من أوصاف الطرف الآخر ما يوقعهما به في التعلق المفسد للقلب المفسد لأمور الدنيا والدين .
    وقد سدت الشريعة كل الأبواب المفضية إلى الفتنة ، ولذلك حرمت الخضوع بالقول ، ومنعت الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية ، ولا شك أن هذه المحادثات الخاصة لا تعتبر خلوة لأمن الإنسان من إطلاع الآخر عليه ، غير أنها من أعظم أسباب الفتنة كما هو مشاهد ومعلوم .
    وما جرى معك خير شاهد على صحة ما ذكرنا ، فإن هذه الأسئلة الخاصة ، يصعب على الرجل أن يوجهها إلى فتاة مؤمنة إلا عبر هذه الوسائل التي أُسيء استخدامها .
    فاتق الله تعالى ، وامتنعي عن محادثة الرجال الأجانب ، فذلك هو الأسلم لدينك ، والأطهر لقلبك ، واعلمي أن الزواج بالرجل الصالح منة ونعمة من الله تعالى ، وما كانت النعم لتنال بالمعصية .
    وقد سئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله : ما حكم المراسلة بين الشبان والشابات علما بأن هذه المراسلة خالية من الفسق والعشق والغرام ؟
    فأجاب :
    ( لا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه ؛ لما في ذلك من فتنة ، وقد يظن المراسل أنه ليست هناك فتنة ، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه بها ، ويغريها به. وقد أمر صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجال أن يبتعد عنه ، وأخبر أن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه.
    ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير يجب الابتعاد عنها وإن كان السائل يقول : إنه ليس فيها عشق ولا غرام ) انتهى ، نقلا عن : فتاوى المرأة ، جمع محمد المسند ، ص 96
    ولاشك أن التخاطب عبر الشات أبلغ أثرا وأعظم خطرا من المراسلة عن طريق البريد ، وفي كل شر .
    والله أعلم .


    الإسلام سؤال وجواب



    وإليكم شيئاً من كتاب حراسة الفضيلة .........
    ما ذكره الله سبحانه في قصة ابنتي شيخ مدين‏:‏ ‏{‏فجاءته إحداهما تمشي على استحياء‏}‏ ‏[‏القصص‏:‏ 25‏]‏ فقد جاء عن عمر ـ رضي الله عنه ـ بسند صحيح أنه قال‏:‏ جاءت تمشي على استحياء قَائِلَةً بثوبها على وجهها، لَيْسَت بِسَلْفَعٍ مِن النساء ولاّجةً خرَّاجة ‏.‏ والسلفع من النساء‏:‏ الجريئة السليطة، كما في تفسير ابن كثير ‏[‏3/384‏]‏ رحمه الله تعالى ‏.‏
    وفي الآية أيضًا من الأدب والعفة والحياء، ما بلغ ابنة الشيخ مبلغًا عجيبًا في التحفظ والتحرز، إذ قالت‏:‏ ‏{‏إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا‏}‏ فجعلت الدعوة على لسان الأب، ابتعادًا عن الرَّيب والرِّيبة ‏.
    وايضاً

