السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



[ 1 ]


أحياناً عندما تصاب بالإحباط , و ترى أن الممكن أصبح غير ممكن .. و من ثم تتحسر على الحال , الحال الذي تغير بـ( فعل فاعل ) و أنت تشاهد بـ كل حرقة و ضيم و ألم .. حينها لا تستغرب من إتكائك على عتبة التاريخ لـ تخفف عن نفسك حسرة الواقع الذي ليس لك سلطة على تغييره ..
الإتحاد .. ما الإتحاد ؟ عليك أيها القارئ أن تعيد النظر في هذه الكلمة .. إنها إتحاد و ليست تفرقة .. إنها إتحاد , أ تدرك معنى إتحاد ؟ أي أن كل شي يدنو أمام هدف مشترك , و أن كل شي ليس له قيمة إن تجاوز ( الإنتماء ) الذي خلقناه بـ الإتحاد ..
أنا أشعر بمعاناة كل مشجع إتحادي , أشعر بالنبرة المؤودة في أحاديثهم عن الإتحاد , و أرثي هذا الكيان العظيم ؛ لأنه لم يكن ضعيفاً كي أعذره , و لم يكن وحيداً كي أبرر ما هو فيه بسبب وحدته , و ليس بـ صغير كي أتأقلم مع ما هو فيه !
أثق تمام الثقة أنه مهما غاب طيف الإتحاد فلابد له من أن يعود , و أثق أن الأحلام التي دُفنت بسبب رغبات شخصية سوف تزول يوماً ما , و أثق أن المشجعين الذين عزفوا عن حضور و مساندة الإتحاد سيعودون يوماً ما ؛ لكن السؤال الذي أربك تفكيري هو : من الذي يقف خلف ضياع الإتحاد ؟


[ 2 ]

و في عام 2012 نشاهد إحصائية ( مخجلة ) للإتحاد في الهجوم , بعدما كان لاعبينا يعملون كـ مكائن تهديفية في أعوام سبقت .. أ يعقل أن أعلى لاعب لم يتجاوز تهديفه في الدوري أكثر من 5 أهداف ؟ أ يعقل أننا نعاني عقماً إلى هذا الحد ؟ أ نسي لاعبونا أنه قبل خمس سنوات من الآن كان لـ أسامة المولد و حمد المنتشري في الدوري قرابة الـ 7 أهداف لكل منهما بالرغم من أنهم لاعبي دفاع ؟
في الحقيقة أنا لا أريد فتح ملفات التاريخ , و لا أريد أن أنبش الأرقام و كأن اللاعبين و الإدارة يجهلونها , و لن أزيد من أوجاعكم أكثر .. لكن ما أجمل ذكرى أيام ( حمزة إدريس ) , و ما أجمل أن يُعطيك أحدهم الأمل حتى " آخر " لحظة من المباراة ..
و الأحمل من هذا و ذاك : هو أن تتذكر رقمه التاريخي الإعجازي .. حيث تحدث بـ لغة قهر المستحيلات , و أودع في كل شباك يقابلها كرة للتاريخ .. إنه حمزة , حمزة الذي سجل في موسم واحد 33 هدف في ظل تواجد نخبة من اللاعبين الكبار .. إنه يسجل و لا يأبه بـ من أمامه .. إنه لا يخاف .. إنه يعشق لغة " الأهداف " و إدخال البهجة في قلب عاشق] ثمل ..
حمزة .. و لأن الآخرين لم ينصفوك أنا أحبك .. و لأن الآخرين ظلموك أنا أحبك .. و لأن الإتحاد فقد هيبته الهجومية أنا أحبك .. و لأنك لم تسبب للنادي أي مشكلات فـ أنا أحبك أيضا ..
كل ما أتمناه من لاعب في مقام حمزة إدريس هو ( غرس ) ثقافة عدم المستحيل , و كسر عقدة المعجزات , و تمكين مهاجمينا معرفة من أين تلدغ الأفعى فريستها ..



[ 3 ]


خاطرة :

أحببتك ؛ و كأن الأشياء أمامي تتبدل ..
كأن التاريخ يحكي عنك بـ تبجل ..
أريدُ أن أحكيك دهراً , أعيشك عُمراً , أرويك لـ أطفالي قصة لم تذبل ..
تعال و عانق أحزاني , أوقد فرحة في زماني ..
و عُد .. عُد إليّ كما كنت
أصفراً و أسوداً .. لا يشبهك إلا أنت .



دُمتم