الإسراء والمعراج وإعجازه العلمى


الإسراء والمعراج وإعجازه العلمى


************************************************** ****


الإسراء والمعراج بنبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كان آية وقدرة من الله ومعجزة خارقة لكل قوانين ونواميس الحياة .
...
فلقد أُسْرِى برسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحمله البراق ليلاً من المسجد الحرام بمكة المكرمة وسرى به
وهبط على الصخرة المقدسة بالمسجد الأقصى فى القدس الشريف .
يقول سبحانه وتعالى :
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )
...
وبالمسجد الأقصى صلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والمرسلين عليهم جميعا أفضل صلاة وأزكى سلام وتسليم .
فما جعل الله من بقعة طاهرة على وجه هذه الأرض بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة أفضل من القدس الشريف ..
وما من مسجد بعد المسجد الحرام والمسجد النبوى أشرف من المسجد الأقصى .
*****
رواد الفضاء أثناء صعودهم فى الغلاف الجوى للأرض يتخذون السبل اللازمة والواجبة حتى لا يصيبهم دوار وحرج فى القلب
ولئلا تكون حالتهم فيه مضطربة فى السكون و الحركة لأن الضغط الجوى ينخفض وتقل نسبة الأكسجين كلما صعدوا إلى أعلى فيشعر رائد الفضاء أثناء
تصعده بضيق فى التنفس وانقباض رئتيه ويحس بالإختناق .
.....
من على الصخرة المقدسة عرج البراق وصعد بسيد الأولين والآخرين من الأرض إلى السماء منطلقاً به فى الغلاف الجوى للأرض
ومخترقاً كل طبقاتها وفتح الله له السماء لينفذ به من كل أبوابها وليصل إلى سدرة المنتهى دون حرج أو اضطراب ودون ضيق أو اختناق .
*****
الصعود فى الأجواء دائماً ما يكون عبر خطوط متعرجة ومنحنية وهو ما يسمى بالعروج أو المعراج لأن حركة الأجسام فى الكون لا تكون
فى خطوط مستقيمة لابد لها من التعرج والإنحناء .
فإذا ما علا رائد الفضاء وصعد وارتفع فيه ونفذ من الجاذبية الأرضية ومن طبقة الغلاف الجوى فهو بذلك يكون : اخترق باباً من أبواب السماء .
حينئذ تنعدم الجاذبية وتنعدم الأوزان فلا يكون للأجسام من استواء
ولا يكون لها اعتدال أو استقامة فيسبح الجسم ويترنح فى الفضاء .
.....
النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم عرج وصعد وعلا وارتفع واخترق كل طبقات الهواء ونفذ من سماء إلى سماء معتدلاً مستقيماً ومستوياً فى الآفاق .


فلقد استوى نبى الله صلى الله عليه وسلم دون انعدام وزن أو تأثر بانعدام الجاذبية أو ترنح فى الفضاء
استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستو ولن يستوى أحداً سواه .
يقول جل ذكره : ( فَاسْتوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى )
*****
إذا ما أذِن الله وفتح لأى من عبيده باباً من أبواب السماء : فإن رائد الفضاء المأذون له بالإختراق سوف يجد الكون أمامه مظلماً ظلاماً دامساً حالكاً والعين فى إبصارها تكون وكأنها مسكّرة ومقفلة مغلقة .
كأنها قد سدت أو أغشيت لا تعى ما ترى . بل ويصير الجسد وكأنه مسلوباً منه أو مسحورا .
يقول عز وجل :
( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ .. فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ .. لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا .. بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُون )
.....
نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم فى ليلة إسرائه ومعراجه نفذ فى الآفاق دون ظلام أوظلمة ودون ميل عن القصد أو تسكير فى الإبصار
ودون أن يكون جسده الشريف مسلوباً منه أو مسحوراً . يقول عز وجل :


( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ) .......... ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى )


وأراه الله ما رأى من آياته ومعجزاته الكبرى .
مما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم : كتاب الله المبين وقرآنه الحكيم . رآه بالأفق المبين .
يقول رب العرش العظيم : ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِين ِ)
*****
لقد وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إسرائه ومعراجه إلى سدرة المنتهى .
هذه السدرة عندها جنة المأوى الجنة التى أعدها الله للمؤمنين
جنة الخلد والنعيم والتى مقدار عرضها هو مقدار السماوات والأرض .
يقول رب العرش العظيم : ( سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى )
ويقول تبارك وتعالى فى كتابه الكريم : ( وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ )
....
لقد قضى الله فى حكمه وعلمه أن الإنس سوف يصعدون إلى الفضاء ويخترقون الأجواء ويهبطون على بعض الكواكب والأقمار وأنه سبحانه وتعالى
سوف يأذن ويفتح لهم باباً من أبواب السماء .
وأورد الله فى كتابه ومحكم آياته أن الجان قد صعدوا إلى السماء ولمسوها وحين اتخذوا منها مقاعد للسمع وجدوها ملئت حرساً شديداً وشهبا .


( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً )


( وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً )
.....
فكان الإسراء والمعراج بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آية ومعجزة من الله وارتقاءً لرسول الله على كل إنسان أو جان فى أى زمان أو مكان .
صلى الله وسلم على خير الأنام سيد الأولين والآخرين ونبى كل العالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل صلاة وأزكى سلام .


************************************************** ****
سعيد شويل