أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


كيف تعرف أن المخطوطة كتبت بخط المؤلف أم بخط غيره؟
سؤال سألني إياه أحد الأفاضل، وهو سؤال وجيه يُطرح في معرض الكلام حول الدقة في فهرسة المخطوطات، والدقة في تحقيق النصوص وذلك من حيث نسبة الخطوط لمؤلفيها.
الأصل في النسخ الخطية أنها بخط ناسخ غير المؤلف لأن المؤلف ما أن يكتب نسخة واحدة ـ إن كتب ـ فإما يُكتب لها القبول فتنتشر بمئات وآلاف النسخ في حياته أو بعد مماته، أو لا يكتب لها القبول فلا تتجاوز العشرات وربما آحاد النسخ، وسواء رزقت القبول أم لم ترزق؛ الغالب الأعم أن النسخ بخط آخرين غير المؤلف. وعليه من زعم أن النسخة التي بين يديه بخط مؤلفها عليه أن يثبت ذلك لا العكس.
ـ أن ينص المؤلف صراحة ويكون ذلك نصا أصليا لا نصا منقولا، وهذا يتبين من خلال نوع الورق والحبر . وهذا لا يحتاج إلى كياسة ولا فطنة إن كان صراحة.
ـ إن لم ينص المؤلف فإن القريبين منه حقيقة أو حكما عندما يعرفون خط شيخهم معرفة متيقنة فإنهم يقولون وجدنا بخط شيخنا الذي لا نشك فيه، وهذا يسمى عند أهل مصطلح الحديث (وجادة)، ويأتي بعد ذلك أناس يقيسون على هذا الخط خطا يشبهه فإن كان الكاتب من الأكابر فإن مسألة محاكاة خطه مسألة تكاد تكون مطروحة بنسبة عالية والتزوير يدخل من هذا الباب بيسر وسهولة...انظر مثلا من يزعم أن هذا المصحف أو ذاك بخط ياقوت وليس فيه أدنى إشارة إلا التشابه فقط!!!.
والحل في رأيي عند تشابه الخطوط علينا أن نشك وبعد الشك علينا أن نقول: كتب المصحف بخط منسوب لياقوت المستعصمي... وهذا الصنيع لا يفعله إلا أهل الضبط والإتقان لأنهم أهل التحري.
هناك علامات تجعلك تساعد في معرفة النسخة هل هي بخطه أم لا:
1 ـ إذا سبق اسم المؤلف ألقاب الثناء والإطراء...فإنه لا يستقيم أن يكتب المؤلف نسخة بخطه ثم يمدح نفسه...وغالب من يبالغ في الإطراء هم تلاميذ المؤلف حقيقة أو حكما، وعلى العكس إن تجرد الاسم ولم يسبقه إلا عبارات العبد الفقير الحقير إلى الله...
2 ـ إذا أعقب اسم المؤلف دعوات الترحم. فإنها قرينة في أن النسخة كتبت بعد وفاته، وإن تعقب اسم المؤلف دعوات البقاء والحفظ فإنها قرينة قوية أنها كتبت في حياته، فإن كانت الدعوات مثل عفى الله عنه فغالبا توحي للقارئ أنها من فعل المؤلف، وأما عبارة أيده الله أو أبقاه الله أو حفظه الله فإنها في الغالب الأعم من فعل أحد التلاميذ في حياة المؤلف.
تربط القرائن مع بعضها ليخرج الباحث بقرار....فإن كانت الأمر شك فكما هو مقرر يكتب قبل الاسم عبارة (المنسوب) خروجا من الخلاف.

الباب مفتوح للمذاكرة والاستفسارات حول هذه الجزئية...ومن أراد الإدلاء بدلوه فلا يتردد لتعم الفائدة