كلمة لا تفسير لها الا بلغة القلوب
نقولها دائما .....نبحث عن واقعها .... املاً في حياة افضل من واقع حياة الباحث عن واقع هذه الكلمة
يقولها الطفل :(باحثاً عن حنان ام....... او عطف ابٍ .....او طموح بسيط قد لا يتعدى الصراحة المطلقة ... وقد يقولها شكراً ليدٍ مدت له العون.... او يدٌ قدمت له ما يتمنى ولعل ابعد امنياته شيئ يسليه ويبعث المرح والسرور لقلبه البسيط ....)
ويقولها الشاب :( بحثاً عن واقعها الشاعري .....واحساسها الدافئ الهانئ......راكضاً خلف مطامع قد يكون العفاف سيّدها .....ناشداً سلوان حياته ومتعة ايامه في مكامن هذه الكلمة.... )
وبقولها الرجل الراشد:(حكمة ودراية....... يتأنٍ بعيد عن التهور الذي يلازم الشاب الباحث عن هذه الكلمة.....يقولها الراشد طمعاً في الوصول ولا اقصد الوصول الحسي بل هو الوصول الفكري الراقي...لا ينطقها الا حينها ولا يبحث عن تفاضيلها الا حين يثق بالوصول لمراده المأمول)
ويقولها كبير السن:(بحثاً عن عطف وشفقة ورحمة ......يقولها متأملاً في النجاة من قسوة الايام واقصد بالايام نهاياتها واقصد بالنهايات <ارذل العمر>.....يقولها وهو بعيد كل البعد عن جميع الاهداف التي بحث عنها وراء هذه الكلمة طيلة عمره )
لكـــــــــــــــــــــــ ــن:
تغيرت النظرة الحديثة لهذه الكلمة
واصبحت نظرة شؤم من هذه الكلمة بل ان مفهومها اصبح المعاكس اي ان كلمة (حب) اصبحت تعني(خيانه)
لماذا؟؟
لان الخيانة اصبحت متعة يستمتع بها ضعفاء القلوب
مستغلين كلمة (احبك) كوسيلة للوصل
غيروا ملامح تلك الصورة الطاهرة النقية عن كلمة ((الحب))
غيروا تلك الصورة العفيفة العذرية
فكلمة الحب الصادقة هي اروع ما توصل اليه الشعور الانساني
ولكم في اروع قصص الحب الصادق في حياة العرب اصدق الصور لتلك العاطفة الصادقة الجياشه
من منكم لم يقرأ عن قصة قيس بن الملوح
الشاعر المشهور
ومن منا لم يقرأ قصيدته الرائعة ((المؤنسة))؟؟
عشق تلك الفتاة عشقها طفلاً وتمكن الحب العفيف من قلبيهما
لكن لم يستطيعوا الزواج بسبب نظرة المجتمع ذلك الوقت
فمن يعشق فتاة ويبوح بحبه لها لا يتزوجها لأن نظرتهم تقول :(لم يزوجوه منها الا لأنه قد فعل وفعلت)
ولهذا لم يستطع الزواج من ليلاه
ورحلت وابتعدت
وهام بعشقه على وجهه في الارض باحثاً عن محبوبته سأل هنا وهناك
ولم يجدها
رحل شرقاً وغرباً ولم يستطع الوصول
لدرجة ان جسده كان يحترق بالنار وهو يردد ابيات مؤنسته ولا يشعر الا حين تصل فحوى النار لعظام جسده
تمكن الحب في قلبه
واقصد حبه الصادق وهيهات بين الحب في زمننا هذا وحب القيس
لم يخنها ولم يتزوج غيرها فهو يعلم انه ان تزوج غيرها سيظلمها بحب ليلاه
ومات دون زواج ايفاءً لحبه الاول والاخير
وعندما علمت محبوبته بموته
بدأت تذبل وتذبل
وماتت بعد شهرٍ من موته
فأين نحن من هذا الحب الصادق العفيف؟؟
واين قلوبنا عن هذا الوفاء المذهل؟
شتان بين واقعنا وبين ما كان عليه الحب في زمن الرجال الاوفياء والنساء الصادقات
ودمتم بخير وعافيه