عزيزي النائم احلم كما تشاء وسافرعلى بساط رؤياك كما تشاء وتخيل خلال نومك ماتشاء ولكن إياك أن تنسى حلمك فلربما أنه كان فأل خير عليك ثم لاتنسى أن تبادر إلى الإتصال على احد مفسري الأحلام وإذا لم ترغب في الإتصال فكل ماعليك هو أن ترسل رسالة نصية إلى شريط الشات أسفل شاشة بعض القنوات ليأتيك التفسير في الحال وكأن الشيخ كان مستعداً لتفسير حلمك منذ أمد بعيد ثم لاتتعجب أن بادرك الشيخ بالسؤال قبل اكتمال روايتك لحلمك فيسألك تارة هل أنت متزوج فإن جاوبته بالإيجاب تنحنح ثم قال سترزق مولوداً وإن أنت جاوبته بالنفي فإنه لن يتردد في أن يقول بأنك ستتزوج قريباً والأعجب من هذا وذاك هو ماشاهدته على شاشة إحدى القنوات حيث خصصت شريطاً تنساب عليه الرؤى وكأنها الريح المرسلة ليتبعها تفسير الشيخ والذي لم يكن سوى نقل حرفي لما ورد في كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين .

ومع إقراري بأن تفسير الأحلام علم يهبه الله لمن يشاء وموهبة يتفضل الله بها على من يشاء إلا أن مانراه عبر بعض القنوات الفضائية شيء مختلف تماماً عن كل ذلك فقد أصبحت الأحلام والمنامات تجارة رابحة انتشرت عبر القنوات الفضائية وعبر إذاعات (FM) وقد تعدى الأمر كل ذلك ليصل إلى أجهزتنا النقالة ومعظمنا إن لم يكن كلنا أتته رسالة من مفسر أحلام وكل ماعليك هو أن ترسل له حلمك في رسالة (sms) ليصلك الجواب بأسرع مما تتصور .

ومما يؤسف له أن الكثير من الناس وخصوصاً معشر النساء قد تعلق بهذه المنامات وأصبح وكأنه يعيش في عالم مختلف عن عالمنا وأصبح الوهم هو المسيطر على حياته فإن قلت له ماكل هذا التخريف أجابك على الفور إن هذا هو تفسير الشيخ لحلمي وعليّ أن أصدق بذلك . ومع تصديقنا بما ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن رؤيا المؤمن وأنها جزء من ست وأربعين جزء من النبوة إلا أن الحال الذي نعيشه والمتمثل في اللهاث وراء القنوات لتفسير الأحلام والتجارة الناشئة عن تفسير أحلام الناس ومناماتهم يدل على أن هناك خللاً ما وأن هناك شبه اتكالٍ على الأوهام والخزعبلات ولعل أصدق مقولة تنطبق على هذا الحال هو ماقاله أحد الكتاب ذات يوم ( هناك فرق بين أمة تشتغل بتفسير أحلامها وأمة تشتغل بتحقيقها ).

صارت احلامنا مجرد اوهام