بالصور .. معاق يؤمن قوت أسرته في حاجة إلى كرسي كهربائي









معوق يؤمن قوت أسرته في حاجة إلى كرسي كهربائي

جازان – يحيى الخردلي



لم تمنعه الإعاقة من الشعور بالمسؤولية، فبالنسبة إليه حزن والديه وعجز والده عن توفير حياة كريمة لأشقائه يضاهي ما يعانيه من الإعاقة. هو في حاجة ماسة إلى المساعدة، ومع ذلك يفكر كثيراً في أسرته.
من ناحية أخرى، ملّ «خالد سعيد» نظرة العطف التي يراها في عيون الآخرين تجاهه، حلمه أن يكسب قوته بيده، طموحاته تجاوزت إمكاناته الجسدية، الأمر الذي تسبب له في معاناة نفسية، فألم الشعور بالعجز لا يضاهيه أي ألم، بحسب خالد.
ويقول خالد: «أعيش مع أسرتي في محافظة بيش، ولا أستطيع المشي إلا عن طريق اليدين، تعودت على ذلك»، موضحاً: «والداي لديهما من الهموم ما الله به عليم ولا أريد أن أحملهما فوق طاقتهما، ليس من الناحية المادية فقط، بل لا أريد أن أشعرهما أني عاجز».
ويضيف: «كل ما أردته أن أعتمد على نفسي وأساعد والدي، ولذلك بحثت عن عمل أقوم به»، موضحاً: « أذهب إلى موقع الفخار لبيع الأواني الفخارية».
ويضيف: «تعديت مرحلة الوهن النفسي واستطعت أن أتغلب على انطوائي في المنزل وأصبحت أتنقل من منزلي إلى موقع عملي لبيع الفخار عن طريق الحبو على يدي وركبتي»، مستدركاً: «لا شك أني أواجه بعض المتاعب، فطريقي مليء بالحجارة والشوك والزجاج والزواحف كالعقارب والثعابين، إلا أنني مصر على مواصلة العمل».
وعن إنتاجه اليومي للفخار يكشف المعوق خالد: «الأمر يتوقف على الزبائن الذين يشترون الفخار، ففي مواسم الطلب عليها تصل أسعارها إلى 100ريال، أما في الأيام الاعتيادية فلا تتعدى المبالغ التي أجمعها 20 ريالاً»، مشيراً إلى أنه يرضى بالقليل الذي يكتبه الله له، فالأهم من المال بركته.
الأمور ليست مثالية تماماً على رغم أن الشاب المعوق راض بما كتبه الله له، «عجزي لم يمنعني من العمل، وبفضل الله تغلبت على أمراضي النفسية وأحزاني بالعمل، فقد وجدت فيه نفسي، كما أن أسرتنا متكاتفة على رغم الفاقة التي نمر بها في معظم الأحيان، لكني مع ذلك في حاجة ماسة إلى كرسي كهربائي أو عربة كهربائية تساعدني على الذهاب والعودة من السوق براحة وفي وقت أسرع»، موضحاً بأنه يعاني أشد المعاناة من الزحف المتواصل على يديه مسافات طويلة تتسبب له في جروح بالغة في كلتيهما.