أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المبحث الثالث : الفرق بين الاسم والصفة والفعل

قال تعالى(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف180.

فعندما يقول الله تعالى (ولله الأسماء الحسنى ) فلا شك أنه يأمرنا أن ندعوه بالأسماء وليس الأفعال ، ولا شك أن هناك فرقا بين الإسم والصفة والفعل وليس كما يدعي البعض أنه ليس هناك فرق بين أسماء الله وأفعاله.

1) الإسم :

مادل على الذات والوصف معا فتشترط فيه الدلالة على الذات أو العلمية على الذات وجميع أسماء الله أعلام وأوصاف والوصف بها لا ينافي العلمية بخلاف أوصاف العباد فإنها تنافي علميتهم فقد يسمى الإنسان سعيدا وهو شقي ويسمى جميلا وهو من أقبح الخلق ويسمى فائزا وهو خاسر بخلاف أسماء الله فهي أعلام وأوصاف.

فعندما نقول الرحمن دل على ذات الله فهو علم على ذات الله ودل على صفة الرحمة وإسم الرحمن يدل على الذات وصفة الرحمة معا بالمطابقة ويدل على إحداهما بالتضمن ويدل على صفة الحياة والعلم والحكمة باللزوم .

فما هي دلالة المطابقة والتضمن واللزوم؟

1- دلالة المطابقة :

هي دلالة اللفظ على ما عناه المتلكم والدلالة المقصودة هنا هي الدلالة اللفظية وهي فهم المعنى عند إطلاق اللفظ ، مثل دلالة لفظ البيت على مجموع الجدران والسقف والأبواب والنوافذ ، ودلالة لفظ المسجد على مكان الصلاة ودلالة لفظ التفاح على الثمرة المعروفة بذلك وهكذا.

2- دلالة التضمن :

وهي دلالة اللفظ على بعض ما عناه المتكلم ، كدلالة لفظ الشجرة على الأوراق لأن الشجرة متضمنة للأوراق والأغصان والجزع وغير ذلك ، ودلالة لفظ الصلاة على الركوع والسجود والقيام وقراءة القران والهيئات والجلوس والذكر وغير ذلك ، فإذا قلنا الصلاة تبادر الى الذهن كل ذلك ، وهكذا.

والإسم من أسماء الله : له دلالة على الذات والصفة معا بالمطابقة ودلالة على إحداهما بالتضمن.

3- دلالة اللزوم :

وهي دلالة الشيء على سببه أو هي دلالة اللفظ على معنى يخرج عن دلالة المطابقة والتضمن وهو لازم لوجوده لزوما عقليا يتصوره الذهن عند ذكر اللفظ وسمي لازما لارتباطه بمدلول اللفظ وامتناع انفكاكه عنه ، مثل البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير ودلالة الحمل على الزواج أو الزنا، وهكذا.

فالإسم يدل على ذات الله والصفة معا بدلالة المطابقة ويدل على ذات الله وحدها بالتضمن ويدل على الصفة وحدها بالتضمن ويدل باللزوم على أوصاف آخرى غير الوصف الذي اشتق منه الإسم ، ومن أمثله ذلك ما يلي:

1- اسم الرحمن:

يدل على ذات الله وعلى صفة الرحمة معا بدلالة المطابقة ، ويدل على الذات وحدها بدلالة التضمن وعلى صفة الرحمة وحدها بالتضمن ويدل على الحياة والعلم والقدرة باللزوم لأنه لا يتصور وجود الرحمن بدون الحياة والعلم والقدرة ، وهذا ينطبق على جميع الأسماء الحسنى ودلالتها على الصفات .

2- اسم الخالق:

يدل على ذات الله وعلى صفة الخالقية معا بالمطابقة ، ويدل على الذات وحدها بالتضمن وعلى صفة الخالقية وحدها بالتضمن ، ويدل على العلم والقدرة باللزوم لأن العاجز أو الجاهل لا يخلق .

3- اسم الله الملك:

يدل على ذات الله وعلى صفة الملك معا بالمطابقة ، ويدل على الذات وحدها بالتضمن ويدل على صفة الملك وحدها بالتضمن ، ويدل باللزوم على السيادة والحياة والقيومية والغنى والصمدية والمشيئة والعلو والأحدية والعدل والحكمة والعظمة فلا يتصور ملك بغير هذه الصفات.

2) الوصف:

نعت كمال ثابت في النقل(القرآن والسنة) قائم بذات الله لا يقوم بنفسه ولا ينفصل عن الموصوف كالعلم والرحمة والعزة والحكمة والسمع والبصر، وينقسم الوصف إلى:

1- وصف ذات :

كل وصف كمال قائم بذات الله ثابت في النقل لا يتعلق بالمشيئة ولا يتصور وجود الذات الإلهية بغيره كالحياة والعلم والقدرة و الحكمة والقوة.

