أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


128ــ عاصم بن سويد:
قال الامام الالباني رحمه الله في التعليق على «صحيح ابن خزيمة» 1872: وعاصم بن سويد فيه جهالة.
قلت : روى عن جمع، وروى عنه جمع، ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ محله الصدق، فمثله يصحَّح له، سيما وقد روى له النسائي.

129ــ محمد بن موسى بن الحارث عن أبيه (الصواب: موسى بن محمد):
وقال رحمه الله في التعليق على «صحيح ابن خزيمة» (1872): ومحمد بن موسى بن الحارث التيمي لم أعرفهما.
قلت: والصواب موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث القرشي التيمي كما في «تهذيب الكمال» برقم 6891، روى عنه عاصم بن سويد، وهو الراوي عنه في إسناد ابن خزيمة، فالشيخ رحمه الله لم يتنبه لقلب اسم الراوي عند ابن خزيمة وانقلابه أيضاً عند ابن حبان 6/233، قال المزي في ترجمة محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر التيمي: روى عنه ابنه موسى بن محمد، ولم يقل المزي: محمد بن موسى. أما موسى فليس مجهولاً فهو ضعيف جداً، أما أبوه محمد بن إبراهيم فهو ثقة وثقه النسائي وأبو حاتم وابن معين وابن خراش.

130ــ عاصم بن عبد العزيز الأشجعي:
قال رحمه الله في «الإرواء» 2/275 تحت حديث «تكفيك قراءة الإمام خافت أو جهر»: أخرجه الدارقطني 126 في موضعين منها، قال في الأولى: عاصم ليس بالقوي ورفعه وهم.
قلت : وهو عاصم بن عبد العزيز الأشجعي أبو عبد الرحمن قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» 6/348 ترجمة رقم 1919: حدّثني أبي أنا إسحاق بن موسى الخطمي قال: سألت معن بن عيسى عن عاصم بن عبدالعزيز فقال: اكتب عنه وأثنى عليه خيراً.
قلت : ووقع في «تهذيب الكمال» للمزي زيادة (فقال: ثقة) قال الدكتور بشار معروف في التعليق عليه: («الجرح والتعديل» وليس فيه: ثقة) قلت : ربما وقعت للمزي أو وقف عليها من غير طريق ابن أبي حاتم والله أعلم. وهذا الراوي روى عنه الجبال أمثال ابن المديني والطالقاني ومعن بن عيسى القزّاز، وروى عن جمع، فهو صحيح الحديث ثقة، وقول النسائي: ليس بالقوي، يحتاج إلى تحرير.

* تصحيح التحريف الذي وقع للشيخ الألباني بين عامر بن السمط وبين أبي الغريف:
131ــ قال رحمه الله في «تمام المنّة» 117 تحت حديث: أن رسول الله ^ توضأ ثم قرأ شيئاً من القرآن ثم قال: «هكذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب فلا ولا آية»، قال: فإن لهذا الطريق علتين: الضعف والوقف، أما الضعف فسببه أن في سنده عامر بن السمط أبا الغريف، ولم يوثقه غير ابن حبان، وهو مشهور بالتساهل في التوثيق كما بيَّنته في المقدمة، فقد خالفه من هو أعرف بالرجال منه وهو أبو حاتم الرازي فقال في أبي الغريف هذا: ليس بالمشهور قد تكلموا فيه من نظراء أصبغ بن نباتة، وأصبغ هذا ليّن الحديث عند ابن أبي حاتم، متروك عند غيره ومنهم الحافظ ابن حجر، فثبت ضعفه.
قلت : هكذا قال الامام الالباني عفا الله عنه، وهو خطأ لا أدري ما الذي ألجأه إلى مثل هذا القول غير المحرر، وذلك لأمور:
أولاً: أن أبا الغريف الهمداني ليس عامر بن السمط.
ثانياً: أبو الغريف: هو عبيد بن خليفة الهمداني المرادي الكوفي، روى عن الحسن بن علي بن أبي طالب وصفوان بن عسال المرادي وعلي بن أبي طالب، وروى عنه: سليمان الأعمش وعامر بن السمط التميمي وعطية بن الحارث الهمداني ونصير بن أبي الأشعث والصحيح أن بينهما عامر بن السمط، قال عبدالرحمن بن أبي حاتم عن أبيه: كان على شرطة علي وليس بالمشهور. قلت: هو أحب إليك أو الحارث الأعور؟ قال: الحارث أشهر، وهذا شيخ تكلموا فيه من نظراء أصبغ بن نباتة.
ثالثاً: عامر بن السمط ــ ويقال: ابن السبط والأول أصح ــ التميمي السعدي أبو كنانة الكوفي: روى عن سلمة بن كهيل وأبي الغريف الهمداني، قال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد: كان ثقة، وفي «التاريخ الكبير» 6/458: عامر بن السمط الحرامي: قال علي بن مسهر وقال مروان بن معاوية: هو ابن السمط الحرامي التميمي، سمع أبا الغريف، قال يحيى بن سعيد القطان: عامر بن السمط: ثقة حافظ، يقال أبو كنانة. ونقل ابن شاهين في «ثقاته» ص227 ترجمة رقم 834 ونقل عن يحيى بن سعيد أنّه قال: ثقة ثبت، وقال ابن حجر في «التقريب» 3091: عامر بن السمط بكسر المهملة وسكون الميم التميمي أبو كنانة الكوفي: ثقة من السابعة.
رابعاً: أن عامر بن السِّمط الثقة يروى عن أبي الغريف (غير المشهور)
وأخيراً أوجِّه كلمة للإخوة الذين طبعوا «معجم الرواة»: لقد تكلفتم بطبع هذا الكتاب وبذلتم جهداً كبيراً، أما كان من الأفضل لكم من باب خدمة كتب الشيخ أن تنظروا ولو بلمحة بسيطة لـما قال الامام الالباني رحمه الله، معذرة إلى ربكم ثم خدمة لقراء كتابكم وقراء كتب الشيخ.

132ــ عامر بن عبد الواحد الأحول البصري:
قال رحمه الله في «الإرواء» 6/33 تحت حديث 587: قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: عامر ضعفه غير واحد وبعضهم قوّاه ولم يحتج به البخاري. قلت (ناصر): وقد قال فيه الحافظ في «التقريب»: صدوق يخطئ.
وقال في «الصحيحة» 5/216: من رجال مسلم قال الحافظ: صدوق يخطئ، فإن لم يكن حديثه حسن لذاته فلا أقل أن يكون حسناً لغيره.
قلت : قال أبو حاتم: ثقة لا بأس به، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: ليس به بأس، وقال أبو أحمد بن عدي: لا أرى برواياته بأساً، وفي «سؤالات الدارمي» ليحيى 573: ليس به بأس، أفلا يرتقي هذا الراوي بهذا التعديل إلى ما فوق الصدوق؟!

133ــ عبد الله بن إياس الحنفي:
قال رحمه الله في «الإرواء» 1/279 تحت بحث صلاته رسول الله ^ الصبح بغلس: أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح أيضاً عن عبد الله بن إياس الحنفي عن أبيه قال: كنا نصلي مع عثمان الفجر فننصرف وما يعرف بعضنا وجوه بعض. وعبد الله هذا وأبوه ترجمهما ابن أبي حاتم 1/1/280و2/82 ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً.
قلت : الرواية التي جلبها الشيخ من عند ابن أبي شيبة هي في «مصنفه» 1/283 رقم 3241، وعبد الله هذا: هو ابن إياس بن جعفر ـ وقيل: ابن صبيح أو ضبيح، ورجح الدارقطني وعبد الغني والأمير ابن ماكولا: ضبيح ـ أبو مريم الحنفي، روى عنه ولده عبد الله ومحمد بن سيرين، وروى عن عثمان وأنس وأرسل عن النبي ^ ، قال ابن سعد كما في «طبقاته» 7/63: كان قليل الحديث. وفي «سؤالات» البرقاني للدارقطني 41: بصري تابعي ثقة. وعدّه أبو زرعة بصرياً.

134ــ عبيد الله بن سيار:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 4/259 : وعبيد الله بن سيار لم أجد له ترجمة.
قلت : لقد تحرّف اسم الراوي في النسخة الميمنية من «مسند أحمد» وفي «تعجيل المنفعة» وقد صُحح إلى عبد الله بن سيار وهو الصواب. وهو الذي روى عن عائشة بنت طلحة وهو مولاها، ويروي عنه مروان، وقد سمّاه ابن أبي حاتم: عبد الله بن سيّار مولى بني طلحة كوفي روى عن عائشة بنت طلحة، كما في «الجرح والتعديل» 5/76 ترجمة رقم 354، ومثله في «التاريخ الكبير» 5/110 وسمّاه عبد الله بن سيار مولى عائشة بنت طلحة، وساق له البخاري حديث «لا زالت الملائكة تصلي ما دامت مائدتهم موضوعة». والسبب الذي جعل الشيخ رحمه الله يقول في هذا الراوي ما قال هو نظره إلى «تعجيل المنفعة» فنقل كلام ابن حجر على ما فيه. ولعلّ التحريف وقع من نسّاخ «التعجيل» كما وقع في النسخة الميمنية. وما أكثر الأخطاء في النسخة الميمنية لـ«مسند أحمد» و«تعجيل المنفعة» الطبعة الحجرية. ولكن المزي رحمه الله ضبطه على الصواب في ترجمة عائشة بنت طلحة فقال: عبد الله بن سيار. ثم رأيت في طبعة شيخنا العلّامة أبي أسامة شعيب الأرنؤوط 40/387 من «مسند أحمد» قوله: تحرف اسم الراوي في النسخة الميمنية ومثله في «تعجيل المنفعة» وقد صحح في هامش (ض8) إلى: عبد الله. والله أعلم .

135ــ زيد بن إسماعيل بن سيار الصائغ:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 4/169 تحت حديث «لا قطع في زمن المجاعة»: ضعيف، رواه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» 1/319، ثم قال رحمه الله: أخرجه الخطيب 6/261 من طريق زيد بن إسماعيل الصائغ حدّثني أبي حدّثنا عبد القدوس عن مكحول به. أقول (ناصر): لا يفيده هذا لأنّ إسناده مظلم، أورده في ترجمة والد زيد هذا وهو إسماعيل بن سيار بن مهدي، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولا أي شيء سوى هذا الحديث، مما يشعر بأنّه مجهول، ومثله ابنه زيد فإني لم أجد له ترجمة.
قلت : وهو زيد بن إسماعيل بن سيار الصائغ أبو الحسن، روى عن: معاوية بن هشام وزيد بن الحباب والأسود بن عامر وأبي النظر هاشم بن القاسم ومحمد بن عبيد وجعفر بن عون ومحمد بن عبيد الطنافسي ومحمد بن كثير الكوفي، وروى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا وأبو بكر ابن مجاهد المقرئ ومحمد بن الحسن بن الحسين العجلي ومحمد بن مخلد وإسماعيل بن محمد الصفار. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي ببغداد ومحله الصدق. انظر غير مأمور «الجرح والتعديل» 3/557 ترجمة رقم 2519، و«تاريخ بغداد» 8/448 ترجمة رقم 4559.

136ــ سالم بن عبد الله المحاربي:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 5/346 حديث رقم 2277 «ما من عبد يصرع صرعة من مرض، إلا بعثه الله منها طاهراً»: وهذا إسناد جيد، مَن فوق مالك كلهم ثقات معروفون من رجال «التهذيب» غير سالم بن عبد الله المحاربي قال ابن أبي حاتم 2/1/185 عن أبيه: صالح الحديث.
قلت : وفي «المعرفة والتاريخ» 2/478 قال يعقوب بن سفيان: شامي ثقة، وفي «تاريخ» ابن عساكر 20/77-78: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني العباس بن الوليد بن مزيد، حدّثني أبي، نا الأوزاعي، حدّثني سالم بن عبد الله المحاربي شامي ثقة.

137ــ سُبَيع بن خالد اليشكري:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 4/400 و6/543 في سبيع بن خالد: روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في «الثقات»، ووثقه العجلي أيضاً كما في «التهذيب» ولم أره في «ترتيب ثقات العجلي» للحافظ الهيثمي، وقال الحافظ في «التقريب»: مقبول، أي: عند المتابعة.
وقال الامام الالباني في 6/543: فقول الحافظ فيه مقبول، غير مقبول.
قلت : وفي «تحرير التقريب» 2/12 لشيخنا الفاضل العلامة شعيب الأرنؤوط والدكتور بشار معروف: سُبَيع بن خالد ــ ويقال خالد بن سبيع، ويقال: خالد بن خالد ــ اليشكري البصري: مقبول من الثانية.
قلت : كيف يكون مقبولاً وقد روى عن صحابي، وروى عنه أربعة هم: صخر بن بدر العجلي، وعلي بن زيد بن جدعان، وقتادة، ونصر بن عاصم الليث. ثم وثقه ابن حبان ووثقه العجلي كما في «ترتيب» الحافظ الهيثمي وتضمينات الحافظ ابن حجر ترجمة رقم 511، أما قول العلامة ناصر: ولم أره في «ترتيب ثقات العجلي» للحافظ الهيثمي، ففيه نظر، فهو في «ثقات» العجلي بترتيب الهيثمي والسبكي جاء ذكره دون جرح وتعديل. وفي نسخة «الثقات» للهيثمي وتضمينات الحافظ ابن حجر جاء ذكره: سبيع بن خالد اليشكري: بصري ثقة.

138ــ سحيم مولى بني زهرة:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 4/384 في سُحيم: أورده ابن أبي حاتم 2/1/303 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما ابن حبان فذكره في «الثقات» 1/81 وذكر فيه: سحيم مولى بني زهرة القرشي يروي عن أبي هريرة روى عنه الزهري.
وقال الامام الالباني في 5/558: وثقه ابن عمار وابن حبان.
قلت : وفي «تحرير التقريب» 2/12: مقبول من الثالثة. وسبق الشيخ الألباني رحمه الله في قوله: ثقة، الدكتور بشار معروف، فقال في التعليق على «تهذيب الكمال» ترجمة رقم 2168: وذكر ابن شاهين أن ابن عمار وثقه.
قلت : وابن شاهين لـمّا نقل عن ابن عمار لم يذكر سحيماً إلا بالاسم فقط، دون ذكر لأبيه أو نسبه وهل هو مولى بني زهرة أم لا؟ فقال ص160 ترجمة 497: قال ابن عمار: سحيم أبو شيخ ثقة إلا أنّه كان محتاجاً. قلت: ومع ذلك لو سلمنا لشيوخنا الثلاثة جدلاً أنّه سحيم مولى بني زهرة. فهل رواية واحد عنه كالزهري مثلاً تُـخرجه عن كونه مجهول الحال، سيما أن توثيق ابن عمار الذي يساند توثيق ابن حبان أصبح كأن لم يكن، فعاد الراوي إلى جهالة الحال التي لا ترتفع إلا برواية اثنين وتعديل منصوص عليه فوق ابن حبان، كالعجلي أو الحاكم أو غيرهما.

139ــ السّري بن الـمُغَلِّس:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 2/174 في حديث «من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن خدم الله عمره»: موضوع. قلت (ناصر): وهذا سند ضعيف مسلسل بجماعة من الصوفية لا تعرف أحوالهم في الحديث.
وقال ص 249: وهذا إسناد مظلم مسلسل بالصوفية وغالبهم غير معروفين.
وقال ص 174 عن السري السقطي بن المغلس والكرخي وأحمد بن محمد النوري: لا تعرف أحوالهم في الحديث.
قلت : أما السري بن المغلس السقطي فله ترجمة رائعة في «سير أعلام النبلاء» 12/185 وقال فيه: السّريّ بن المُغَلّس السّقطيّ الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو الحسن البغدادي، ولد في حدود الستين ومئة، وحدّث عن: الفضل بن العياض، وهشيم بن بشير، ويزيد بن هارون، وأبي بكر بن عيّاش، وعلي بن غراب، وروى عنه: الجنيد بن محمد، والنَّوري أبو الحسين، وأبو العباس بن مسروق، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وعبد الله بن شاكر، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي.
وله ترجمة في «تاريخ بغداد» 9/186 وقال فيه: كان من المشايخ المذكورين وأحد العباد المجتهدين. وفي «تاريخ» ابن عساكر 20/165: أحد الزهاد الأتقياء العباد قدم دمشق. وفي «المنتظم» لابن الجوزي 12/ 16: كان من العّباد المجتهدين.

140ــ معروف الكرخي:
قال رحمه الله في معروف الكرخي في «الضعيفة» 2/274: غير معروف أو لا تعرف أحواله في الحديث.
قلت : قال الإمام الذهبي في «سير أعلام النبلاء» 9/339 معروف الكرخي: عَلَمُ الزهاد، بركة العصر، أبو محفوظ البغدادي. روى عن: الربيع بن صبيح، وبكر بن خنيس، وابن السماك وغيرهم. وعنه: خلف بن هشام، وزكريا بن يحيى بن أسد، ويحيى بن أبي طالب. ذكر معروف عند الإمام احمد فقيل: قصير العلم، فقال: أمسِك، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف. قال إسماعيل بن شداد: قال لنا سفيان بن عيينة: ما فعل ذلك الحبر فيكم ببغداد؟ قلت: من هو؟ قال: أبو محفوظ معروف، قلنا: بخير. قال: لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم. وفي «المنتظم» لابن الجوزي 9-10/88: وكان سفيان بن عيينة يقول: لا يزال أهل بغداد بخير ما بقي فيهم معروف. ومثله في «تاريخ بغداد» 13/201.

