أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الدروس النحوية الشبكية
:
المجرورات
:
حروف الجر
:
حَذْفُ حَرْفِ الجَرِّ قِياساً
قال الغلاييني
:
"
4- حَذْفُ حَرْفِ الجَرِّ قِياساً


يُحذَفُ حرفُ الجَرِّ قِياساً في ستَّة مواضع

1- قبلَ أنْ،

كقوله تعالى {وعَجِبوا أن جاءَهم مُنذرٌ منهم} ، أي لأنْ جاءهم،
وقولهِ {أوَ عَجِبتُمْ أنْ جاءكم ذِكرٌ من ربكم على رجلٍ منكم} ،
وقولِ الشاعر [من البسيط]
اللهُ يَعْلَمُ أَنَّا لا نُحِبُّكُمُ ... وَلا نَلومُكُمُ أَن لا تُحِبُّونا
أي على أن لا تُحبُّونا.

2- قبلَ أنَّ،

كقولهِ تعالى {شهِدَ اللهُ انهُ لا إِله إلا هو} ، أي شَهِدَ بأنهُ.

واعلم أنهُ إنما يجوزُ حذفُ الجارِّ قبلَ "أن وأنَّ"، إن يُؤمَنِ اللَّبسُ بحذفهِ.
>> فإن لم يُؤمَن لم يَجز حذفهُ، فلا يقالُ "رغِبتُ أن أفعلَ"،

لإشكالِ المراد بعدَ الحذفِ، فلا يَفهمُ السامعُ ماذا أردتَ أرَغبَتك في الفعلِ، أم رغبَتَكَ عنه؟

فيجبُ ذكرُ الحرف ليتعيَّن المرادُ، إلا إذا كان الإبهامُ مقصوداً من السامع.


3- قبلَ "كي" الناصبةِ للمضارع،

كقولهِ تعالى {فرَددناهُ إلى أمهِ كي تَقرَّ عينُها} ، أي لكي تَقرَّ.

واعلم أن المصدرَ المؤوَّل بعد "أنْ وأنَّ وكيْ" في موضع جرَّ بالحرف المحذوف، على الأصحَّ.
وقال بعض العلماءِ هو في موضعِ النصب بنزعِ الخافض.

4- قبلَ لفظِ الجلالة في القسم،

نحو "اللهِ لأخدمنَّ الأمةَ خدمةً صادقةً"، أي والله.

5- قبلَ مُميّز "كم" الاستفهامية، إذا دخل عليها حرفُ الجرِّ،

نحو "بكم درهم اشتريتَ هذا الكتابَ؟ " أي بكم من درهم؟ والفصيحُ نصبُهُ، كما تقدَّم في باب التمييز، نحو "بكم درهماً اشتريته؟ ".

6- بعدَ كلامٍ مُشتملٍ على حرف جرّ مثله،

وذلك في خمس صُوَر

الأولى بعد جوابِ استفهامٍ،

تقول "مِمَّنْ أخذتَ الكتاب؟ "، فيقالُ لك "خالدٍ"، أي من خالد.

الثانية بعد همزةِ الاستفهام،

تقولُ "مررتُ بخالدٍ"، فيقالُ "أخالدِ ابنِ سعيدٍ؟ " أي أبخالدِ بنِ سعيد؟.

الثالثة بعدَ "إن" الشرطّيةِ،

تقولُ "إذهبْ بِمنْ شئتَ، إنْ خليلٍ،

وإنْ حسَنٍ" أي إن بخليلٍ، وإن بحسنٍ.

الرابعةُ بعدَ "هَلاَ"،

تقولُ "تصدَّقتُ بدرهمٍ"، فيقالُ "هَلاّ دينار"، أي هلاّ تَصدَّقتَ بدينار.

الخامسة بعد حرف عطفٍ مَتْلُوٍّ بما يصحُّ أن يكونَ جملةً، لو ذُكرَ الحرفُ المحذوفُ،

كقولك "لخالدٍ دارٌ، وسعيدٍ بُستانٌ"، أي ولسعيد بستانٌ، وقولِ الشاعر [من الرجز]
ما لِمحُبٍّ جَلَدٍ أَنْ يَهْجُرا ... وَلا حَبيبٍ رَأْفةٌ فَيَجْبُرَا
وقولِ الآخر [من البسيط]
أَخْلِقْ بِذي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظى بِحاجتِهِ ... ومُدْمِنِ الْقَرْعِ لِلأَبوابِ أَنْ يَلِجا

أي وبِمُدمنِ القرع.
ومنهُ قولهُ تعالى {وفي خَلقكم وما يَبُثُّ من دآبَّةٍ آياتٌ لقومٍ يُوقنونَ، واختلافِ الليلِ والنهار وما أنزلَ اللهُ من السماءِ من رزقٍ، فأحيا به الأرضَ بعد موتها، وتصريفِ الرِّياح، آياتٌ لقومٍ يعقلون} .