    الاخـتــلاط مـحــرم شــرعــًا
    إن العِفَّة حجاب يُـمَزِّقه الاختلاط، ولهذا صار طريق الإسلام التفريق والمباعدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها، فالمجتمع الإسلامي -كما تقدم- مجتمع فردي لا زوجي، فللرجال مجتمعاتهم، وللنساء مجتمعاتهن، ولا تخرج المرأة إلى مجتمع الرجال إلا لضرورة أو حاجة بضوابط الخروج الشرعية ‏.‏
    كل هذا لحفظ الأعراض والأنساب، وحراسة الفضائل، والبعد عن الرِّيب والرذائل، وعدم إشغال المرأة عن وظائفها الأساس في بيتها، ولذا حُرِّم الاختلاط، سواء في التعليم، أم العمل، والمؤتمرات، والندوات، والاجتماعات العامة والخاصة، وغيرها؛ لما يترتب عليه من هتك الأعراض ومرض القلوب، وخطرات النفس، وخنوثة الرجال، واسترجال النساء، وزوال الحياء، وتقلص العفة والحشمة، وانعدام الغيرة‏.‏
    ولهذا في أهل الإسلام لا عهد لهم باختلاط نسائهم بالرجال الأجانب عنهن، وإنما حصلت أول شرارة قدحت للاختلاط على أرض الإسلام من خلال‏:‏ المدارس الاستعمارية الأجنبية والعالمية، التي فتحت أول ما فتحت في بلاد الإسلام في‏:‏ ‏(‏لبنان‏)‏ كما بينته في كتاب ‏(‏المدارس الاستعمارية ـ الأجنبية العالمية ـ تاريخها ومخاطرها على الأمة الإسلامية‏)‏‏.‏
    وقد علم تاريخيًا أن ذلك من أقوى الوسائل لإذلال الرعايا وإخضاعها، بتضييع مقومات كرامتها، وتجريدها من الفضائل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‏.‏
    كما عُلِم تاريخيًا أن التبذل والاختلاط من أعظم أسباب انهيار الحضارات، وزوال الدول، كما كان ذلك لحضارة اليونان والرومان، وهكذا عواقب الأهواء والمذاهب المضلة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ‏[‏الفتاوى‏:‏ 13/182‏]‏ ‏:‏ ‏(‏‏(‏إن دولة بني أمية كان انقراضها بسبب هذا الـجَعْدِ المعطِّل وغيره من الأسباب‏)‏‏)‏ انتهى ‏.‏
    ولهذا حرمت الأسباب المفضية إلى الاختلاط، هتك سنة المباعدة بين الرجال والنساء، ومنها‏:‏
    تحريم الدخول على الأجنبية والخلوة بها، للأحاديث المستفيضة كثرة وصحة، ومنها‏:‏ خلوة السائق، والخادم، والطبيب وغيرهم بالمرأة، وقد تنتقل من خلوة إلى أخرى، فيخلو بها الخادم في البيت، والسائق في السيارة، والطبيب في العيادة، وهكذا‏!‏‏!‏ ‏.‏
    تحريم سفر المرأة بلا محرم، والأحاديث فيه متواترة معلومة ‏.‏
    تحريم النظر العمد من أي منهما إلى الآخر، بنص القرآن والسنة ‏.‏
    تحريم دخول الرجال على النساء، حتى الأحماء ـ وهم أقارب الزوج ـ فكيف بالجلسات العائلية المختلطة، مع ما هن عليه من الزينة، وإبراز المفاتن، والخضوع بالقول، والضحك ‏.‏‏.‏ ‏؟‏‏!‏‏!‏
    تحريم مسّ الرجل بدن الأجنبية، حتى المصافحة للسلام ‏.‏
    تحريم تشبه أحدهما بالآخر ‏.‏
    وشرع لها صلاتها في بيتها، فهي من شعائر البيوت الإسلامية، وصلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في مسجد قومها، وصلاتها في مسجد قومها خير من صلاتها في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كما ثبت الحديث بذلك ‏.‏
    ولهذا سقط عنها وجوب الجمعة، وأُذن لها بالخروج للمسجد وفق الأحكام التالية ‏:‏
    1ـ أن تؤمن الفتنة بها وعليها‏.‏
    2ـ أن لا يترتب على حضورها محذور شرعي‏.‏
    3ـ أن لا تزاحم الرجال في الطريق ولا في الجامع ‏.‏
    4ـ أن تخرج تَفِلةً غير متطيبة ‏.‏
    5ـ أن تخرج متحجبة غير متبرجة بزينة ‏.‏
    6ـ إفراد باب خاص للنساء في المساجد، يكون دخولها وخروجها معه، كما ثبت الحديث بذلك في سنن أبي داود وغيره ‏.‏
    7ـ تكون صفوف النساء خلف الرجال ‏.‏
    8ـ خير صفوف النساء آخرها بخلاف الرجال ‏.‏
    9ـ إذا نابَ الإمامَ شيء في صلاته سَبَّح رجل، وصفقت امرأة ‏.‏
    10ـ تخرج النساء من المسجد قبل الرجال، وعلى الرجال الانتظار حتى انصرافهن إلى دُورهن، كما في حديث أم سلمة رضي الله عنها، في صحيح البخاري وغيره‏.‏
    إلى غير ذلك من الأحكام التي تباعد بين أنفاس النساء والرجال، والله أعلم‏.‏
    ولا بد من التنبيه هنا إلى أن دعاة الإباحية، لهم بدايات تبدو خفيفة، وهي تحمل مكايد عظيمة، منها في وضع لبنة الاختلاط، يبدؤون بها من رياض الأطفال، وفي برامج الإعلام، وركن التعارف الصحفي بين الأطفال، وتقديم طاقات ـ وليس باقات ـ الزهور من الجنسين في الاحتفالات ‏.‏
    وهكذا ‏.‏‏.‏ من دواعي كسر حاجز النفرة من الاختلاط، بمثل هذه البدايات، التي يستسهلها كثير من الناس ‏.‏
    فليتق الله أهلُ الإسلام في مواليهم، وليحسبوا خطوات السير في حياتهم، وليحفظوا ما استرعاهم الله عليه من رعاياهم، والحذر الحذر من التفريط والاستجابة لفتنة الاستدراج إلى مدارج الضلالة، وكل امرئٍ حسيب نفسه‏.
    النهي عن الخضوع بالقول
    نهى الله سبحانه وتعالى أمهات المؤمنين، ونساء المؤمنين تبع لهن في ذلك عن الخضوع بالقول، وهو تليين الكلام وترقيقه بانكسار مع الرجال، وهذا النهي وقاية من طمع مَن في قلبه مرض شهوة الزنى، وتحريك قلبه لتعاطي أسبابه، وإنما تتكلم المرأة بقدر الحاجة في الخطاب من غير استطراد ولا إطناب ولا تليين خاضع في الأداء‏.‏
    وهذا الوجه الناهي عن الخضوع في القول غاية في الدلالة على فرضية الحجاب على نساء المؤمنين من باب أولى، وإنَّ عدَم الخضوع بالقول من أسباب حفظ الفرج، وعدم الخضوع بالقول لا يتم إلا بداعي الحياء والعفة والاحتشام، وهذه المعاني كامنة في الحجاب، ولهذا جاء الأمر بالحجاب في البيوت صريحًا في الوجه بعده‏.‏

