أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالة من رسائل الشيخ عبد الرحمن بن حسن من الأجوبة النجدية (10/446) فيها من نفائس المحققين المتبعين لشريعة رب العالمين ،أذكرُ هنا ألمع ما وقفتُ عليه في الرسالة:

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن (446):
(اعلم: أيها الطالب للحق، الراغب في معرفة الإخلاص والصدق، أنه ورد علينا أوراق صدرت من رجل سوء، تتضمن التحذير من التكفير، من غير تحقيق ولا تحرير،
يقول فيها: قال شيخ الإسلام ابن تيمية، في الرد على أهل الرفض من الخوارج والاعتزال.
أقول: هذه عبارة من لا علم عنده، ولسنا بصدد بيان ما فيها من الجهل والخطل، والبصير يدرك ما فيها من الزلل.)

ثم نقل رجل السوء هذا في أوراقه كلام شيخ الإسلام:
(وهؤلاء الذين ابتدعوا أصولا، زعموا أنه لا يمكن تصديق الرسول إلا بها، وأن معرفتها شرط في الإيمان، واجبة على الأعيان أهل بدعة عند السلف، والأئمة وجمهور العلماء الحذاق من الأمة، ومن تبعهم بإحسان; إنها باطلة في العقل، مبتدعة في الشرع، إلى أن قال: ومن شأن أهل البدع: أنهم يبتدعون أقوالا يجعلونها واجبة في الدين; بل يجعلونها من الإيمان الذي لا بد منه،
ويكفّرون من خالفهم فيها، ويستحلون دمه، كفعل الخوارج، والجهمية، والرافضة والمعتزلة، وغيرهم.
وأهل السنة لا يبتدعون قولا ولا يكفرون من اجتهد فاخطأ، وإن كان مخالفهم لهم مستحلا لدمائهم، كما لم تكفر الصحابة رضي الله عنهم الخوارج، مع تكفيرهم، واستحلالهم دماء المسلمين المخالفين لهم، وساق كلام شيخ الإسلام في الخوارج والجهمية، والمعتزلة وغيرهم)

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن(447):
(مقطِّعًا، أخذ منه ما قصد به اللبس، والتضليل، وترك منه ما فيه البيان والتفصيل.
وما وجدنا لنقل هذا الرجل لكلام شيخ الإسلام وغيره، محملا حسنا يحمل عليه، ولا حاجة لذلك دعته إليه، إذ ليس في جزيرة العرب وما حولها، من يرى رأي الخوارج، ويكفر الصحابة وغيرهم من أهل الإيمان بالذنوب، التي لا يكفر صاحبها، ولا من يقول بالمنْزلة بين المنْزلتين، وينكر القدر كالمعتزلة، ولا من يجحد صفات الرب تعالى، كالجهمية، ولا من يغلو في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويدعي فيهم الإلهية، كالرافضة.
فإذا كان ذلك كذلك، علم أنه إنما أراد بهذه النقول، أهلَ هذه الدعوة الإسلامية، التي ظهرت بنجد، فانتفع بها الخلق الكثير، والجم الغفير من هذه الأمة، وتمسكوا فيها بالأصول من الكتاب والسنة، وتأيدوا بإجماع سلف الأمة)

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن (448):
(وهذا الرجلُ إنما أتى من جهة فساد الاعتقاد; فلا يرى الشركَ الجليَّ ذنبًا كبيرًا يكفرُ فاعلُه; فوجَّه إنكارَه وطعنَه على مَن أنكرَ الشركَ، وفارقَ أهلَه، وكفَّرَهم بالكتاب والسنة والإجماع)

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن (448):
(وهذا الرجل قد أخذ بطريقة من يُكفِّر بتجريد التوحيد،
فإذا قلنا: لا يعبد إلا الله ولا يدعى إلا هو،لا يرجى سواه ولا يتوكل إلا عليه، ونحو ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله، وأن من توجه بها لغير الله فهو كافر مشرك،
قال: ابتدعتم وكفَّرتم أمةَ محمد، أنتم خوارج، أنتم مبتدعة.)

يتبع..