141ــ سعيد بن حكيم:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 5/183 في سعيد بن حكيم: لم يوثقه غير ابن حبان 6/361 ولم يرو عنه كبير أحد. وقال أبو حاتم: شيخ، أي: ليس بثقة كما قال الهيثمي في «المجمع» 10/252.
قلت : سعيد بن حكيم المشار إليه عند أبي حاتم والهيثمي ليس هو صاحب الترجمة، فعند ابن حبان ثلاثة باسم سعيد بن حكيم واحد منهم هو ابن حكيم الثقة، والاثنان الآخران باسم واحد وهما سعيد بن حكيم القيسي أبو زيد، يروي عن حبيب بن سليم روى عنه إبراهيم بن محمد بن ميمون الكندي. وأشار إليه الشيخ الألباني رحمه الله بقوله: لم يوثقه غير ابن حبان 6/361 ، أما الترجمة التي أحال إليها الشيخ بقوله: قال أبو حاتم: شيخ، وهي في «الجرح والتعديل» 4/15 ترجمة رقم 55 فهو سعيد بن حكيم الطحان وذكر من الرواة عنه إسحاق بن موسى الخطمي الثقة لم يرو عنه سعيد بن حكيم هذا وليس في «تهذيب الكمال» له عنه رواية، والخطمي من العاشرة. والخلاصة أن هذا الراوي ليس معروفاً، وكلام الهيثمي والألباني ليس في هذا الراوي أصلاً وسعيد بن حكيم الذي في «الجرح والتعديل» ليس هو المشار إليه.
142ــ سعيد بن المسيّب الطائفي:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 2/127 تحت الحديث رقم 682 «أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف»: ضعيف، رواه الضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» 129/2 عن الطبراني ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ثنا حرمي بن عمارة، حدّثني سعيد بن المسيّب الطائفي، عن عبد الملك بن أبي زهير الثقفي، أن حمزة بن عبد الله ابن أبي أسماء أخبره، أن عبد الله بن جعفر أخبره، مرفوعاً. ثم قال: ذكر ابن أبي حاتم سعيد بن السائب الطائفي يروي عن عبد الملك بن أبي زهير يعني أن سعيد بن السائب هو سعيد بن المسيب المذكور في السند بدليل أن ابن أبي حاتم ذكر أنّه يروي عن شيخه في هذا السند عبد الملك بن أبي زهير، وابن أبي حاتم ذكر ذلك في ترجمة عبد الملك هذا 2/2/351 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما سعيد فوثقه 2/1/30.
قلت : وابن أبي حاتم فرَّق بينهما فجعلهما اثنين، والمزي جعلهما واحداً، وهو سعيد بن السائب بن يسار وهو ابن أبي حفص الثقفي الطائفي. وفرَّق بينهما ابن أبي حاتم فقال في 4/30: سعيد بن السائب الطائفي، ونقل توثيق ابن معين فيه. وقال في 4/30 ترجمة رقم 123: سعيد بن السائب بن يسار روى عن داود بن أبي عاصم روى عنه عبد الرزاق بن همام سمعت أبي يقول ذلك.
قلت : وهما واحد، ولو رجع الشيخ رحمه الله إلى سنده الذي أورده وطابقه على ما في «تهذيب الكمال» لوجد ما يلي:
الرواية التي ساقها الشيخ من طريق سعيد بن المسيب أو السائب حدّث بها عنه حرمي بن عمارة، وذكر في «تهذيب الكمال» 2264: سعيد بن السائب بن يسار، وعدَّ من تلاميذه الراوين عنه: حرمي بن عمارة، وهو كما في «التقريب» من التاسعة صدوق، وهو نفسه الذي في سند الشيخ، وسعيد هذا روى عن داود بن أبي عاصم، وأبيه السائب بن يسار الثقفي، وسفيان الثوري، وخلق كثير. وروى عنه: حرمي بن عمارة، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وخالد بن مخلد القطواني، وسفيان بن عيينة، وشعيب بن حرب، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق بن همام، وخلق. ووثقه ابن معين، والدارقطني، وقال النسائي: لا بأس به. وذكره ابن حبان في «الثقات».
وانظر غير مأمور «تهذيب الكمال» 2264، و«التقريب» 2316، و«تحرير التقريب» 2316، و«الجرح والتعديل» 4/30.

143ــ سعيد بن سفيان الجحدري:
قال الامام الالباني في «الضعيفة» 2/9 حديث رقم 515: ضعيف جداً، رواه الطبراني3/77/1 وعنه أبو نعيم في «الحلية» 3/80-81 بسنده عن سعيد بن سفيان الجحدري عن الحسن بن أبي جعفر عن عقبة بن أبي ثبيت الراسبي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعاً، وقال: غريب لم يوصله إلا سعيد بن الحسن. قلت (ناصر): والحسن هذا ضعيف جداً. وقد ذكر له الذهبي أحاديث وصفها بأنّها من بلاياه، وقد مضى أحدها برقم 295، وسعيد بن سفيان قال ابن حبان: كان ممن يخطئ.
قلت : هذه العبارة موهمة بضعف سعيد بن سفيان الـجَحدَري البصري. وقد قال أبو حاتم 4/26 ترجمة رقم111: محله الصدق، والله أعلم.
144ــ سعيد بن سنان أبو سنان البرجمي:
قال رحمه الله في «الاقتضاء» 25: سعيد بن سنان أبو سنان البرجمي: صدوق له أوهام.
قلت : وهي عبارة الحافظ، وليست جيدة منه، وقد اعتمدها الشيخ في «الصحيحة» 2/188/417.
قلت : والرجل ثقة، وثقه ابن معين، والعجلي، وأبو داود، وابن شاهين، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، ووثقه يعقوب، وابن عمار، والدارقطني، والسؤال الآن: هل عبارة الحافظ (صدوق) مما عليها يحافظ؟!


145ــ سعيد بن عبد الرحمن بن حسان المخزومي:
قال الامام الالباني عفا الله عنه في «الصحيحة» 6/1225 في سعيد: أورده ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» 2/1/39 برواية ابن إسحاق وبيض له. وذكره ابن حبان في «الثقات» 6/24 وقال: روى عنه أهل المدينة وكان شاعراً. قال الامام الالباني الألباني: فهو معروف وتابعي فهو حسن الحديث.
قلت : روى عنه صالح بن إبراهيم بن عوف وابن إسحاق وأبو عبد الرحمن العجلاني، وقال ابن سعد: كان سعيد قليل الحديث شاعراً، واحتج به البخاري في «التاريخ الأوسط» ــ المسمى خطأً بالصغير ــ ص293، وترجمه ابن عساكر برواية رجلين عنه.
146ــ عثمان بن شابور:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 7/17 حديث 1957 «نهينا أن يتكلف أحد لصاحبه»: أخرجه أحمد 5/441 من طريق قيس بن الربيع، ثنا عثمان بن سابور رجل من بني أسد، عن شقيق أو نحوه ــ شك قيس ــ أن سلمان دخل عليه رجل ... الحديث. وهذا إسناد ضعيف من أجل قيس بن الربيع فإنه ضعيف، وشيخه عثمان بن سابور لم أجد من ترجمه.
قلت : ولقد تحرف الاسم على الشيخ، قال الدارقطني في «المؤتلف» 3/1314: وأما شابور بالشين فهو عثمان بن شابور، يروي عن أبي وائل. ومثله في «الأنساب» 7/237 وقال: سمع مجاهداً وعطاء.

147ــ سعيد بن وهب:
قال رحمه الله في «إرواء الغليل» 7/ 261 تحت أثر علي أنّه قتل ثلاثة رجال قتلوا رجلاً: ضعيف، أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه»: حدّثنا وكيع ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال: خرج رجال في سفر، فصحبهم رجل، وقدموا وليس معهم فاتهمهم أهله، فقال شريح: شهودكم أنّهم قتلوا صاحبكم وإلا حلفوا بالله ما قتلوه، فأتي بهم إلى علي، وأنا عنده، ففرَّق بينهم، فاعترفوا فأمر بهم فقتلوا. قلت (ناصر): رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن وهب وهو الثوري الهمداني الكوفي وهو مجهول الحال، وفي «التقريب» مقبول.
قلت : وهذا خطأ لوجوه:
أولاً: هناك سعيدان: الأول: سعيد بن وهب الهمداني الخيواني الكوفي والد عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، روى عن علي بن أبي طالب وكان لصيقاً بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وروى عن حذيفة وخباب بن الأرت وسلمان الفارسي وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل.
والثاني ذكروه تمييزاً، واسمه سعيد بن وهب الثوري الكوفي الهمداني، وهو متأخر عن الذي قبله، أي: الخيواني، وهذا الثاني روى عن عبد الله بن عمر ولم يدرك أولئك الصحابة كعلي ومعاذ وعبد الله بن مسعود. والاثنان روى عنهما أبو إسحاق السبيعي. ولكن الثاني لم يدركه يونس بن أبي إسحاق السبيعي لأنّه ليس من طبقته.
ثانياً: الرواية التي ساقها الشيخ رحمه الله في آخرها ما يؤكد أنّه الخيواني فقال: «فأُتي بهم إلى علي وأنا عنده» وهذا يؤكد صحة ما قلت. والله أعلم.

148ــ سليمان بن سُمير الألهاني:
قال الامام الالباني رحمه الله في «ضعيف الأدب» ص73 ــ 74 حديث 123: مجهول.
قلت : روى عن أبي الدرداء وأبي أمامة الباهلي وجُبير بن نُفير وخالد بن عبيد الله وفضالة بن عبيد وعبد الله بن حوالة، وروى عنه: حريز بن عثمان الرجبي. قال أبو عبيدة الآجري عن أبي داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. قلت: وهذه القاعدة في أن شيوخ حريز كلهم ثقات، مشى عليها شيخنا العلامة شعيب الأرنؤوط في تصحيحه وتضعيفه لأسانيد فيها حريز بن عثمان، وقد كنت ناقشت فضيلته في هذه القاعدة فأكَّد لي أن كلام أبي داود في شيوخ حريز صحيح مئة بالمئة. قلت : ولقد صحَّح الشيخ الألباني رحمه الله لمن هو أدنى رتبة من سليمان كما مر معنا سابقاً.

149ــ سلمة بن سبرة:
قال «رحمه الله» في التعليق على «الإيمان» لابن أبي شيبة ص11: سلمة بن سبرة أورده ابن أبي حاتم 2/1/162 برواية شقيق فقط عنه، وكذا أورده ابن حبان في «الثقات» 1/73.
قلت : هو سلمة بن سبرة شهد فتوح الشام، حدّث عن معاذ بن جبل وسلمان الفارسي، وروى عنه: أبو وائل شقيق بن سلمة، ووثقه ابن حبان 4/317، ووثقه العجلي 587 بقوله: كوفي تابعي ثقة. انظر غير مأمور ترجمته في «تاريخ ابن عساكر» 22/73، و«التاريخ الكبير» للبخاري 4/78، و«طبقات ابن سعد» 6/212 وذكره في الطبعة الأولى من أهل الكوفة. و«الجرح والتعديل» 4/162، و«ثقات العجلي» ص197 ترجمة رقم 587.
150ــ سلمة بن فضل الأبرش:
قال الامام الالباني رحمه الله في «مختصر العلو» ص150 في سلمة بن فضل الأبرش: فيه ضعف. وقال في «الإرواء» 2/124: صدوق كثير الخطأ. وفي «الصحيحة» 5/132: ضعيف، قال الحافظ: صدوق كثير الخطأ.
قلت : وفي «تحرير التقريب» 2/ 59: ضعيف يعتبر به في الحديث قوي في المغازي. وقال الدكتور بشار معروف في تعليقه على «تهذيب الكمال» ترجمة رقم 2448: هذا رجل بيّن الضعف في الحديث جيد الرواية في المغازي. قلت: ورأي الشيوخ الثلاثة الفضلاء الألباني وشعيب وبشار خطأ وذلك من وجوه:
1. أن هذا الراوي أكثر ما عيب عليه سوء رأيه، ولم يبين لنا جارحوه ما هو سوء الرأي، وهل هو رأي فقهي أم عقدي؟ فإذا كان عقدياً فما علاقة هذا السوء أو ما مقدار هذا السوء؟ وهل هو من النوع الذي يبطل روايته؟ والذي أراه أن البخاري ومسلماً أخرجا لفرق من أهل البدع ذكرهم السيوطي رحمه الله واستقصاهم بالاسم، فمن الخوارج شاعرهم عمران بن الحطان من القعدية( ) والوليد بن كثير، إلى شيوخ المرجئة( ) إبراهيم بن طهمان وشبابة بن سوار وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وعثمان بن غياث البصري ومحمد بن خازم أبو معاوية الضرير، إلى شيوخ النصب( ) إسحاق بن سويد العدوي وبهز بن أسد وحريز بن عثمان وقيس بن أبي حازم، إلى الذين قالوا بخلق القرآن كبشر بن السري وقد رُمي برأي جهم وهو نفي صفات الله تعالى والقول بخلق القرآن. فهؤلاء جميعاً لهم رأي عقدي سيئ خالفوا فيه أهل السنة، ولكن أهل الحديث رووا لهم وصححوا لهم، قال البغوي في «شرح السنة» 1/248 ــ 249: وكذلك اختلفوا في رواية المبتدعة وأهل الأهواء فقبلها أكثر أهل الحديث إذا كانوا فيها صادقين، فقد حدّث محمد بن إسماعيل عن عباد بن يعقوب الرواجني، وكان محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: حدّثنا الصدوق في روايته المتهم في دينه عباد بن يعقوب. قلت : ووافقه شيخنا أبو أسامة شعيب الأرنؤوط في تعليقه على «شرح السنة» وقرَّره بنقله عن العلامة محمد بخيت المطيعي في «حاشيته» على «نهاية السول». قلت : وقال الذهبي في «الميزان» في ترجمة أبان بن تغلب الكوفي 1/5-6 : أبان بن تغلب الكوفي: شيعي جلد، لكنّه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته. وفي «الباعث الحثيث» للعلامة المحقق أبي الأشبال أحمد شاكر: (والعبرة في الرواية بصدق الراوي وأمانته والثقة بدينه وخلقه، والمتتبع لأحوال الرواية يرى كثيراً من أهل البدع موضعاً للثقة والاطمئنان، وإن رووا ما يوافق رأيهم، ويرى كثيراً منهم لا يوثق بأي شيء يرويه). قلت : ومثله لشيخنا المحقق شعيب الأرنؤوط في مقدمة «صحيح ابن حبان» ص151.
قلت : أما هذا الراوي، فلقد جاء تعديله( ) من أشد المتعنتين في التعديل، وهو ابن معين، وكذلك وثقه أبو داود، وحدّث عنه أبو زرعة الرازي، وقال الإمام أحمد: لا أعلم إلا خيراً. قلت: فهؤلاء هم أئمة الجرح والتعديل الفحول, الذي ليس لتعديلهم أفول، مع أن أبا حاتم المتشدد في التعديل ــ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ قال كما في «تهذيب الكمال»: محله الصدق، في حديثه إنكار، لا يمكن أن أطلق لساني بأكثر من هذا، يُكتب حديثه ولا يحتج به. لذلك أرى من وجهة نظري تحويل هذا الراوي من خانة الضعف في غير المغازي إلى التصحيح له في الحديث بإطلاق، والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل، فإن أحسنت فمن الله وحده، وإن أخطأت فمن نفسي المقصرة، وتلك بضاعتي، والله أعلم.

151ــ يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 3/172 حديث 1178 ــ «من أهان قريشاً أهانه الله»: وأما حديث سعد فيرويه محمد بن أبي سفيان عن يوسف بن الحكم عن محمد بن سعد عن أبيه مرفوعاً بلفظ: «من يرد هوان قريش أهانه الله» أخرجه الترمذي 2/325، وأحمد 1/171و186، والحاكم، وتـمّـام الرازي في «الفوائد» 218/2، و«مسند المقلين من الأمراء والسلاطين» رقم 201 ، والهيثم بن كليب في «مسنده» 18/2، وأبو عمر الداني في «الفتن» 163/1-2، والبغوي في «شرح السنة» 4/157 ــ قلت : والصواب 14/157 ــ وابن عساكر 15/189/2، والضياء في «المختارة» 1/345 عن صالح بن كيسان عن الزهري به. قلت (ناصر): فإن يوسف بن الحكم ومحمد بن أبي سفيان ليسا مشهورين فلم يوثقهما غير ابن حبان.
قلت : وكذا قال شيخنا شعيب الأرنؤوط في تعليقه على «شرح السنة» 14/61 وعلى «صحيح ابن حبان» 14/166، قال: «وله شاهد من حديث سعد وفيه محمد بن العلاء بن أبي سفيان الثقفي وشيخه يوسف بن الحكم الثقفي لم يوثقهما غير المؤلف. يقصد ابن حبان.
قلت : وهو يوسف بن الحكم بن أبي عقيل والد الحجاج الفجاج اللجاج الغاشم الظالم، روى عن: محمد بن سعد بن أبي وقاص، وقيل: عن سعد نفسه. وروى عنه: كعب بن علقمة ومحمد بن العلاء بن أبي سفيان بن جارية الثقفي. ووثقه ابن حبان والعجلي فقال ص 415 ترجمة رقم 875: يوسف بن الحكم أبو الحجاج بن يوسف الثقفي ثقة، وقال حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة: كان يوسف بن الحكم والد الحجاج بن يوسف فاضلاً من خيار المسلمين. وانظر غير مأمور ترجمته في «تهذيب الكمال» 7726، و«الجرح والتعديل» 9/220، و«تاريخ الطبري» 2/424 حوادث سنة 65 و«التاريخ الكبير» للبخاري 8/376.
فائدة: في «تحرير التقريب» للشيخين الفاضلين العلامة شعيب الأرنؤوط والدكتور بشار معروف 4/132: يوسف بن الحكم مقبول من الثالثة.
قلت : روى عنه اثنان ووثقه اثنان فحقه أن يكون ثقة ككل الأقران الذين وثّقهم العجلي بعد ابن حبان. والله أسأل السداد وهو المستعان.

152ــ عمارة القرشي:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 2/ 394 ــ 395 حديث رقم 755 «يتجلى لنا ربنا عز وجل يوم القيامة ضاحكاً»: أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» 153، والطبراني في «الكبير»، وتمام في «الفوائد» 83/2، وأحمد 4/407 ــ 408 من طريق حماد بن سلمة ثنا علي بن زيد عن عمارة القرشي عن أبي بردة عن أبي موسى عن أبيه قال: قال رسول الله ^ ، فذكره. قلت (ناصر): وهذا إسناد ضعيف، عمارة هذا لم أعرفه. وقوله: «بدا لله» منكر، وعلي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف الحفظ، لكن الحديث صحيح في الجملة.
قلت : عمارة هو القرشي البصري، ساق له ابن عساكر نفس الحديث الذي أورده الشيخ الألباني 43/232 وقال: وفد على عمر بن عبد العزيز، حدّث عن أبي بردة، وروى عنه علي بن زيد بن جدعان. وقول الشيخ: لا أعرفه، قول مستغرب منه رحمه الله.