    وأترككم مع مقاال أعجبني أسأل الله أن بنفع به
    (وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ)..[1]

    صديق ... أهذا هو الطريق؟؟

    قالت إحداهن: تعرفت عليه ، بدأ يبادلني كلمات الحب والغزل كل يوم، وتطورت العلاقة بيننا وأخذت أحلم به زوجًا للمستقبل، واتفقنا يومًا على اللقاء فقابلته، وفي اليوم التالي دعاني على العشاء فذهبت، وركبت معه السيارة، وبدأ يتجه بي إلى مكان بعيد وأنا خائفة ومترددة ولكن ماذا أقول، وأنا التي سلمتُ له نفسي منذ أول لحظة حادثته فيها.

    وفجأة توقف الشاب في مكان فركب معه شاب آخر وفهمت سوء نيتهما، وبدأتُ أقاوم ولكن دون جدوى حتى أغمى علي، وأخذاني وتركاني بعد أن ....... وتركوني مرمية في إحدى المزارع البعيدة.

    فهل تتوقعين فتاتي هذه النهاية لقصة الحب المزعوم؟

    وأخرى تقول: أحببت شابًا وأنا في سن السادسة عشر عامًا، ولقد فضلتُ صديقتي على أمي بهذا السر .. ومازلتُ إلى الآن أحبه وأخفي سري ولا أعرف ما السبب؟

    وثالثة تقول: عزلتني أمي عن الجميع فعدتُ إلى حبي القديم. رغم سني الصغير ـ أربعة عشر عامًا ـ إلا أنني أحببتُ شابًا .. لم يمر وقت طويل حتى كشفتْ والدتي الأمر فعزلتني عن الجميع، وحرمتني من كل شيء ومن صديقاتي وأهلي ونقلتني من المدرسة .. وتحت هذه الضغوط عدتُ لحبي القديم، أتحدث معه فهو الوحيد الذي يسمعني ويواسيني ويراعي مشاعري فماذا أفضل؟

    وهذه تقول: أنا في الخامسة عشرة من عمري تعرفتُ على شاب يكبرني بخمس سنوات أقابله باستمرار دون علم أهلي، وهو يطلب مني أشياء تتنافى مع الآداب العامة، وأرفض بالبداية ثم أرضخ لرغبته حيث إنه يهددني بالانفصال عني، وقد تعودت على وجوده في حياتي وأخاف أن أنزلق معه لأكثر من هذا، لقد قررتُ إخبار أهلي بأمري ولكنني أخاف من ردة فعل والدي ووالدتي .. فماذا أفعل؟



    عزيزتي الفتاة المسلمة:

    لا يطارد الإسلام المحبين، ولا يطارد بواعث الحب والغرام، ولا يجفف منابع الود والاشتياق ولكنه كعادته ـ في كل شأن من شؤون التشريع ـ يهذب الشيء المباح حتى لا ينفلت الزمام ويقع المرء في الحرام الهلاك.

    ـ لقد ارتبط في أذهان الكثير من الفتيات أن يمارسن الحب خارج البيوت، وأن ينسجوا خيوط العشق وطرائق الغرام بعيدًا عن الزواج الحلال من باب أن الممنوع مرغوب.

    فهل نقبل بما يسمى بـ 'حرية الحب' في مجتمعنا الإسلامي؟

    لقد ترددت على ألسنة المراهقات عبارات الحب التي شوهت أفكارهن ومنها قولهن: الحب من أول نظرة، الزواج بدون حب فاشل، الحب يصنع المعجزات، الحب عذاب، الزواج مقبرة الحب، ومن الحب ما قتل.

    وأعلم أن مشاعر الميل الجنسي لآخر في هذا السن طبيعية ولكن هل هذا مسوغ ومبرر للاندفاع وراء هذه المشاعر؟ وهل هذا مبرر لإقامة مثل هذه العلاقات بين الفتاة والشاب.

