أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
إنّ هذا الموضوع ليس بحثا، وإنَّما كلمة أردت بها رفع اللوم - أو بعضه - عن بعض الكتبة، وما يلحقهم من اللوم والعتب في استعمال أحدهم ضمير الجمع، وما يقع كثيرًا في نفس القارىء أنّ الكاتب ما أراد إلا تعظيم نفسه ..
وأودّ أنّ أبيّن أنّ هذا الاستعمال قد يقع لأسباب:
السبب الأول: سبب اجتماعيّ، يتعلَّق بلسان البيئة التي نشأ الكاتب بين أهلها، وفيها يتكلَّم الفرد هكذا بصيغة الجمع: "رُحْنا جينا أكلنا شربنا اشترينا قلنا" .. والقائل يريد: (رحت وجئت وأكلت وشربت واشتريت وقلت) .. وهكذا ..
السبب الثاني: أنّ المتكلِّم بصيغة الجمع، قد يريد الإخبار عن نفسه وأهل مقالته، فيَرِد هذا الاستعمال على لسانه وقلمه، جا في "شرح الملحة": (فـ:"الهمزة" تختص بالمتكلِّم، ويستوي فيه المذكّر والمؤنّث، ك: "أنا أفعل". والنون: إذا كان معه غيره، ك: "نحن نفعل"، أو يكون معظِّما نفسه ..
وأما قول العالم: "نحن نبيِّن"؛ فهو مُخبِر عن نفسه وأهل مقالته).اهـ.
السبب الثالث: أنّ المتكلِّم بصيغة الجمع قد يريد التوكيد لا التعظيم؛ قال البخاريُّ في صحيحه: "العرب تؤكِّد فعل الواحد، فتجعله بلفظ الجميع؛ ليكون أثبت وأوكد". وما ذكره البخاري، هو قول أبي عبيدة مَعْمَر بن المثنَّى (تـ: 209 هـ)، قال الحافظ في "الفتح": (ووقع في رواية أبي نعيم في "المستخرج" نسبته إليه، قال: "قال معمر"، وهو اسم أبي عبيدة، كما تقدّم غير مرّة).اهـ.

ومع ما تقدَّم؛
فإنِّي أنصح نفسي وإخوتي أنْ يصطفي الواحد منّا من اللفظ أحسنه، ومن التعبير أجمله، وما كان للتواضع أقرب، فلا شكّ أنّه أوقع في نفس القارىء وأطرب. والله تعالى أعلم وأحكم.