153ــ عمارة بن المهاجر:
قال رحمه الله في «جلباب المرأة المسلمة» ص136 في حديث أبي نعيم في «الحلية» 2/43، والبيهقي 4/34 : قال ابن التركماني: في سنده من يحتاج إلى كشف حاله. قلت (ناصر): وهم المخزومي هذا، وعوف بن محمد، وعمارة، لم أجد من ترجمهم.
قلت : أما عمارة بن المهاجر فله ترجمة في «التاريخ الكبير» 6/504 ترجمة رقم 3124 قال: عن أبي بكر بن حزم وأم عون (وأم عون هذه هي أم جعفر وكنيتها أم عون) روى عنه عبد العزيز بن محمد، وعون ابن محمد، وعمـارة بن عبد الله في أهل المدينة. وله ترجمة في «ثقات» ابن حبان 7/261 قال: عمارة بن مهاجر روى عن أبي بكر بن حزم وعنه الداروردي.

154ــ عون بن محمد بن علي بن أبي طالب:
قال الامام الالباني في «جلباب الـمرأة الـمسلمة» 136: وعون بن محمد لم أجد مَن ترجـمه.
قلت : وقع في نسخة الشيخ رحمه الله: في سنده الرواية عون بن محمد علي بن أبي طالب عن أمه أم جعفر. وفي السطرين الأخيرين: عوف بالفاء بن محمد، ولعلها خطأ من الطابع، وهو عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، له ترجمة في «ثقات» ابن حبان 7/279، و«التاريخ الكبير» للبخاري 7/16.

155ــ عمر بن بحر الأسدي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «مختصر العلو» 198 رقم الحديث 245 : قال عمر بن بحر الأسدي: سمعت ذا النون المصري يرحمه الله يقول: أشرق لنور وجهه السماوات وأنار لوجهه الظلمات وحجب جلاله عن العيون وناجاه على عرشه ألسنة الصدور. قال الذهبي: أخرجه الحافظ أبو الشيخ في كتابه «العظمة»، مات ذو النون سنة 245، وكان مُعمَّراً . قلت (ناصر): عمر بن بحر الأسدي لم أعرفه.
قلت : له ترجمة في «تاريخ دمشق» لابن عساكر 43/545 قال: عمر بن بحر أبو حفص الأسدي الصوفي، سمع بدمشق هشام بن عمار ودُحيمـاً وأحمد بن أبي الحواري وموسى بن عامر المري وأبا رضوان اليمان بن سعد المصيصي، وصحب ذا النون المصري وعلي بن الموفق الأنباري وأحمد بن أبي الحواري، روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق بن إبراهيم العسّال وأبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان والقاسم بن صالح الهمداني، قال أبو عبد الرحمن السلمي: عمر بن بحر الأسدي أبو حفص من كبار مشايخ أصبهان ومتقدميهم، صحب ذا النون المصري وأحمد بن أبي الحواري وغيرهم من المشايخ، وهو من المذكورين عندهم بالقوة والورع.
قلت : وانظر غير مأمور ترجمته في «تاريخ ابن عساكر» 43/545، و«أخبار أصبهان» 1/354.

156ــ عمر بن خلدة أبو المعتمر:
وقبل الدخول في أحوال هذا الراوي وكلام الشيخ فيه، وردّنا على الشيخ، أقول: لا أعرف السبب الذي ألجأ الشيخ إلى قول ما قال في هذا الراوي، فلعلّه رحمه الله لم يراجع المسودّات، خاصة أنّه أثناء تأليف «إرواء الغليل» نشبت الحرب الأهلية اللبنانية، ثمَّ هاجر الشيخ من لبنان إلى الأردن، واشتكى الشيخ رحمه الله مراراً من ضياع بعض الملازم، أو حرقها، أو ربما أن الشيخ قرَّر هذا الحكم في هذا الراوي من حفظه، فأخطأ رحمه الله، والمعصوم من عصمه الله.
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 5/271-272 في حديث «أتينا أبا هريرة في صاحب لنا أصيب ــ يعني: أفلس ــ فأصاب رجل متاعه بعينه، قال أبو هريرة: هذا الذي قضى فيه رسول الله ^ أن من أفلس أو مات فأدرك رجل متاعه بعينه فهو أحق به، إلا أن يدع الرجل وفاء له»: وأخرجه الشافعي 1328، وابن الجارود 634، والدارقطني، والحاكم 2/502، والطيالسي 2375، وعنه أبو داود 3523، وكذا البيهقي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. كذا قالا, وعمر بن خلدة أبو المعتمر قال الذهبي نفسه في «الميزان»: لا يعرف( ). وقال أبو داود عقب الحديث على ما في بعض نسخ «السنن» من يأخذ بهذا؟ أبو المعتمر من هو؟ أي: لا يُعرف. وقال الحافظ في «التقريب»: مجهول الحال. قلت (ناصر): بل هو مجهول العين، لأنّه لم يرو أحد عنه غير ابن أبي ذئب.
قلت : وفيه جملة أخطاء وقع فيها الشيخ رحمه الله:
أولاً: خلط الشيخ رحمه الله بين أبي المعتمر الراوي عن عمر بن خلدة، وعمر بن خلدة (أبو حفص المدني) وأبو المعتمر هو بن عمرو المدني عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع وعن عمر بن خلدة. قال أبو داود لا يعرف وثقه ابن حبان انظر لسان الميزان7/491 وعمر بن خلدة الأنصاري هو أبو حفص المدني القاضي عن أبي هريرة  وعنه ربيعة الرأي. وعمر بن خلدة الأنصاري قال الذهبي في الميزان لا يكاد يعرف.
ثانياً: ارتكب الشيخ رحمه الله خطأً آخر بقوله وعمر بن خلدة قال الذهبي نفسه في الميزان لا يعرف. فلو نظر شيخنا إلى التقريب في الكنى لوجد أبا المعتمر غير عمر بن خلدة ولكنه نظر إلى الميزان فوجد قول الذهبي في عمر بن خلدة لا يكاد يعرف وركّب مع قول أبي داود في أبي المعتمر من هو وخرج بنتيجة مؤدّاها جهالة الرجلين. بل زاد رحمه الله على ذلك بقوله عقب قوله الأول عن الذهبي في عمر بن خلدة قال الحافظ في التقريب مجهول الحال قلت (ناصر) بل هو مجهول العين لأنّه لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب.
ثالثاً: وعمر بن خلدة ليس مجهول العين ولا الحال. وقول الذهبي رحمه الله في عمر لا يكاد يعرف، قول لا يكاد يصدق، فعمر بن خلدة ــ ويقال: عمر ابن عبد الرحمن بن خلدة ــ الزرقي المدني القاضي روى عن أبي هريرة، وروى عنه ربيعة الرأي شيخ مالك وأبو المعتمر كما في «تهذيب التهذيب» 7/242، و«تهذيب الكمال» 4816، فأصبح معلوم العين برواية اثنين عنه.
رابعاً: التوثيق: قال الإمام ابن حجر في «التهذيب» 7/443: وثقه النسائي وعمرو بن علي وغيرهما. وفي «تقريب التهذيب» 4890: عمر بن خلدة ــ ويقال: ابن عبد الرحمن بن خلدة ــ بفتح المعجمة وسكون اللام الأنصاري المدني قاضيها: ثقة من الثالثة. وفي «تهذيب الكمال» ترجمة رقم 4816: وقال الواقدي: كان ثقة قليل الحديث، وكان رجلاً مهيباً صارماً ورعاً عفيفاً لم يترزق على القضاء شيئاً.
خامساً: قول الشيخ الألباني: قال الحافظ: مجهول، لم يقله الحافظ في عمر بن خلدة، بل في أبي المعتمر.
سادساً: لقد صحَّح الشيخ رحمه الله مثل هذا المتن في «صحيح سنن أبي داود» 2/672 رقم الحديث 3005/3519 وهو حديث أبي هريرة «أيّما رجل أفلس، فأدرك الرجل متاعه بعينه، فهو أحق به من غيره».
سابعاً: جاء هذا المتن ــ مثله أو بمعناه ــ عند البخاري (2402) من حديث أبي هريرة.
فائدة: قال الدكتور بشار معرف في تعليقه على الترجمة رقم 4816 من «تهذيب الكمال» معلقاً على قول المزي فيما نقل عن الواقدي أنه قال في عمر بن خلدة: كان ثقة قليل الحديث وكان رجلاً مهيباً صارماً ورعاً عفيفاً لم يترزق على القضاء شيئاً. قال بشار: ابن سعد في «طبقاته» 5/279-280 وهو من قوله لا من قول الواقدي. قلت : وهذا خطأ، بل هو من قول الواقدي والمزي مصيب، ولو رجع الدكتور حفظه الله إلى «طبقات ابن سعد» لوجد أن ابن سعد قال: قال محمد بن عمر: كان عمر بن خلدة ثقة قليل الحديث وكان رجلاً مهيباً صارماً ورعاً عفيفاً لم يرتزق على القضاء شيئاً. قلت : ومحمد بن عمر هو الواقدي شيخ ابن سعد، وكان ابن سعد كاتباً للواقدي.

157ــ عمر بن الدّرفس أبو حفص:
قال الامام الالباني عفا الله عنه في «الصحيحة» 5/48 تحت الحديث رقم 2030 «كلوا بسم الله من حواليها، واعفوا رأسها، فإنّ البركة تأتيها من فوقها»: أخرجه ابن ماجة 2/ 305 من طريق أبي حفص عمر بن الدرفس، حدّثني عبد الرحمن بن أبي قسيمة، عن واثلة بن الأسقع الليثي. قلت (ناصر): وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير عمر بن الدرفس فهو مجهول كما في «التقريب».
قلت : وعمر بن الدرفس روى عن: عبد الرحمن بن أبي قسيمة الحجري، وزرعة بن إبراهيم، وعتبة بن قيس، ومسهر بن عبد الأعلى، وروى عنه: ابنه الوليد بن عمر، والوليد بن مسلم، وهشام بن عمار، وأبو النظر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، ويحيى بن حمزة القاضي، وسليمان بن عبد الرحمن. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: صالح ما في حديثه إنكار. وعن مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو حفص عمر بن الدرفس عن عبد الرحمن بن أبي قسيمة روى عنه هشام بن عمار. وعن أبي زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق: عمر بن الدرفس. وقال أبو أحمد الحاكم: أبو حفص عمر بن الدرفس سمع زرعة بن إبراهيم الدمشقي وعبد الرحمن بن أبي قسيمة حديثه في الشاميين.
قلت : انظر غير مأمور ترجمته في «الجرح والتعديل» 6/107 و«التاريخ الكبير» 6/329، و«تهذيب الكمال» ترجمة رقم 4818 ، و«تهذيب التهذيب» 4/278، و«الأسامي والكنى» للحاكم 3/227، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر 45/9.
فائدة: قال الدكتور بشار معروف في تعليقه على الترجـمة رقم 4818 من «تهذيب الكمال» عمر بن الدرفس: «وقال ابن حجر في «التقريب»: مقبول». قلت : وهذا خطأ، فلا يوجد رتبة لـهذا الراوي في نسخ «التقريب» 4892، ولا في نسخة الشيخين الفاضلين شعيب وبشار الـمسمـاة بـ«تـحرير التقريب». وقال الشيخان: صدوق حسن الحديث.

158ــ عمر بن سفينة:
قال الامام الالباني عفا الله عنه في «الضعيفة» 3/188 حديث رقم 1074 «خذ هذا الدم فادفنه»: ضعيف. قلت (ناصر): وهذا سند ضعيف وله علتان: الأول: عمر بن سفينة: قال الذهبي في «الميزان»: لا يعرف، وقال أبو زرعة: صدوق. وقال البخاري: إسناده مجهول، وأورده العقيلي في «الضعفاء» 282 وقال: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به.
قلت : وثقه العجلي أيضاً فقال 1234: مدني تابعي ثقة.

159ــ عمر بن عبد العزيز بن مقلاص:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 4/271 تحت حديث «إن للقبر ضغطة لو نجا أو سلم أحد منها لنجا سعد بن معاذ»: ثم ذكر الشيخ طريق احمد 6/55 و89 و«مشكل الآثار» 1/107، وقال الشيخ: ورجال إسناده ثقات كلهم غير امرأة ابن عمر فلم أعرفها، والظن بها حسن.
قلت : ولقد ترجمت لها فيما قبل وبيَّنت من هي ودرجة توثيقها.
ثم قال رحمه الله 4/271: قلت (ناصر): وهو عند الطبراني من طريقين: الأولى: ...، الطريق الأخرى: قال حدّثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص ثنا أبي ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أنّ أبا النضر حدّثه عن زياد مولى ابن عيّاش عن ابن عباس. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد مولى ابن عيّاش فمن رجال مسلم وحده، إلا أن عمر بن عبد العزيز وأباه لم أجد لهما ترجمة.
قلت : لو رجع الشيخ رحمه الله صفحة واحدة للخلف عند الطبراني 10/405/10826 لوجد أنّ هذا الراوي مصري، قال الطبراني: حدّثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص المصري، ثنا أبي. إذاً فهذا الراوي مصري. وكان على الشيخ التوجه فوراً إلى «تاريخ ابن يونس» فهو عنده 1/365: عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص الخزاعي مولاهم المصري. ثم إن من عادة الشيخ رحمه الله مراجعة «التقريب»، فلو راجعه لوجده عنده (4939): عمر بن عبد العزيز بن عمران بن مقلاص الخزاعي المصري. ولو رجع إلى «تهذيب الكمال» ترجمة رقم 4865 لوجد عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص الخزاعي.
قلت : روى عن: أبيه، وسعيد بن عفير، وابن بكير، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي بشر زيد بن بشر، وعمر بن خالد الحراني، وأبي صدقة محمد بن الأعلى القراطيسي. وروى عنه: الطبراني، والنسائي، والطحاوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وقال المزي: قال النسائي ثقة. وقال ابن يونس: كان فقيهاً ثقة، وكان يجلس في جامع مصر في حلقة أبيه وكان فاضلاً منصفاً( ) جيداً. قال الحافظ في «التقريب» 4939: ثقة فاضل من الثانية عشرة. وقال في «التهذيب» 7/475: وقال مسلمة: كان مولده سنة 204 وهو ثقة روى عنه العقيلي.

160ــ عبد العزيز بن أيوب بن مقلاص الخزاعي يكنى أبا علي:
وهو الراوي الذي قال فيه الشيخ 4/271 لم أجد له ترجمة، كما سلف فيما قبله، وهو عبد العزيز بن أيوب بن مقلاص قال ابن يونس: كان فقيهاً فاضلاً زاهداً، وكان من كبراء المالكية فلما قدم الشافعي مصر لازمه وتفقه على مذهبه. وقال القاضي عياض: من أكابر أصحاب ابن وهب أخذ عنه وعن الشافعي وعن لهيعة بن يحيى. وروى عنه: أبو إبراهيم الزهري، ويعقوب بن سفيان، وابن وضاح، وجماعة من الأندلسيين، وكان فقيهاً زاهداً صوفياً حسناً. وفي «طبقات الشافعية»: قال له الشافعي: تريد أن تجمع بين الفقه والحديث ما أبعدك منه.
وانظر غير مأمور ترجمته في «تاريخ ابن يونس» 1/317، و«ترتيب المدارك» للقاضي عياض 2/567، و«طبقات الشافعية» لأبي بكر بن هداية الله الحسيني 19.

161ــ عمر بن عطاء بن وراز:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 2/130 تحت الحديث رقم 685 «لا صرورة في الإسلام»: قال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. قلت (ناصر): وهذا من أوهامهما، فإن عمر هذا هو بن عطاء بن ورّاز وهو ضعيف اتفاقاً.
قلت : وهو خطأ اتفاقا يا شيخنا، فعمر هذا وثقه أبو زرعة فقال: ثقة لين. انظر «تهذيب الكمال» 4876.

162ــ عمر بن المغيرة:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 4/38 تحت حديث 1530 من أشراط الساعة: وهذا سندٌ ضعيف جداً، أبو حمزة ضعيف، وعمر بن المغيرة قال البخاري: منكر الحديث مجهول.
قلت وفيه مغالطتان: الأولى: أن البخاري رحمه الله لم يذكر عمر بن المغيرة في «تاريخه الكبير» ولا «الأوسط» (برواية الخفاف عن البخاري) ولا في «الصغير»، فأين قاله البخاري؟ ولـما رجعت إلى تاريخ الحافظ ابن عساكر 45/342 وجدت صحة ما قلت حيث قال رحمه الله: ولم يذكره البخاري في «تاريخه» وقد كان قبله.
الثانية في قول الشيخ: مجهول. فقد روى عنه ثلاثة عشر نفساً، وروى عن عشرين نفساً، وقال أبو حاتم: شيخ وهو الذي يقال له مفتي المساكين، فهل هذا الراوي مجهول؟! نعم قد يكون ضعيفاً ولكن ليس مجهولاً، فلتبدل عبارة الشيخ من مجهول إلى (فيه ضعف)، وتسقط عبارة البخاري المقحمة التي لم يقلها والعهدة فيها والله أعلم على المتأخرين كالحافظين الذهبي وابن حجر.

163ــ عمران بن مسلم بن رباح:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 6/163 أثر رقم 1728: أخرجه البيهقي 10/294 عن عمران بن مسلم بن رباح عن عبد الله بن معقل قال: سمعت علياً يقول: الولاء شعبة من النسب. وعمران بن مسلم بن رباح كذا وقع في البيهقي رباح بالموحدة، والصواب: رياح بالمثناه التحتية كما في «التقريب» وقال: مقبول.
قلت : روى عن: عبد الله بن معقل بن مقرن، وعلي بن عمارة، وروى عنه: سفيان الثوري، وأبو يحيى بن زكريا بن سياه الثقفي، وشريك بن عبد الله، ومسعر بن كدام، وأبو مالك النخعي، وذكره ابن حبان في «الثقات» 5/223 . وقال ابن أبي حاتم عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنّه قال: عمران بن مسلم بن رياح ثقة. وانظر ترجمته في «تهذيب الكمال» 50/90، و«الجرح والتعديل» 6/304، وانظر «التحرير» 3/116.