    إن فترة المراهقة مرحلة من مراحل العمر، ولا يعني ذلك أبدًا تبرير الانحراف، والتغاضي عن إهمال التكاليف الشرعية، وإنما يعني أن فترة المراهقة هي مرحلة لها خصائصها التي تميزها جسميًا وجنسيًا وانفعاليًا وعقليًا شأنها شأن أي مرحلة من مراحل العمر، وما علينا إلا أن نتعامل مع خصائص مرحلة المراهقة على أسس شرعية ونفسية وعلمية والنمو الجنسي في مرحلة المراهقة قد لا يؤدي بالضرورة إلى أزمات، ولكن النظم الاجتماعية الحديثة هي المسئولة عن أزمة المراهقة.

    إن ما يسمى بـ 'الحب' الذي تعيشه الفتيات اليوم فيه من الشطط والمعابة ما يجعله لهوًا ولعبًا فلا ترى له هدفًا، ولا نتلمس له ضوابط ومعايير، بل تراه خفيًا مستترًا أو بارزًا متبحجًا يلتقي مع السراب في كثير من الحالات ويترك هذا الحب جراحًا تدوم إلى الأبد ونادرًا ما ينتهي بالزواج، هذا إن كان حبًا عفيفًا وعلاقة شريفة، فما بالك بالحب غير العفيف والعلاقات غير الشريفة.



    ومن الأعراض التي تظهر على الفتاة مع تعرضها لهذا النوع من العلاقات:

    [1] انخفاض المستوى الدراسي إن كانت من الدارسات.

    [2] السرحان الدائم والسباحة في عالم الخيال [أحلام اليقظة].

    [3] تبتدع الفتاة الأكاذيب الدائمة على أهلها للخروج ولقاء الحبيب.

    [4] الخوف المستمر من معرفة الأهل والقلق والتوتر.

    [5] وأيضًا تأنيب الضمير إذا خلت بنفسها.

    عزيزتي الفتاة:

    من خلال قراءتنا للكثير من القصص فإنني وضعتُ يدي على كثير من الآثار المترتبة على مثل هذا النوع من العلاقات منها:

    1ـ خوف الفتاة المستمر من ترك الحبيب لها أو الانحدار معه إلى الهاوية، فهي علاقة مزيفة وعالم خيالي لا ينتهي إلا بالأخطاء والندم.

    2ـ وقد تقع الفتاة ضحية الابتزاز والتهديد والفضيحة وإخبار الأهل إن قررتْ ترك الشاب الحبيب المزعوم.

    3ـ قد تتعرض لصدمة نفسية ومحنة كبيرة واضطرابات عصبية ونفسية، ألم نرَ من أصيبوا بالجنون بعد ابتعاد الحبيب عنهم.

    4ـ انكسار قلب الفتاة إذا لم تستمر هذه العلاقة وتنتهي بالزواج.

    5ـ وإذا تم الزواج فقد يحدث الطلاق بعد الزواج بسبب كثرة الشكوك بين الزوجين {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} [التوبة:109].

    6ـ المشاكل الدائمة بين الفتاة وبين الأسرة.

    7ـ وقد يترتب على هذه العلاقة انحراف وعلاقة غير شرعية قد يكون ثمرتها الحمل [الكارثة الكبرى].

    8ـ فقد الفتاة لسمعتها وفقدها لثقة الآخرين.

    9ـ فقد الفتاة لمستقبلها، وقد تفقد حياتها ثمنًا لمثل هذه العلاقات.

    آنستي ... هنا أقف وأسألكِ إلى أين هذه العلاقة؟ ولماذا لا ترى النور؟ وسأترك الإجابة لكِ

    ولماذا لا يتقدم هذا الشاب للزواج ويدخل البيت من الباب لا من الشباك؟

    الحب إخلاص وصفاء ونقاء، الحب عهد ورسالة، والحب سر الحياة، وهو فطرة فطر الله الناس عليها وهو ضرورة من ضروريات الحياة.

    وأنا أقول قول الشاعر:
    إنما الحب صفاء النـ .......ـفس من حقد وبغض
    إن أفئدة تهوى ......... وتأبى هتك عرض
    وجنون خدرات........... تلمح الحسن فتغض
    إنني أكره حبًا.......... يجعل الفسق شعارًا
    يجعل اللذة قصدًا....... ويرى العفة عارًا
    أعلن الحرب على....... أصحابه ليلاً ونهارًا




    إنَّ ما تطلقه الفتيات على هذه العلاقة 'بالحب' إنما هو وهم وخيال، فليس هناك حب قبل الزواج، والحب الحقيقي هو الذي ينمو ويكبر في مؤسسة الزواج الشرعي،أما ما عدا ذلك فليس حبًا بل هم وغم بالليل والنهار.



