أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المبحث الخامس :أهمية تدبر القرآن

 لن تكون من أهل القرآن حتى تتدبر القرآن؟

أهل القرآن هم العاملون به ، العالمون به ، المعلمون له ولو لم يحفظوه ، ويظهر بذلك جليا أثر فهم القرآن والعلم به ، فلن يكون المرء من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته إلا بتدبر القرآن وفهمه والعلم به والعمل به وتعليمه .

 هل القراءة بالتدبر لها نفس أجر القراءة بدون تدبر؟

ومن قرأ القرآن بدون تدبر له أجر ، ومن قرأه بتدبر كان له أجر مضاعف ، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، ولا يستوى عند الله من يقرأ بدون تدبر وتفهم لمعاني القرآن ومن يتدبر فيها ويخشع لله سبحانه وتعالى ، وعلى هذا نجد بعض الناس في رمضان خاصة يسرعون في قراءة القرآن ويزيدون عدد الختمات ظنا منهم أن بذلك يحصل الأجر الكثير ، ولكن الأفضل من ذلك عند الله والأفضل أجراً هو القراءة بتمهل وبتدبر وهذا هو المأمورن به ، قال تعالى (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا)المزمل 4.

المبحث السادس :علامـات تدبُّر القرآن:

1) اجتماع القلب والفكر حين القراءة:

ودليله التوقف تعجبًا وتعظيمًا .. يقول سبحانه وتعالى (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا)الفرقان: 73.

2) البكاء من خشية الله :

يقول الله تعالى (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)المائدة: 83.

3) زيادة الخشوع :

يقول الله عزَّ وجلَّ (قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا)الإسراء: 107,109.

4) زيـــادة الإيمان:

يقول تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)الأنفال: 2.

5) الفرح والاستبشار :

قال تعالى (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)التوبة: 124.

6) القشعريرة خوفا من الله تعالى ولين الجلود والقلوب استبشارا بموعود الله:

يقول تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)الزمر: 23.

ومعنى الآية: الله تعالى هو الذي نزل أحسن الحديث ، وهو القرآن العظيم ، متشابهًا في حسنه وإحكامه وعدم اختلافه ، تثنى فيه القصص والأحكام ، والحجج والبينات ، تقشعر من سماعه ، وتضطرب جلود الذين يخافون ربهم ؛ تأثرًا بما فيه مِن ترهيب ووعيد ، ثم تلين جلودهم وقلوبهم ؛ استبشارًا بما فيه من وعد وترغيب ، ذلك التأثر بالقرآن هداية من الله لعباده ، والله يهدي بالقرآن من يشاء مِن عباده ، ومن يضلله الله عن الإيمان بهذا القرآن ؛ لكفره وعناده ، فما له مِن هاد يهديه ويوفقه.

7) السجود تعظيمًا لله عزَّ وجلَّ :

يقول جلَّ جلاله (.. إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)مريم: 58.

فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكــر، أما من لم يحصل أياً من هذه العلامات فهو محروم من تدبر القرآن ، ولم يصل بعد إلى شيء من كنوزه وذخائره .
إن كل يوم يمر بك ولا يكون لك نصيب ورزق من هذه العلامات ، فقد فاتك فيه ربحٌ عظيم ، ومن فاته ربح عظيم عليه أن يبكي على خسارته.


من كتاب القرآن العظيم فضائل وأحكام

حمل الكتاب مرفق بالأسفل


<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: القرآن العظيم فضائ وأحكام.pdf&rlm;
: 905.0 كيلوبايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf