أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


http://hekma.net/play.php?catsmktba=499

سؤال الفتوى :
هذا سؤال ورد إلى الشيخ أبي عبد الله صادق بن عبد الله على موقعه الحكمة والأثر: السلام عليكم و رحمة الله , أريد أن أستبين عن حقيقة المناظرة التي جرت بين الشيخ العلامة المحدث ناصر بن سليمان العلوان فك الله أسره، والشيخ ماهر بن ظافر القحطان،ي هل هي صحيحة، و هل حصلت على الصورة التي أخبر بها في درس من دروسه المنشورة على اليوتوب؟ و جزاكم الله خيرا

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا المدعو ماهر ارتقى مرتقى صعبا وتكلف ما ليس له، فتوهم أنه دخل يوما ما في مناظرة مع الإمام شيخنا سليمان العلوان،
وكنت من الملازمين للشيخ، وكان كثيرا ما يسأل عن هذه الصحيفة وعن أثر ابن عباس المذكور، وكانت هذه هي إجابته دائما، حتى إننا حفظناها من كثرة ما سئل عنها.
ولكن لأن ماهرا هذا، ما كان يشهد مجالس الشيخ؛ ظن أنه يناظر الشيخ، وأن الشيخ لم يستطع مجاراته في الكلام؛ وتوهم أن شيخنا قد فوجئ بأسئلة هذا الماهر.
وما علم هذا المتعالم المفتون، أن الشيخ قَدّرَ أنه غريب على المجلس، ولعله كان كبير سن، ولاحظ شيخنا أن الرجل لا يفهم قواعد المحدثين الكبار، ولا طريقة السلف في التعامل مع أخبار الصدوقين، فلم يُرِد الشيخ إحراجه، ولم يرد تضييع الوقت مع شخص غير منضبط الأصول، مع ضعف واضح فيه من الناحية الحديثية، وقلة فهم من هذا المتعالم، فلما لم يفد معه التعريض زبره الشيخ.
وأكرر مرة أخرى، إن هذا السؤال قد تكرر مرارا على شيخنا، وما توهمه ماهر، هو من بنات أفكاره، وحكايته انتفاشا صولة الأسد.
وكان شيخنا دائما يقرر أن صحيفة علي بن أبي طلحة جيدة ما لم تخالف؛ لأن علي بن أبي طلحة صدوق، فإذا عارض من هو أوثق منه، أو تفرد بأصل في العقائد والأحكام، فإنه لا يقبل.
هذا ما كان الشيخ يكرره مرارا، حتى عقل عنه طلابه ذلك تماما، وهي طريقة السلف في التعامل مع أخبار الصدوقين.
ولكن لما كان ماهر صاحب بضاعة مزجاة في هذا الشأن، توهم أن الجمع مقدم على الترجيح دائما، وما علم أن الجمع إنما يصار إليه إذا كان الخبران بمرتبة واحدة، أما إذا كان أحدهما أصح من الآخر، فإن الأخذ بالأصح وطرح الآخر هو طريقة السلف من المحدثين، بخلاف طريقة الفقهاء، فإنهم يعمدون إلى الجمع، حتى وإن كان أحد الخبرين ضعيفا، فضلا عن الحديث الحسن.
وهذه القاعدة أيضا كان شيخنا يكررها كثيرا، ويذكر عليها الشواهد من تعامل السلف، وما نقل عنهم في ذلك.
ولكن ماهرا هذا لا يفقه هذه الحقائق؛ لأنه لم يشهد مجالس المحدثين الكبار، فأراد إن يرتقي هذا المرتقى الصعب، الذي توهم فيه أنه يناظر هذا الإمام.
والأمر كما قيل:
وابن اللبون إذا مالز في قرن.. ..لم يستطع صولة البزل القناعيس
وكما قيل:
من سكن في غير عشه أتى بالعجائب.
فهذه المناظرة لا محل لها من الحقيقة، بل كان هذا الماهر مجرد سائل من عرض الكثيرين الذين كانوا يثنون الركب تحت الشيخ الإمام، فتوهم أنه في حلة اهل العلم، بل ومن المناظرين لأئمة الهدى والحديث، والله المستعان.
والله أعلم