أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين صصص وبعد:
في زمن الغربة الأخير الذي بشر به الصادق الأمين صصص ، ومع احتياج الأمة لمن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها صصص ، ويعلمها أخلاق السلف وآداب الطلب

وفي زمن كثرت فيه صعاب الرحلة إلى الأكابر، وحالت ((التأشيرة)) حينا، و((العوز)) حينا ، و((العمل)) أحياناً أخرى.

وفي زمن بخل البعض بشيخ يلتقيه، أو مجلس علم يخفيه، يريد استئثاراً بشيخ، وتفردا بالرواية عنه، ظناً منه أنه سيصبح عالم الزمان ومُسْمِعَ الأوان.

وفي زمن كثرت فيه الفتن التي لا تستطيع معها بعض أخواتنا الفضليات أن تأتي بعض مشايخ بلدها، أو أعيان قطرها، لتنهل من علمهم، ولها سلفها من المقرئات والمحدثات الفضليات.

جاءت بعض أفضال ربنا المنان بتسخير "التعليم عن بعد" ولقد كان إلى منتصف التسعينيات "مكاتبة ومراسلة"، حتى صار اليوم "مخاطبة ومشافهة" فكانت الغرف الصوتية، التي ما أُنشِئتْ لنا، ولا أرادها من صنعها لخدمة شرعنا، شأنها في ذلك شأن الشبكة الحاملة لها، لكنها أقدار الله سبحانه، وسنته الكونية في دفع الشر ودحر الباطل { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}،
وكانت الغرف الإسلامية .

وهذه الغرف على تنوع مشاربها واختلاف رؤاها لم تضع قوانين لروادها الإلكترونيين كونها دعوية، وعظية، إرشادية، إذ غايتها "أوَ تَجْلِس فَتَسْمَعُ فَإِنْ رَضِيت أَمْرًا قَبِلْته، وَإِنْ كَرِهْته كُفّ عَنْك مَا تَكْرَهُ؟"
وفي وسط هذا الزخم الدعوي ، إذ ببعض الغرف الإسلامية، يصير لها غاية أخرى مع مجالس سماع حديث النبي صصص ، وكون الشأن رواية، فلزم لهذا الصنف من الغرف أن يكون لها ضوابط تضبط أمر السماع، ويكون فيها حد أدنى من التثبت والاستيثاق، صيانة لحديث النبي صصص ، وحرصا على منهج سلفي قويم، شرَّف الله سبحانه به أمة سيد المرسلين صصص، وللإنصاف فإن الكثير من الغرف التي تعنى بالسماع تضع ضوابطها، وشروطها، ولها قوانينها في الحضو ر وتسجيل الغياب، ويستطيع القائمون عليها أن يميزوا من سمع المجلس ممن ادعى السماع ولم يحصل له منه شمة:

وكانت غرفة ابن الصلاح جزى الله خيرا من قام عليها، ودعمها بمال أو جهد أو نصح، وللحق والإنصاف أقول:

1- قرئت الكتب الستة بل التسعة، مرة بل بعضها مرات، هذا فضلا عن كتب الاعتقاد والفقه والأجزاء الحديثية،والمسلسلات.

2- تم الاتصال على ما ينيف على مائة شيخ من مصر والحجاز والهند واليمن والشام والمغرب، والسودان، وغيرها.

3-تم نقل المجالس التي أقيمت بمصر،أو السعودية، أو قطر أو غيرها من المجالس.

4- دخل في الغرفة جملة من أهل العلم والفضل فكانوا نورا على نور، وإقرارا للمنهج الذي نهجته الغرفة، وأصبحت الغرفة محط أنظار طلاب العلم، ورواد مجالس السماع، حتى إن الغرفة امتلأت عن آخرها (100) في مجلس ختم سنن أبي داود المنصرم، واضطرت ادارة الغرفة لفتح غرفة أخرى .

