بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ..

نواصل معاً .. بشارات للتائبين والتائبات ..

البشارة الثانية

إن الله يحب التوابين والتائبات

فابشر أيها التائب .. وابشري أيتها التائبة .. بأن الرحمن الرحيم يحب التوابين من عباده ، الذين يكثرون التوبة والندم ، والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى :

" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "

قال ابن كثير رحمه الله : أي التوابين من الذنب وإن تكرر غشيانه .

وقال السعدي رحمه الله : أي التوابين من ذنوبهم على الدوام .

وهذه والله بشارةٍ عظيمة لمن وفقه الله لتوبةٍ نصوح واستمر على عمل الصالحات ، وكل ما زلت به القدم ووقع في ذنبٍ من الذنوب صغيراً أو كبيراً .. عاد إلى الله وتاب إليه ..

وهذه من صفات عباد الله الصالحين : " والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاءهم مغفرةُ من ربهم وجناتُ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين "

فلنحرص أيها التائبون والتائبات على ما يحببنا لرب الأرض والسموات .. فهنيئاً لمن أحبه الله .

روى صلى الله عليه وسلم عن ربه : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ) .

إنها محبة الله عز وجل ، وما أعظمها من محبة .

تلك المحبة التي جعلها لأوليائه : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "

روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل : إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ) متفق عليه .

جعلني الله وإياكم منهم .



ولا زال للبشارات بقية ..