    لماذا تشرع الفتاة بهذه المشاعر؟ وما دوافع العلاقات العاطفية لدى الفتاة؟

    هناك أسباب ودوافع لهذه العلاقة العاطفية منها:

    1ـ الفراغ وتسلية الوقت: فليس لديها ما يشغلها من هوايات وأهداف كافية لشغل وقت الفراغ، ولوقت الفراغ ضرر رئيس وهو المنشأ الأساس لأحلام اليقظة، ونتيجة للاندماج في أحلام اليقظة كثيرًا ما يتحول الواقع إلى خيال والخيال إلى واقع، ويختلط هذا بذاك وتكون النتيجة أن تعيش الفتاة قصة حب وهمية.

    2ـ البحث عن الحب الحقيقي.

    3ـ الزواج.

    4ـ الشهوة غير المنضبطة: فقد تكون لدى الفتاة طاقة جسمية غير مستغلة فتفكر في مثل هذه العلاقات.

    5ـ الفراغ العاطفي: فلدى الفتاة قدرة على العطاء العاطفي للآخرين كما أنه لديها الرغبة في سماع بعض الكلمات الرقيقة، وحرمان الفتاة من الحنان والعطف قد يدفعها إلى مثل هذه العلاقات التي قد تدفع عمرها ثمنًا لها.

    6ـ ضعف الوازع الديني والخوف من الله لدى الفتاة.

    7ـ ضعف علاقة الأم بابنتها وإهمالها وعدم الاستماع لمشاكلها قد يدفع الفتاة للبحث عن بديل.

    8ـ رفقة السوء والتأثر بتجارب الفتيات الأخريات.

    عن المرء لا تسل وسل عن قرينه .... فكل قرين بالمقارن يقتدي

    9ـ ومن الأسباب الرئيسية لهذه العلاقة الانفتاح الإعلامي:

    فكلمات ومشاهد الحب والغرام والعشق تغزونا من كل جهة فتفتحت الأبصار وتفتقت الأذهان إن الإعلام بكل صوره لا يصور الحب بمعناه الصافي النبيل، فالإعلام الغربي يصور الحب على أنه قبلات وعلاقات جنسية مشبوهة وغير مشروعة بين الرجل والمرأة، ويحاكيه الإعلام العربي ناقلاً لنا لهذه القيم المنفلتة، وتسمية الزنى حبًا والفن الهابط حبًا، كما تصور الكثير من المشاهد الفنية، فإن ذلك يعد خروجًا عن الفطرة ونزولاً نحو الهاوية ونحو الانحراف الأخلاقي.

    يقول الدكتور/ حمزة زوبع: 'ما تروجه المشاهد العربية والغربية تحت شعار الحب في حقيقتها استغلال سيئ ومنحط لأسمى قيم إنسانية وهي الحب، وما يشيعه الإعلام من نظريات التحرر والانفتاح والاختلاط بين الجنسين دون قيود، هو انسلاخ من قيم وهوية المجتمع' [مجلة الفرحة].



    دراسة وتحليل

    إلى المربي والمربية الفاضلة أقول:

    هل صحيح أن الحب والغرام إنما يغلب على فترة المراهقة؟

    وأن الحب والهيام والتعلق بالجنس الآخر هو ظاهرة المراهقة وقل من لا يمر بها فمقل ومستكثر؟

    لماذا يتمكن انفعال الحب والتعلق عند المراهق فيستولي على فكره ومخيلته؟

    ولماذا أحلام اليقظة والجنوح إلى الخيال؟

    ولماذا تسرح الفتاة كثيرًا؟

    يجيبنا علم النفس عن هذه الأسئلة فتقول د/عبد العزيز النغيمشي أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود: إن المراهق في مرحلة المراهقة يحس بحاجة إلى الجنس الآخر أشد ما يكون الإحساس بخلاف أي حاجة أخرى ويكون مشغول التفكير، مضطرب المشاعر كثير التخيل حول هذا الموضوع.



    ويمكن أن نحدد طبيعة المراهق حول هذا الموضوع في النقاط التالية:

    1ـ عدم الاستقرار.

    2ـ إلحاح الغريزة.

    3ـ ضعف الشعور بالنوع.

    4ـ الفراغ النفسي وعدم الاكتمال.

    وتؤكد الدراسات النفسية والتربوية أن التحولات الجنسية التي يعشها المراهق تؤثر على الاستمرار والنظام الحياتي، ويدخل المراهقون في دوامة التفكير والتخيل الجامح أحيانًا، وفي حال من القلق والمشاعر النفسية المضطربة حول جسده وعواطفه ومستقبله، وحول كيفية إشباع غريزته واتخاذ شريك حياته.

    ويظهر الاضطراب ليس على نفسية المراهق فقط، بل يتعدى ذلك إلى الجوانب العملية في اتخاذ الهوايات وبرامج قضاء وقت الفراغ وطبيعة الرفقة المختارة، وأنواع التعامل مع الناس حيث تظهر العجلة واللامبالاة والتطرف في السلوك واستعراض القوة.



