أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
[وبه نستعين]

تراث الحنابلة هموم وتطلعات
عَرَفت الكتب الحنبلية طريقها إلى المطابع متأخرة بعض الشيء مقارنة ببقية المذاهب فطبع نيل المآرب وهو أول كتاب حنبلي يطبع عام 1288هـ
ثم تبعة كتاب الروض المربع عام 1304هـ وتوالت بعد ذلك طباعة كبار كتب المذهب كشرح المنتهى وكشاف القناع والشرح الكبير والمغني
ولكن كان بين طباعتها فترات طويلة قد تصل إلى عقود بالإضافة إلى سوء الطباعة وكثرة التصحيف والتحريف والأخطاء هذا مع عناية أهل ذلك
الزمان بالمذهب دراسة وتدريس فكيف بزماننا هذا الذي قل فيه أتباعه؟!!
إن من أعظم التحديات التي يواجهها المذهب الحنبلي قلة العناية بتراثه المخطوط الذي ما زال أسيراً في مراكز المخطوطات والمكتبات الخاصة
وهناك شروح وحواشي على أمهات كتب المذهب كالمنتهى والإقناع والغاية ما زالت تبحث عمن يظهر ما فيها من فوائد دفينة ودرر فريدة ولو
كانت هذه الكتب في فقه مذهب آخر لظهرت إلى عالم المطبوعات قبل قرن من الزمان
وأنا هنا لا أنكر ما قام به بعض الباحثين الذين ساهموا في تحقيق تراث المذهب و هذه الجهود وإن كانت مشكورة إلا أنها اقتصرت على بعض
المتون والكتب المتقدمة مع تقصير ظاهر في خدمة كتب المتأخرين التي تعتبر لب المذهب وعمدته فليتهم يعتنون بالأهم ثم المهم فأين المحققون عن
حواشي المنتهى
(1) والإقناع(2) والدليل(3) وشروح الغاية(4) فهي أولى بالعناية من غيرها أو ليتهم اعتنوا بإعادة تحقيق بعض الكتب التي طبعت طبعات مشوهة
لا تخلو صفحة منها من خطأ ومع هذا يزعم القائمون عليها أنهم قابلوها على عدة نسخ بل هناك من تعدى هذا وقال: إنه اعتمد على نسخة المؤلف !!
فمن يصدق أن كتاب الروض المربع على جلالة قدره وقدر مصنفه لا توجد له طبعة مفردة سليمة من التصحيف والتحريف مع أنه الكتاب المقرر في
الكليات الشرعية في بلادنا وقُرئ على كبار علمائها إذا كان هذا حال أمهات الكتب فماذا نقول عن المتون والمنظومات والرسائل والأجوبة؟!!
لا شك أن المذهب بحاجة إلى جهة تتوالى العناية بتراثه بإشراف عدد من المعتنين به الغيورين عليه..
قد يقول قائل:إن مثل هذا المشروع يحتاج إلى مؤسسة معنية تتولى مسؤولية القيام بعمل بهذا الحجم ؟!
أقول:لا شك أن مثل هذا المشروع يحتاج إلى عمل مؤسسي يتبنى المشروع ويشرف عليه ولما كان هذا في حكم المستحيل فأني أنصح الغيورين من
أتباعه بأن يبادروا بذلك ويتقاسموا العمل بينهم ويستفيدوا من تقنية الاتصالات المتاحة لهم والتي تسهل التواصل بينهم فيمكن أن يتقاسم عدد من
الباحثين كتاباً واحداً كل منهم يتولى قسماً منه وفي هذا توفير للجهد والوقت ولا يحقر الإنسان نفسه فالمشاريع الناجحة بدأت متواضعة والأشجار المثمرة
كانت بذوراً ثم سرعان ما كبرت وأينع ثمرها..
ويمكن تلخيص ما سبق ذكره في ثلاث نقاط:
1.تحقيق الكتب التي لم تطبع بعد كالحواشي والشروح ومن أهمها حواشي العلامة محمد الخلوتي على الإقناع والمنتهى وشرح غاية
المنتهى لابن العماد.
2.إعادة طباعة بعض الكتب إما لكونها طبعت طبعات ينقصها التحقيق كالروض المربع(5) أو لأنها نفدت من المكتبات
كشرح غاية المنتهى للرحيباني(6).
3.إبراز دور علماء المذهب في مختلف العلوم وذلك بتحقيق كتبهم المؤلفة في التفسير والحديث والعربية وغيرها فالكتب المطبوعة في هذا قليلة
لا تكاد تذكر مما أعطى انطباعاً لدى الباحثين أن علماء المذهب ليست لهم مساهمة في هذه العلوم وأن جهودهم لا تتعدى علم الفقه.

