أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال الامام الماوردى رحمه الله :

وفي الحديث « أشدُّ النَّاسِ بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل » .

فال أبوعمرو :

حديث صحيح :
أما لفظ المصنف فقد أخرجه الطحاوي في (مشكل الآثار) (3 / 62) من طريق المنجاب بن الحارث عن شريك عن سماك عن مُصعب بن سعد عن أبيه عن النبي ق قال : « أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل .
وهذا إسناد ضعيف، لضعف شريك .
والصحيح ما أخرجه : الترمذي (2398) وابن ماجة (4023) وأحمد (1 / 185) ابن حبان (2901) وأبو يعلى (830) والبزار (1434) والحاكم (1 / 41) وعنه البيهقي في (الشعب) (9775) من طرق عن حماد بن زيد حدثنا عاصم بن بهدلة حدثني مُصعب بن سعد عن أبيه قال : قلت : لرسول الله ق: أي الناس أشد بلاءٍ ؟
قال : فقال : الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صُلبًا، أشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رِقة، ابتلي على حسبت دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة .
وهذا إسناد حسن؛ من أجل عاصم بن بهدلة، فقد لخص حاله الحافظ بقوله : صدوق، =
= له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون .
وأخرجه أحمد (1 / 173- 174) والطيالسي (215) والبيهقي في (السنن) (3 / 372) وفي (شعب الإيمان) (9775) عن شعبة عن عاصم بن بهدلة .... به .
وهذا إسناد حسن كذلك من أجل بهدلة .
أخرجه أحمد (2 / 172، 180)، والطيالسي (215) وابن أبي شيبة (3 / 233) وعبد بن حميد (146) والدارمي (2 783) والبزار (1155) وابن حبان (2900، 2921) والحاكم
(1 / 41) والبيهقي في (السنن) (3 / 372- 373) من طرق عن عاصم ... به .
قال أبو عمرو :
فالحديث صحيح، فقد رواه جبال عن عاصم ... به، منهم سفيان الثوري وحماد بن زيد، وهشام الدستوائي ثلاثتهم عن عاصم ... به .
فائدة :
قوله : الأمثل فالأمثل .
قال ابن الأثير في «النهاية» (4 / 296) .
أي : الأشرف فالأشرف، والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة .
يقال : هذا أمثل من هذا، أي : أفضل وأدنى إلى الخير .
وأماثلُ الناس : خيارهم .
قال العلامة ابن منظور / .
وهو من قولهم : هو أَمْثل قومه، أي : أفضل قومه .
الجوهري : فلان أَمْثل بني فلان، أي : أدناهم للخير، وهؤلاء أماثل القوم أي : خيارهم، انظر (لسان العرب) مادة (مثل) (8 / 201) .
وقال الراغب الأصبهاني .
(وأماثل القوم) كناية عن خيارهم