كانت ليلة عصيبة تلك التي عاشها الهلاليين البارحة وهم يشاهدون شوكة
فريقهم تكسر أمام أعينهم، وتكرار المشهد لأكثر من مرة في عهد الإدارة
الحالية. ومع يقننا وإقرارنا بما قامت به الإدارة من جهد جبار ومصاريف
باهظة في سبيل تجهيز البنية التحتية للنادي وزيادة مداخيله، إلا أننا وفي
المقابل لم نصل إلى الدرجة الكافية من القناعة والرضا عن الفريق الأول
لكرة القدم، ولا عن طريقة التعاطي مع الأحداث فيما يخصه.
فباستثناء السنة الأولى من الفترة الرئاسية الأولى والتي صنعت فيها
الإدارة الحالية فريقاً لا يشق له غبار أسمعت هيبته القاصي والداني،
وجعلت خصومه قبل أنصاره يُبهرونً بحسن أداءه وقوة نتائجه. إلا أنه ومع
ورود نبأ انتقال المدرب "إيريك جيريتس" لتدريب المنتخب المغربي الذي كان
مسئوليه يفاوضون المدرب (فوق وتحت) الطاولة دون موقف رسمي جادَ من قبل
الإدارة والفريق بدأت هيبته بالانحدار من ذلك الوقت، وبدأت رغبة المدرب
تزداد يوماً بعد يوم بغية إنهاء العقد أمام سلبية الإدارة ومثاليتها
الزائفة. ولعلكم تذكرون كيف وقف المدرب متفرجاً في مباراة الإياب الشهيرة
بالبطولة الآسيوية وهو يرى الأهداف تتوالى تباعاً بمرمى الفريق إلى أن
تمكن فريق الغرافة القطري الشقيق من تعديل نتيجة مباراة الذهاب في شوط
واحد فقط، وكاد الزعيم ان يخسر خسارة مذلة في الأشواط الإضافية، إلى أن
تحرك الإسطورة سامي الجابر دعماً وتوجيهاً للفريق لتُقلب الهزيمة المذلة
إلى (انتصار مهين).! وما بين القوسين هو تعبير جديد ابتكرته الإدارة
الحالية. أليس من المنطق الوقوف بحزم أمام مفاوضات الأشقاء المغاربة حتى
لو تطلب ذلك تصعيد الموقف إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم؟ فمن المسئول عن
كسر هيبة الزعيم؟!
في الموسم الحالي كنت أحدّث كل من حولي بأن على الجماهير الهلالية وضع
أيديهم على قلوبهم بعد كل هدف هلالي بعشر دقائق، او قبل نهاية كل شوط
بعشر دقائق ولي كل الحق في ذلك. ففي المباراة الأولى بالدوري أمام الفريق
الصاعد من الدرجة الأولى استقبلت شباك الفريق هدفين في آخر دقيقتين من
الشوط الاول وتمكن الفريق في الشوط الثاني من تعديل النتيجة بقيادة
القناص ياسر القحطاني ليتحقق (التعادل المهين).! وما بين القوسين هو
تعبير جديد ابتكرته الإدارة الحالية. فمن المسئول عن كسر هيبة الزعيم؟!
وأمام فريق الإتفاق، خسر الزعيم بالدور الأول في آخر دقيقة من
المباراة ومع إيماننا بأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتينن إلا انه لدغ هذه
المرة ومن أمام نفس الفريق بالدور الثاني. وفي حال خسارة الدوري لا قدَر
الله فستكون الإدارة الحالية ابتكرت أغرب فقدان لبطولة الدوري على مستوى
العالم وذلك كونه حدث في دقيقتين من أصل 26 مباراة للفريق ويالها من صدمة
على عشاق الزعيم لو حدثت!! فمن المسئول عن كسر هيبة الزعيم؟!
تدعي الإدارة بأن جميع تحركاتها لا تتم إلا بعد مشورة المدربن فكيف
يتم الاستغناء عن خدمات المدافع عبدالقادر مانجان بعد انسجامه مع الفريق،
خصوصاً ونحن نعلم بأن المدرب سبق وأن طلبه بالإسم؟ ثم كيف لمدرب يحترم
عمله يسهم في إضعاف قوته، إلا إذا كانت رغبة اللاعب وزوجته مقدمة على
مصلحة الفريق؟ فهل هذا تصرف مسئول من مدرب محترف؟! كيف يتم وضع المدافع
يحيى المسلم على خط الاحتياط وهو الذي جاء بعد مشورة المدرب (حسب رأي
الإدارة)، وقيام المدرب باشراك ظهير في مركز قلب الدفاع؟! فمن المسئول عن
كسر هيبة الزعيم؟!
في لقاء تلفزيوني سابق مع سمو رئيس النادي، ذكر سموه بأن "تغيير
المدرب في منتصف الموسم يعد من أسوأ القرارات التي يمكن للإدارة ان تقدم
عليها"، وهو بذلك لم ياتِ بمفيد غير أنه منح المدرب الضوء الاخضر لتدمير
الفريق، فالعقد في مأمنٍ من الإلغاء، والراتب مضمون. إلا إن رأت زوجة
المدرب غير ذلك، فالإدارة على أتم استعداد للتنازل عنه جبراً لخاطرها.!
فمن المسئول عن كسر هيبة الزعيم أمام المدربين واللاعبين الاجانب؟!
من المسئول عن لاعب ظل لفترة يمتهن الإدارة والفريق والجماهير ويمنّ
عليهم بتجديد عقده الاحترافي، بل ظل يحتفظ بالعرض المقدم له من الإدارة
بأريحيتها المعهودة! واستخدامه كوسيلة للتفاوض مع الفرق الأخرى إلى أن
وجد العرض المناسب ورمى عرض الإدارة الهلالية خلف ظهره! أليس من الأجدى
تحديد موعد لقبول العرض والتوقيع قبل إنطلاقة المعسكر الخارجي، ووضع
اللاعب امام الأمر الواقع إما بالتجديد أو الاستعانة بأحد أبناء النادي
كبديل بدلاً من تجهيزه للمنافسين! وليت الإدارة اكتفت بذلك بل زادت
بزيارة رئيس النادي لوالد اللاعب طمعاً في إقناع ابنه للتكرم وتوقيع عقد
التجديد! فمن المسئول عن كسر هيبة الزعيم؟!
تطاول الجميع على الكيان الهلالي ولاعبيه وجماهيره عبر وسائل الإعلام
والمدرجات، ووقفت الإدارة موقف المتفرج، ولن ينسى المشجع الهلالي اتهام
لاعبي فريقه علانيةً بتعاطي المنشطات، والهتاف ضد نجومه في المدرجات،
والتهكم من قبل بعض معلقي القناة الناقلة للدوري على الفريق وسلب ألقابه
من قبل معلقين آخرين ولا حياة لمن تنادي! ثم يعود رئيس النادي بعد الخروج
الآسيوي لإعلان تحمل المسئولية حمايةً للاعبين!!!
وليت الإدارة اكتفت بالفرجة بل إنها أسهمت بتقزيم الفريق وجماهيره،
واتهام بعضهم بتمني خسارة الفريق لأجل نقد الإدارة، في سابقة لم تحدث من
قِبَل أيٍ من رجالات الزعيم ورؤسائه السابقين، ولكنه حدث في عهد الإدارة
الحالية وكأنها تجهل عشق الزعماء للزعيم! فمن المسئول عن كسر هيبة
الزعييييييم؟!!!
نسأل الله أن ينصلح الحال، والله من وراء القصد ،،،