[align=center]
كان بحر الأربعين المتنفس لسكان مدينة جدة يوم إن كان سورها القديم يشكل الخط الذي يجب إن لا يتجاوزه الفرد شمالا إلا لإلقاء إطلالة على ذلك البحر والعودة من جديد قبل أن تغلق المدينة أبوابها لتنام مبكرة كما تنام العصافير..
على ذلك الخليج من البحر الذي أطلق عليه بحر الأربعين وقبل عشرات الأعوام ولدت إحدى الحكايات الشعبية الطريفة:.
ذلك إن صيادا يقال له(أبو الخلاخل)كان من القلائل الذين يقضون ليلهم خارج السور ليصطاد بشبكته بعض اسماك (العربي)التي كان يزخر بها بحر الأربعين فكان ينتظر خارج السور حتى الصباح فيحمل صيده إلى البنقلة ليبيعه بما يكفى قوت يومه.
ولقد كان أبو الخلاخل خصب لخيال لدرجة يختلط في ذهنه الخيال بالواقع...فكان يأتي إلى البنقلة كل صباح ليقص على زملائه الصيادين حكايات رهيبة غربية من نسج خياله وبنات أفكاره.....
فلقد كان يقص عليهم حكاية هيام عروس البحر به وهيامه بها.
وكيف كان يقضى الأمسيات العذبة على بحر الأربعين بجوار تلك العروس التي كان نصفها السفلى نصف سمكة ونصفها العلوي نصف فتاة رائعة الجمال ...وكان الجميع يسخرون من أبى الخلاخل ويتندرون بخياله..
وفى صباح أحد الأيام افتقد الصيادون أبا الخلاخل وعبثا حالوا العثور عليه ..فتحولت سخرية الناس وتندرهم إلى شائعات الشك..
البعض يرى إن عروس البحر قد اختطفت أبا الخلاخل إلى الأبد بعد أن توطدت علاقة الهوى والغرام بينهما..والبعض يظن أن العروس قد غدرت بابي الخلاخل بعد إن أحست بالغيرة والشك لما علمت أن لأبى الخلاخل علاقة باليابسة..
وكانت تكفى مثل تلك الشائعات لأن يحجم أشجع الصيادين عن الانفراد وحده ليلا على بحر الأربعين خوفا من إن يواجه مصير أبى الخلاخل..
وقد استمر الناس زمنا يتداولون مثل تلك الشائعات حتى جاء اليوم الذي قدمت فيه إلى ميناء جدة القديم إحدى المراكب الشراعية القادمة من ينبع وعلى ظهرها أبو الخلاخل وزوجته وتفرس الناس في شكل العروس يبحثون عن نصف السمكة فيها..
ولكنها في هذه المرة كانت عروسا من ينبع ..وتنبه الصيادون إلى خطأ تلك الشائعات بعد أن أدركوا السر في غياب أبى الخلاخل!!
هذه قصة من قصص الحارة القديمة لــــ جدة القديمة
أتمنى إن نالت إعجابكم وعلما انه لدي الكثير من القصص
القديمة إذا تحبوا *
تحياتي
*تـــــــــــــــــــــــ� �لا*[/align]
رد مع اقتباس