164ــ عمران بن موسى بن مجاشع:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 5/126 في عمران بن موسى بن مجاشع شيخ ابن حبان: لم أعرفه.
قلت : كان على الشيخ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أن يتريث قليلاً، خاصة في هذا الراوي الذي هو جبل من العلم، ومن المعلوم أن ابن حبان ليس نكرة ولا مجهولاً حتى لا تُعرف شيوخه، خصوصاً في كتابه «الصحيح»، ولقد اعتنى بشيوخه أئمة الحديث كالذهبي وابن حجر وغيرهما، وهذه الكتب طبعت منذ مطلع القرن الماضي، وهي بمتناول يد الشيخ رحمه الله، وشيخ الإمام ابن حبان هذا هو ــ كما وصفه الحافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء» 14/136 ــ الإمام المحدّث الحجة الحافظ أبو إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني السختياني، ولد سنة بضع عشرة ومئتين.
وفي «تذكرة الحفاظ» 2/762-763 قال: الحافظ الثقة أبو إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني محدّث جرجان سمع: هدبة بن خالد، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وسويد بن سعيد، وأبا الربيع الزهراني، وأبا كامل الجحدري، وطبقتهم. وحدّث عنه: إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو علي النيسابوري، وأبو عمر بن بحير، وأبو عمرو بن حمدان وخلق كثير، وكان ثقةً ثبتاً صاحب تصانيف.
قلت: ونقل الذهبي قول الحاكم: هو محدّث ثبت مقبول كثير التصنيف والرحلة. وفي «تاريخ جرجان» ص322 ترجمة رقم 578: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول: عمران بن موسى السختياني صدوق محدّث جرجان في زمانه. وفي قول آخر له: محدّث البلاد في زمانه .
وانظر غير مأمور ترجمته في «سير أعلام النبلاء» 14/136-137، و«تذكرة الحفاظ» 2/762و763، و«تاريخ جرجان» 322-323.


165ــ عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 3/403 ــ 404 تحت حديث رقم 1415: وهذا إسناد ضعيف، أبو معشر: هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، وفيه ضعف من قبل حفظه، وسائر رواته ثقات غير عمرو بن كعب فلم أعرفه، ولكعب بن مالك عدة من الولد رووا عنه، ولم يذكره فيهم الحافظ في «التقريب»، نعم ذكره في شيوخ ابن خصيفة: عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك، وذكره ابن أبي حاتم 3/1/243 في ترجمة عمرو هذا أنّه سمع نافع بن جبير بن مطعم وسمع منه يزيد بن خصيفة ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وعليه فقوله: «عن أبيه» إنما يعني عبد الله بن كعب بن مالك، وإذا كان كذلك فالحديث مرسل لأن عبد الله هذا تابعي، ويشكل عليه أن الإمام احمد أورده في مسند كعب بن مالك، فكأنّه جرى على ظاهر الإسناد، وتبعه عليه الهيثمي وغيره فقال في «مجمع الزوائد» 5/114: عن كعب بن مالك رواه أحمد والطبراني، وفيه أبو معشر نجيح وقد وُثِّق على أن جماعة كثيرة ضعفوه، وتوثيقه لين، وبقية رجاله ثقات.
قلت وفيه مغالطات:
الأولى: أن عمرو بن كعب ليس من أولاد كعب مباشرة، بل هو ابن ابنه عبد الله، كما في «تهذيب الكمال» 4990، و«الجرح والتعديل» 3/2431.
الثانية: رواية أحمد التي فيها: عن عمرو بن كعب بن مالك عن أبيه، لا يقصد بأبيه عبد الله بن كعب، بل يقصد نسبته إلى الجد مقام الأب، ومن هنا يقع كثيراً اسم الراوي منسوباً إلى جده.
الثالثة: أن الرواية التي عند أحمد ضعيفة أيضاً، وقد ناقشت فيها أستاذي العلامة شعيباً فقال لي: وأنا أضعفها كما ترى في «المسند» 45/179 ولكنني أقول: إن قول الراوي: عن عمرو بن كعب يقصدون نسبته إلى الجد مقام الأب.
الرابعة: أن الحديث صحيح من غير طريق أحمد، فقد روى مسلم مثله في كتاب السلام حديث رقم 2202، ومالك في «الموطأ» 2/520 من نسخة بيضون، وزاد: «فلم أزل آمر بها أهلي»، ورواه أبو داود في الطب 3891، والترمذي 4/5/281، والحاكم1/343.
الخامسة: هب أنّه عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك الذي سمع من نافع بن جبير بن مطعم وسمع منه يزيد بن خصيفة، وهو كذلك، فقول الشيخ: ذكره ابن أبي حاتم3/1/243 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فيه نظر فإنه يُشعِر بأنه لم يعثر له على تعديل. قلت : وهو عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي المدني، روى عن نافع بن جبير بن مطعم، وروى عنه يزيد بن خصيفة. وذكره ابن حبان في «الثقات» 7/225، وقال النسائي: ثقة، ووثقه يعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» 3/374، لكن في المطبوع منه: عمر، وفي «التقريب»: ثقة من السادسة.

166ــ عمرو بن الأسود العنسي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 5/98 أثر 1256 ــ «لا جزية على مملوك»: أما أبو عياض فهو عمرو بن الأسود القيسي، قال ابن أبي حاتم 3/1/222-223: روى عن عمر بن الخطاب وابن مسعود وعبادة بن الصامت، وروى عنه: مجاهد وخالد بن معدان ويونس بن سيف، وأورده ابن حبان في «الثقات» 1/151 وقال: من عباد أهل الشام وزهادهم، وكان يقسم على الله فيبره.
قلت : وقع في المطبوع من «الجرح»: القيسي، وفي «التقريب»: العنسي، ومثله في «تهذيب الكمال» وهو الصواب. ويُشعِر صنيع الشيخ لـمَّا أورد ذكر أن ابن أبي حاتم لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، بأنّه لم يظفر له بتعديل، وعهدي بسماحة الشيخ رحمه الله أن يراجع «التقريب»، فلماذا لم يراجعه؟ قلت : وقد وثقه العجلي فقال: عمر بن الأسود شامي تابعي ثقة. وقال ابن سعد: كان قليل الحديث ثقة، وقال الحافظ في «التقريب»: مخضرم ثقة عابد من كبار التابعين. وفي «التهذيب»: قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه كان من العلماء الثقات.
وانظر غير مأمور ترجمته في «تهذيب الكمال» 4916، و«التقريب» 4989، و«ثقات العجلي» 1248، و«طبقات ابن سعد» 7/242، و«ثقات ابن حبان» 5/171.

167ــ عمرو بن عبد الله الحضرمي:
قال رحمه الله في «الظلال» 173 الحديث رقم 391: إسناده ضعيف رجاله كلهم ثقات، غير عمرو بن عبد الله الحضرمي لم يوثقه غير ابن حبان.
وقال في «الصحيحة» 4/599: وهذا سند ضعيف لجهالة عمرو بن عبدالله الحضرمي.
قلت : والنفي المتقدم من الشيخ ليس صحيحاً، فعمرو بن عبد الله السيباني الحضرمي الحمصي وثقه أيضاً العجلي فقال: عمرو بن عبد الله: شامي تابعي ثقة. وفي «تحرير التقريب» للشيخين الفاضلين شعيب الأرنؤوط وبشار معروف 5068: عمرو بن عبد الله السيباني: مقبول. قالا: بل مجهول، تفرد عنه يحيى بن أبي عمرو السيباني.
قلت : وأعجب من الشيخين الفاضلين أشد العجب كيف سكتا عن الحافظ في ترجمة عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك برقم 5066 عندما قال: ثقة من السادسة، ولم يرو عنه إلا يزيد بن خصيفة، وعمرو بن عبد الله تابع تابعي. أما عمرو الحضرمي فتابعي كبير روى عن خمسة من الصحابة، وروى عنه تابعي مثله، ووثقه إمامان، أفلا يُـحسَّن له، مع أن لحديثه شاهداً، وهو ما في «صحيح مسلم» وأبي داود والترمذي وابن ماجه والحاكم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق»، وصح مثله عند البخاري 3641 و3640، وعلى الأقل: إن لم يكن صدوقا، فلا أقل من أن يكون مقبولاً على قول الحافظ.
وانظر غير مأمور ترجمته في «تهذيب الكمال» 4992، و«الجرح والتعديل» 6/1352، و«ثقات العجلي» 1271، و«تحرير التقريب» 3/ 99.

168ــ عمرو بن غالب الهمداني الكوفي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 7/254: وثقه ابن حبان ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي.
قلت : هو عمرو بن غالب الهمداني الكوفي، روى عن: الأشتر النخعي، وعلي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وعائشة أم المؤمنين، وفي «التهذيب» 8/88: تفرد عنه أبو إسحاق، وقال أبو عمرو الصدفي: وثقه النسائي. وفي «تحرير التقريب» 3/104 ترجمة رقم 5091: بل ثقة. وردَّا قول الحافظ: مقبول.

169ــ عمرو بن محمد بن يحيى بن سعيد الدينوري الورّاق:
قال الامام الالباني رحمه الله في «مختصر العلو» 223/224 أثر رقم 259: رواه المصنف بإسناده عن أبي سعيد الدينوري واسمه عمرو بن محمد بن يحيى كما وقع في إسناد «جزء الاعتقاد» لابن جرير المطبوع في بومباي، ولم أعرفه.
قلت : هو عمرو بن محمد بن يحيى بن سعيد أبو سعيد الدينوري ورّاق محمد بن جرير الطبري، قدم دمشق وحدّث بها عن أبي جعفر محمد بن الحضرمي مطين، وأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، وجعفر بن محمد الفريابي، وأبي إسحاق بن سنان الأنماطي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي علي الحسن بن الحباب المقرئ، وأبي شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، ومحمد بن نصر الصائغ المروزي، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن الليث الجوهري. وروى عنه: أبو القاسم تمام بن محمد، ومحمد بن أبي نصر. قال ابن عساكر 46/327: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد، نا عبدالعزيز بن أحمد، قال: وجدت في كتاب أبي محمد محمد بن أبي نصر: توفي أبو سعيد عمرو بن محمد الدينوري ورّاق أبي جعفر محمد بن جرير الطبري بدمشق يوم الجمعة لأربع خلون من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة. قال عبد العزيز: حدّث عن جرير بكتاب «التعبير» وغيره، وحدّث عن غيره، ثقة مأمون، حدّثنا عنه أبو محمد بن أبي نصر وتمام بن محمد الرازي.
170ــ عمرو بن محمد الغاز:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الظلال» ص123 ــ 124 حديث 283 ــ «لا صفر»: قال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه عمرو بن محمد الغاز ولم أعرفه.
قلت : وسكت الشيخ على عدم معرفة الهيثمي لعمرو بن محمد الغاز ولم يتعقَّبه بشيء، وهو عمرو بن محمد بن عمرو بن ربيعة بن الغاز أبو حفص الجرشي، روى عن الوليد بن مسلم، ومحسن بن تميم. وروى عنه: أبو الحسن أحمد بن ناصر بن عساكر، وأحمد بن المعلى ، وجماهر بن أحمد الزملكاني، وأبو المطلع محمد بن عصمة السعدي، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن القاسم، وأحمد بن أنس بن مالك. وذكره أبو بشر الدّولابي فقال: أبو حفص عمرو بن محمد بن الغاز يحدّث عن الوليد بن مسلم. وانظر غير مأمور «تاريخ ابن عساكر» 46/328، و«الكنى» للدولابي 2/556.
171ــ عوسجة المكي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 6/114، وفي «الضعيفة» 2/158: عوسجة المكي مولى ابن عباس ليس بالمشهور كما في «التقريب»، وقال أحمد: لا أعرفه، وقال ابن عدي: قال البخاري: لم يصح حديثه.
قلت : بل هو صدوق حسن الحديث، فقد وثقه أبو زرعة قال: مكيٌّ ثقة. وذكره ابن حبان في «الثقات»، وحسّن الترمذي حديثه.
وانظر غير مأمور «تهذيب الكمال» برقم5133.

172ــ أحمد بن عمر بن المهلب:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 3/656 حديث 1460 ــ «الله الله فيمن ليس له ناصر إلا الله»: ضعيف، أخرجه ابن عدي في «الكامل» ق137/1: ثنا أحمد بن عمر بن المهلب أبو الطيب المصري، ثنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود، ثنا رشدين بن سعد، عن إبراهيم بن نشيط، عن ابن حجيرة الأكبر، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ^ ، فذكره. وقال: هذا الحديث كتبته عن جماعة عن عيسى بن مثرود ولم يقل في هذا الإسناد أحدٌ: عن أبي هريرة، إلا ابن المهلب هذا، وغيره يُرسِلُه. قلت (ناصر): وابن المهلب هذا لم أجد له ترجمة، والإسناد ضعيف مسنداً ومرسلاً، وعيسى بن إبراهيم بن مثرود ذكره ابن أبي حاتم 3/1/272 برواية ابن خزيمة عنه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
قلت : أحمد بن عمر بن المهلب الشهير بأبي الطيّب البزار ذكره أبو سعيد بن يونس المصري في الغرباء الذين قدموا مصر فقال: أحمد بن عمر بن المهلب البزار يكنى أبا الطيب البغدادي توفي بمصر يوم الخميس لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاث مئة. وانظر غير مأمور «تاريخ بغداد» 5/42 ترجمة رقم 2358، و«تاريخ بن يونس» 1/27 ترجمة رقم 63.

173ــ عيسى بن إبراهيم بن مثرود:
أما قول الشيخ: وعيسى بن إبراهيم بن مثرود ذكره ابن أبي حاتم 3/1/272 برواية ابن خزيمة عنه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
فأقول : عهدي بسماحة الشيخ رحمه الله أنه يراجع «التقريب» ولكنه في هذه المرة ــ وفي مرات سابقة ــ لم يراجع «التقريب» ولا «التهذيب» ولا «تهذيب الكمال»، بل هرع رحمه الله إلى «الجرح والتعديل» وخطف العبارة، فكانت خطفته كالغارة، لا أعطت تفصيلاً ولا حتى إشارة.
فهو عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن مثرود المثرودي الغافقي ثم الأحدبي مولاهم أبو موسى البصري، روى عن: حجاج بن سليمان الحضرمي الرعيني، ورشدين بن سعد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم العتقي، ويحيى بن خلف بن الربيع الطرسوسي، وروى عنه: أبو داود، والنسائي، وأبو جعفر الطحاوي، وأحمد بن يونس بن عبد الأعلى والد أبي سعيد بن يونس، وزكريا الساجي، وابن خزيمة، وأبو بكر بن القاسم ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وعلي بن سعيد بن جرير النسائي، وخلق.
وقال النسائي: لا بأس به، وقال أبو سعيد بن يونس: توفي يوم الثلاثاء لثلاث عشر خلت من صفر سنة إحدى وستين ومئتين، وكان مولده سنة سبعين ومئة، ذكر ذلك ابنه محمد بن عيسى، وكان ثقة ثبتاً.
وفي «التقريب» 5285: ثقة من صغار العاشرة. وفي «التهذيب» 8/205: قال مسلمة بن القاسم: مصري ثقة حدثنا عنه غير واحد.
174ــ عيسى بن شاذان:
قال رحمه الله في «تحذير الساجد» ص68 عن حديث «في مسجد الخيف قبر سبعين نبياً»: وفي الطريق إليه مَن يُغرِب وهو عيسى بن شاذان، قال ابن حبان: يُغرِب. ثم أعلّه الشيخ رحمه الله بإبراهيم بن طهمان، ونقل عن ابن عمار الموصلي أنه قال فيه: ضعيف الحديث مضطرب الحديث.
قلت : إبراهيم بن طهمان ثقة من علماء خراسان كما ترجمه الذهبي في «الميزان» 1/38 قال: ضعفه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وحده فقال: ضعيف مضطرب الحديث. وقال الدارقطني: ثقة إنما تكلموا فيه للإرجاء. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: فاضل رُمي بالإرجاء. قلت (الذهبي): فلا عبرة بقول مضعفه. وكذلك أشار إلى تليينه السليماني فقال: أنكروا عليه حديثه عن أبي الزبير عن جابر في رفع اليدين، وحديثه عن شعبة عن قتادة عن أنس: «رفعت لي سدرة المنتهى فإذا أربعة أنهار» قلت (الذهبي): لا نكارة في ذلك قال أحمد: هو صحيح الحديث مقارب، ووثقه أبو حاتم وأبو داود وعثمان الدارمي وصالح جزرة.
أما عيسى بن شاذان: فهو عيسى بن شاذان القطان البصري الحافظ نزيل مصر، روى عن خلق كثير، وروى عنه خلق كثير، قال أبو داود: ما رأيت أحمد مدح إنساناً قط إلا عيسى بن شاذان، وسمعت أحمد يقول: عيسى بن شاذان كيِّس. وقال ابن حجر في «التقريب»: ثقة حافظ. وفي «التهذيب»: قال مسلمة: ثقة، وقال إسماعيل القاضي: كان من أهل العلم بالحديث. وانظر غير مأمور ترجمته في «تهذيب الكمال» 5217، و«تهذيب التهذيب» 8/213، و«التقريب» 5297، و«ثقات» ابن حبان 8/494.

