أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد فجريا على سنن متقدمى مرضيي أئمتنا من إلقاء الفوائد والمذاكرة بدقيق العلم أحببت أن أبث للإخوة ما أشكل على شراح صحيح مسلم من وجه إيراده أثر يحيى بن أبى كثير داخل أحاديث المواقيت أعنى قوله أن العلم لايستطاع براحة الجسم فقد قال يحيى النووى رحمه الله فى شرحه على صحيح أبى الحسين مسلم رحمه الله ما نصه ... قوله: "عن يحيى بن أبي كثير قال: لا يستطاع العلم براحة الجسم" جرت عادة الفضلاء بالسؤال عن إدخال مسلم هذه الحكاية عن يحيى مع أنه لا يذكر في كتابه إلا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم محضة مع أن هذه الحكاية تتعلق بأحاديث مواقيت الصلاة فكيف أدخلها بينها؟ وحكى القاضي عياض رحمه الله تعالى عن بعض الأئمة أنه قال: سببه أن مسلماً رحمه الله تعالى أعجبه حسن سياق هذه الطرق التي ذكرها لحديث عبد الله بن عمرو وكثرة فوائدها وتلخيص مقاصدها وما اشتملت عليه من الفوائد في الأحكام وغيرها ولا نعلم أحداً شاركه، فيها فلما رأى ذلك أراد أن ينبه من رغب في تحصيل الرتبة التي ينال بها معرفة مثل هذا فقال طريقه أن يكثر اشتغاله وإتعابه جسمه في الاعتناء بتحصيل العلم، هذا شرح ما حكاه القاضى.,,,, انتهى قلت ,,رحمة الله على الإمام النووى والقاضى عياض وأعلا مقامهما وهما دائران بين الأجر والإثنين فلقد ذهبا لغير المذهب أما ماذكرا نضر الله وجههيهما من كون مسلم أحسن سياقة الطرق التى ذكرها لحديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما فهو كذلك لعمرى غير أن الأشبه لو أراد ذلك أن يكون قدمها بين يدي حديث عبد الله بن عمرو وأجراها مجرى التبويب له حتى يتنبه القارئ والناظر فيتدبر الطرق التيى ألقاها مسلم للحديث بعد ’ ثم إنا ننازع النووى فى بعض ماتأوله من كلام عياض وذلك أن القاضى عياض قال فى الإكمال ,’’’ودْكر مسلم عند ذكره أحاديث الوقوت ، وذكره فيها ما لم يذكر غيره من أصحاب الحديث : ثنا يحيى بن يحيى ، قال : أنبأنا عبد الله بن يحيى بن ائى كثير ، قال : سمعت أبى يقول : لا يستطاع العلم براحة الجسم) : فكئيرٌ من يسألُ عن ذكره هذا الخبر فى هذا الموضع وليس منه ، ولا هو من حديث النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولا من سْرط الكتاب ، فقال لنا بعض شيوخنا : إن مسلمأَ - رحمه الله - أعجبه ما ذكر فى الباب وعرف مقدار ما تعب فى تحصيله وجمعه من ذلك فأدخل أ بينها] (3) الخبرأتنبيهأ] (4) على هذا ، وأنه لم يحصمل ما ذكر إلا بعد مشقة وتعب فى الطلب ، وهوَ بيِّنٌ والله أعلم انتهى قلت والذى حكى القاضى عن بعض مشايخه ظاهره الكلام على حسن انتقاء مسلم لأحاديث المواقيت ورصه طرقها وإتيانها بجماعها وما بالناس الحاجة إليه منها وليس يكاد يفهم من كلامه التعرض لفقهها البتة إلا بتعسف أو بطريق التبع ثم إن قول القاضى أن مسلما أعجبه أحاديث الباب يدفع أن يكون أم به حديث عبد