التأشير الصامت لإدارة الصف

كثيرًا ما يكلف المعلم الطلاب بأداء مهمات محددة في غرفة الصف. وأسلوب كهذا يوفر للمعلم فرصة لمراقبة الطلاب وهم يحلون المسائل بنشاط، ويعملون بصورة فردية لإنجاز المهمة. ويستطيع المعلمون بالمراقبة المناسبة، والملاحظة الفاعلة تحديد المهام التي يواجه الطلاب صعوبة في إنجازها، أو الجوانب التي ينجحون في تأديتها.
وفي أثناء تأدية الطلاب للمهمة في الصف، سوف يكون لدى العديد منهم على الأرجح أسئلة يطرحونها، غير أن العامل الرئيس للنجاح في التعامل مع هذه الأسئلة هو أن يكون المعلم قد طور مع طلابه أسلوبًا بسيطًا بحيث لا يعيق طرح الأسئلة وقت التعلم الثمين لباقي الطلاب.
من هذه الأساليب التي ثبت نجاحها مع الطلاب الصغار أسلوب بسيط يُسمى
"طرح الأسئلة الصامت"
الذي يتمثل في استخدام راية موضوعة على مقعد كل منهم. وهذه الراية المصممة بشكل بسيط يمكن رفعها إلى أعلى على محورها. فإذا واجه الطالب صعوبة ما ويحتاج إلى مساعدة المعلم، فبإمكانه رفع الراية، ولكن يجب أن يواصل العمل الذي يقوم به. تعني الراية المرفوعة حاجته إلى المساعدة.
وهي إشارة صامتة تقلل من تشتيت أذهان الآخرين وإزعاجهم. ويمكن أن يختار المعلم الانتظار بضع دقائق قبل أن يتوجه إلى أي راية مرفوعة، كما يتيح وقتًا إضافيًا للطلاب لمحاولة حل المسألة بمفردهم.
وفي حالات عديدة، لوحظ أن الطالب يختار أن يخفض الراية قبل تدخل المعلم لأنه توصل إلى الحل بمفرده.
وفي المدارس التي جرى تطبيق هذا الأسلوب فيها تم تدريب الطلاب جميعهم على الاستخدام المناسب لإشارة المساعدة هذه، وعلى عدم إساءة استخدام الرايات، مع توجيههم بأنه بعد رفع إشارة المساعدة وفي أثناء انتظار المعلم، يجب أن يواصل الطالب العمل على المهمة لمعرفة ما إذا كانت هناك مسائل أخرى، أو بنود تتطلب المساعدة.
أثبت أسلوب طرح الأسئلة الصامت هذا أنه طريقة فاعلة للغاية في الصفوف الابتدائية، وأنه يدعم أحدث الممارسات في أساليب إدارة الصف. إضافة إلى أن هذا الأسلوب يشجع الطلاب على مواصلة العمل على المهمة في أثناء انتظار المساعدة، كما يساعد في المحافظة على بيئة عمل تعلمية مناسبة للجميع.