    وهنا أقف عزيزتي الفتاة وأسأل:

    أين أنتِ من الآية الكريمة {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}؟ وما معنى أخدان؟

    ما موقف الشرع من العلاقات العاطفية بين الفتيات والشباب؟ وهل من حل ومخرج من هذا المأزق؟

    هذا ما سنعرض له في الجزء الثاني من هذا المقال فتابعي معي حفظك الله تعالى من كل سوء وشر.

    {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}..[2]

    قالت لي: هل من حل؟ قلتُ :لعل!!

    كلمات تتردد على ألسنة الكثير من الفتيات: 'لا أحد في البيت يحبني أو يفهمني أو يشعرني بالتقدير والاحترام ... أبحث عمن يبادلني الحب فلا أجده … الجميع مشغول عني والكل يعاملني بقسوة ويحادثني بحدة ... أمي تعاملني كطفلة وأبي يشك في تصرفاتي .. وأخي يهزأ بي .. لقد سئمت هذه الحياة إنهم لا يحبونني'.



    عزيزتي الفتاة المسلمة:

    إن كنت فعلاً تقعين تحت ضغوط في بيتك وتفتقدين الحب والعطف والحوار الهادئ مع الأهل فهل هذا مسوغ ومبرر للبحث عن هذا المفقود خارج المنزل؟

    يجيبنا الله تبارك وتعالى عن هذا بقوله في سورة النساء:{وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَان} [النساء:25] قال ابن عباس: ومتخذات أخدان يعني أخلاء، وقال الحسن البصري: يعني الصديق [تفسير القرآن العظيم لابن كثير]. فأين أنت آنستي من هذه الآية الصريحة في موضوع اتخاذ الأصحاب والأصدقاء من الرجال؟



    إن وجود الصداقة بين الفتاة والشاب لا يخلو من الوقوع في براثن: النظرة الحرام، واللمسة الحرام، والخطوة الحرام، والخلوة الحرام، والكلمة الحرام. وزني ذلك كله بميزان قول الله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36].

    وأيضًا ميزان الله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:32]. وأيضًا زني حالك بميزان: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُن} [النور:31]. وزني علاقتك العاطفية بميزان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:'ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما' فانظري أين تضعين قدمك وأين تذهبين؟ وتأكدي أنه بعد انتهاء هذه العلاقة تذهب اللذات وتبقي الحسرات:

    تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الذل والعارُ

    تبقى عواقب سوءٍ في مغبتها .... لا خير في لذة من بعدها النارٌ



    أعلم آنستي أن الحب من أهم مظاهر الحياة الانفعالية للفتاة في هذه الفترة من العمر، ويتوقف تحقيق الصحة النفسية للفتاة على إشباع الحاجة إلى الحب، وعند البلوغ يتحول الحب والألفة إلى الجنس الآخر وتسبق الفتاة الفتى في هذا الميل نظرًا لبلوغها قبله.

    وأعلم أن الفتاة تتحول من حالة انفعالية إلى حالة أخرى بسرعة، فهي تتأرجح بين التهور والجبن والمثالية والواقعية والتدين وعدم التدين. يعني باختصار نجد أن شخصية الفتاة تكون مضطربة قلقة غير مستقرة.



    وأعلم كذلك أن للفتاة في هذه المرحلة مطالب اجتماعية ونفسية متعددة أهمها تكوين علاقات إيجابية مع الجنس الآخر، ولكن لو ترك الإنسان بلا قيود ولا ضوابط لكان حالنا كحال الحيوانات التي ليس لها ضوابط ولا قيود في علاقاتها.



    ولقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم} [الإسراء:70] والضابط والقيد الذي يحمينا حتى من أنفسنا هو ضابط الدين والخوف من الله، فإذا قال لنا الله تعالى: {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} فهو أمر من الله بعدم اتخاذ الفتاة والمرأة عمومًا لصديق أو صاحب، والذي أمرنا بذلك هو أعلم منا بحالنا ولا يشرع لنا إلا ما يصلحنا وتصلح به حياتنا {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14].

    فتعالي معي لنعرف ماذا يريد الله بمثل هذه الحدود والضوابط؟

    قال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً[27]يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [النساء:27ـ28]. تكشف هذه الآية القصيرة عن حقيقة ما يريده الله للناس بمنهجه. فماذا يريد الله بالناس حين يبين لهم منهجه ويشرع لهم شرعه؟ وماذا يريد الذين يتبعون الشهوات؟

    أما ما يريده الله بالناس فهو:

    1ـ يريد أن يتوب على الناس.

    2ـ يريد أن يهديهم.

    3ـ يريد أن يجنبهم المزالق.

    4ـ يريد أن يعينهم على التسامي في المرتقى الصاعد إلى القمة.