175ــ أحمد بن أنس بن مالك:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 2/201 حديث رقم 784: وهذا إسناد تالف: مشرّح مختلف فيه، ولا أدري إذا كان سمع من عمرو بن العاص أو لا، والأقرب الثاني، فإن بين وفاتهما نحو ثمانين سنة! وعبد الله بن لهيعة ضعيف، وإسحاق بن سعيد بن الأركون قال الدارقطني: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بثقة، وأحمد بن أنس: لم أجد له ترجمة، وهو على شرط ابن عساكر في «تاريخه» فليراجع فإن نسختنا منه ناقصة.
قلت : هو أحمد بن أنس بن مالك أبو الحسن الدمشقي المقري، روى عن: صفوان بن صالح، وهشام بن عمار، ودحيم، ومحمد بن خليل البلاطي، وطائفة.
قلت: وهؤلاء هم الذين ذكرهم الذهبي في «تاريخ الإسلام»، أما ابن منظور في «مختصر تاريخ دمشق» فزاد فيهم: عمرو بن محمد بن الغاز)، وروى عنه: ابن جوصا، وولده الحسن بن أحمد بن جوصا، وأبو عمر بن فضالة، والطبراني، وأبو أحمد بن الناصح، وجماعة. قال الذهبي: وكان من ثقات الدمشقيين، وقال ابن منظور في «مختصر تاريخ دمشق»: وكان ثقة.
انظر ترجمته غير مأمور في «طبقات القراء» للجزري 1/40، و«تاريخ الإسلام» للذهبي 22/40، و«مختصر تاريخ دمشق» 3/27، و«سير أعلام النبلاء» 13/563 (وقد ذكره بإثر ترجمة الخفاف)، وفي «تذكرة الحفّاظ» 2/656 بإثر ترجمة الخفاف فقال: وفيها مات محمد بن حامد خال ولد السني والمسند أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي.
176ــ أحمد بن حبيب النهرواني:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 4/236 حديث رقم 1752/3: وأحمد بن حبيب النهرواني لم أجد له ترجمة.
قلت : ترجمه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» 4/342 وقال: حدّث عن أبي أيوب أحمد بن عبد الصمد الأنصاري، روى عنه عمر بن محمد ابن قيوما، وعلي حيون بن هارون النهروانيان، وأبو الفتح الأسدي، وعثمان بن عمر الدرّاج ، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، وكان صدوقاً.

177ــ أحمد بن سليمان بن أيوب أبو محمد المديني الأصبهاني:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 5/182 حديث رقم 2149: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات غير أحمد بن سليمان هذا: قال أبو نعيم في «أخبار أصبهان» 1/109: توفي سنة تسع وتسعين ومئتين، يروي عن العراقيين الحديث الكثير. سوار بن عبد الله، والوليد بن شجاع، وزياد بن أيوب، وغيرهم من الثقات.
قلت : قال الذهبي في «تاريخه» 22/48: أحمد بن سليمان بن أيوب أبو محمد المديني الأصبهاني الوشّاء (أحد الأثبات)، سمع الوليد بن شجاع وسوار بن عبد الله العنبري والطبقة. وعنه أبو أحمد العسّال وأبو الشيخ وأبو إسحاق حمزة. توفي سنة تسع وتسعين.

178ــ أحمد بن ثابت بن عثمان بن مسعود بن يزيد الخزاعي
أبو الحسن بن شبويه المروزي الماخواني:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 3/650 حديث رقم 1453: ضعيف، أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» 10/1/330 من طريق أحمد بن شبويه نا سليمان بن صالح حدّثني عبد الله – يعني ابن المبارك – عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: قال رسول الله ^ . قلت (ناصر): وهذا إسناد ضعيف، فإن مع إرساله فيه أحمد بن شبويه مجهول الحال كما قال الحافظ في «اللسان» وساق له حديثاً من روايته عن محمد بن مسلمة.
قلت : وفيه جملة من الأخطاء، سأبينها بالدليل دون ما إبطاء:
أولاً: الراوي الذي جهَّله الحافظ في «اللسان» 1/290 ترجمة رقم 595 هو أحمد بن شبويه بن معين بن بشار الموصلي.
ثانياً: لو رجعنا إلى نسخة الحافظ ابن عساكر التي عزى إليها الشيخ الحديث لوجدنا في الجزء 10/462: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة الخلال، أنبانا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي، حدّثنا أحمد بن شيبويه، ثنا سليمان بن صالح، ثني عبد الله يعني ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
فنرى أن أحمد بن شبويه: حدَّث عن سليمان بن صالح، وهو سليمان بن صالح الليثي مولاهم، روى له البخاري مقروناً بغيره والنسائي. وأحمد بن محمد بن شيبويه: حدّث عنه يعقوب بن شيبة. ويعقوب بن شيبة: سمع منه ابن ابنه المعمر الصدوق محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة كما في «سير أعلام النبلاء» 15/312. والمعمر محمد بن أحمد: سمع منه عبد الرحمن بن أحمد بن حمة الخلال كما في «سير أعلام النبلاء» 15/312.
وعليه فمن هو أحمد بن محمد بن شيبويه؟
هو أحمد بن ثابت بن عثمان بن مسعود بن يزيد الخزاعي أبو الحسن بن شيبويه المروزي الماخواني، روى عن: سليمان بن صالح المروزي سلمويه صاحب ابن المبارك ــ قلت : وهو المذكور في سند ابن عساكر الذي أورده الشيخ ــ ، وآدم بن أبي إياس، وإسماعيل بن أبي أويس، وإسماعيل بن علية، وأيوب بن سليمان، وعبد الله بن عثمان المروزي، وخلق كثير. وروى عنه خلق كثير منهم: أبو داود ، وأحمد بن أبي الحواري، وأبو يعقوب إسحاق بن عاصم المصيصي، وابنه ثابت بن أحمد بن شبويه، وأبو زرعة الدمشقي، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري، ويحيى بن معين وهو من أقرانه. قال النسائي: ثقة، وقال محمد بن وضاح ــ كما أورده مغلطاي ــ : أحمد بن شبويه خرساني ثقة ثبت. ووثقه العجلي وابن عساكر والذهبي.
وانظر غير مأمور ترجمته في «تهذيب الكمال» برقم 91.

179ــ أحمد بن عبد الحميد بن خالد الحارثي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 6/204، وفي «تخريج إصلاح المساجد» ص22: ورجاله ثقات غير أحمد بن عبد الحميد فلم أجد له ترجمة.
قلت : وهذا الإسناد الذي نقله الشيخ من البيهقي 2/226 : أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الحميد، ثنا أبو أسامة، عن الوليد يعني ابن كثير، عن نافع أن صفية ... الحديث. فعبد الحميد وقع بين راويين هما: محمد بن يعقوب وأبو أسامة. ومحمد بن يعقوب: هو أبو العباس الأصم، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة بن زيد القرشي أبو أسامة الكوفي.
ولنعد إلى السند الذي نحن بصدده ونكشف عن أحمد بن عبد الحميد، وهل عبد الحميد سمع من شيخه؟ وهل سمع منه تلميذه؟ فنقول: سمع عبد الحميد من أبي أسامة حماد بن أسامة، قاله المزي في الترجمة رقم 1455. وحماد أبو أسامة: سمع من الوليد بن كثير، قاله المزي في الترجمة 1455، ولكن هل سمع محمد بن يعقوب الأصم من عبد الحميد؟ أقول: نعم، أثبته الإمام الذهبي في «السير» 12/508 فقال: وعنه الأصم.
والآن وبعد هذه الجولة السريعة في إثبات أسماء الرواة عن أحمد بن عبد الحميد وسماع بعضهم من بعض، انكشف لنا من هو أحمد بن عبد الحميد، فأقول وبالله أستعين: هو أحمد بن عبد الحميد بن خالد الحارثي الكوفي، روى عن: عبيد الله بن موسى، وعبد الحميد الحمّاني، وأبي أسامة حماد بن أسامة القرشي، وحسين بن علي الجعفي، وجعفر بن عون، وروى عنه: أبو عوانة، وأبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، ومحمد بن المنذر بن سعيد، وأحمد بن محمد بن زياد، وابن الأعرابي، ومحمد بن يعقوب الأصم، وحفص بن عبد الله بن غنام النخعي. قال الإمام الذهبي: المحدّث الصدوق أبو جعفر أحمد بن عبد الحميد بن خالد الحارثي الكوفي، وقال الدارقطني في «سؤالات» الحاكم له: ثقة، وذكره ابن حبان في «الثقات» 8/51.
وانظر غير مأمور ترجمته في: «الثقات» لابن حبان 8/51، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي 12/508، و«سؤالات» الحاكم للدارقطني ص2.
180ــ أحمد بن عبد الصمد الأنصاري:
قال الامام الالباني عفا الله عنه بمنه وكرمه وأنزله الجنة برحمته في «الإرواء» 2/232 حديث 478 ــ «إذا طلع الفجر فلا صلاة إلا ركعتي الفجر»: صحيح، روي من حديث أبي هريرة وابن عمر وابن عمرو: أما رواية أبي هريرة فأخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» 1/58 /2 من الجمع بينه وبين «المعجم الصغير»: ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري، ثنا إسماعيل بن قيس، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن رسول الله ^ قال: ... فذكره. وقال: لم يروه عن يحيى إلا إسماعيل، تفرد به أحمد بن عبد الصمد. قلت (ناصر): قال الذهبي: لا يعرف، وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات. قلت (ناصر): وليس الأمر كذلك هنا فإنه يرويه عن إسماعيل بن قيس وهو الأنصاري قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث: وقال النسائي وغيره: ضعيف، وبه أعلَّ الحديث الهيثمي في «المجمع» 2/218 وقال: وهو ضعيف. وكان حقه أن يعله بابن عبد الصمد أيضاً.
قلت : وفيه مغالطتان:
الأولى: سكوت الشيخ على قول الذهبي: لا يعرف.
الثانية: رده على الهيثمي بأن عليه أن يُعلَّه بابن عبد الصمد أيضاً.
أما الأولى فإن أحمد بن عبد الصمد الأنصاري الزرقي المدني النهرواني أبا أيوب ليس مجهولاً كما ادعى الحافظ الذهبي وسكت على هذا الادعاء الشيخ ناصر، فقد روى عن: سفيان بن عيينة، ومحمد بن سعد الأنصاري، وإسماعيل بن قيس الأنصاري، وعصمة بن محمد الأنصاري، وعبد الله بن نمير الحارثي، وحماد بن عمرو النصيبي، وعنه: أبو القاسم البغوي، ومحمد بن إسحاق الثقفي، والحسن بن علي المعمري، وأحمد بن أبي عوف البزوّري. قال الخطيب: وكان ثقة سكن النهروان وحدّث بها. وقال الدارقطني في «العلل» 2/ق95: مشهور لا بأس به.
أما قول الذهبي في «الميزان» 1/117 ترجمة رقم 453: أحمد بن عبد الصمد أبو أيوب الأنصاري الزرقي: روى محمد بن ابن إبراهيم بن زياد المصري، حدّثنا احمد بن نهروان، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: «ثمن القينة سحت، وثمن الكلب سحت» فأحمد هذا لا يعرف، والخبر منكر. فأقول: قد عرفه غير الذهبي، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. وفي «الثقات» 8/30 أنّه نهرواني خلافاً للحافظ في «اللسان» 1/214 في قوله: وأظن النهرواني غير صاحب الترجمة. قلت: لو نظر الحافظ رحمه الله لـ«علل» الدارقطني أو «تاريخ دمشق» لوجد أن أحمد بن عبد الصمد سكن النهروان وحدّث فيها إلى وفاته فنُسب إليها.
وأما الثانية، وهي قول الشيخ: كان عليه (الهيثمي) إعلاله بابن عبد الصمد أيضاً. يعني إضافة إلى إسماعيل، فأقول: إعلال الهيثمي الحديث بإسماعيل صحيح، وأحمد بن عبد الصمد ليس آفة الحديث، وقد أخطأ الشيخ رحمه الله في تخطئة الهيثمي، والحق أحب إلينا من أنفسنا والناس أجمعين.
181ــ أحمد بن عبد الله بن سابور:
قال الامام الالباني في «الضعيفة» 3/373 ــ 374: رجاله ثقات رجال التهذيب غير ابن سابور هذا فقد ترجمه الخطيب في «تاريخ بغداد» 4/225 وروى عن الدارقطني أنّه قال فيه: ثقة.
قلت : وكلام الدارقطني في «سؤالات» السهمي له ص137، وكأن الشيخ رحمه الله لم ير توثيق غير الدارقطني، فقد وثقه أيضاً شيخ الإسلام الذهبي في كتابيه الرائعين «سير أعلام النبلاء» 14/462 حيث قال: الإمام الثقة المحدّث، وفي «تاريخه» 23/448 حيث قال: بغدادي ثقة.
قلت : أما النكارة التي أشار إليها الشيخ فربما كانت ممن روى عنه لا منه، والله أعلم بالصواب.

182ــ أحمد بن علي بن سهل بن عيسى بن نوح بن سليمـان بن عبد الله بن ميمون:
قال الامام الالباني عفا الله عنه في «الإرواء» 4/299 حديث 1100: أما المرفوع فرواه ابن حزم من طريق علي بن أحمد المقدسي، عن أحمد بن علي بن سهل المروزي، عن علي بن جعد ، عن ابن عيينة، عن أيوب. وأعله بالمروزي هذا والمقدسي الراوي عنه فقال: هما مجهولان، ذكره الحافظ في «التلخيص» وأقره. وذكر في ترجمة المروزي من «اللسان» أنه يحتمل أن يكون الذي أورده الذهبي قبل هذا من «الميزان» أحمد بن علي بن سليمان أبو بكر المروزي وقال فيه: ضعفه الدارقطني فقال: يضع الحديث.
قلت : وفيه مغلطتان:
الأولى: أن هذا الراوي هو: أحمد بن علي بن سهل بن عيسى بن نوح بن سليمان بن عبد الله بن ميمون أبو عبد الله، ترجمه الخطيب في «تاريخه» 5/61 ترجمة 2402، وليس الذي قبله (ترجمة 2401) أحمد بن علي بن سلمان المروزي، وفي نقل الشيخ رحمه الله من «الميزان» خطأ، فالذي في «الميزان» 1/120 ترجمة 470: أحمد بن علي بن سلمان أبو بكر المروزي عن علي بن حجر، ضعفه الدارقطني وقال: يضع الحديث. وفي الرجوع إلى «الضعفاء والمتروكين» ص65 وقال عن إبراهيم بن المنذر والمدنيين. وراوينا أحمد بن علي بن سهل بن عيسى بن نوح بن سليمان. ولو رجع الشيخ إلى سنده وطابقه على ما في «تاريخ بغداد» لوجد أن راوينا هذا روى عن علي بن الجعد الذي في سند الشيخ وهو من طبقته، والراوي الذي قاله الشيخ ليس من طبقة (علي بن الجعد) ولم يرو عنه. وراوينا هذا قال الخطيب: حدّث بأحاديث مستقيمة.
الثانية: ظن الشيخ رحمه الله أن هذا الراوي هو أحمد بن علي بن سلمان، ولو دقق قليلاً رحمه الله لوجد اسم الجد الأعلى سليمان لا سلمان. والله أعلم.

183ــ أحمد بن علي بن محمد العمي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 5/45: أحمد بن علي بن محمد العمي لم أجد له ترجمة.
قلت : هو أحمد بن علي بن محمد أبو عبد الله العَميُّ البصري، نزل بـ«سُـرَّ من رأى»، وحدّث عن: هُشيم بن بشير، وعمر بن حبيب القاضي، وشعيب بن بيان القسملي، وحفص بن واقد البصريين، وخالد بن عبد الرحمن المخزومي، وعفان بن مسلم، وروى عنه: محمد بن زكريا الدقاق، وعلي بن الفتح العسكري، ويوسف بن يعقوب الأزرق التنوخي، وساق له الخطيب في «تاريخه» حديث عائشة في صلاته ^ الضحى الذي في «الصحيحين» وقال: حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن أبي الحسن الدارقطني قال: أحمد بن علي العمي بصري كان بالعسكر ثقة. وانظر غير مأمور «تاريخ بغداد» 5/60.

185ــ غنيم بن قيس المازني:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الاقتضاء» ص101: غنيم بن قيس المازني البصري العنبري يروي عن أبي موسى الأشعري وسعد بن أبي وقاص وعن أبيه، وله صحبة، روى عنه جماعة من الثقات، وقد أورده ابن حبان في «الثقات» 1/183 وقال: مات سنة تسعين.
قلت : قال ابن سعد في «طبقاته» 7/124 وبعد أن ذكر الأبيات الشعرية التي قالها والد غنيم وكان ثقة قليل الحديث. وقال النسائي: ثقة. وقال ابن حجر في «التقريب» 5365: مخضرم ثقة من الثانية.

186ــ الفضل بن جعفر التميمي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 4/366 تحت الحديث رقم 1891: أما الشاهد فأخرجه ابن عساكر 8/521/1 من طريق تمام حدّثني أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي من حفظه نا أبو قصي إسماعيل بن محمد بن إسحاق العذري حدّثني أبي وعمي قالا: نا معروف الخياط عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً. قلت (ناصـر): وهذا السند مظلم، ما بين واثلة وتمام لم أعرف أحداً منهم غير معروف الخياط، وهو معروف بالضعف، قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: له أحاديث منكرة جداً. وعم أبي قصي: اسمه عبدالله بن إسحاق وفي ترجمته أورد ابن عساكر الحديث ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. والفضل بن جعفر التميمي يحتمل أنّه أبو القاسم بن أبي المنادي أخو أبي الحسين أحمد، فإن يكن هو فقد ترجمه الخطيب 12/ 374 ولكنه لم ينسبه تميمياً، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
قلت : هو الفضل بن جعفر بن أبي عاصم أحمد بن حماد بن صبيح بن زياد أبو القاسم التميمي المؤذن الطرائفي، الرجل الصالح، هكذا وصفه الحافظان ابن عساكر والذهبي في «السير»، حدّث عن خلق كثير، منهم: ابن الرواس، وإبراهيم بن عبد الرحمن دُحيم، وأبي محمد محمد بن عبد الصمد، وجماهر بن محمد الزملكاني. وعنه: تمام الرازي، وعبد الغني الأزدي، ومكي بن الغمر، وأحمد بن الحسين الطيان، وصالح بن أحمد الميانجي. قال الذهبي: قال الكتاني: كان ثقة نبيلاً، حدّثنا عنه عدة، توفي سنة ثلاث وسبعين وثلاث مئة. وانظر ترجمته في «سير أعلام النبلاء» 16/338، و«تاريخ دمشق» 48/309، و«العبر» 2/266، و«شذرات الذهب» 3/81.

