أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



(1)
تحتوي اللغة العربية المقررة على مراحل ما قبل الجامعة على كلٍّ غير متجانس.
كيف؟
تحتوي على علوم أي موضوع وطريقة تدريس مثل النحو محتويا الصرف والإملاء محتويا الأصوات والخط، وتحتوي على علم من دون موضوع وطريقة تدريس مثل الإنشاء ثم يكون له موضوع في الثانوية وهو الأدب بشقيه تاريخ الأدب وأصول الفنون الأدبية، وتحتوي على مادة ليست علما من علوم العربية وطريقة تدريس وهي القراءة والنصوص.
لماذا عددت الإنشاء علما وهو يشارك القراءة والنصوص في كونه نتيجة لعلوم العربية ومجلى لها؟
لإن الإنشاء يعتمد على الأدب تاريخا وأصول فنون، أما القراءة والنصوص فهما مجلى فقط لمهارات استيعاب علوم اللغة العربية.
إذا، نجد في اللغة العربية علما وطريقة تدريس، وطريقة تدريس من دون علم ولا موضوع، وموضوع وطريقة تدريس من دون علم.
ولنا أن نسأل: ما المهم بين ما سبق؟
والجواب الذي لا يحتاج إلى تأمل هو العلوم التي تمدنا بالقواعد والمعلومات أي النحو محتويا الصرف والإملاء محتويا الأصوات والخط والأدب الذي يجب أن يمثل البعد العلمي للإنشاء فيما قبل الثانوية، ثم التطبيق الذي يظهر في فهم القراءة وتذوق النصوص.
ولماذا كانت العلوم هي المهمة؟
لأننا نتحدث عن التربية والتعليم التي يكون فيها التعليم مقصودا ومباشرا، فيؤدي تعليم قواعد اللغة العربية في علومها المختلفة إلى اكتساب الحد الأدنى لنماء الموهبة لمن يمتلك الاستعداد، ولنماء المعرفة العلمية لمن لا يمتلك الموهبة لكنه يحب التعليم الذي يكتشف المواهب ويساعدها.
لذا كان واجبا أن يكون للإنشاء موضوعا حتى تنمو الموهبة والمعرفة!
كيف؟
(2)
كتبت سابقا مقالا عنوانه "الأدب غرس لمعلم اللغة العربية لو أراد وأجاد" أشرت فيه إلى طرف مما أقصده اليوم في مقالي هذا، ثم كتبت مقالا مباشرا شيئا ما عنوانه "الإنشاء مادة بلا محتوى .. فهيا يا معلم اللغة العربية"، ثم كتبت ثالثا أشرت فيه إلى استثمار المعرفة الفنية في التعليم كان عنوانه "عناصر القصة وسيلة تربوية لشرح القصص التعليمية"، ثم كتبت رابعا حذرت فيه من تهميش ما لا ينبغي تهميشه نتيجة لاعتماد أسلوب القصة كان عنوانه "مخاطر اعتماد القصة في تدريس التربية الإسلامية".
واليوم أكمل هذه السلسلة بهذا المقال الذي أدعو فيه إلى تدريس أصول الفنون الأدبية موضوعا للإنشاء التحريري؛ فيعطَى الطالب المعرفة النظرية التي تجعله مستعدا لكتابة مقال أو قصة أو مسرحية، ثم يكون التطبيق المبني على أصول مقررة فيؤتي الأمر أكله وثمرته.
وهذا ما يخالف الحاصل الآن؟
كيف؟
ما يتبع الآن فيما قبل التعليم الثانوي هو أن يُطلب من التلميذ كتابة موضوع أي مقال أو قصة، وهو لا يدري شيئا عن أجزاء المقال ومكوناته ولا مكونات القصة، فلا يجدي الأمر نفعا معه حتى لو أملاه المعلم الموضوع كله إملاء.
لماذا؟
لأن التلميذ يجهل - فضلا عن السابق- أصول كتابة الفقرة، وأصول الربط بين الفقرات وسبكها لإنتاج موضوع أي مقال أو قصة.
فهل يبدأ المعلمون في جعل المقال والقصة وخصائص الفقرة مادة للإنشاء قبل التعليم الثانوي ولا ينتظرون منهجا من الوزارة؟