"زعيم آسيا" كبّـل "زعيم الإمارات" وحسم معركة الملز بتفوق كامل ليستعيد آمال التأهل





خرج الهلاليون من عنق الزجاجة بعد أن اعتقد الكثير بأن الخروج الآسيوي لم يعد إلا مسألة وقت في أعقاب الخسارة من الاستقلال على أرض ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز, إلا أن نجوم الملكي داخل وخارج الملعب نجحوا من جديد في تقديم دروسهم للمنافسين وللمتابعين وفي مقدمتهم من فقدوا الأمل من محبي الهلال أو من احتلفوا بخروج الهلال مبكرا.



في معركة الملز قدم "زعيم آسيا" جزءا جديدا من المستوى المبهر الذي قدمه أبناء الهلال على ملعب آزادي الشهير, فنجحوا في تحقيق فوز مقنع على "زعيم الإمارات" العين بهدفين نظيفين حملا بصمة الشاب سالم الدوسري والخبير ويسلي لوبيز. وقدموا ملحمة كروية أبعدت رقبة الإدارة الهلالية ولو بشكل مؤقت عن مقصلة الجماهير الغاضبة والمتحفزة لرمي توابع الإخفاق ومسبباته على الأمير عبدالرحمن بن مساعد وفريق عمله. ونجحوا أيضا في مسح هزيمة الذهاب الصعبة على الهلاليين أمام عين الإمارات والرد على انتصارات العيناوية المتكررة في القطارة بانتصارات هلالية متكررة في الرياض, ونجحوا في تسجيل هدفين جميلين أثارا الإعجاب فكانت هذه القراءة السريعة حولهما.



الهدف الأول .. سالم يحل لغز ركلات الزاوية

نوايا الهلاليين في المبادرة بالتسجيل لم تتأخر في الإعلان عن نفسها بوضوح, شاغب العابد مرة وأخرى قبل أن يسقط داخل منطقة الجزاء باحثا عن ركلة جزاء مبكرة كثيرا. توأم العابد الأيمن سالم الدوسري قام بمحاولة أكثر جدية وفاعلية من ركلة زاوية هلالية من ذات الجهة العيناوية اليمنى, وبعد أن لعبها على غير المألوف تمريرة قصيرة إلى نواف العابد الذي أعادها إليه سريعة استلم سالم كرته وخرج بها إلى الجهة اليمنى منطلقا إلى زاوية منطقة الجزاء العيناوية ليعطي نفسه المزيد من الفرص لكشف المرمى والاختيار بين زواياه المكشوفة ليقرر في لحظة جرأة موفقة اختيار الزاوية الأقرب إليه ليسدد كرة صاروخية لم يتمكن حارس المرمى العيناوي من امساكها إلا لكي يخرجها من شباكه.:d


طريقة تنفيذ ركلة الزاوية كانت أجمل و(أهم) مافيها, فصداع الاستفادة من ركلات الزاوية ضل في الغالب معادلة هلالية مستعصية الحل رغم تكرار الركلات المتاحة خصوصا أمام الفرق التي تتفوق على الهلال جسديا ولياقيا, فكان خروج سالم عن النص وتنفيذ ركلته بطريقة مختلفة هو الحل المنتظر في الوقت السليم والمباراة الأسلم ليواصل سالم تقديم مفاجئات زلاتكو في تنفيذ الكرات الثابتة بعد أن صنع في لقاء الدور الثاني أمام الإتحاد لنواف العابد هدفا سينمائيا من كرة ثابتة استقبلها العابد على طريقة (روبيرتو كارلوس) مرسلا تسديدته هدف تعادل جميل في شباك الإتحاد وعاد أمام العين ليضع حجر الأساس لفوز سيتذكره جمهور النادي الملكي كثيرا.





الهدف الثاني .. حكايات إيريك جيريتس (القَـنـَص بالرِّكادة)

هجمة الهدف الثاني كانت درسا أنتجه الهلاليون في التفاهم داخل الملعب والتحضير المدروس لصناعة الأهداف بنهج حفظه الهلاليون وقدموه في جيل الأساطير يوسف الثنيان وسامي الجابر وأعادوا تقديمه بطابع أوروبي خلاّب مع المدرب البلجيكي الممتع إيريك قريتيس فأصبح بصمة هلالية وتقليدا هلاليا اعتاد الجمهور الهلالي التفاعل معه بعد انتهاء المباريات بحساب عدد تمريرات الهدف ومقارنته بأهداف هلالية سابقة, هدف كهذا يعيدنا إلى الزمن الكروي الجميل الذي ارتبط بصوت المعلق الكبير ناصر الأحمد وهو يكرر شطرا شهيرا قاله أمير الشعر الشعبي خالد الفيصل (القنص بالركادة, والتسرّع جهالة).
فحينما تبدأ الكرة في أقدام نواف العابد وتمر بأقدام محمد الشلهوب لتستقر بين أحضان الكاسر ياسر القحطاني "ولو لثوانٍ" داخل منطقة الخطر وتنتهي بانفراد كامل للنمر العجوز ويسلي لوبيز فالواقع والمعقول لن يتوقع ويقول إلا (قووووول).
وذلك ماحصل بعد أن تعامل القائد ياسر مع الكرة التي وصلته من ويسلي بدهاء كروي كبير وأجاد تفريغ العمق الدفاعي العيناوي بالتحضين على الكرة ثم الخروج بها بخطوتين إلى اليمين ساحبا معه قلب الدفاع الوحيد المتواجد في منطقة الجزاء اسماعيل أحمد بعيدا عن المرمى العيناوي قبل أن يمررها من جديد إلى المندفع ويسلي ملفوفة في منديل حريري تعامل معها البرازيلي بدهاء لايقل عن دهاء قائده فاستلم الكرة وانتظر تقدم حارس المرمى ثم سقوطه ثم لعب الكرة ساقطة ذكية في قلب المرمى البنفسجي هدفا هلاليا كامل الدسم الكروي.