187ــ الفضل بن الحسن الضمري:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 4/504 في الفضل بن الحسن الضمري: وثقه ابن حبان وحده، لكن روى عنه جماعة من الثقات مع تابعيته، فالنفس تطمئن للاحتجاج به.
قلت : أما قول الشيخ رحمه الله: وثقه ابن حبان وحده، فليس صحيحاً، فقد وثقه العجلي أيضاً فقال: مصري تابعي ثقة. وقال ابن يونس: توفي في الإسكندرية. قال جامعو كتاب ابن يونس (المسمى تاريخ ابن يونس) 2/168 بعد أن نقلوا قول ابن حجر في أسماء الرواة عن الفضل: قال: ثقة. ويقصدون الحافظ ابن حجر، لأن ابن يونس لم يذكر أكثر من مكان الوفاة فقط. والحافظ ابن حجر لم يقل فيه إلا ما حكيت فيه، لكنه نقل توثيق العجلي وابن حبان، ولم يُعطِ لهذا الراوي درجة في «تهذيب التهذيب» 8/269 ترجمة رقم 502، ولكنه قال في «التقريب»: صدوق من الثالثة مات بالإسكندرية. انظر ترجمة الراوي (الفضل بن الحسن) في «تهذيب الكمال» 5319، و«تهذيب التهذيب» 8/269، و«ثقات» العجلي ترجمة رقم 1350، و«تاريخ ابن يونس» 2/168.

188ــ القاسم بن حسان:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الظلال» ص336 حديث 754 ــ «إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وأنّهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض»: حديث صحيح، إسناده ضعيف لسوء حفظ شريك وهو ابن عبد الله القاضي، والقاسم بن حسان مجهول.وقال في صحيح أبي داود 4/413 والقاسم هذا فيه جهالة.
قلت : هو تابعي كبير، روى عن: أبيه حسان العامري، وزيد بن ثابت، وعمه عبد الرحمن بن حرمله، وفلفلة الجعفي. وروى عنه: الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، والوليد بن قيس السكوني والد أبي بدر شجاع بن الوليد بن قيس. ووثقه ابن حبان 5/305، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة. وذكره ابن شاهين في «الثقات» وقال: ثقة، قاله أحمد بن صالح. وانظر ترجمته في «تهذيب الكمال» 5373، و«ثقات» العجلي 1365، و«ثقات» ابن شاهين 1094، و«ثقات» ابن حبان 5/305.
وفي «التقريب»: مقبول. ولم يتعقبه الشيخان الفاضلان شعيب وبشار في «التحرير»، وحق هذا الراوي أن يكون ثقة، فلينظر مرة أخرى في «التحرير»، ولتحرر هذه الترجمة.

189ــ القاسم بن الحكم العرني:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 3/410 حديث رقم 1254: ضعيف، وفي الحديث علّة أخرى وهي ضعف القاسم بن الحكم العرني، قال في «التقريب»: صدوق فيه لين.
قلت : وثقه ابن معين وابن نمير وأحمد والنسائي وابن حبان، وقال أبو حاتم: محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به. فهل مثل هذا الراوي يقال فيهك صدوق فيه لين؟ وقد نص ابن حبان على ثقته فقال: مستقيم الحديث، وهي عبارة يقولها فيمن سبر أحاديثهم وخبرها.

190ــ القاسم بن عمر الربعي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «آداب الزفاف» 81/82 (من النسخة القديمة) تحت عنوان «خاتم الخطبة» وبعد أن ساق شواهده قال: أخرجه ابن عساكر 4/173/1 لكن فيه القاسم بن عمر الربيعي، ولم أجد من ترجمه.
قلت : قد تحرّف اسم الراوي على الشيخ من الربعي إلى الربيعي. وصححته من «تاريخ دمشق» للحافظ ابن عساكر 49/127 قال: حدّثنا أحمد بن المعلى بن يزيد الأسدي، ثنا القاسم بن عمر الربعي.
قلت : وهو القاسم بن عمر بن معاوية الربعي، روى عن: عقبة بن علقمة، وحدّث عنه: أحمد بن أبي الحواري وأحمد بن المعلى بن يزيد. وساق له الحافظ ابن عساكر حديث الخاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

191ــ قتادة بن الفضيل:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 3/209: الثانية: قتادة بن الفضيل: قال الحافظ في «التقريب»: مقبول، يعني عند المتابعة.
قلت : بل هو صدوق حسن الحديث، فقد وثقه ابن شاهين وابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ، وقد روى عن جمع، وروى عنه جمع، فيجب أن يـحسَّن لمثله.
وانظر ترجمته في «تهذيب الكمال» 5438، و«تهذيب التهذيب» 8/356، و«ثقات» ابن شاهين ترجمة رقم 1092، و«ثقات» ابن حبان 7/341.

192ــ قدامة بن وبرة:
قال الامام الالباني رحمه الله في «المشكاة» 1/434 في حديث «من ترك الجمعة من غير عذر»: إسناده ضعيف، فيه قدامة بن وبرة وهو مجهول.
قلت : وقد جهّل هذا الراوي أيضاً الشيخ شعيب الأرنؤوط وبشار معروف في «تحرير التقريب».
قلت : روى عن سمرة بن جندب، فهو تابعي كبير، وروى عنه الجبل الحافظ قتادة بن دعامة السدوسي، ووثقه ابن حبان، ووثقه الحافظ ابن معين فقال عثمان الدارمي في «تاريخه» ترجمة رقم 699: قلت ليحيى: قدامة بن وبرة ما حاله؟ قال: ثقة .

193ــ كثير أبو الهيثم المصري:
قال الامام الالباني رحمه الله في الضعيفة 3/423 في كثير أبي الهيثم المصري مولى عقبة بن عامر الجهني: قال الحافظ في «التقريب»: مقبول.
وقال ص 242: مجهول بشهادة الذهبي.
قلت : روى عن اثنين، وروى عنه واحد، وأخرج له أبو داود والنسائي والبخاري في «الأدب» ووثقه العجلي، أفلا يُـحسَّن له؟!

194ــ كلثوم بن الأقمر:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 5/64 حديث رقم 1228: ابن الأرقم هذا لم أعرفه، ثم عرفنا من كلام الشافعي الآتي ذكره في الذي بعده أن اسمه كلثوم بن الأرقم، وقد ذكره ابن أبي حاتم 3/2/163 و925 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، أما ابن حبان فأورده في «الثقات» 1/195 وقال: أخو علي بن الأقمر يروي عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين يروي عنه أهل الكوفة.
قلت : هو تابعي كبير، روى عن الصحابة، وروى عنه جمع من أهل الكوفة، ووثقه ابن حبان 5/336، ووثقه أيضاً العجلي فقال 1418: كوفي ثقة وهو أخو علي بن الأقمر.
195ــ كلثوم بن جوشن:
قال الامام الالباني رحمه الله في «غاية المرام» ص123 حديث رقم 166: ضعيف، أخرجه ابن ماجة 2139، وكذا الدارقطني 291، والحاكم 2/6، والبيهقي 5/266 من طريق كلثوم بن جوشن القشيري، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال ^ : ... فذكره. وقال الحاكم: كلثوم قليل الحديث، ورَّده الذهبي بقوله: ضعَّفه أبو حاتم. وقال ابنه في «العلل» 1/386/1156 : سألت أبي عن حديث كلثوم بن جوشن عن أيوب: قال أبي: هذا حديث لا أصل له، وكلثوم ضعيف الحديث.
ولم يتعقب الشيخان شعيب الأرنؤوط وبشار معروف في «تـحرير التقريب» قول الحافظ: كلثوم بن الجوشن ضعيف من السابعة.
قلت : روى عن ثلاثة، وروى عنه اثنان، وقال فيه يحيى بن معين: شامي لا بأس به، وقال الحافظ في «التهذيب»: وثقه البخاري. أفلا يُصحَّح له؟! وانظر غير مأمور ترجمته في «تهذيب التهذيب» 8/442، و«الجرح والتعديل» 7/ ترجمة رقم 928.
196ــ كُلاب بن أمية:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 4/433 حديث 1963: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل: الأولى: كُلاب بن أمية لم أجد له ترجمة.
قلت : وهو مترجم في «تاريخ دمشق» 50/271 ومن طريقه ساق ابن عساكر الحديث الذي يُـخرِّجه الشيخ، روى عن واثلة بن الأسقع، وعثمان بن أبي العاص، وعنه: إبراهيم بن أبي عبلة، وخليد بن دعلج ويقال: روى خليد عن سعيد بن عبد الرحمن عنه. وذكره ابن حبان في «الثقات» 5/338، وله ترجمة في «التاريخ الكبير» 7/235.
197ــ كيسان بن القصار:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 1/106: كيسان بن القصار أبو عمر الفزاري ليس بالقوي.
وقال في «الإرواء» أيضاً 3/357: ضعيف وثقه ابن حبان.
وفي «تـحرير التقريب» للشيخين الفاضلين شعيب الأرنؤوط وبشار معروف 3/202: ضعيف من السابعة. أي: لم يتعقبوا الحافظ بشيء.
قلت : روى عن تابعين، وروى عنه ثمانية، ووثقه ابن حبان، ووثقه نعيم بن حماد فقال في كتابه «الفتن»: حدّثنا كيسان القصار وكان ثقة. وانظر غير مأمور «تهذيب التهذيب» 8/454.
هذا ولم يقبل شيخي شعيب في نقاشي معه في 23/8/2005 حول هذا الراوي توثيق نعيم بن حماد فقال: نعيم بن حماد يحتاج إلى مَن يوثقه، فعليه كلام.
198ــ محمد بن بشر بن مطر:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 3/95 حديث 1105 ــ «ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد»: وقد خالفه أحمد بن أحمد الطويل فقال: ثنا محمد بن عمار عن صالح عن أبي هريرة. أخرجه ابن بشران في «الأمالي» 19/2 عن محمد بن بشر بن مطر ثنا أحمد بن حاتم الطويل. قلت (ناصر): ابن بشر هذا لم أعرفه.
قلت : ترجمه الخطيب البغدادي 2/88 رقم 481 فقال: محمد بن بشر بن مطر أبو بكر الورّاق، وهو أخو خطاب بن بشر المذكر، سمع عاصم بن علي، وأحمد بن حاتم الطويل، ومحمد بن عبد الله بن نمير ويحيى بن يوسف الزمي، وشيبان بن فروخ، وطبقتهم، روى عنه: موسى بن هارون، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو جعفر بن برية الهاشمي، وأبو بكر الشافعي وغيرهم. أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال: نبأنا محمد بن العباس الخزّار قال: أنبأنا أبو أيوب بن سليمان بن إسحاق الحلاب قال: قال لي إبراهيم الحربي: أخو خطاب صدوق لا يكذب. حدّثني الحسن بن أبي طالب عن علي بن عمر الحافظ ــ يعني الدارقطني ــ قال: محمد بن بشر بن مطر ثقة. وله ترجمة عند ابن الجوزي في «المنتظم» 12/388 قال: محمد بن بشر بن مطر أبو بكر الوراق أخو خطاب بن بشر المذكر قال الدارقطني: ثقة.

199ــ محمد بن ربيعة الكلابي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 2/397 حديث 757 ــ «أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين وأقلهم من يجوز ذلك»: والصواب أنّه حسن لذاته صحيح لغيره، فقد أخرجه أبو يعلى 311/1 (وص 1571 مصورة المكتب) عن محمد بن ربيعة عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ: «عمر أمتي ما بين الستين سنة إلى السبعين» قلت (ناصر): وهذا إسناد حسن أيضاً رجاله موثوقون رجال مسلم غير محمد بن ربيعة الكلابي وهو صدوق كما في «التقريب».
قلت : وهذا خطأ، ولا أعلم ما الذي لاح للحافظ هاهنا أن يقول: صدوق، خلافاً لِـما قاله في «التهذيب» 9/162 عندما نقل تليين الساجي والأزدي له، فقال: وهذا جرح غير مفسر لا يقدح فيمن ثبتت عدالته.
قلت : وقد وثقه ابن معين والدارقطني وأبو داود ومحمد بن إبراهيم قرنه، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، ولم يؤثر تليين الكلابي إلا عن الساجي والأزدي، وهو جرح مردود بتوثيق الحفاظ، فكان على الشيخ رحمه الله أن يًـحرِّر عبارة الحافظ في «التقريب» لا أن يتابعه عليها.

200ــ محمد بن سهل بن الفضل بن عسكر:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 1/261 حديث 226 ــ «تـختموا بالعقيق فإنه مبارك»: ولقد تعقب ابنَ الجوزي السيوطيُّ في «اللآلئ» كعادته فقال 2/282: وللحديث طريق آخر عن هشام أخرجه الخطيب وابن عساكر 4/83/2 من طريق أبي سعيد شعيب بن محمد بن إبراهيم الشعيبي أنبانا محمد بن سهل بن الفضل بن عسكر أبو الفضل حدّثنا خلاد بن يحيى عن هشام بن عروة به. قلت (ناصر): وهذا إسناد مظلم، فإن من دون خلاد لا يُعرَفون.
قلت : وفيه جملة أخطاء، وقبل البدء بتصحيح الأخطاء فالحديث عند ابن عساكر 13/318 كما قال الامام الالباني رحمه الله، والخطيب البغدادي 12/153 من طريق الوليد العدني عن هشام بن عروة، والوليد العدني يسرق الحديث. أما الأخطاء فهي:
أولاً: لعل سبب عدم معرفة الشيخ لهذا الراوي هو الكنية، فهذا الراوي له كنيتان: الأولى: أبو بكر كما في «تهذيب الكمال» 5860، و«الجرح والتعديل» 7/277، و«تاريخ الخطيب» 2/409، و«تاريخ البخاري الصغير» 2/394، و«المنتظم» لابن الجوزي 4/149 ترجمة رقم 2627. والثانية ومن أجلها ربما أخطأ الشيخ: أبو الفضل، وقد جاءت في «تاريخ ابن عساكر» الذي نقل منه الشيخ النص، ففيه ما يلي: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب حدّثني أبو علي الوخشي من لفظه بأصبهان أنا أبو سعيد شعيب بن محمد بن إبراهيم الشعيبي ببوشَنج( ) أنا أبو عبد الله محمد بن وصيف الفامي نا محمد بن سهل بن الفضل بن عسكر أبو الفضل حدّثنا خلاد بن يحيى عن هشام بن عروة به. فجاءت الكنية أبو الفضل.
وبالجملة فقول الشيخ: يحتمل أنّه محمد بن سهل العطار، غير متبادر هاهنا، وذلك لأن هذا الراوي من طبقة خلاد بن يحيى وعبد الرزاق وأبي عاصم النبيل وعثمان بن صالح السهمي وغيرهم، والعطار متأخر عن هذه الطبقة بكثير. وابن حجر لم يتعرض لهذا الراوي في «لسان الميزان»، وسهل العطار ليس من طبقة سفيان الثوري، ثم في السند المذكور: «حدّثنا خلاد بن يحيى» وهو ابن صفوان السلمي من طبقة محمد بن سهل بن الفضل والراوي عنه.
وبالجملة فهذا الراوي هو محمد بن سهل بن الفضل ــ كما هو عند ابن عساكر ــ بن عمارة بن دوير ويقال: ابن عسكر، روى عن آدم بن أبي إياس، وخلاد بن يحيى، وحماد بن مالك، وعثمان بن صالح السهمي وخلق. وعنه: مسلم والترمذي والنسائي وابن أبي عاصم وابن أبي الدنيا والطبري. وثقه النسائي وأبو أحمد بن عدي، وذكره ابن حبان في «الثقات» 9/127. وفي «التقريب»: ثقة، وفي «التهذيب»: قال مسلمة: كان ثقة صدوقاً. وانظر ترجمته في «تهذيب التهذيب» 9/207، و«تهذيب الكمال» 5860، و«الجرح والتعديل» 7/277، و«تاريخ البخاري الصغير» 2/394، و«المنتظم» لابن الجوزي 14/149، و«الكاشف» 3/ 4964، و«الثقات» لابن حبان 9/127، و«التقريب» 2/167، و«تاريخ ابن عساكر» 53/160، و«تاريخ بغداد» 5/313، و«تـحرير التقريب» للشيخين شعيب وبشار 3/253.

201ــ محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 1/270 حديث 237 ــ «ما أسر عبد»: ضعيف جداً، وابن أبي رزمة هذا: الظاهر أنّه محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة فإنّه الذي ذكروه في الرواة عن الفضل بن موسى شيخه في هذا السند، فإذا كان هو فهو ثقة من رجال البخاري، ويكون تصحَّف اسم أبيه عبد العزيز على بعض النسَّاخ فكتب بدله: عمر.
قلت : وهو الصحيح، فهو محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، واسمه غزوان اليشكري، وثقه الدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق. وفي تسمية شيوخ أبي داود: ثقة. وفي «التقريب»: ثقة.
قلت : وفات الجميع توثيق النسائي له، فقد نقل الخطيب البغدادي في «تاريـخه» 3/154 من طريق البرقاني عن الدارقطني حدّثنا الحسن بن رشيق ثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه. ثم حدّثني الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قال: سمعت أبي يقول: محمد بن عبد العزيز بن غزوان بن أبي رزمة: مروزي ثقة. ووثقه أيضا أبو علي بن حمزة.

202ــ يحيى بن عبد الباقي أبو القاسم الأذني:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 2/7 حديث 512 ــ «كلوا الزيت وادهنوا به»: منكر، أبو نعيم في «الطب» من طريق الطبراني ثنا يحيى بن عبد الباقي ثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة ثنا علي بن محمد الرحّال مولى بني هاشم قال: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني مكحول عن أبي مالك عن أبي هريرة مرفوعاً. قلت (ناصر): وهذا حديث منكر، يحيى بن عبد الباقي هو الأذني روى عنه الطبراني حديثاً آخر في «المعجم الصغير» ص244 كنيته أبو القاسم كما في «معجم البلدان» مادة (أذنة)، ولم أجد من وثقه.
قلت : والحديث الذي أشار إليه الشيخ أن الطبراني رواه عن شيخه يحيى بن عبد الباقي هو في «المعجم الصغير» من طبعة مؤسسة الكتب الثقافية لكمال الحوت ص414 حديث 1144.
قلت : وهو مترجم في «تاريخ بغداد» و«سير أعلام النبلاء» و«المنتظم» لابن الجوزي. وهو المحدّث المتقن يحيى بن عبد الباقي أبو القاسم الأذني، روى عن: أبيه، ولوين، والمسيب بن واضح، والجوزجاني إبراهيم بن يعقوب، والمؤمل بن إهاب، ومحمد بن وزير، والنحاس أبي عمير وطبقتهم. حدّث عنه: ابن أخيه أبو عمير عبد بن أحمد بن عبد الباقي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو الحسن احمد بن جعفر بن المنادي، وابن قانع عبد الباقي الحافظ، وأحمد بن جعفر بن سليم، والطرسوسي أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، وأبو سليمان الطبراني. قال الذهبي في «السير» 14/45: المحدّث المتقن وثقه الخطيب. وفي «تاريخ الخطيب» 14/230: كتب عنه الناس فأكثروا لثقته وضبطه. زاد ابن الجوزي في «المنتظم»: لثقته وضبطه وحفظه. وانظر ترجمته في «سير أعلام النبلاء» 14/45، و«تاريخ الخطيب» 14/230، و«المنتظم» لابن الجوزي 13/48، و«تاريخ ابن عساكر» 64/302 وساق له ابن عساكر أحاديث عبادة بن الصامت وحديث شداد بن أوس في أكل الثوم والبصل، وطلاق الرجل امرأته ألفاً، وإذا عزَّت ربيعة ذل الإسلام.

203ــ حيي بن هانئ بن ناضر:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 3/459 نقلاً عن الحافظ في «مختصر الفردوس» قلت (الحافظ): أبو قبيل ضعيف.
وقال الامام الالباني في «الصحيحة» 3/3: وفي أبي قبيل واسمه يحيى بن هانئ كلام يسير لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.
قلت وفيه خطآن:
الأول: أبو قبيل اسمه حيي بن هانئ بن ناضر، انظر «التقريب» للحافظ ابن حجر (1606)، فقد تحرف الاسم على الشيخ رحمه الله.
ثانياً: لا أعلم من أين جاء التضعيف الذي ادَّعاه الحافظ في أبي قبيل، والذي وافقه عليه الشيخ في الموضع الأول، بينما حسَّن له في الموضع الثاني، اللهم إلا قول ابن حبان: كان يخطئ. ووما جاء في «تعجيل المنفعة». أما الحافظ ابن حبان فقد كان هجّاماً على الجرح والتعديل، شأنّه شأن الإمام الحافظ المحدّث الحجة أبي محمد ابن حزم الأندلسي شمعة المغرب.
وأما ما في «تعجيل المنفعة» 277 فقد قال الحافظ في ترجمة عبيد بن أبي قرة: قال عبد الله بن أبي داود ثنا أبي ثنا حجاج بن الشاعر ثنا عبيد فذكر هذا الحديث «أما أنّه يملك هذه الأمة بعددها يعني الثريا من صلبك» ثم قال: كتب أحمد بن صالح هذا الحديث عن أبي، والله أعلم. ثم تذكرت أن للحديث علّة أخرى وهو ضعف أبي قبيل لأنّه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، فإخراج الحاكم له في الصحيح من تساهله. قلت : وهذا ليس جرحا مفسراً يُرَدُّ به توثيق أحمد وابن معين وابن خلفون والعجلي وأبي حاتم ويعقوب بن سفيان، والله أعلم.

204ــ يزيد بن يزيد بن جابر:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 4/390 حديث 1917: ويزيد بن جابر الراوي له عن مجاهد هو يزيد بن يزيد بن جابر، وهو ثقة، ترجمه ابن حبان 2/309.
قلت : قد أبعد الشيخ رحمه الله النجعة، فكأنّه لم يقف إلا على كلام ابن حبان 7/619: يزيد بن يزيد بن جابر الشامي الأزدي وكان من خيار عباد الله. فهذا الراوي في «التقريب» 7791، وفي «تهذيب الكمال» 7658، وقد وثقه ابن معين، والنسائي، وابن سعد، وقال سفيان بن عيينة: ثقة عاقل حافظ من أهل الشام. والله أعلم.


205ــ شبيب بن نعيم:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 3/216 رقم 1097 «إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن»: قال الهيثمي 10/56: ورجاله رجال الصحيح غير شبيب وهو ثقة، ومثله قول الحافظ العراقي في «تخريج الإحياء» 1/192: رواه أحمد ورجاله ثقات. قلت (ناصر): في النفس من شبيب شيء، إذ لم يصرح بتوثيقه أحد غير ابن حبان 1/86، وقول أبي داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، ليس نصاً في توثيقه لشبيب بالذات، لاحتمال أن أبا داود لم يعلم أو لم يخطر في باله حين قال ذلك أن شبيباً من شيوخ حريز.
قلت : أما دعوى شيخنا أن أبا داود ربما لم يعلم أن شبيباً من شيوخ حريز فدعوى بلا دليل، وذلك يستبعد من الإمام الحافظ الحجة أبي داود وهو القائل بالتعميم، فلفظه: (كل شيوخ حريز) ولو قال: بعض شيوخ حريز ثقات، لقلنا: دعوى شيخنا صحيحة، ثم إن كلام أبي داود في شيوخ حريز جميعهم يقوم مقام النص على التعديل لآحادهم، وليس أبو داود حديثَ عهد بعلم، أو لا يعرف شيوخ حريز، أو يقول كلاماً لا يعرفه ولا يعقل معناه، حاشاه من ذلك. وقد قال سبط العجمي في «نهاية السول» 3/1037 في شبيب: وثقه بعضهم. قلت : وكأنّه يشير إلى قول أبي داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وإلى توثيق ابن حبان.
أما قول الشيخ: لا تعرف له عدالة، فمردود بمرّة، فقد صحَّح الشيخ لتابعين لم يرو عنهم إلا واحد، وذكرهم ابن حبان، وهنا رفض واحداً من أهم شيوخ حريز بن عثمان.
وفي «تـحرير التقريب» للشيخين الفاضلين العلامة شعيب والدكتور بشار معروف 2/106 رقم 2744 لم يتعقبا ابن حجر بشيء حينما قال: ثقة من الثالثة، ثم ردَّه شيخنا العلامة شعيب في «المسند» 16/576 بقوله: صحيح دون قوله: «وأجد نفس ربكم» ففيه نكارة.
قلت : ولا أعرف وجه النكارة التي فيه، فهل مجرد التفرد يعتبر منكراً؟ وهذا الاصطلاح لا يعرف به إلا الإمام أحمد رحمه الله ، ولم يقل أحمد رحمه الله في حديث شبيب منكر كقوله في حديث: (أن النبي أشعر، ووقت لأهل العراق ذات عرق) فسمى تفرد أفلح بهذين الحديثين منكراً مع أنّه ثقة. وهو أفلح بن حميد الأنصاري أحد الأثبات الذين روى عنهم البخاري. والقول بأن المتفرد بحديث يكون حديثه منكراً هو مذهب الترمذي ومسلم بن الحجاج. قال النووي رحمه الله في المقدمة ص57 معلقاً على قول مسلم: (وكذلك من الغالب على حديثه المنكر والغلط أمسكنا أيضاً عن حديثهم. وعلامة المنكر في حديث المحدّث إذا ما عرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضا خالفت روايته روايتهم أو لم تكد توافقها، فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور الحديث غير مقبوله ولا مستعمله) قال النووي: هذا الذي ذكره رحمه الله هو معنى المنكر عند المحدّثين، يعني به المنكر المردود، فإنهم قد يطلقون على انفراد الثقة بحديث، وهذا ليس بمنكر مردود إذا كان الثقة ضابطاً متقناً( ).
قلت : وشبيب هذا ليس ضعيفاً، وهو ممن يحتمل تفرده، وليس تفرده مما يُضعِّف الحديث.
أما قول الشيخين الفاضلين شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد في «المسند»: وشبيب هذا روى عنه أربعة، منهم اثنان فيهما جهالة حال. فأقول: إن قول الجمهور هو العمدة في هذا، فجهالة الحال تزول عندهم برواية اثنين وتوثيق إمام معتمد، ولنقل: غير ابن حبان، تنزُّلاً، شبيب هذا روى عنه حريز بن عثمان، وعبد الملك، ووثقه أبو داود وابن حبان، وعهدي بشيخي الفاضل العلامة شعيب أننا تناقشنا في شيوخ حريز فقال لي نصاً (شيوخ حريز عندي كلهم ثقات، نصَّ على ذلك أبو داود).
أما قول الشيخ العلامة ناصر معلقاً على اسم جاء في الحديث: ولم أدر من المغيرة هذا. فأقول: المغيرة هذا خطأ في نسخة «المسند» الميمنية، وأثبت شيخنا شعيب أن الصواب أبو المغيرة كما في «تاريخ الحافظ ابن عساكر» وهو عبدالقدوس بن الحجاج الخولاني أبو المغيرة: شامي، روى عنه أحمد، ووثقه الدارقطني والعجلي، وقال أبو حاتم: كان صدوقاً، وقال النسائي: لا بأس به.
قلت : وبعد نقاشي مع شيخنا أبي أسامة شعيب الأرنؤوط ردّ شيخنا هذه الرواية بتفرد شبيب بها، ولكنه لم يُسقِط شبيباً إذا روى ما يوافق الثقات أو تفرد بغير المنكرات. والله أعلم.
206ــ حسان بن إبراهيم:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الظلال» ص113 حديث 254 ــ «الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن»: حديث حسن، رجاله ثقات غير أن حسان بن إبراهيم لم يوثقه غير ابن حبان.
قلت : بل ثقة ثبت، فهو حسان بن إبراهيم بن عبد الله الكرماني، هكذا جاء ذكره في «المسند 6/129»: ثنا عفان (وهو عفان بن مسلم) ثنا الكرماني حسان بن إبراهيم قال: ثنا سعيد بن مسروق (وهو والد الإمام سفيان) عن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبي بردة قال: أتيت عائشة.
أما توثيقه:
01 قال حرب بن إسماعيل الكرماني: سمعت أحمد بن حنبل يُوثِّق حسان بن إبراهيم ويقول: حديثه حديث أهل الصدق.
02 وثقه ابن معين، وعلي بن المديني، والدارقطني، والذهبي.
03 قال أبو زرعة الرازي: لا بأس به.
4. وروى له البخاري أحاديث يسيرة توبع عليها.
أما قول الشيخ في «الصحيحة» 2/542 حديث 860: ويوسف هذا (يعني: يوسف بن أبي بردة) قد روى عنه إسرائيل أيضاً ووثقه ابن حبان. فأقول: ووثقه العجلي أيضاً فقال 1874: كوفي ثقة، وكذا الذهبي في «الكاشف» 3/260.

207ــ الحسن بن يحيى بن هشام الرّزّي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 5/392 تحت حديث «من أراد أن يعلم ما له عند الله جلَّ ذكرُه فلينظر ما لله عز وجلّ عنده»: والحسن بن يحيى هو ابن هشام الرّزّي، ووقع في «الجرح»: الرازي، ولعله تصحيف، قال ابن حبان: مستقيم الحديث كان صاحب حديث.
قلت : بل ثقة، فقد وثقه الذهبي، قال في «الكاشف» (1079): ثقة يحفظ، وقال في «تاريخ الإسلام»: وكان ثقة حافظاً.

208ــ الحسن بن يزيد الأصم:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 3/171، و«الصحيحة» 1/303 تحت حديث علي: «إن عمّك الشيخ الضال قد مات، اذهب فوارِهِ»: وهذا سند حسن رجاله رجال مسلم غير الحسن هذا فإنه صدوق يهم كما في «التقريب». وعزاه في «التلخيص» لأبي يعلى فقط.
قلت : وفيه أخطاء:
01 ليس عند أحمد لفظة: «الضال».
02 وناجية الكعبي أخطأ الحافظ بقوله فيه: ثقة، ولو قال: مقبول، لكان صحيحاً، إذ لم يوثقه إلا ابن حبان والعجلي. نعم، توثيق العجلي وابن حبان معتبر، لكن المجازفة بإطلاق (ثقة) فيها نظر، لا سيما أنّه لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي.
03 وقول الشيخ في الحسن: «صدوق يهم» تبعاً للحافظ، خطأ كبير، وذلك لأنّه ثقة، فقد وثقه الأئمة:
01 أحمد وقال: ثقة.
02 ابن معين وقال: لا بأس به.
03 وفي رواية عنه: أثنى عليه خيراً.
04 وفي رواية ابن طهمان عنه: ثقة.
05أبو حاتم وقال: لا بأس به.
06 الدارقطني وقال: كوفي لا بأس به ثقة مستقيم الحديث.
07 ابن شاهين وقال: ثقة لا بأس به.
وانظر ترجمته في «تهذيب الكمال» (1271 ــ تـمييز)، و«تاريخ الخطيب» 7/461، و«الثقات» لابن شاهين192.

209ــ الحسن بن هادية:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 1/250: الحسن بن هادية ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» 1/2/40 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الحافظ في «اللسان»: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا أعرفه.
قلت : والصواب أن يعلّق الحافظ عليه بقوله: بل معروف. ذلك أن الحافظ ذكره في «تعجيل المنفعة» ص95 فقال: الحسن بن هادية العماني عن ابن عمر في فضل الحج من عمان، ذكره ابن حبان في «الثقات».
210ــ حسين بن علي بن جعفر الأحمر:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 5/313: حسين بن علي بن جعفر الأحمر قال أبو حاتم: لا أعرفه.
قلت : روى عن أربعة، وروى عنه أربعة، وقال النسائي: صالح، فهو مقبول على أقل الأحوال.
211ــ الحسين بن علي بن محمد بن مصعب النخعي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 4/101/102 حديث 1597 ــ «فضلت بأربع» من طريق الإسماعيلي وهذا في «معجمه» 84/1: أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن مصعب النخعي أبو علي ببغداد ــ وكان قد غلب عليه البلغم شيخ كبير ــ ثنا العباس بن الوليد ثنا مروان بن محمد ثنا سعيد ثنا قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ^ ... فذكره. أورده في ترجمة الحسين هذا ولم يذكر فيه أكثر ما جاء في هذا الحديث.
قلت : وهو مترجم في «سير أعلام النبلاء» 4/121 وقال: المحدّث العالم أبو علي الحسين بن علي بن محمد بن مصعب النخعي البغدادي، سمع من سليمان بن بنت شرحبيل، وداود بن رشيد، وعبد الله بن خبيق، وسويد بن سعيد وطائفة، وعنه: الطستي، وأبو بكر بن خلاد، والطبراني، وأبو الشيخ، وأبو بكر الإسماعيلي.

212ــ الحسين بن القاسم الكوكبي أبو علي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 4/164: الحسين بن القاسم الكوكبي أبو علي لم أعرفه.
قلت : قال الخطيب في «تاريخه» 8/86: صاحب أخبار وآداب، روى عن: أحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن موسى الدولابي، وعبد الله بن أبي سعيد الورّاق، وأبي العيناء الضرير، وأبي بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن غنم. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، وأبو العباس بن مكرم، والمعافي بن زكريا، وإسماعيل بن سويد وغيرهم. وما علمت من حاله إلا خيراً.

213ــ الحسين بن محمد بن حبش المقرئ الدينوري:
قال الامام الالباني رحمه الله في «مختصر العلو» ص205: الحسين بن محمد بن حبش المقرئ الدينوري أبو علي صاحب جرير الرقي أورده ابن ال في وفيات سنة 373 ولم يزد.
قلت : في «طبقات القراء» لشمس الدين أبي الخير الجزري 1/250: قال الداني: متقدم في علم القراءات مشهور بالإتقان ثقة مأمون.

214ــ الحسين بن نصر:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 4/303: الحسين بن نصر لم أعرفه.
قلت : ذكره الخطيب في «تاريخه» 8/138 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، حدّث عن سلام بن سليمان المدائني وغيره، وروى عنه العباس بن علي النسائي وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي.
215ــ حفص بن عمر:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 5/71/72 حديث 1238: وإسناده ضعيف جداً مسلسل بالعلل: 01 حفص بن عمر هذا لم أجد له ترجمة، وقد ذُكر في شيوخ سعيد بن زيد.
قلت : قال الحافظ في «التقريب»: مقبول من الخامسة. وانظر «تهذيب التهذيب» 1/ 563، و«التاريخ الكبير» 1/2/365، وفي «الكاشف» 1/179: صدوق.

216ــ الحكم بن هشام الكوفي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 3/57 في الحكم بن هشام الكوفي: فيه كلام لا يضر، قال الحافظ فيه: صدوق.
قلت : وهو خطأ من الحافظ ومن الشيخ ناصر، فهذا الراوي ثقة، وإليك الدليل:
قال ابن شاهين: ثقة. وقال ابن معين: ثقة. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال العجلي: من أنفس ثقيف وكان ثقة. وقال الذهبي: وثقه جماعة. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. قلت : وأبو حاتم متعنت في الجرح والتعديل.

217ــ حماد بن أحمد بن حماد بن رجاء المروزي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 2/299 حديث 520 ــ «الأئمة من قريش»: الثالثة: عن محمد بن سوقة، أخرجه أبو نعيم 5/8 من طريق أبي القاسم حماد بن أحمد بن حماد بن أبي رجاء المروزي قال: وجدت في كتاب جدي حماد بن أبي رجاء السلمي بخطه عن أبي حمزة السكري عن محمد بن سوقة به، وقال: غريب من حديث محمد، تفرد به حماد موجوداً في كتاب جده. قلت (ناصر): والحمّادان لم أجد من ترجمهما.
قلت : حماد الحفيد: هو حماد بن أحمد بن حماد بن أبي رجاء المروزي، ذكره السهمي في «تاريخ جرجان» ص202 رقم293 وقال: كان قاضي جرجان في ولاية عمرو بن الليث.