    5ـ يريد تطهير المجتمع ورسم الصورة النظيفة التي يحب الله أن يلتقي عليها الرجال والنساء، وتحريم ما عداها.



    ـ وأما ما يريده الذين يتبعون الشهوات فهم:

    1ـ يريدون أن يميلوا ميلاً عظيمًا عن المنهج الراشد والمرتقى الصاعد والطريق المستقيم.

    2ـ يريدون أن يطلقوا الغرائز من كل عقال ديني أو أخلاقي أو اجتماعي.

    3ـ يريدون أن ينطلق السعار الجنسي المحموم بلا حاجز ولا كابح، فلا يقر معه قلب ولا يسكن معه عصب، ولا يطمئن معه بيت، ولا يسلم معه عرض، ولا تقوم معه أسرة.

    كل هذا الفساد وهذا الشر باسم الحرية، وهي لست سوى اسم آخر للشهوة والنزوة. {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [النساء:28]. واعلمي آنستي أنه لو كان هناك مصلحة من هذه العلاقات العاطفية بين الجنسين لما حرمها الله، ولكن الله يراعي اليسر فيما يُشرع لعباده، وإرادة التخفيف واضحة وتتمثل في: الاعتراف بدوافع الفطرة وتنظيم الاستجابة لها وتصريف طاقتها في المجال الطيب المثمر المأمون [مؤسسة الزواج].



    ' وكثيرون يحسبون أن التقيد بمنهج الله ـ وبخاصة في علاقات الجنسين ـ شاق مجهد والانطلاق مع الذين يتبعون الشهوات ميسر مريح وهذا وهم كبير.

    فإطلاق الشهوات من كل قيد، وتحري اللذة ـ وحدها ـ في كل تصرف، وقصر الغاية من التقاء الجنسين في عالم الإنسان على ما يُطلب من مثل هذا الالتقاء في عالم البهائم، والتجرد في علاقات الجنسين من كل قيد أخلاقي، ومن كل التزام ديني، إن هذه كلها تبدو يسرًا وراحة وانطلاقًا، ولكنها في الحقيقة مشقة وجهد وثقلة، وعقابيلها في حياة المجتمع ـ بل في حياة كل فرد ـ عقابيل مؤذية مدمرة ماحقة.

    والنظر إلى الواقع في حياة المجتمعات التي تحررت من قيود الدين والأخلاق والحياء في هذه العلاقة، يكفي لإلقاء الرعب في القلوب لو كانت هناك قلوب ' [في ظلال القرآن ـ سيد قطب].



    وهنا نصل إلى عنوان المقال: هل من حل؟

    فأقول: لعل.

    فقد وضعت يدي على حلول شافية بإذن الله تعالى وهي في اتجاهين:

    الأول: خاص بالفتاة.

    الثاني: خاص بالأسرة وخصوصًا الأم الفاضلة.

    وسأبدأ بما يخص الأسرة والأم الفاضلة:

    1ـ لا يكفي أيتها الأم الفاضلة أن تكوني أمًا للفتاة ولكن كوني لها صديقة محبة، فالتغيرات التي تطرأ على الفتاة في هذه المرحلة من تغير في جسدها وتطور في تفكيرها وتحول في عواطفها وانفعالاتها تقتضي تحولاً في طريقة المخاطبة والمعاملة مع الفتاة، وهذا التحول يقتضي التعرف على حاجات الفتاة والاعتراف بهذه الحاجات لاتخاذ الأسلوب المناسب والصحيح في حل مشكلاتها.

    'من أفضل السبل الناجعة للمربي أن يكون صديقًا لمن يربيه، يعايشه ويلاحظه دون إفراط ولا تفريط ولا قسوة ترهبه، ولا تدليل يميعه، وأن يجعل الصلة التي تربطه بالمنزل أقوى من الصلة التي تربطه بالمجتمع، وأن تكون صلة المودة بين الفتاة وأمها كافية للمكاشفة، والمصارحة لإشعارها بالمشاركة والمعاونة وعلى أساس من تبادل التجربة، وتحمل المسئولية، واستخدام العقل والحكمة' [تربية المراهق في رحاب الإسلام].



    2ـ تربية الابنة من الصغر في ظل العقيدة والإيمان بالله، وإغلاق منافذ الشر عليها سبيل أكيد لحماية النفس من الوقوع في الخطأ يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6].

    3ـ تعويد الفتاة منذ الصغر على الصلاة والصوم والحجاب وآداب التعامل مع الجنس الآخر.

    4ـ النضج المبكر يقتضي الإشباع المبكر ويكون ذلك بالزواج المبكر، لتحقيق الإشباع النفسي والجسمي للفتاة بطرق سوية ومشروعة. عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء' [أخرجه البخاري ومسلم].