2- وصف فعل:

كل وصف كمال قائم بذات الله ثابت في النقل يتعلق بمشيئة الله وقدرته كالإحياء والتقدير والتعليم والإعزاز، فهو متعلق بالمشيئة إن شاء فعله وإن شاء لم يفعله.

وقد يكون الوصف وصف ذات وفعل في ذات الوقت :

فصفة الكلام وصف ذات لا يتصور وجود الذات بغير كلام وهو وصف فعل متعلق بالمشيئة فإن شاء الله تكلم وإن شاء لا يتكلم.

3) الفعل :

كل وصف كمال قائم بذات الله في النقل يتعلق بمشيئته وقدرته ويرتبط بزمان ومكان ، مثل (يوم يبعثهم جميعا ) ففعل يبعثهم مرتبط بزمان ومكان ، ويجوز أخذ وصف الفعل من الفعل كأن نقول البعث فالبعث وصف فعل من فعل بعث ولا يجوز إشتقاق الإسم من الفعل فنقول الباعث وهكذا.

أمثلة على الإسم والوصف والفعل:

× (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ) الرحمن هنا اسم.

× (ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ) رحمة هنا صفة وهي وصف ذات لا يتصور وجود الذات بدونها.

× (إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي) رحم هنا فعل متعلق بمشيئة الله فمتى شاء رحم عباده ومتى شاء عذبهم والفعل له بداية ونهاية لأنه متعلق بزمن.

× (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) العزيز هنا اسم.

× (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) العزة هنا صفة وهي وصف ذات.

× (وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ) تعز هنا فعل.

× (نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) العليم اسم.

× (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ) علمه وصف والعلم هنا وصف ذات.

× (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) علم فعل.

× (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍفَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) قدره فعل ، وتقديرا وصف فعل لأن قدر متعلق بالمشيئة فإن شاء قدر وإن شاء لم يقدر ويرتبط بزمان ومكان ، وكذلك التقدير وصف فعل يتعلق بالمشيئة.

× (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا) نزل فعل لأنه متعلق بالمشيئة ومرتبط بزمان ومكان ، وتنزيلا وصف فعل لتعلقه بالمشيئة.

× (وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) فضل فعل وتفضيلا وصف فعل ، وهكذا.


وهناك فروقا آخرى بين الإسم والفعل والصفة منها يلي:

1- أن الأسماء يشتق منها صفات وأفعال :

فنشتق من أسماء الرحيم والقادر والعظيم ، صفات الرحمة والقدرة والعظمة ، وأفعال يرحم ويقدر ويُعَظَم.

2- أن الصفات يشتق منها أفعال ولا يشتق منها أسماء :

فصفات الإرادة والمجيء والمكر والغضب والغيرة والضحك نشتق منها فعل يريد ويجيء ويمكر ويغضب ويغار ويضحك ، ولا يشتق منها اسم المريد والجائي والماكر والغاضب والغيور والضاحك وهكذا.

3- أن الفعل يشتق منه الصفة و لايشتق منه الإسم :

ففعل يريد ويجيء ويمكر ويغضب ويغار ويضحك يشتق منه صفة الإرادة والمجيء والمكر والغضب والضحك .

ولا نشتق من كونه يريد و يحب ويكره ويغضب اسم المريد والمحب والكاره والغاضب.

4- الأسماء يجوز أن يتعبد الله بها فنقول: عبد الكريم ، وعبد الرحمن ، وعبد العزيز، لكن لا يُتعبد بصفاته فلا نقول: عبد الكرم ، وعبد الرحمة ، وعبد العزة.

5- الأسماء يدعى الله بها بخلاف الصفات فنقول: يا رحيم ارحمنا ، ويا كريم أكرمنا ، ويا لطيف الطف بنا ، لكن لا ندعو صفاته فنقول: يا رحمة الله ارحمينا ، أو: يا كرم الله أو: يا لطف الله ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف فالرحمة ليست هي الله ، بل هي صفةٌ لله.

6- أن أسماء الله عَزَّ وجَلَّ وصفاته تشترك في الإستعاذة بها كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ) صحيح مسلم ، والكلام صفة من صفات الله.



من كتاب المنة العظمى في أسماء الله الحسنى

حمل الكتاب مرفق بالأسفل


<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: ژاâهèث ژاâـژظوî ژف ژأژسوةژء ژاâم ژاâدژسèî.pdf&rlm;
: 1.05 ميجابايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf