مشاركتي الأولى معكم ... أتمنى أن تفوز باستحسانكم .
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
يعد رامبرانت من أهم الرسامين على مـر العصور ... و قد عاش في هولندا ما بين عامي 1606 و 1669م . و حظي في حياته بشهرة كبيرة و مال وفير بسبب موهبته في الرسم إلا أنه عانى كثيرا في أُخرياته حيث مات بعضٌ مِـن أهله المقرَّبين و تدهورت أموره المادية إلى أن مات فقيرا .
و فيما يلي عرض لأبرز سماته الفنية مع عدد من أشهر لوحاته :
1- فن البورتريه ( الصور الشخصية ) ، فقد أكسب رمبرانت فـنَّ البورتريه عمقا فلسفيا من خلال قدرته الفائقة على إبراز الحالة النفسية للأشخاص الذين يصورهم .
العجوز ذو الرداء الأحمر
نلاحظ أن الضوء قد غمر بقوة بقعتين فقط من المنظر ( الوجه و اليدين ) ، و جاءت الخلفية غير واضحة فلا هي جدار و لا غرفة .. كل هذا حتى يتم التركيز على الشيخ و نظراته المتأملة .
زوجته ساسكيا
كان يحب جدا زوجته ساسكيا ... و مسلسل تدهور حياته لم يبدأ إلا بعد وفاتها ... و في هذه الصورة جعلها تبدو مثل ( فـلورا ) آلهة الأزهار عند اليونان .
و كان رمبرانت منجذبا إلى تصوير كبار السن حيث تبدو في أخاديد وجوههم مسيرة الشقاء و العناء التي كابدوها .
رامبرانت في الثالثة و الستين
كان رامبرانت مغرما بتصوير نفسه في سنين متتابعة و أوضاع مختلفة حتى بلغ عدد صوره لنفسه حوالي مئة صورة .
و يبدو رامبرانت في هذه الصورة شخصية معتدة بنفسها و أناقتها رغم المعاناة الواضحة على ملامح وجهه .
................................
2- قدرته الفائقة على التلاعب بالظل و الضوء ..... و في لوحاته لم يعد الضوء مُـنبعثا من مصادر الضوء المرئية كالأبواب و النوافذ و المصابيح و الشموع ، و لكن شخصياته نفسها كانت مَنبعا للضوء . و كان غالبا ما يجعل المنظر يموج بالظلام و لكنه يسلّـط حزمة ضوئية على جزء من المنظر لتكون بمثابة رسالة للمشاهد كي يركز بصره على موضع الضوء و الذي هو مركز السيادة في اللوحة .
أرسطو و تمثال هوميروس
نلاحظ هنا عدة أمور :
1- أن الضوء مسلط على الوجهين و هذا يرمز للاستنارة التي تنعم بها الشخصيتان .
2- أن الغرفة محجوبة عنّـا و قد آثَـر رامبرانت ذلك حتى لا تنصرف أنظارنا عن الوجهين .
3- أن أرسطو يبدو منحنيا مما يوحي بالتأمل و التفكير .
تعميد المسيح و هو طفل
بعد ميلاد المسيح بثمانية أيام تم تقديمه إلى الهيكل من أجل ختانه وفق ما تأمر به الشريعة اليهودية .
................................
3- تصويره لمشاهد مأخوذة من الإنجيل ... و هو حين يفعل ذلك فإنه يظهر المشهد في صورة درامية مثيرة .
عودة الابن الضال
بعد أن هجر الابن منـزل والده عاد مهزوما منكسرا عاجزا عن النظر في وجه والده الذي فقد بصره ... و واضح من رأس الابن الحليق و ثيابه الممزقة و سكين الرعي أن التجربة التي مر بها كانت قاسية . و الأب هنا هو رمز للمسيحية ، و بحسب المذهب البروتستانتي يندفع الفتى نحو والده مباشرة دون وسيط ( و الذي هو كاهن الكنيسة في المذهب الكاثوليكي ) .
...............................
و هذه لوحات أخرى من أشهر لوحاته :
العروس اليهودية : قال فان جوخ إنه على استعداد لمنح عشر سنوات من عمره مقابل السماح له بالجلوس مدة أسبوعين مع رغيف خبز وماء أمام هذه اللوحة .
دورية الليل : طلب أعضاء الرابطة العسكرية – و عددهم 17 – من رامبرانت أن يرسم لهم صورة جماعية ( بورتريه جماعي .. و كان شائعا حينها ) مقابل مبلغ من المال . و لكن رامبرنت لم يتقيد بما طلبوا فرسم 28 رجلا بدلا من 17 و جعل بينهم فتاة ذات ثوب حريري أبيض .. تزيد من حدة الصراع بين الضوء و الظل . مما أثار غضب أعضاء الرابطة فطالبوا باسترداد أموالهم .
و الانطباع الأول الذي تخلّفه اللوحة هو الإحساس بالحركة فقد آثَـر رامبرنت أن يعرض شخوصه و كأنهم منطلقون لتلبية نداء الواجب بعيدا عن وضعيّـات الجلوس أو الوقوف المعتادة في الصور الشخصية . و نلاحظ أن الضوء يسطع في وسط اللوحة ( حيث الكابتن باننج يشرح خطّته الحربية للضابط المناوب ) مما يوحي كذلك بالحركة و الانطلاق .
الدكتور توليب يلقي درس التشريح : و هي مثل سابقتها من لوحات ( البورتريه الجماعي ) ، و قد ضمت بعض الشخصيات البارزة في النقابة و أسماؤهم مكتوبة في الورقة التي يحملها الرجل بجانب الدكتور توليب . و نلحظ هنا عدة أمور :
1- أن رامبرانت عرض شخوصه بطريقة دينامية بعيدا عن الأسلوب المألوف في الصور الشخصية حيث الصفوف المتراصّـة .
2- أن الشخوص تباينت في درجة اهتمامها ففي حين يبدو البعض مركزا متأملا بدا آخرون شاردي الذهن .
3- أن كمية الضوء الساقط على الجثة و على الدكتور توليب أكبر ؛ مما جعل لهما السيادة في اللوحة .... ( وجود الدكتور توليب في جهة أخرى عن زملائه يعطيه أيضا السيادة في اللوحة ) .
هندريكي تخوض مياه الجدول : على الرغم من أن تصوير العري كان نادرا في الفن الهولندي البروتستانتي المتشدد إلا أن رامبرانت كان له أكثر من لوحة عارية يصور فيها خادمته ( هندريكي ) التي أصبح على علاقة بها بعد وفاة زوجته ساسكيا .
( هذه اللوحة هي أخف ما يمكن أن يُـعرَض دون أن يتناوله مقص الرقيب ) .
مـنـقـول مـن مـصـادر مـخـتـلـفـة