هذا ما تيسر والله الموفق(7)
___الحواشي_______________
(1) قلت-أبو بكر- أما الأصل وهو متن(الإقناع) فأشهر شروحهِ وأنفسها شرح الشيخ العلامة محقق المذهب:منصور البهوتي، المسمى ب[كشاف القناع عن الإقناع]
وأجود طبعاتهِ هى التي بتحقيق الدكتور: عبد الله التركي.
وأما عن حواشيهـ فمنها:
1-حاشية الإقناع للشيخ منصور البهوتي .
2-حاشية الإقناع وشرحه للشيخ محمد بن أحمد الخلوتي
3-الأضواء والشعاع على كتاب الإقناع ،للشيخ عبد الله بن عمر بن دهيش
4-التعليق الحاوي على إقناع الحجاوي ، للشيخ عبد الله بن عمر بن دهيش ، لم يكمله ، ولا يزال مخطوطا..والله أعلم
(2) قلت-أبو بكر- هى ولله الحمد كثيرة ـونفيسة جداً، ولكن! للأسف جُلها ما زال حبيس الأدراج، أو مرصوص على الرفوف قد أهلكه الغبار!!
ومنها[حواشي المنتهى]:
*حاشية العلامة الخلوتي، ولها أكثر من خمس نسخ مخطوطة:
1*2نسختين في مكتبة برنستون..
3-ونسخة في دار الكتب المصرية..
4-ونسخة في المكتبة الأزهرية..
5-ونسخة الهيئة المصرية..
(3) ومنها:
1_ حاشية على دليل الطالب، لصالح بن عثمان القاضي..
2_ حاشية على دليل الطالب، لعثمان بن صالح بن عثمان القاضي..
3_ حاشية على دليل الطالب، لمصطفى الدوماني الدمشقي مفتي رواق الحنابلة بمصر..
4_ حاشية الدليل لابن عوض، أحمد بن محمد بن عوض المرداوي،وهو أحد تلاميذ الشيخ -عثمان بن قائد النجدي-
(4)ومنها:
1-شرح ابن العماد أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد العُكَري، المسمى ب " بغية أولي النهى "
2-شرح الجراعي إسماعيل بن عبد الكريم الدمشقي، أكمل شرح ابن العماد، فشرح من الوكالة إلى كتاب النكاح.
3-شرح بن عفالق محمد بن عبد الرحمن الأحسائي، قال ابن حميد: " مبتدئا من كتاب البيوع، فوصل فيه إلى الصلح، حقق فيه ودقق ". اهـ.
4-شرح الرحيباني، المسمى ب " مطالب أولي النهى " وغيرها..
(5) له طبعات عديدة، منها طبعة دار الوطن، وتعد مع المقارنة مع غيرها منالمطبوع أفضل الطبعات، وطبعة مؤسسةالرسالة، وقد حوت أخطاء فاحشة!
في بعض الأحيان تحيل المعنى عن المقصود تماماً، والله أعلم.

(6) وقد طبع لدى المكتب الإسلامي ،بتحقيق الشيخ زهير الشاويش، وقد نفذت الطبعة منذ وقت ، حتى أضحى الحصول علىها من الأُمنيات!!
(7) مصدر المقال-بتصرف يسير-:http://www.rwaq.net/articls.php?item=5