أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قوله رحمه الله تعالى : (( بسم الله الرحمن الرحيم ))
هذه الجملة هي أول جمل هذا الكتاب استهلها المصنف ـ رحمه الله ـ بالبدء بالبسملة وهي : ( بسم الله الرحمن الرحيم )
كسائر رسائل أهل العلم ومؤلفاتهم , وذلك لعدة أمور : 1) اقتداء بكتاب الله عز وجل : حيث إن أول آية فيه هي : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، وقد حكى الإجماع على أنها أول آي القرآن غير واحد من العلماء، ومن أولئك الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في : (( تفسيره )) .
2) اقتداء بكتاب نبي الله سليمان - عليه السلام : - قال الله - تعالى -: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[النمل: 30].
3) اتِّباعًا لسُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ومن ذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يبدأ بالبسملة في أوائل كتبه للملوك وما إليهم ، ومن أمثلة ذلك ما ثبت في "صحيح البخاري" من حديث أبي سفيان - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب كتابًا إلى هرقل، ابتدأه بـ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، فالبداءة بها سُنة متَّبَعة
(1) بسم : الجار والمجرور فى (( بسم الله )) متعلق بمحذوف ٍفعل مؤخرٍ مناسبٍ للمقام تقديره ((بسم الله أكتب أو بسم الله أصنف ))
وهنا فى الرسالة (( بسم الله أبدأ )) أو (( بسم الله أصنف )) .
وقدر فعلاً لأن الأصل في العمل الأفعال لا الأسماء .
وقدرمؤخراً لفائدتين:
الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
الثانية: لإفادة الحصر لأن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر .
وقدر مناسباً لأنه أدل على المراد فلو قلنا مثلاً عندما نريد أن نقرأ كتاباً
" بسم الله نبتدئ " ، لكن " بسم الله أقرأ " يكون أدل على المراد الذي أبتدئ به.
(2) الله : علم على الباري جل وعلا وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء ومعناه : المألوه أى : المعبود محبة وتذللاً وتعظيماً
(3) الرحمن : اسم من الأسماء المختصة بالله عز وجل لا يطلق على غيره
و معناه : ذو الرحمة الواسعة. وصيغة ( فعلان ) تدل على السعة وتدل على الإمتلاء فالرحمن : المتصف بالرحمة الواسعة
(4) الرحيم يطلق على الله عز وجل وعلى غيره ،
ومعناه : ذو الرحمة الواصلة ، فالرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة فإذا جمعا صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء
من عباده كما قال الله تعالى: ﴿ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ{سورة العنكبوت، الآية: 21} .