مناجاة الدموع

كلماتي تمزَّقتْ؛ إذ هي حروف مُتناثرةٌ تائهة في قفار الصحراء، هائمة بين أبحر السماء؛ تبحث عن أسطرِ صفحاتِ العمر الذائبة في بحر الدموع... هنا عجز عن الكلام.

يا ليل، قل لنجومك: كَفى رُدَّ طيف قلبي؛ فإن الروح كأنها تُنزع كلما نظَرَت عيوني إلى بحار جنبات القمر... هنا الفكْر انتهى.

أصبحَت العيون خائفة كلما همَّ نظرُها أن ينظر إلى جمال الربوع، لا أوراق، ولا عبَق زهور الطير في غياب طال، والغدير يَئنُّ في المسير كلما هبط مِن قِمَم الجبال؛ إذ يقول: أنا الدموع يا صاحبي.... هنا أخذ القلب في أخذات.

آمُر قلمي بأن يرسم حدود سعادتي، فانحنى على ورقَتي يبكى، والحبر ثار لجراح أمَّتي، يصرخ من مزيج حبر اللوحة التي تقضُّ مضجعَ كل مَن لديه إحساس... هنا وقف القلم والقلب برهة.

وفي سكون الليل الرهيب؛ حيث عراك صوت الرياح، وآلامٌ خلف التلال، وأوجاع الزمان، وأنين يصدَح في قلب السماء... أقف بين يدَي المَلِك الحنان المنان... هنا أقول:
إلهَنا، السعادة حين الوقوف بين يدَيك، والراحة في البكاء إليك، فلا تحرمنا قربك وأُنسَك يا كريم.

مولانا، الشوق إليك ولنبيِّنا ملَكَ القلب والفؤاد، فكن لنا نصيرًا، وأعزَّنا، وأَعِدْ لنا مجدنا يا رحيم.

ربنا، اغفر وارحم كل مسلم ومسلمة، ومؤمن ومؤمنة، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد - صلى الله عليه وسلم.


رابط الموضوع: شبكة الألوكة