218ــ حماد بن دليل:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 3/235 معلقاً على قول ابن عدي في حماد بن دليل:قال الحافظ: صدوق نقموا عليه الرأي.
قلت : بل ثقة، فقد وثقه يـحيى بن معين في إحدى الروايات عنه، وقال في أخرى: ثقة لا بأس به، ووثقه أيضاً ابن عمـار وأبو حاتم الرازي والذهبي في «الكاشف (1227)، ووثقه ضمناً الفضيل بن عياض. وأما النقمة بسبب الرأي فليس جرحاً تُـرَدُّ به أحاديث رسول الله ^ . فكان على شيخنا تعقُّب الحافظ في قوله: صدوق.

219ــ أبو مالك الدمشقي الحرستاني:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الظلال» ص60 حديث 131: إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن عبيد العنسي أورده ابن أبي حاتم 2/2/260 برواية ابنه فقط عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومثله ابنه إسماعيل عنده 1/1/ 185 لم يذكر راوياً عنه غير أبي مالك بن بسطام الحرستاني. وأما حماد هذا فقال ابن أبي حاتم 1/2/149: كتب عنه أبي، سمعت أبي يقول: أخرج أحاديث مقدار أربعين حديثاً عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فأخبر أبا مسهر بذلك وقال: لم يدرك ابن جابر.
قلت : وتـمـام كلام أبي حاتم أنه قال: شيخ. انظر «الجرح والتعديل» 3/149، وابن عساكر 15/147، وقد روى عن: الأوزاعي، وسعيد بن بشير، وإسماعيل بن عيّاش، وعنه الأئمة: أبو حاتم الرازي، وأبو زرعة الدمشقي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وهشام بن عمار، وخلق كثير. قال الإمام الذهبي في «السير» 10/ 416 ــ 417: المحدّث المعمَّر أبو مالك الأشجعي الدمشقي الحرستاني.
220ــ حمزة بن عبد الله بن الزبير:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الظلال» ص213 حديث 486: إسناده ضعيف، حمزة بن الزبير الظاهر أنّه حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام نُسب إلى جده، قال ابن أبي حاتم 1/2/212: روى عن عائشة، روى عنه جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري. ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. ووثقه ابن حبان كما في «تعجيل المنفعة».
قلت : وفات الحافظ والشيخ الألباني توثيق العجلي فقد قال333: حمزة بن عبد الله بن الزبير مدني تابعي ثقة.
221ــ حمزة بن عبد الله العمري:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 4/27 و28 بعد ذكر حديث «لا صيام لمن لم يفرضه من الليل» وذكر حمزة قال: وثقه ابن حزم.
قلت : ووثقه العجلي، وقال يحيى بن سعيد: فقهاء المدينة اثنا عشر، فذكره فيهم.
فائدة: من نقل الشيخ الألباني عن ابن حزم توثيق حمزة هذا، يتبين لك أخي القارئ أن الإمام العلامة والبحر الفهامة أبا محمد ابن حزم من أئمة الجرح والتعديل الذين يُركن إلى قولهم، ومنهم يؤخذ علم الجرح والتعديل وهو عالم الاجتماع، والأدب، والفقه، والعقيدة، والأصول، والثائر في الإسلام، وما زال الثائرون في الإسلام على مدى ألف وأربع مئة عام يقتدون بالثوار، لكن القرن الرابع كان وردة القرون، ففيه ولد أحد البزل القناعيس، عليه رحمة الله( ).

222ــ خالد بن الربيع:
قال الامام الالباني رحمه الله في «ضعيف الأدب» ص55: خالد بن الربيع مجهول.
قلت : هو تابعي كبير روى عن حذيفة بن اليمان، وحدّث عنه أبو وائل شقيق بن سلمة، وذكره ابن حبان في «الثقات»، ووثقه ابن خلفون، وقال أبو حاتم: شيخ، فهو على أقل الأحوال مقبول، فكيف يصبح مجهولاً، اللهم إلا إن قصد الشيخ جهالة حاله، وهذه أيضاً منفية عنه بمعرفة أبي حاتم وابن حبان وابن خلفون له، ثم هو تابعي، وقد بينا فيما سبق أن الشيخ الألباني قد قبل من هو أدنى من هذا الراوي بكثير. والله أعلم.

223ــ ثميل بن عبيد الله الأشعري:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الظلال» ص486 حديث 1050: إسناده ضعيف، ثميل الأشعري اسم والده عبيد الله، ذكره ابن أبي حاتم 1/1/472 بهذه الرواية عنه ولم يزد، فهو مجهول، ولم أره في «الميزان» أو «اللسان».
قلت : وهو عند ابن عساكر في «تاريخ دمشق» 11/161 وقال: من أهل دمشق، روى عن أبي الدرداء، روى عنه عمر بن يزيد النصري وعطاء الخرساني، وكان ثميل فقيهاً مفتياً.
224ــ داود بن أبي عبد الله مولى بني هاشم:
قال الامام الالباني رحمه الله في «غاية المرام» ص155 حديث 249: وهذا سند ضعيف، داود هذا مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبان.
قلت : روى عنه ثلاثة من الثقات، ووثقه ابن حبان، وقال البخاري: مقارب الحديث. فهو صدوق حسن الحديث.
225ــ داود بن فراهيج:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 3/402: مختلف فيه، وجزم الذهبي في «الميزان» بأنه ضعيف، ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: تغير حين كبر وهو ثقة صدوق.
قلت : وصواب القول فيه أنه صدوق حسن الحديث، فقد وثقه سفيان وشعبة، كما نقل ذلك ابن عدي عن يحيى بن سعيد، وقال أحمد: صالح الحديث، وقال ابن معين: ليس به بأس. ولولا قول النسائي: «ليس بالقوي» لقلت فيه: ثقة. انظر ترجمته في «الجرح والتعديل» 1/2/422، و«ميزان الاعتدال» 2/19، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر 17/182.
226ــ بشر بن الحارث الشهير بالحافي:
جاء ذكره عند الشيخ في «الضعيفة» 3/55، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. على أني أجزم أن الشيخ رحمه الله يعرفه، لكنه لم يتطرق لذكر من عدَّله. وهو ثقة، فقد وثقه أبو حاتم الرازي، وابن حبان، ومسلمة بن قاسم الأندلسي، وقال الدارقطني: ثقة زاهد جبل. انظر «تهذيب الكمال» برقم671.

227ــ بشر بن منصور الحناط:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الظلال» ص22 عن بشر بن منصور الحناط: مجهول كما بينته في «الضعيفة» 1492. ونقل في «الضعيفة» 2/684 عن أبي زرعة قال: لا أعرفه، وقال الذهبي: لا يدرى من هو. قال ناصر: فهو مجهول.
قلت : روى عنـه أبو سـعيد عبد الله الأشـج عند ابـن ماجـه، وقال: كان ثقة، وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وابن مهدي لا يروي إلا عن ثقة.
228ــ بكر بن محمد بن فرقد أبو أمية:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 4/348 تحت حديث «حبك الشيء يعمي ويصم»: وفي سند الموقوف قبله بكر بن فرقد أبو أمية التميمي ولم أجد مَن ترجـمه.
قلت : هو في «ثقات» ابن حبان 8/150، و«تاريخ بغداد» 7/97 وفيه: قال ابن مخلد: كان أبو أمية هذا شيخاً حافظاً. وفي «لسان الميزان» 2/68: قال مسلمة بن قاسم: ثقة حدّثنا عنه ابن الأعرابي وقال: قدم بغداد في حياة الزعفراني، فتركوا الزعفراني وذهبوا إليه.

229ــ بلال بن أبي هريرة:
قال الامام الالباني رحمه الله في «إرواء الغليل» 7/38 حديث 1978: وبلال بن أبي هريرة لم أجد له ترجمة، ولم يذكره ابن أبي حاتم في كتابه، فلعله في «الثقات» لابن حبان.
قلت : وهو في «ثقات» ابن حبان 4/65، و«تاريخ الإسلام» للذهبي 6/305، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر 10/521، وأورد ابن عساكر حديث الشيخ وقال عقب تخريجه: قال سليمان (يعني الطبراني): لم يروه عن بلال بن أبي هريرة إلا يعقوب، ولا عن يعقوب إلا عبد الله، تفرد به هشام، وبلال قليل الرواية عن أبيه.

230ــ تميم بن حذلم الضبي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 6/391: تميم بن حذلم التميمي الضبي أبو سلمة الكوفي: قال ابن حزم: تميم بن حذلم من كبار أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه.
وقال في «الضعيفة» 5/1275: ابن حذلـم لم أعرفه.
قلت : وهو في «التقريب» 800: تميم بن حذلم الضبي أبو سلمة الكوفي ثقة من الثالثة.

231ــ بكار بن قتيبة البكراوي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 8/217 في بكار بن قتيبة البكراوي: لم أر من صـرح بتوثيقه.
وقال في «الصحيحة» 5/214: قال السيوطي في «حسن المحاضرة» 1/263: روى عنه أبو عوانة في «صحيحه» وابن خزيمة، وولَّاه المتوكل القضاء بمصر سنة ستٍ وأربعين ومئتين.
قلت : قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» 12/599: العلامة الـمحدّث. وله ترجمة في «الجواهر المضية» للقرشي 1/458، وذكر محققه الدكتور عبد الفتاح الحلو 18 مصدراً لترجمته، وهو من مشايخ الإمام الطحاوي، وقال فيه: ما تعرَّض أحد لبكار فأفلح.

232ــ بكر بن خداش:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 4/44 في بكر بن خداش: ترجمه ابن أبي حاتم 1/1 /385 برواية اثنين آخرين عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأورده الحافظ في «اللسان» برواية جمع آخر عنه وقال: ربما خالف، قاله ابن حبان في «الثقات».
قلت : قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» 14/80: ما أعلم فيه ضعفاً.
233ــ بكر بن زرعة الخولاني:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 5/571 عن بكر بن زرعة الخولاني: ذكره ابن حبان في «الثقات» من رواية الجراح بن مليح البهراني عنه. ولم يوثقه غيره.
قلت : في «تاريخ الإسلام» 8/386: بكر بن زرعة الخولاني الشامي، ق (يعني ابن ماجة)، عن أبي عنبة الخولاني ومسلم بن عبد الله الأزدي، وعنه: الجراح بن مليح البهراني وإسماعيل بن عياش، صويلح مُقِلّ.

234ــ الصحابي الجليل بكر بن مبشر:
قال الامام الالباني رحمه الله في «تمام المنة» ص346 معلقاً على قول ابن السكن: إسناده صالح: قلت (ناصر): كلا ليس بصالح، لأنّه من طريق إسحاق بن سالم عن بكر وهما مجهولان، ولذلك تعقَّب الذهبي في «الميزان» قول ابن السكن هذا بقوله. قلت (ناصر): لا يعرف إسحاق وبكر بغير هذا الحديث. وقال الحافظ في ترجمة إسحاق المذكور: مجهول الحال، والمجهول لا يحتج بحديثه بحال.
قلت : وبكر بن مبشر صحابي جليل أثبت له الصحبة ابن عبد البر وابن حبان وأبو حاتم وابن السكن وابن حجر، وحديثه عند أبي داود 1158 في الخروج للعيد.


235ــ جعفر بن محمد الحارث المراغي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 2/201 حديث 784: وجعفر بن محمد الحارث المراغي لم أعرفه.
قلت : روى عن: محمد بن يحيى المروزي، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي خليفة، والفريابي، وعبد الله بن ناجية، وأبي يعلى الموصلي. وروى عنه: أبو علي الحافظ، والحاكم، والسلمي، وأبو بكر المقرئ، قال الذهبي: قال الحاكم: كان من أصدق الناس في الحديث. وقال ابن منظور: أحد الرحَّالين في طلب الحديث وجمعه، سمع بدمشق وغيرها، كتب الحديث بإصبعه نيفاً وستين سنة، ولم يزل يكتب إلى أن توفّاه الله، وكان من أعرف الناس فيه وأثبتهم، رحمة الله عليه. انظر ترجمته في «مختصر تاريخ دمشق» لابن منظور 6/79، و«تاريخ الإسلام» للذهبي 26/140.

236ــ جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 1/255 حديث 130: علة الحديث من الرقاشي فمن دونه، وكلهم مجهولون لم أجد لهم ذكراً في شيء من كتب الرجال، إلا الرقاشي فإنه من رجال ابن ماجه، وله ترجمة واسعة في «تهذيب التهذيب» 6/419 ــ 421.
قلت : وسند الحديث ــ وهو عند الديلمي ــ كما يلي: أنبأنا بنجير( ) بن منصور عن جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري وعن علي بن أحمد الحروري عن جعفر بن أحمد الدقاق، عن عبد الملك بن محمد الرقاشي عن عمرو بن مرزوق عن شعبة عن قتادة عن أنس.
قلت : قال الذهبي في «السير»: قال شيرويه: كان وحيد عصره في علم المعرفة والطريقة، قال الذهبي مصدِّراً ترجمته: القدوة شيخ الزهاد أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري. وقال الذهبي عن الحافظ شيرويه: حدّثنا عنه محمد بن عثمان، وأحمد بن طاهر القومساني، وأحمد بن عمر، وعبدوس بن عبد الله، وينجير بن منصور، وكان ثقة عارفاً له شأن وخطر وكرامات ظاهرة. وقال الذهبي في «تاريخ الإسلام» 29/215: وكان ثقة صدوقاً عارفاً.
قلت : وقال شيخي وأستاذي العلامة شعيب بن محرم الأرنؤوط في «السير» 17/576 معلقاً على ترجمة الأبهري: لم نقف على ترجمة له في المصادر.
قلت : وهو في «تاريخ الإسلام» 29/215.

237ــ جعفر بن محمد الصوفي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 2/249: وهذا إسناد مظلم مسلسل بالصوفية غير معروفين.
قلت : وأبو محمد جعفر بن محمد الصوفي صاحب الجنيد المعروف بالخواص الخلدي شيخ الصوفية، ترجمه الخطيب البغدادي 7/234 وذكر خلقاً كثيراً ممن حدّث عنهم وحدّثوا عنه، وقال: كان ثقة صادقاً ديّناً فاضلاً. انظر ترجمته في «تاريخ الخطيب» 7/234، و«سير أعلام النبلاء» 15/558، و«تاريخ الإسلام» 5/396.
238ــ جماهر بن محمد:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 2/214 حديث 804: ضعيف، رواه القضاعي في «مسند الشهاب» 18/1 عن أبي سعيد الحسين بن أحمد الطوسي قال: نا جماهر بن محمد قال: نا علي بن حسين قال: نا المزاحم بن العوام( ) عن الأوزاعي عن عمرة بن أبي لبابة عن أبي هريرة مرفوعاً. قلت (ناصر): وهذا إسناد مظلم لم اعرف أحداً من رواته غير الأوزاعي.
قلت : ولقد كشفت في السابق عن المراجم بن العوام، وها نحن نكشف عن جماهر بن محمد فأقول: روى عن: هشام بن عمار، وعمرو بن محمد الغاز، والوليد بن عتبة، وأحمد بن أبي الجوازي، ومحمود بن خالد، ودحيم، وإسماعيل بن عبد الله السكري. وعنه: الفضل بن جعفر، وأبو سليمان بن زبر، والطوسي، وحمزة الكتاني، وخلق.
قال الذهبي في «السير»: الشيخ المحدّث، وقال: أبو القاسم الكتاني ثقة مأمون. انظر ترجمته في «سير أعلام النبلاء» 14/406، و«تاريخ الإسلام» 23/451، و«الشذرات» 2/266، و«تاريخ ابن عساكر» 11/ 248.

239ــ جنادة بن أبي خالد:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 6/139: جنادة بن أبي خالد ترجمه ابن أبي حاتم 1/1/515 برواية ابن أبي أنيسة وهو الراوي لهذا الحديث برقم 2565، وفي ترجمته ذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وهو في «ثقات ابن حبان» 6/150، وصرح الذهبي في «الميزان» 1/424 بجهالته.
قلت : قال أبو حاتم ابن حبان في «صحيحه» 5/395: حدّثنا أبو عروبة فقال: جنادة بن أبي أمية، وإنما هو جنادة بن أبي خالد، وجنادة بن أبي أمية من التابعين أقدم من مكحول، وجنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين، وهما شاميان ثقتان.
قلت : وهذا نص عزيز بالتوثيق من ابن حبان، وما دام أن أبا حاتم ابن حبان نص على توثيقه، فهو ثقة. وأهل العلم يقبلون ما نصَّ ابن حبان على توثيقهم من الرواة، وذلك لأنّه قد سبر حديثهم.

240ــ جنيد بن محمد الصوفي:
قال الامام الالباني في «الضعيفة» 4/249: الجنيد بن محمد الصوفي غير معروف.
قلت : له ترجمة في «تاريخ بغداد» 7/249، و«حلية الأولياء» 10/255، وقال الخطيب: شيخ وقته وفريد عصره في علم الأحوال والكلام على لسان الصوفية وطريقة الوعظ، وله أخبار مشهورة وكرامات مأثورة، وأسند الحديث عن الحسن بن عرفة.
فائدة: كنت تناقشت مع الأستاذ عادل مرشد حول قول الشيخ ناصـر في هؤلاء الصوفية: غير معروفين، ماذا قصد الشيخ به؟ هل قصد: غير معروفين بالرواية؟ أم هل هم غير معروفين، أي: ليس لهم تراجم؟ والأخ عادل يرى الوجه الأول، وأنا أرى الوجه الثاني، فلو كان قول الشيخ ناصر الأول، فمن المعلوم أن هؤلاء الصوفية ليس لهم ــ على الغالب ــ روايات في الكتب الستة، فأغفل ذكرهم المزي والنسائي والخزرجي والذهبي وابن أبي حاتم، على أن الذهبي والخطيب وابن عساكر والأصفهاني والسهمي وابن قطلوبغا وشيرويه قد أفردوا لهم تراجم، ونحن حينما نكشف عن حالهم، فإننا نطمئن لتصحيح بعض أحاديثهم، سيما أن بعضهم له أحاديث رويت عنه مرفوعة إلى رسول الله ^ ، فيلزمنا الكشف عن حالهم، والتثبت من أحوالهم، أثقاتٍ كانوا أم ضعافاً، وعدم شهرتهم بالحديث لا يدل على عدم وجود تراجم لهم. والله أعلم.