الله بن عمرو حسب كما حكاه النووى وإن كان الباب قد يطلق على روايات الحديث الواحد نفسه غير أن الظاهر من مراده ماقدمنا هذا ولا يخفى على الناس ماأولع به بعض المغاربة من تفضيل صحيح مسلم على صحيح محمد أعنى البخارى ومنازعهم فى ذلك شتي غير أن من العلل فى تفضيله عندهم أو المزية له عند غيرهم ما خص به من السير على نهج واحد فى عرض الأحاديث بتمامها وسياقة طرقها إلا مواطن يسيرة استثناها كما فى مقدمته , فكأنهم ذهبوا بأثر يحيى بن أبى كثير ذا المذهب أعنى أنه لما استقر فى أنفسم من حسن سياقة مسلم الروايات وترتيبه الطرق ونصه الألفاظ وفرقه بين صيغ الأداء وهذا حق وكذا اجلاله وتقديمه على جامع محمد ثم خفاء وجه مناسبة إيراد مسلم الأثر مدرجا ومقحما بين أحاديث المواقيت فتلمسوا وجه ذلك فلم يجدوا أوسع عليهم من صرفه إلى التنبيه على استيعابه الأحاديث وحسن ترتيبه الطرق وجميل انتقائه فى الباب ثم انفصلوا عن ماقد يورد عليهم من كونه إعجابا من مسلم بعمله ونفسه وأنه أتى بما لم يستطع غيره أن يأتى به وإشارته لذلك فلربما عارض هذا معانى الإخلاص وما غيره بمسلم أولى فتأولوا قصد مسلم وأمه التنبيه لغيره كى يستن به فيكون له أجره ويكون من أبواب البر ومن التحدث بنعمة الله قيسلموا من الإعتراض عليهم , هذا ولعل مسلما أن يكون قدم الأثر قبل جميع أحاديث المواقيت لو أراد التنبيه على استيعابه نقاوة أحاديث الباب ثم حسن عرضه طرقها ,ثم ههنا سؤال لماذا عمد مسلم إلى فصل حديثى عبد الله بن عمرو وبريدة بذا الأثر خاصة؟ ولعلى أجيب عليه إن شاء الله فأفول, الذى يظهر والعلم عند الله تعالى أن الإمام مسلما رحمة الله عليه إنما أم التنبيه على لطيفة فى حديث بريدة وذلك أن الذى جاء يسأل النبى صلى الله عليه وسلم عن المواقيت مكث يومين حتى علمها ولكأنه كان من غير أهل المدينة لقوله صلى الله عليه وسلم له , صل معنا هذين فأشبه أن لو كان حاضر النبى صلى الله عليه وسلم أن لا يخفى عليه وقت الصلاة جملة ولعله إن أخطأه وقت أصابه آخر فلا يحتاج للسؤال عنها جملة ولا أن يمكث حتى يتعلمها هذا وإن فيها لتأصيلا للرحلة فى طلب الحديث الذى هو العلم ومتقدموا أئمتنا المرضيين لا يفوتون مثل ذى المناسبة للإدلاء بالفوائد والتأصيل لما انتهجوه من الرحلة وما نعاه عليهم بعض من لم يعقل العلم وأسبابه فكان هذا من أسباب إيراد مسلم رحمة الله عليه لذا الأثر وتصديره به حديث بريدة ثم حديث أبى موسى وفيه نفس المعنى فأجرى مسلم هذا الأثر مجرى التبويب للتأصيل للرحلة فى طلب الحديث وتحمل المشاق فى طلب العلم واستشهد على ذلك بحديث بريدة وغيره ومكث السائل يومين مع النبى صلى الله عليه وسلم حتى يتعلم هذا وفى ذا الحديث ألوان من الفقه أخرى لعلنا ننشط فنكتب منها والذى يدل على ذلك أيضا إن شاء الله هو كون مسلم تعمد التصدير بالأثر لحديث بريدة وأبى موسى المتضمنين مكث السائل معه صلى الله عليه وسلم حتى يتعلم ولم يصدر