    5ـ الرقابة الواعية: فعلى الأم أن تكون ذات عيون مفتوحة وآذان صاغية وعقل متنور دقيق الاستدلال، لتراقب تصرفات ابنتها، ولكي تكون قادرة على توجيهها وإنقاذها في الوقت المناسب.

    6ـ تقوية علاقات الحديث والتفاهم والحوار الهادف الهادئ مع المرونة، وتقوية العلاقة العاطفية بين الأم وابنتها، فالإحساس بالمودة والحب هو كل ما تحتاجه الفتاة من أمها.

    يجب أن تعامل الفتاة على أساس أنها أصبحت آنسة راشدة ولم تعد صغيرة وتنال من المنزل والوسط الاجتماعي العناية والاحترام كما تناله الكبيرات كما يقول علماء النفس.



    [2] الاتجاه الآخر وهو خاص بالفتاة فأقول لها:

    1ـ افتحي مجال الحوار مع أمك فهي بالنسبة لك طوق النجاة وقولي لها: أمي هل تقبلين صداقتي؟ فهناك عدة نواحٍ مشتركة بين الأم وابنتها، وخبرات الأم تمثل أكبر موسوعة علمية في تجارب الحياة.

    2ـ الاستعفاف امتثالاً لأمر الله تعالى:{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور:33].

    والعفيفة يستحقها العفيف، وتذكري قصة هذا الشاب الذي فضل السجن على الاستجابة لدعوة المرأة للفاحشة فقال:{رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}[يوسف:33] وهذا الشاب هو يوسف.

    3ـ هناك أمران أساسيان وهما: أـ الخوف من الله، ب ـ ونهي النفس عن الهوى، فقد قال تعالى:{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى[40]فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعـات:40ـ41].

    هذان الأمران يساعدان على البعد عن كل ما حرم الله.



    4ـ اشغلي وقت فراغك بكل مفيد وجديد واشبعي هواياتك فقد قال الشاعر:

    إن الشباب والفراغ والجدة .... مفسدة للمرء أي مفسدة

    5ـ اتركي أصحاب السوء واملئي حياتك بصديقات جديدات صالحات فالجليس الصالح لا يأتي من وراءه إلا كل الخير كحامل المسك.

    6ـ عيشي الواقع لا الخيال، فكثير من القصص التي تناقش على الشاشة أو بين الفتيات لا أساس لها، بل هي غالبًا من نسج الخيال فلا تدمري واقعك بسبب خيال الآخرين، وفكري في المستقبل بشيء من الواقعية والعقلانية.



    7ـ كوني شجاعة واتخذي القرار لا تترددي وكوني من الذين قالوا:{رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت:30] واستبدلي الانحراف بالاستقامة والأرصفة بالمساجد والملاهي بحلق القرآن والأغاني بالذكر والتسبيح. يقول تعالى:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَق} [الحديد:16] قولي بلى يا رب الآن الآن، وادعي الله أن يهديك ويعينك على الاستقامة فمن وحده يرجى العون، قال الشاعر:

    إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده

    واستمعي إلى البشارة من الغفور الرحيم وهو يقول لكِ: {إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الفرقان:70]. وتذكري الموت وأنك ستسألين عن شبابك فيما أبليتيه؟ فكل عمل تكرهين الموت من أجله اتركيه ثم لا يضركِ متى متِ. أسأل الله لكِ العون والاستقامة والقبول.............أنتهى........
    أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
    وأسأله أن يحفظنا وأسأله أن يجعل ما نكتب شاهد لنا لا علينا
    اللهم آآآآآآآآآمين
    والله أعلم

    وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
    [flash=http://www.gafelh.com/modules/Cards/images/upimg/shatta-new-gafelh.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
    أخيه..العباءة لا تمزق أمامكِ لكن تخصر وتزين و..و..و..
    (الزم طريق الهداية ولا يغرنك قلة السالكين ، وأبعد عن طريق الغواية ولا يغرنك كثرة الهالكين).
    اللهم اجعلني ممن يحملون هم الاســـلام لا مـــمن يحمل الاسلام همــــهم
    لا تنس ذكر الله..ولا تنس صيام ست من شواال

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 2 3 4

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رد على رواية بنات الرياض(منقول)
    بواسطة أبو أنس في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-04-2006, 09:18 PM
  2. بدون زعل الموضوع منقول
    بواسطة الباكي في المنتدى منتدى القضايا العامة والاستشارات الاجتماعية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 15-12-2005, 04:47 PM
  3. ماتت من أجل المنتدى ( تقبل التعازي هنا )
    بواسطة مبـــارك في المنتدى منتدى الفكاهة والغربلة
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 27-03-2005, 02:16 AM
  4. مرحباا شبااب وبنات ..هذا الموضوع منقول ..
    بواسطة الطير في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-07-2003, 12:09 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •