أيها الأحبة... أيها الأصدقاء… أيها الأعزاء
تحية الإيمان والوفاء والمحبة والخير والنور والطهر والبركة والسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وصباح ومساء الخير والورد والفل والقرنفل والياسمين وأجمل وأرقى وأحلى وأبهى الزهور والورود والرياحين، أما بعد:
فهذه مجموعة مختارة من الخواطر الأدبية والوجدانية والدينية والمختارات الشعرية والنثرية بعنوان "روحي تزهر عشقا "" كتبتها واخترتها لأقدمها إلى من يحبون الحق والخير والجمال وإلى من يحبون الصورة الصادقة والنظرة الصائبة والفكرة الرائعة وإلى من يحبون جواهر الروح ويريدون لينابيع الروح أن تعود إلى تدفقها بعد طول جفاف، ولقد كتبت أكثر من ثلاثين كتابا معظمها للمرأة وعن المرأة********!******************** وسُئِلت لماذا أكتب للمرأة وعنها، وكان جوابي الواضح الصريح : أنا رجل يرفض أن يكون من المنافقين...
وأحب ويجب أن أكون من المنصفين…
إن المرأة بالنسبة لي أهم من الأكسجين...
لأن المرأة هي الأم والأخت والزوجة والبنت...
إنها رفيقة الدرب… وحبيبة القلب وشقيقة الرجل … وملكة مملكة الزواج الإيمانية… وهي الملهمة لكل الفنون الجميلة... ولو تخيلنا الحياة بغيرها فستكون صحراء قاحلة جرداء بلا خُضْـرَة ولا نضرة ولا ربيع ولا ماء
والحياة رجل وامرأة، وما عداهما خلق لهما ومن أجلهما، وهما خلقا لهدفٍ أسمى، يتجاوز الماديات، وينطلق إلى عالم الروح، كي تكون الإطار، والخيط العام الذي يقودنا إلى الحقيقة التي تكون الحياة بدونها عبثا وجنوناً وتعاسة
وأهدف من هذه الكلمات والمقطوعات والمختارات أن أحقق أهدافي وهي أن أرسم البسمة على شفاه الناس كل الناس، وأن أكون كنحلة تطير، تنتقل من زهرة إلى زهرة
تقدم العسل ولا تلسع، وأن أخفف عما ألمّ بالناس في العالم من ألَمْ
وإذا رماني الناس بالحجارة فسأجمعها وأبني بيتا لفقير يحتاج إلى ملجأ، وإذا رموني بالزهور فسأجمعها وأوزعها على الذين أحبهم، وأنا أحب الناس كل الناس، ولكني أكره الخطأ فيهم
إنَّ الإطار الرئيس وروح هذا العمل وجوهره وهدفه: الحب
فأنا أعتقد أن كل الأفعال الجميلة تنبثق وتنبع من هذه العاطفة النبيلة
ولقد قال العلامة ابن القيم الجوزية:
(إنّه لا يسلم من الحب، إلاّ الذي ليس فيه فضل، ولا عنده فهم )
وقال أحد الحكماء :
(لقد خلق الله سبحانه الحب نوراً، يرفرف بجناحيه في الهواء، ويغمر الحياة بنور مشرقٍ رقيق، فلماذا نحاول إطفاء النور، وتحطيم الأجنحة الطليقة"؟)
وقال حكيم أخر ("الشباب يدوم ساعة، والجمال عمره كعمر الزهور، أما الحب فذلك هو الجوهرة التي تومِض إلى الأبد)
وقال حكيم أخر: ("خُلقت الدنيا للذين يحبّون، وأما الذين لا
يحبون فإنهم وإن أبصرهم الناس، ميّتون ميتون!!!)
وحتى لا نكون من الذين قست قلوبهم
وتبلدت مشاعرهم
وحتى لا نكون من الأحياء الأموات
لا بد من أن نُحب
فالحب الصحيح الصادق الطاهر نورٌ من الله سبحانه يقذفه في القلوب الطيبة لأنّ الله محبّة
فأغْرت بالحديث شفاها الحب أجمل ما رأت عيْن
إنْ تلْقَهُ عيناك تلق الله الحب نور الله جل جلاله

وقد ورد في الأثر القدسي: (عبدي أنا لك محبٌ فبحقي عليك كن لي مُحِبّا)
لولا الحب ما عُرِف الله جلّ وعلا وتقدس…ولولاه ما عُرف الدين…ولولا وجود المحبين في العالم لفقدت الشمس نورها ونارها…الحياة بدونه شجرة يابسة ميتة بغير أزهار ولا ثمار…وبدونه يمتنع المطر من الانهمار...
وأشكال الحب الصادق الطاهر تستعصي على الحصر: حب الله سبحانه… حب الرسول صلى الله عليه وسلم…حب الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام… حب الإنسان لأخيه الناس… حب الجمال…حب الطبيعة…حب الخير والعمل الصالح…الخ

ولقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (قلْ إنْ كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله، ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
ولقد كان دعاء الصالحين: (اللهم أرزقني حبك وحب من يحبك، والعمل الذي أبلغ به حبك، واجعل حبك أحب إليّ من نفسي وأهلي)
إن الإنسان مأمور أن يتق النار ولو بشقّ تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة… كما أخبر الصادق الصدوق صلى الله عليه وسلم …وإِنَّ من البيان لسحرا، وإِنَّ من الشعر لحكمة… ومن هنا فالغزل والكلام الحكيم والكلام الطيب الجميل شعرا أو نثراً هو شكل من أشكال الكلام الطيب الذي يفعل فعله في النفوس المرهفة الحساسة …ويوثق الأواصر والوشائج والعلاقات بين قطبيْ مملكة الزوجية؛ الرجل والمرأة، وينعكس بالخير والسعادة على فلذات الأكباد وثمرات الفؤاد فترفرف السعادة على كل نفس وفي كل أسرة…وبالتالي يعيش المجتمع في وئام ومحبة وسلام وانسجام
إنّ هذا الكتاب صرخة عقلانية وجدانية رومانسية ودعوة إنسانية للالتفات إلى هذا الجانب الهام الذي كاد يختفي ويتلاشى ويضمحل ويندثر من حياتنا، ونحن نعيش عصر المادة القاتم الغاشم…وما أروع الحكمة التي تقول: (إذا كان معك رغيفان من خبز فبع أحدهما، واشتر بثمنه باقة من زهر، لأن الرغيف يسد حاجة جسمية مادية، أما باقة الزهر فتسد حاجة نفسية روحية)
إن الجسم للنفس والجسد للروح : شعر وشاعر وثورة وثائر وحقيبة ومسافر... واليكم هذه الباقات من الشعر والنثر والحكمة…يحدوني الأمل أن يكون ما كتبته واخترته قد راق لكم، وارتقى إلى أذواقكم الرائعة......