بها مسلم حديث عبد الله بن عمرو وغيره لعدم ذكر مكث السائل فيه’ هذا وأنبه على أن متقدمى مرضيى أئمتنا كانوا من الفقه بالمحل الأعلى ضد ما يبهتهم به من لم تتسع فى العلم مذاهبه ولا سلك فجاجه من كونهم معطلين من الفهم والتدبر وأن وكدهم جمع الرويات وقصد الغرائب دون تعلق بمعانيها ولاتفتيش عن وجوهها ولعل إمام الأئمة ابن خزيمة رحمة الله عليه وتأليفه بين الأخبار أكبر شاهد على ذلك قال رحمة الله عليه كما فى الكناب العجب أعنى التوحيد له بل الله ثراه, بَاب البيان من سنن النبي صلى الله عليه وسلم
على تثبيت السمع والبصر لله موافقا لما يكون من كتاب ربنا إذ سننه صلى الله عليه وسلم إذا ثبتت بنقل العدل موصولا إليه لا تكون أبدًا إلا موافقة لكتاب الله حاشا لله أن يكون شيء منها أبدًا مخالف لكتاب الله أو لشيء منه فمن ادعى من الجهلة أن شيئًا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم إذا ثبت من جهة النقل مخالف لشيء من كتاب الله فأنا الضامن بتثبيت صحة مذهبنا على ما أبوح به منذ أكثر من أربعين سنة. انتهى هذا ومن عظيم فقه الإمام مسلم قوله فى مقدمة صحيحه ,,, وَالْخَبَرُ وَإِنْ فَارَقَ مَعْنَاهُ مَعْنَى الشَّهَادَةِ فِى بَعْضِ الْوُجُوهِ فَقَدْ يَجْتَمِعَانِ فِى أَعْظَمِ مَعَانِيهِمَا إِذْ كَانَ خَبَرُ الْفَاسِقِ غَيْرَ مَقْبُولٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَمَا أَنَّ شَهَادَتَهُ مَرْدُودَةٌ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ ,,,انتهى فانظر وا رحمكم الله كيف لحظ مسلم وهو من متقدمى مرضيى أئمتنا أن الخبر يجتمع مع الشهادة فى معان ويفارقها فى معنى والفرق بينهما قد أعيى القراقى إمام الأصوليين ومن شهدوا بفضله وخضعوا لعلمه فيه وفى الفقه وغير ذلك قال فى الفروق الفرق الأول بين الشهادة والرواية ابتدأت بهذا الفرق بين هاتين القاعدتين لأني أقمت أطلبه نحو ثمان سنين فلم أظفر به وأسأل الفضلاء عن الفرق بينهما وتحقيق ماهية كل واحدة منها ,,, انتهى هذا ولم يقف القرافى على مافرق به بين الرواية والشهادة حتى طالع شرح البرهان للإمام المازرى رحمة الله عليه وجماع كلام المازرى منتزع من رسالة الشافعى من متقدمى أئمتنا رحمة الله عليه,هذا وأنبه الإخوة على ماوقع من وهم فى الطبعة التى بين يدى من المنهاج للنووى وذلك انه ذكر حين تعرضه لأثر يحيى بن أبى كثير أن مسلما أعجبه سياق الطرق لديث عبد الله بن عمر وإنما هو عبد الله بن عمرو , هذا واذ انتهينا الى ذا المقام فإنى أحيط إخوانى علما بأن مااكتبه فى ذا الملتقى إنما هو للمذاكرة حسب ولم أصمد فيه للتأليف ولا عمدت لتنقيحه وأغضيت فبه عن الحرف بعد الحرف مما يلج به اللحن فى كلامى وكذا لم ألتزم الفواصل لمشقتها على وأنى غير متقن للذى يدعى الحاسوب ولكن حسبي أن أذاكر إخوانى وأفيدهم ويفيدوننى ولعل همى كان فى إقامة المعنى مع الإغضاء عن بعض اللحن والسلام كتبه أبو محمد