أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيد الانام وعلى آله وأصحابه الاعلام ومن تبعهم بإحسان على الدوام

أمابعد=

الخشوع في الصلاة هو حضور القلب بين يدي الله تعالى محبة له واجلالا لعظمته وخوفا من عقابه ورغبة في ثوابه, واستحضرا لقربه, فيسكن لذلك قلب العبد وتطمئن نفسه وتهدب حركاته, ويستحضر جميع ما يقوله ويفعله في صلاته من اولها الى اخرها ,فتزول بذلك الوساوس والافكار.
والخشوع هو روح الصلاة والمقصود الاعظم .فصلاة بلا خشوع كبدن ميت بلا روح .

فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها، وأكمل خشوعها، ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقالبه.
واصل الخشوع خشوع القلب الذي هو ملك الاعضاء, فاذا خشع القلب خشعت الجوارح كلها ,ولما راى سعيد بن المسيب رجلا يعبث في صلاته, قال : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه (شرح السنة).
وقال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه (الوابل الصيب من الكلام الطيب) مراتب الناس في الصلاة وحال خشوعهم فيها, وجعلهم في خمسة مراتب:
*مرتبة الطالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها واركانها .
** من يحافظ على مواقيتها وحدودها واركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة نفسه بالوسوسة فذهب مع الوساوس والافكار.
*** من حافظ على حدودها واركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والافكار فهو مشغول في مجاهدة عدوه لئلا يسرق من صلاته فهو في صلاة وجهاد.
**** من اذا قام الى الصلاة اكمل حقوقها واركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها لئلا يضيع منها شيء بل همه كله مصروف الى اقامتها كما ينبغي.
*****من اذا قام الى الصلاة قام اليها كذلك ولكن مع هذا قد اخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه سبحانه وتعالى ناظرا بقلبه اليه مراقبا له ممتلئا من محبته وتعظيمه كانه يراه ويشاهده فهذا بينه وبين غيره في الصلاة افضل واعظم مما بين السماء والارض.
فالقسم الاول= معاقب.
القسم الثاني= محاسب.
القسم الثالث= مكفر عنه.
القسم الرابع= مثاب.
القسم الخامس= مقرب من ربه لان له نصيبا ممن جعلت قرة عينه فى الصلاة فاستراح بها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إحساسا بها =( ارحنابها يا بلال) زاد المعاد
ويقول =( وجعلت قرة عيني في الصلاة) صحيح الجامع3098
ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين ,ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.
وانما يقوى العبد على حضور ه في الصلاة, واشتغاله فيها بربه اذا قهر شهوته وهواه ,والا فقلب قد قهرته الشهوة واسره الهوى ووجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه كيف يخلص من الوساوس والافكار.
لقد بين العلماء ان المصلي يحتاج الى اربع خصال حتى ترفع صلاته وهي "حضور قلب, وشهود عقل, وخضوع اركان ,وخشوع جوارح"
فمن صلى بلا حضور قلب فهم مصل لاه.
ومن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساه.
ومن صلى بلا خضوع اركان فهو مصل جاف.
ومن صلى بلا خشوع الجوارح فهو مصل خاطىء.
ومن صلى بهذه الاركان فهو مصل واف.




فحري بكل مسلم ان يمتثل امر ربه ويستسلم بقلبه ويتحلى بخصال الخاشعين قال تعالى ={والذين هم في صلاتهم خاشعون}سورة المؤمنون
ويسعى الى تحقيقها حتى ترفع صلاته وتقبل.ويحقق بها الطاقة المرجوة في دنيا المتاعب والمشاق...
وفي الآخر لا يسعنا إلا الدعاء بالتوفيق
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعل قرة اعيننا في الصلاة وان يحبب لنا لقاءه في الدنيا بالخشوع وفي الاخرة بالنظر في وجهه الكريم
هذا وبالله التوفيق