أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عندي سؤال وطلب
منذ فترة ليست بطويلة ولا قصيرة ازادت رغبتي بارتداء النقاب وبدأت ابحث عن فرضيته ووجوبه وعن سنته
وكل ما وقع تحت يدي يشير الى وجوب ارتداؤه ولكن عندما سألت اخوات منتقبات قالولي ان النقاب ليس بفرض ولكنه فضل ونحن لسنا في غنى عنه
فنويت ارتداؤه ولكن رفض اهلي بشده وبعد ها وافقت امي ومازال ابي مصمم على الرفض

انا لا استطيع ارتداؤه الان

و اخشى ان اكون مذنبة
لاني مقتنعه بوجوب النقاب بنسبة كبيرررة على حسب الادلة التي قرأتها
فاكون بذلك غير مطبقة لشرع الله

فأشارت لي احدى الاخوات وهي حافظة لكتاب الله ومحفظة للقران
ان علي طاعه ولي الامر حتى يوافقوا .. فالنقاب قضية جدالية كبييييييييرة جدا وان شاء الله لا يوجد اثم عليكي

انا محتارة ومش عارفة اعمل ايه

ادعي كثيرا بالهداية وباخلاص النية وان يرزقني الله بارتداؤه
اتمنى ان تساعدوني في حيرتي هذه
وجزاكن الله خيرا





الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الحبيبة

لا شك أن النقاب فيه خلاف بين العلماء، وكل طالب علم يحاسبه الله يوم القيامة على ما وصل إليه
فإذا قرأنا الأدلة واستقر في قلوبنا أنه فرض فهذا هو الراجح عندك ولابد من الاجتهاد في تطبيقه

نعم إذا رأيت مثلا أخت غير منتقبة وتعتقد أنه ليس بفرض لا يكون عليك أن تنهيها كأنك تنهي عن "منكر" متفق عليه لكن سيكون عليك أن تناقشيها وتحاولي إقناعها بما وصلت إليه..فإذا أصرت على ما رأته فذاك شأنها والله عز وجل يتولى السرائر...أكان فيها هوى أو حسن اتباع.

فأنا انصحك بما أنك وصلت إلى مرحلة القناعة بعد قراءتك للأدلة أن النقاب فرض على المرأة أن تجتهدي في تحصيله

مامعنى هذا الكلام؟؟!

معناه ببساطة أنت بين قضيتين: بر الوالدين وطاعتهما وارتداء ما أنت معتقدة أنه مفروض عليك

إذن ماذا نفعل في هذه الحالة؟؟

أخبريني أنت إذا كنت تريدين شراء سلعة معينة وأهلك رفضوا ماذا تفعلين؟؟

1- تبدأين بالإلحاح والإقناع والمحايلة والدلال
2- لم يفلح هذا تبدأين بالمفاوضات بذكاء
وقد يحتاج الأمر إلى بكاء ...أنت تعرفين النساء (ابتسامة)

ومع 1 و 2 وقبلهما وبعدهما أين نحن من الدعاء والبكاء بين يدي الله نسأله فضله وتوفيقه ونتضرع بيا مقلب القلوب حبب قلب أبي وأمي في النقاب؟؟!

طيب تأخر النصر في تحصيل الطاعة - بذنوبنا - فماذا نفعل؟؟

مع الاستمرار في الدعاء دون توقف ولا ملل ولا كلل
نقلل وقت الخروج من البيت
نحاول قدر المستطاع إخفاء الوجه بمنديل مع نظارة شمس، أو وضع اليد على الوجه مع ارتداء قفاز..الخ

لا أدري ما هو حال والدك وهل تستطيعي ارتداء النقاب دون أن يعلم وتخلعينه قبل دخول المنزل أم أن هذا قد يسبب مشكلة كبيرة لك

لكن على أي حال

اعلمي أختي أن هذه الفترة من حياتك ستتذكرينها باعتبارها أجمل فترات حياتك على الإطلاق

لا تتعجبي فالإنسان يتربى في البيئة المعارضة له أفضل تربية إيمانية، ستعرفين قيمة هذا النقاب وأنت تشتاقين له، وإذا وسوس لك الشيطان يوما أن تخلعيه أو أن تقللي من ستر ملابسك قليلا...ستتذكرين هذه الأيام ومشقتها وجهدك وجهادك فيها ...فلا يهون عليك أن تضيعي جهدك من أجل نزوة أو شهوة عابرة.

واعلمي أختي أنك سواء رأيت أنه فرض أو مستحب وقررت ارتدائه فهذا خير كبير...والمرء يجتهد في تحصيل السنن أيضا ولا يهملها فالخطوات التي نصحتك بها لا تتعلق بكونه فرض فقط بل هي وسائل ولعل لديك وسائل أخرى...لكن لا تستسلمي، قال تعالى :"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"

فجميل جدا أن يجتهد الإنسان ليصل إلى ما يريد ...وجميل جدا أن يكون ما يريد هو ما يرضي الله تعالى

واعلمي أيضا أنك إذا رأيت اليوم انه فرض واجتهدت في تحصيله...قد يأتيك خاطر بعد مدة ويجعلك تتهاونين وتقولي سنة مستحب...فإياك عندها أن تقولي أخلعه!! فإن الإنسان مهما ازداد من السنن لا ينبغي أن يتراجع فيها ..فكل تراجع يعني نقصان إيمان وما لجرح بميت إيلام..فاحذري وإياك أن تتركي عملا شرعتي فيه لوجه الله اللهم إلا للانتقال لعمل أفضل منه وأرجح منه بلا مراء ولا جدل
فلا تخلع المرأة نقابها مثلا تزعم أنها تتألف القلوب للدعوة مثلا فإن قلوب البشر لا ينالها البشر بالتراجع لا ولا في النوافل واقرأي إن شئت الحديث القدسي :" وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتى أحبه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه " رواه البخاري
فالذي يتقرب إلى الله عز وجل هو الذي ينال قلوب الناس كما في الحديث الآخر:" إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى إذا أحَبَّ عبدًا نادى جِبريلُ إنَّ اللهَ قد أحَبَّ فلانًا فأحِبَّه فيُحِبُّه جِبريلُ ثم يُنادي جِبريلُ في السماءِ إنَّ اللهَ قد أحَبَّ فلانًا فأحبوه فيُحِبُّه أهلُ السماءِ ويوضَعُ له القَبولُ في أهلِ الأرضِ"متفق عليه
وهذه النصيحة أقولها لك ليس خوفا من الإثم لكن خوفا من نقصان الإيمان وحرصا على سلامة القلب فالإيمان يزيد وينقص دوما
ولعلك تطلعين على هذا الرابط لنعرف أهمية النوافل عند السلف الصالح
http://saaid.net/daeyat/sara/55.htm

ولعلك لمزيد من الاستفادة تطالعين كتاب عودة الحجاب للشيخ محمد إسماعيل المقدم

اللهم ثبتنا على دينك وزدنا ولا تنقصنا