بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين بعد
قال تعالى \\ وان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله\\
يسيطر الغرب اليوم بكل قوتها على العالم كله مع السيطره تتسرب مجموعه من الافكار والمذاهب والمعتقدات
ان يكون تسرب تلقائى الذى ينشا من تقليد المغلوب للغالب او عن طريق الغزو الفكرى المتعمد الذى يبثه الغالب فى فكر المغلوب ليضمن تبعيته له وعدم خروجه على طاعته
ولكن السبب الاهم هو غياب البديل الصالح وهو غياب الاسلام من الحياة
ات
وان غيابه يعطى هذه المذاهب الافكار فى نفوس الناس حجيه الامر الواقع ولا لانها فى ذاتها صحيحه ولكن فقط لانها موجوده بالفعل والبديل او الاصل غير موجود هو الاسلام فى حياة المسلمين
ولكن هناك شى هام جدا جدا جدا لا نضيع فى حسابنا ان ظروفا المحليه بحته فى اوروبا هى التى جعلت الفكر الاوروبى يتجه هذه المتجهات ويسلك هذه المسالك
وانه لو كانت هناك ظروف مختلفه لاعتنقت اوروبا افكار اخرى ومذاهب من نوع اخر
اى ان هذه المذاهب والمعتقدات من افكار بشر وفى ظرف معين
وما يهمنا نحن من هذا الموضوع هو ان هذه الافكار والمذاهب هى انعكاس لظروف محليه بحته فى اوروبا ليس افكار عالميه كما يدعى الغرب واتبعه فى الوطن العربى لانها فى النهايه ليست دين سماوى
ونحن لابد ان نعرف هذا الافكار والمذاهب ونحن نعرف الاسلام جيد لما قال سيدنا عمر رضى الله عنه
\\ لايعرف الاسلام من لم يعرف الجاهليه \\
فمعرفة المسلمين بانحرفات الجاهليه المعاصره تزيد هم معرفه بكمال الدين المنزل من عند الله
معذره على هذه المقدمه الطويله جدا حتى على نفسى ولكن لابد منها
1----------- الدين والكنيسه
قال العلامه حسن الندوى فى كتابه العظيم \\ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين\\
لم تكن المسيحيه فى يوم من الايام من التفصيل والوضوح ومعالجة مسائل الانسان بحيث تقوم عليه حضاره او تسير فى ضوئه دوله ولكن كان فيها اثاره من تعليم المسيح وعليها مسحه من دين التوحيد البسيط فجاء بولس فطمس نورها وطعمها بخرافات الجاهليه التى انتقل منها والوثنه التى نشا عليها وجاء قسطنطين وقضى على البقيه الباقيه
واصبحت النصرانته مزيجا من الخرافات اليونانيه والوثنيه الروميه والافلاطونيه المصريه والرهبانيه اضمحلت فى جنبها تعاليم المسيح البسيطه بل اصبحت بزيادات المحرفين تحول بين الانسان والعلم والفكر اصبحت على تعاقب العصور \\\
قال الله عنهم \\اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدواالها واحد لا اله الا هو سبحانه عما يشركون \\ التوبه ايه 31
سوف تجد شى غريب وعجيب جدا فى معظم معتقدات الباطله فى كل زمان ومكان انها من اصل واحد فيها جميعا استخفف بعقل الانسان وتصور ان الانسان غبى او ساذج وتفرق بين الدين والعقل تجد كل الافكار ترجع الى عقيده المصريه القديمه او اليونانيه وامثال كثيره
1-- عقيدة التالوث --- هى نفس عقيدة الفراعنه واقر قصة حورس الذى هو فى نفس الوقت سيرابيس الاب وامها ايزيس
نفس عقيدة الثالوث بدون اى اختلاف فيها
2-- عقيدة الفداء
وهى فكرة الانسان الضحيه الذى يقدم قربانا لله كفاره عن الخطيئه لم يفعله وهى فى الاصل عقيدة يونانى قديمه وايضا عقيده هندى قديمه
ولكن الصدمه والمصبيه الداهيه عندما تقر فى كتب الشيعه \\الاماميه الاثنى عشريه\\ تجد نفس الخرافات تجد ان الامام السابع وهو كاظم الموسى ضحى بنفسه او قتل نفسه من اجل ان الله غضب على الشيعه وان الله عز وجل قال هذا الكلام الى الكاظم انه اى الله غضبان من الشيعه فقام الكاظم بقتل نفسه
سبحان الله ولا حول ولا قوه الا بالله
وقلت هذا الكلام الى الشيخ محمد حسان فى مصر قال لى ان هناك ابليس واحد والكفر واحد
ولم يكن تحريف الكنيسه من جعل الاله الوحد ثلاثة اقانيم وتاليه عيسى عليه السلام واختراع قصة الصلب والفداء او عبادة الصليب وعبادة التماثيل والاوثان هى خطا الكنيسه الوحيد
بل كان الامر الاشد والذى يدفع المسلمين الان ثمنه هو
بعزل العقيده عن الشريعه واتخاذ الدين عقيده فقط وترك القانون الرومانى يحكم الحياه
ان اى دين منزل من عند الله كان دائما عقيده وشريعه فى ذات الوقت
فاما العقيده فقد جاءت واحده فى جميع الرسالات السماويه لانها بطبيعتها غير قابله للتغير ولا التبديل كما جاءت فى القران على لسان جميع الرسل قال تعالى
\\اعبدوا الله ما لكم من اله غيره\\
اما الشريعه ةما تحويه من تنظيمات فقد تتغير بحسب احوال الاقوام الذين ارسل المرسلون اليهم
حتى اكتمل الدين على يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى
\\اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دنيا \\ المائده ايه 3
ونحن بسبب البعد عن دين الاسلام الذى هو دين الله الوحيد فى الارض وتبغية الغرب وثقافة الغالب والمغلوب وسنن الله فى الارض بقوله تعالى \\ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما با نفسهم \\
ندفع الان سبب غباء الكنيسه المسيحيه الان بحيث يكون القيصر او الحاكم اله فى الارض يتصرف فيه على هواه ويطاع فيما يامر به وتكون بقية الشئؤون التى لا يهتم به الحاكم الى الله
وهل هناك شرك اكثر من هذا
ومع ذلك لم تكتفى الكنيسه ورجالها بهذه الخطيئه الكبرى فى حق الله وكل الاديان السماويه انما اضافت اليها خطايا اخرى ومنكرات كثيره
من الطغيان الروحى والعقلى والفكرى والمالى والسياسي هذا ما سوف اتكلم عنه فى المره القادمه ان شاء رب العالمين وهذا الطغيان سبب نفور الناس من الدين والذهاب الى الشيوعيه والراسماليه والاشتراكيه وكل هذه المذاهب والمشتقات عنها وسوف نتكلم عن كل مذهب على حده
معذره على التطويل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر 1-- مذاهب فكريه معاصره محمد قطب
2--تفسير فى ظلال القران سيد قطب
3 --ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ابو الحسن الندوى