أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


💗اتصال الغروب من المغربي💗

قبل الغروب اتصال هاتفي📱
من : محمد المغربي رحمه الله !
لم أرد عليه 🔇
أردت أن اتصل به فأجلت اتصالي 📞
حتى وافاه الأجل !
فلا أدري حتى الآن ماذا يريد؟!
ولكن! ( كانت ستكون المكالمة الوداعية)
فلما غادر الدنيا وغربت شمس المغربي
غرد قلبي وكتب قلمي هذه التغريدات القليلة في حق فقيدنا (رحمه الله):

# غادر (المغربي) وسط دهشة واستغراب فغردت قلوبنا بيقين وقالت السنتنا ( رحمك الله يا محمد) ( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى )

# غادر (المغربي) بعد أن جن عليه الليل ليرحل من هذه الدنيا ولسان حاله يقول :
( إذا امسيت فلا تنتظر الصباح )
تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـر

# غادر (المغربي) في آخر يوم من اختبارات هذا العام ليعطي لنا درس أن الاختبار الحقيقي هو : (الاستعداد للموت).

# غادر (المغربي) في ليلة (فرح) فرحنا فيها لنحزن في تلك الليلة فعلمنا أن الدنيا فرح وحزن لا تدوم على حال فـ(الحمد لله على كل حال).

# غادر (المغربي) شاباً يافعاً في مقتبل عمره حتى يتيقن شبابنا أن الموت لا يعرف شاباً ولا طفلاً ولا كهلاً.
فكـم من (فتى) أمسى وأصبح ضاحكا
وقد نسجت أكفانه وهو لا يـدري

# غادر (المغربي) بعد قدومه من سفر فسلم من الموت حتى قدم إلى اهله لكنه رجع للمكان الذي كُتب له أن يتوفاه الله فيه.
قال تعالى: ( وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير )

# غادر (المغربي) بعدما عرفت أنه يستيقظ كل يوم قبل الفجر ليداوم في وظيفته: (خدمة الوالدين ) منذ بزوغ الفجر حتى المساء وكأنه يردد : ( وبالوالدين احسانا )
فلو لم يكن لك أيها الشاب إلا مشروع ( خدمة الوالدين ) في هذه الحياة لكفى به من مشروع.

# غادر ( المغربي ) بعدما قضى حياته عاملاً عند أهله وقاعدته حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام :( خيركم خيركم لأهله ).
ليرسل رسالة تنبيه لكل شاب هجر وترك والديه وأخواته وأخوانه وسعى في التقرب والتودد وخدمة اصدقائه وخلانه.

# غادر ( المغربي ) محباً لزوجته وطفلته طالباً الخيرية في الحديث : (خياركم خيارُكم لنسائهم).
فليت كل الزوج يحسن تعامله مع زوجته وأن يتذكر وصية خير من تعامل مع زوجاته نبينا عليه الصلاة والسلام حيث قال :( استوصوا بالنساء خيراً )

# غادر (المغربي) بعدما شهد له اقاربه وقريته بفضله واحسانه وخدمته لهم ليوصل رسالة لمجتمعنا : ( أن الأقربين أولى بالمعروف ولا خير في من خيره لبعيد الناس دون الأقربين )

# غادر (المغربي) وقد عرفه فقراء ومساكين الجرين ولم يعرفه الأغنياء حتى قال أحدهم:
( كان مصدر رزق لنا بعد الله ).

# غادر (المغربي) فحزنت عليه (العمالة الوافدة) حتى قال لي أحدهم :
( إذا أردت شيئاً اتصلت على محمد )
وعامل آخر يقول : ( لن أنسى رغيف الخبز الذي كان يأتي به دائما ).
وبعض شبابنا لا يقف للعامل على الطريق فضلاً عن أن يحادثه أو يجالسه!

# غادر (المغربي) ففقده الغرباء الذين رحلوا إلى ديارهم حتى أنني أجد عنده اخبارهم أولاً بأول لأنه دائم الاتصال بهم والتفقد لأحوالهم .

# غادر (المغربي) وهو لا يعرف السهر كأمثال كثير من شبابنا الذين قضوا أوقات ليلهم في جلسات اللهو ولعب الورق والعبث وفيما لا فائدة فيه.

# غادر (المغربي) ولم يهتم بلعب الكرة ولا بمشاهدة المباريات ومتابعتها ولكن كان همة متابعة حالة أخته الصغيرة التي يعالجها منذ سنين.

# غادر (المغربي) وحديثه الأخير لـ ( أخيه الصغير) لكنه فارق الحياة قبل أن يقابل (أخيه) وكأنه يريد أن يعطيه الوصايا الأخيرة ويسلمه الولاية والخلافة لرعاية اهله من بعده.

# غادر (المغربي) ولا غرابة أن يغادر حياته بنطق ( لا إله إلا الله ) -حسب ما وردني-
فلم يلوث سمعه بأغاني ماجنة حتى ينطقها!
ولم يعرف سجائر الدخان حتى يطلبها!
بل عرفته ،،،
ذاكراً لربه ، محافظاً لصلاته ، باراً بوالديه.

# غادر (المغربي) وسنغادر غداً مثل ما غادر
فغاب عنا وغربت شمس المغربي!
فلعل غافل يتعظ ويعتبر ويستيقظ من غفلته قبل مغادرته !

# غادر (المغربي) فبادر القريب والبعيد في التفكير بعمل مشروع خيري ليكون للفقيد:(صدقة جارية)
والغريب في الأمر:
وصلتني رسالة من شخص لا يعرف ( محمد )
يدعو فيها للمساهمة بالتبرع له في بناء مسجد .
فتعجبت!
لماذا هؤلاء الناس يسعون للتبرع بعمل مشروع خيري للفقيد ؟!
مع أنه لا يخالطهم كثيراً
فقلبت صفحات مواقفي مع الفقيد
فتذكرت ذلك الموقف!
فقلت: لعل الله أن يسر له هؤلاء الناس بعد موته بسبب هذا الموقف :
صليت بجواره في العيد فإذا بوجهه حزين فأخبرني في المصلى أنه اتصل بعامل في دولة عربية قد توفى ابوه وأمه وأخوه وأن حالته مؤلمة.
فقال الفقيد : نريد مساعدته فدفع لي مبلغاً من المال حتى نتمكن من كفالة العامل أو يتم ارسال المبلغ له.
فرحمك الله يا محمد يحزن في يوم العيد بسبب عامل فقير في دولة خارجية !!!

(نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يدخله جنته)

بقلم: أبو الوليد✒
30-7-1434هـ