5- كل هذا الذي ذكرته من الخير والفضل صاحب المنة فيه هو الله تعالى الذي وفق الشيخ المفضال أبا عبد الله محمد بن فاروق للاتصال على المشايخ والعلماء الـمُسْمِعين، وكلنا يعلم تكلفة الاتصال، لاسيما الدولية منها، حتى في المجالس المبثوثة على المواقع الإسلامية كمجلس قطر الأخير احتاج أهل الغرفة للاتصال في بدء المجالس حتى لايكون الفوت فكان الشيخ رائد فضلها جزاه الله خيراً.

6- عرف أهل الغرفة الشيخ أبا عبد الله ودوداً، بساماً، تحمل الأذى من كثيرين، وكان حقه -لو شاء- أن يحظرهم فلم يفعل، لكن عندما يتعلق الأمر بحديث النبي صصص لايكون التهاون، للأمانة العلمية، وللمسؤولية التي قامت بها الغرفة، ولأن الطعن سيكون غدا في الصادق قبل الكاذب والمتلاعب.

7- أفليس من الإنصاف بعد ذلك أن يتوجه من طعم من خير هذه الغرفة مدافعا عنها، وعن منهجيتها، وعن استمرارها، عملا بحديث النبي صصص «مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ» وقوله صصص «.. وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ»


8- شاء الله ووفق الكثير من أهل الغرفة للقاء في المجالس التي أقيمت على أرض الكنانة بدءاً بمجلس الشيخ العبيد والشيخ النحاس والشيخ الألفي، ثم مجالس الشيخ حامد ثم الشيخ عبد الوكيل ثم الشيخ المخلافي، هذا فضلا عن دورات الشرح للشيخ الحازمي والشيخ علي الحلبي فكان اللقاء تتميماً للمعرفة التي بدأت الكترونيا واستمرت وتوطدت في هذه المجالس المباركة.

9- السعاية في ذم هذا وذاك مكروهة للنفس، والبعض يغلف الحسد بغلاف النصيحة، والسعي في الصلح وتقريب وجهات النظر أحب وأولى، وإن شئت أن تعجب فاعجب لما أخرجه أبو داود في السنن، وتلي على مسامع الجميع، ((4892 )) قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،قال حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قال أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْهَيْثَمِ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ دُخَيْنًا كَاتِبَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍررر قَالَ: كَانَ لَنَا جِيرَانٌ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فَنَهَيْتُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا، فَقُلْتُ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: إِنَّ جِيرَانَنَا هَؤُلَاءِ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَإِنِّي نَهَيْتُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا، فَأَنَا دَاعٍ لَهُمُ الشُّرَطَ، فَقَالَ: دَعْهُمْ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى عُقْبَةَ مَرَّةً أُخْرَى فَقُلْتُ: إِنَّ جِيرَانَنَا قَدْ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ وَأَنَا دَاعٍ لَهُمُ الشُّرَطَ، قَالَ: وَيْحَكَ دَعْهُمْ فَــــــــإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صصص فَــــــــــذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مُسْلِمٍ(1) قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ لَيْثٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: لَا تَفْعَلْ وَلَكِنْ عِظْهُمْ وَتَهَدَّدْهُمْ.
-------------------------------------------------
(1) يعني الحديث الذي قبله ((4891)) قال حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قال حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صصص قَالَ: «مَنْ رَأَى عَوْرَةً فَسَتَرَهَا، كَانَ كَمَنْ أَحْيَا مَوْءُودَةً»

فاللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا والسلام
---------------------------------

تنويه : بعد الفراغ من كتابة الاسطر رأيت مشاركة الاخ ياسن بن مصدق والتي ابدى فيه اعتذاره، وجزاه الله خيرا،
اقتباس:
أولا يشهد الله أني طلبت حذف المشاركة منذ أيام مرات ومرات لكن لم يستجب أحد.

هكذا شأن المؤمن رجاعٌ لربه سبحانه، نسأل الله سبحانه أن يؤلف قلوبنا، ويصلح ذات بيننا.

روابط العرفة