قبل تولي الأمير فيصل بن تركي كرسي الرئاسة النصراوية وتحديدا ما بعد 2001 إلى 2013، كان الأصفر تائها في دهاليز الفوضى.. غارقا في الديون.. عاجزا عن المنافسة على البطولات والصفقات.. ضائعا في "عجاج" المشاكل.. يرزح تحت وطأة أشباه لاعبين حولوه إلى حمل وديع أمام أصغر المنافسين يتلقى الهزائم أشكالا وألوانا.
نقطة التحول بدأت عند الأمير الشاب الطموح الذي قاد الأصفر وبدأ في الانتعاش ماديا وفنيا، حتى بات الأغنى من بين أندية الوطن عندما كسب توقيع الكابتن محمد السهلاوي بقيمة بلغت 33 مليون ريال، استعاد معها العالمي وهجه وبريقه، أتبعها حملة تجديد واسعة للفريق طالت كل الخطوط النصراوية، من خلال التصعيد أو الانتدابات، حتى بات الفريق أكثر جاهزية، ما جعله يصل إلى نهائيين لا يفصلهما عن بعض إلا بضعة أشهر وهي البداية وليست النهاية.
لم يتوقف كحيلان عند هذا الحد بل أبى إلا أن يكسر رقم السهلاوي الأغلى برقم جديد عندما أبرم صفقات انتقال الموسيقار الجديد يحيى الشهري بصفقة بلغت 48 مليون ريال بخلاف حصة وكيل أعماله، والتي تعد دعامة كبيرة للكتيبة الصفراء الموسم المقبل، لما يمتلكه يحيى من إمكانات هائلة.. كل ذلك تحقق بعد أن كان المشجع النصراوي سابقاً يراقب الصفقات يمينا ويسارا والأصفر لا ناقة له ولا جمل.
لم يفعل الرئيس النصراوي ذلك من فراغ بل لأنه يعرف بأن العالمي لا يليق به إلا أن يكون كبيرا كما كان حتى وإن مر بفترة جعلته يتنازل عن هيبته وكبريائه، يدفعه الحب الذي ملأ قلبه صغيرا وتذوق "حلاوة النصر" مع فارس نجد، والتي أعقبها مرارة "الغياب"، الأمر الذي جعله يعمل على عودة الأصفر لمكانته الطبيعية.
نعم أخطأ الأمير فيصل في البدايات لكن من الظلم أن يُعدد على الرجل أخطاءه ويُنسى ما فعله ويفعله من أجل إعادة أحد أهم أركان الكرة السعودية، فمن لا يخطئ هو ذلك الشخص الذي لا يعمل أبدا، لذلك الرجل عمل وأخطأ وصحح خطأه وبذل الكثير من ماله الخاص في حين تخلى عنه المقربون لأسباب مختلفة، لكنه أصر وتحمل حتى قدم ما يتعين عليه تقديمه كرئيس للنادي من تجهيز الفريق وإعداده بما يتطلبه، ومن غير المنطق أن يُطالب فيصل بن تركي بالنزول للميدان وتسجيل الأهداف أو الدفاع أو غيرها من الأدوار التي ليست من أدواره.
لاشك بأن البطولة هي تأكيد على نجاح العمل ولكن عدم تحقيقها لا يعني بأن الإدارة "فاشلة" ويتم نسف كل عملها وجهدها، فالمقياس ليس بتحقيق البطولة بل في العمل المقدم والتجديد الذي طال الفريق حتى بات جاهزا للمنافسة، ولعلي أستشهد هنا بالنادي الأهلي الذي صرف الكثير هذا الموسم لكنه خرج صفر اليدين فهل نستطيع القول إن الإدارة الأهلاوية فاشلة؟ بالتأكيد لا، فالمنافسون كثر والمتوّج واحد.
حقيقة يجب أن نحيي إدارة الأمير فيصل بن تركي نظير ما تقدمه من عمل كبير خاصة أنها أنهت كافة الإجراءات المتعلقة بالاستعداد للموسم المقبل، ورمت الكرة في مرمى المدرب واللاعبين.. وإذا لم يكن كارينيو برفقة فرقته الجديدة قادرين على تحقيق أحلام الرئيس وجمهور الشمس الموسم المقبل فانتظروا سنوات غياب جديدة لا علاقة لفيصل بها!!


نقطة نظام

- مع الأمير فيصل بن تركي لعب النصر 3 نهائيات خسر اثنان منها بركلات "الحظ" الترجيحية.. فيما كان الفريق يعيش غيابا تاما عن النهائيات قبل مجيئه بـ 10 سنوات باستثناء نهائي كأس الأمير فيصل 2008.

- بنظرة لتشكيلة النصر خلال السنوات الممتدة ما بين 2001 إلى 2013 يتضح التغيير الذي أحدثه فيصل بن تركي على خريطة الفريق والعمل الكبير الذي قدمه والذي يحتاج إلى توفيق الله فقط.

- الأمير عبدالرحمن بن مساعد هو الرجل الأنسب لمعرفة مصلحة الهلال، فما بذله من جهد ومال يحتم دعمه ليعيد الهلال زعيما للقارة.

- الشباب لديه أقوى فريق سعودي حاليا من وجهة نظري ما يجعله قريبا جدا من تحقيق الآسيوية "بالراحة" لكن ليس لديه مدرب!!

- ختاما نبارك للأمير فيصل بن تركي زفافه ، متمنين له حياة سعيدة بإذن الله.